إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة - رمضان جربوع: هل أصبحت ليبيا "هتيكة"؟
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة - رمضان جربوع: هل أصبحت ليبيا "هتيكة"؟
مقالات مختارة
رمضان جربوع: هل أصبحت ليبيا "هتيكة"؟
1-5-2012
نشرت بليبيا اليوم الورقية بتاريخ 30-4-2012 - نعرّف أن الهتيكة من "تهتك" البنيان أي تحطم واضمحل وابتلي بالانحلال، ونكاد نجزم بأن الدولة الليبية أو ما تبقى من بنيانها، تعيش في حالة تهتك، وما قد يدفعنا لهذا الحكم ما نراه من تردي الأوضاع الأمنية وهيمنة الميليشيات على مواقع الدولة ورفضها تسليم ما لديها للأجهزة المسؤولة في ليبيا، ضعف صارخ، وقد يكون ناتجا، في أداء الحكومة والمجلس ثم الصراع والتنابز بالاتهام من قبل الطرفين علنا وعلى الهواء مباشرة، وغياب شبه كامل عن الوعي من قبل بعض أعضاء المجلس بأهداف الثورة التي دفع الآلاف من الليبيين أرواحهم في سبيل الحرية والديمقراطية. وقد يفيد هنا الإشارة إلى الجلسة العلنية التي أذيعت على الهواء للمجلس الانتقالي حيث قام السيد مصطفى عبد الجليل باقتراح إعادة تشكيل المجلس اعتمادا على ما تتقدم به المجالس المحلية المنتخبة إلا أن الاقتراح واجه معارضة قوية من قبل الأعضاء مما دفع رئيس المجلس إلى اتهام مبطن لهم بأنهم لا يحبذون الديمقراطية – وإن خفف الحدة في الرد فيما بعد. ولا ننسى ارتفاع وتيرة الاعتصامات بل نقول بعضها تحول إلى اعتداءات مباشرة على دوائر الحكومة وأجهزتها مثل شركات النفط والسجون والمصارف وغيرها. نلاحظ ايضا ثوار "آخر يوم" ومن تسلل معهم من عتاة المصلحيين وطحالب النظام السابق والهاربون من السجون والسرّاق والماجنين فأصبحوا يعيثون في أرجاء الوطن فسادا وسلبا ونهبا وسطوا.
لعل الطامة الكبرى تتمثل في صياغة مشروع قانون الأحزاب حيث تم النص على إقصاء الأحزاب التي تتخذ مرجعيتها من القبيلة أو الجهة أو الدين أو اللغة. سمعنا فيما بعد بأن إعلان القانون تم تاخيره للمراجعة ربما. المشروع كما ورد في وكالات الأنباء العالمية معيب وغير ديمقراطي أساسا وجوهرا بل نذهب إلى القول بأن فقهاء أنظمة تونس أيام زين العابدين أو حسني مبارك في مصر أو بشار في سوريا لن يستطيعوا التفوق على هذه الصياغة. الغير الديمقراطية في مفهومها والتي من شروطها الحق في التجمع وتشكيل الأحزاب ولا يمكن منطقيا إقصاء أي حزب يتخذ من الدين مرجعية أو ينشد نشر لغة ما أو يكون له تواصل مع تيارات سياسية وفكرية في العالم العربي أو الإسلامي أو العالم كله بوسعه الذي صار فعلا لا قولا قرية كبرى. الشرط الذي يجب أن يفرض بقوة القانون هو شفافية التمويل وعدم استعمال القوة أو تشكيل ميليشيات مسلحة أو العمل في الخفاء تحت الأرض والالتزام الكامل بالقانون. أعضاء المجلس الذين اعتمدوا هذا التوجه المعيب والقاصر الذي نتمنى عدم ترسيخه غير مدركين لروح الديمقراطية وما تستوجبه. نطالب بعدم النص على أي إقصاء كان سواء لتنظيمات سياسية ذات مرجع ديني مثل الإخوان المسلمين أو السلفيين الوهابيين او التنظيمات التي يتعارف عليها بأنها يسارية بأنواعها ماركسية أو تروستكية أو شيوعية أو غيرها وكذلك التيارات الليبيرالية أو ما يسميه الناس بالعلمانية وغيرها. لا خوف علينا إطلاقا ويجب أن تكون لدينا الثقة في شعبنا وما يختاره، فالحكم له أولا وآخرا وهذه هي الديمقراطية بكل بساطة، الحكم للشعب ولا غيره، صندوق الاقتراع هو الفيصل فيما سيكون عليه تشكيل مجلس الأمة بمجلسيه، شيوخ ونواب. عدم العمل بهذا المبدأ سيدفع الذين يتم إقصائهم إلى اللجوء إلى العمل سرّا وربما استخدام السلاح والدخول في متاهات وتطاحن لا حاجة لنا به أبدا. سيؤدي بنا ذلك إلى التهتك والدمار الكامل لوطننا، وليعلم الجميع بأن الغرب بدواعي قربنا منهم جغرافيا واقتصاديا لن يسمح بذلك وسيتدخل كما فعل في أفغانستان والعراق والخليج. ولن تصبح ليبيا لنا بل لغيرنا.
ما الحل؟ ...
أما وقد بلغ الأمر هذا المستوى فيجب أن نكون واقعيين ونركز جهودنا على تنفيذ العملية الانتخابية مع علمنا بما سيلحقها من قصور في مخرجاتها ولكنه ستكون بداية وستكتسب السلطة الناتجة على الأقل شرعية لا تزال مفقودة عندنا. وإذا كان هناك تضارب في التوجهات هذه الأيام، فليجتمع المجلس الانتقالي وحكومته سوية وعلانية أمام الناس على الشاشات وليصلوا إلى حل وسط وليستبدلوا من كان سيئ الأداء سواء من الحكومة أو من المجلس ذاته. تمكين الشعب من مشاهدة الشجار المتوقع سيخفض من حدته وسيجعلنا نرى عيانا من المقصر ومن صاحب الكفاءة ومن النبيه ومن هو الأحمق المعسر ذهنيا.
كلمة أسف وحزن أخيرة لنعبر عن أسانا وخيبة أملنا في بعض نخبنا وكوادرنا التي تكونت في جامعات العالم المعتبرة وهي تنجر بذات الحمية، حمية الجاهلية تجاه الآراء التي لا تتوافق مع ما يرون. سبحانك لك الأمر من قبل ومن بعد.
رمضان جربوع
رمضان جربوع: هل أصبحت ليبيا "هتيكة"؟
1-5-2012
نشرت بليبيا اليوم الورقية بتاريخ 30-4-2012 - نعرّف أن الهتيكة من "تهتك" البنيان أي تحطم واضمحل وابتلي بالانحلال، ونكاد نجزم بأن الدولة الليبية أو ما تبقى من بنيانها، تعيش في حالة تهتك، وما قد يدفعنا لهذا الحكم ما نراه من تردي الأوضاع الأمنية وهيمنة الميليشيات على مواقع الدولة ورفضها تسليم ما لديها للأجهزة المسؤولة في ليبيا، ضعف صارخ، وقد يكون ناتجا، في أداء الحكومة والمجلس ثم الصراع والتنابز بالاتهام من قبل الطرفين علنا وعلى الهواء مباشرة، وغياب شبه كامل عن الوعي من قبل بعض أعضاء المجلس بأهداف الثورة التي دفع الآلاف من الليبيين أرواحهم في سبيل الحرية والديمقراطية. وقد يفيد هنا الإشارة إلى الجلسة العلنية التي أذيعت على الهواء للمجلس الانتقالي حيث قام السيد مصطفى عبد الجليل باقتراح إعادة تشكيل المجلس اعتمادا على ما تتقدم به المجالس المحلية المنتخبة إلا أن الاقتراح واجه معارضة قوية من قبل الأعضاء مما دفع رئيس المجلس إلى اتهام مبطن لهم بأنهم لا يحبذون الديمقراطية – وإن خفف الحدة في الرد فيما بعد. ولا ننسى ارتفاع وتيرة الاعتصامات بل نقول بعضها تحول إلى اعتداءات مباشرة على دوائر الحكومة وأجهزتها مثل شركات النفط والسجون والمصارف وغيرها. نلاحظ ايضا ثوار "آخر يوم" ومن تسلل معهم من عتاة المصلحيين وطحالب النظام السابق والهاربون من السجون والسرّاق والماجنين فأصبحوا يعيثون في أرجاء الوطن فسادا وسلبا ونهبا وسطوا.
لعل الطامة الكبرى تتمثل في صياغة مشروع قانون الأحزاب حيث تم النص على إقصاء الأحزاب التي تتخذ مرجعيتها من القبيلة أو الجهة أو الدين أو اللغة. سمعنا فيما بعد بأن إعلان القانون تم تاخيره للمراجعة ربما. المشروع كما ورد في وكالات الأنباء العالمية معيب وغير ديمقراطي أساسا وجوهرا بل نذهب إلى القول بأن فقهاء أنظمة تونس أيام زين العابدين أو حسني مبارك في مصر أو بشار في سوريا لن يستطيعوا التفوق على هذه الصياغة. الغير الديمقراطية في مفهومها والتي من شروطها الحق في التجمع وتشكيل الأحزاب ولا يمكن منطقيا إقصاء أي حزب يتخذ من الدين مرجعية أو ينشد نشر لغة ما أو يكون له تواصل مع تيارات سياسية وفكرية في العالم العربي أو الإسلامي أو العالم كله بوسعه الذي صار فعلا لا قولا قرية كبرى. الشرط الذي يجب أن يفرض بقوة القانون هو شفافية التمويل وعدم استعمال القوة أو تشكيل ميليشيات مسلحة أو العمل في الخفاء تحت الأرض والالتزام الكامل بالقانون. أعضاء المجلس الذين اعتمدوا هذا التوجه المعيب والقاصر الذي نتمنى عدم ترسيخه غير مدركين لروح الديمقراطية وما تستوجبه. نطالب بعدم النص على أي إقصاء كان سواء لتنظيمات سياسية ذات مرجع ديني مثل الإخوان المسلمين أو السلفيين الوهابيين او التنظيمات التي يتعارف عليها بأنها يسارية بأنواعها ماركسية أو تروستكية أو شيوعية أو غيرها وكذلك التيارات الليبيرالية أو ما يسميه الناس بالعلمانية وغيرها. لا خوف علينا إطلاقا ويجب أن تكون لدينا الثقة في شعبنا وما يختاره، فالحكم له أولا وآخرا وهذه هي الديمقراطية بكل بساطة، الحكم للشعب ولا غيره، صندوق الاقتراع هو الفيصل فيما سيكون عليه تشكيل مجلس الأمة بمجلسيه، شيوخ ونواب. عدم العمل بهذا المبدأ سيدفع الذين يتم إقصائهم إلى اللجوء إلى العمل سرّا وربما استخدام السلاح والدخول في متاهات وتطاحن لا حاجة لنا به أبدا. سيؤدي بنا ذلك إلى التهتك والدمار الكامل لوطننا، وليعلم الجميع بأن الغرب بدواعي قربنا منهم جغرافيا واقتصاديا لن يسمح بذلك وسيتدخل كما فعل في أفغانستان والعراق والخليج. ولن تصبح ليبيا لنا بل لغيرنا.
ما الحل؟ ...
أما وقد بلغ الأمر هذا المستوى فيجب أن نكون واقعيين ونركز جهودنا على تنفيذ العملية الانتخابية مع علمنا بما سيلحقها من قصور في مخرجاتها ولكنه ستكون بداية وستكتسب السلطة الناتجة على الأقل شرعية لا تزال مفقودة عندنا. وإذا كان هناك تضارب في التوجهات هذه الأيام، فليجتمع المجلس الانتقالي وحكومته سوية وعلانية أمام الناس على الشاشات وليصلوا إلى حل وسط وليستبدلوا من كان سيئ الأداء سواء من الحكومة أو من المجلس ذاته. تمكين الشعب من مشاهدة الشجار المتوقع سيخفض من حدته وسيجعلنا نرى عيانا من المقصر ومن صاحب الكفاءة ومن النبيه ومن هو الأحمق المعسر ذهنيا.
كلمة أسف وحزن أخيرة لنعبر عن أسانا وخيبة أملنا في بعض نخبنا وكوادرنا التي تكونت في جامعات العالم المعتبرة وهي تنجر بذات الحمية، حمية الجاهلية تجاه الآراء التي لا تتوافق مع ما يرون. سبحانك لك الأمر من قبل ومن بعد.
رمضان جربوع
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة : رمضان جربوع .... السلاح الفعّال الوحيد
» مقالات مختارة - في ليبيا، إذا لم تستَحٍ
» مقالات مختارة : قطر والرهانات الخاسرة في ليبيا. ماذا بعد؟؟
» مقالات مختارة - سلطان الحطاب : ليبيا..لا بأس عليكم !
» مقالات مختارة :: لعزل السياسي في ليبيا.. لماذا نعم؟
» مقالات مختارة - في ليبيا، إذا لم تستَحٍ
» مقالات مختارة : قطر والرهانات الخاسرة في ليبيا. ماذا بعد؟؟
» مقالات مختارة - سلطان الحطاب : ليبيا..لا بأس عليكم !
» مقالات مختارة :: لعزل السياسي في ليبيا.. لماذا نعم؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR