لكل مرحلة سلاح يناسبها

لكل مرحلة سلاح يناسبها

بسم الله

لقد خاض الإنسان منذ وجوده علي هذه الأرض صراعات كثيرة تعددت مراحلها كما تنوعت اسلحتها بين العضلات والعقل ، ليس من اجل البقاء فحسب وإنما من اجل ان يعيش حياة سعيدة كريمة رغدة العيش آمنه . كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف : " فيما أخرجه البخاري والترمذي وغيرهما : ( من بات آمناً في سربه معافاً في بدنه عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها (

ولقد عاش اليبيون خلال ثورة 17فبراير مرحلة التحرير من أجل إسقاط نظام فسدت أركانه وتعفنت مؤسساته حتى أزكمت رائحته الأنوف وأصبح لزاما علي كل مواطن أن يطالب برحيل شخوصه بأي طريقة ممكنه ، ولما استعصى عليهم ذلك من خلال التظاهرات السلمية احتاجوا إلى سلاح يوصلهم إلى غايتهم ويحقق لهم آمالهم ، فلجؤا إلى استعمال العضلات ؛ أي السلاح الناري من بنادق وقذائف ومدرعات وسيارات حتى تمكنوا من تحقيق آمالهم بإسقاط رأس النظام وقتله فتهاوت أركانه عرشه الهش المبني علي اوكار الفساد . وبذلك انتهت المرحلة الأولى من الصراع .

والآن بدات المرحلة الثانية وهي بناء الدولة المنشودة ، دولة القانون والديمقراطية التي يسودها الأمن والعدل والكرامة والحرية . وبالانتقال إلى هذه المرحلة فقد اختلف السلاح المطلوب ؛ أي الانتقال من سلاح العضلات إلى سلاح العقل والعمل الجاد ، فليبيا فيها من الكوادر القادرة علي بناء الدولة وتصدر هذه المرحلة بحكمة وعلم واقتدار ، كما أن سواعد الشباب التي يملؤها الحماس قادرة علي البناء بعد التخلي عن سلاح التحرير والتسلح بالعقل والعلم .

ولذلك من تراه لازال يحمل سلاح التحرير فهو لم يستعمل عقله بعد ، ولم يكن قد اندمج في مرحلة البناء ، بل اصبح عبأ ثقيلا علي إخوانه الذين شرعوا في الاستعداد لبناء دولتهم المنشوده ، فيا أخي عُد إلى رشدك وسلم سلاحك وسارع للمشاركة مع أخوانك حتى تنال شرف البناء بعد شرف التحرير .

هكذا هو نداء العقل السليم والرأي الرشيد لتحقيق الأمل بتحفيز الشباب لأنهم هم رجال المرحلة القادمة ، فيجب أن يثبتوا جدارتهم في ذلك ، فما قامت دولة الإسلام الأولى إلا علي أكتاب الشباب أمثال علي بن ابي طالب واسامة بن زيد وعبدالله ابن عمر وغيرهم كثير ..

نأمل أن تصحوا عقول الشباب لهذه الكلمات ويبصروا دورهم الحقيقي ويتركوا اللهو ويتمثلوا شخصية الرجال وهمتهم حتى يكونوا خير خلف لأحسن سلف . والله الموفق ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته