إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
القذافي :إنسان الرّمال المتحرّكة بتفوّق
صفحة 1 من اصل 1
القذافي :إنسان الرّمال المتحرّكة بتفوّق
ثوار الكلمة الشريفه
كتب السيد محمد فطومى هذا المقال يوم 21 فبراير 2011 اى يوم سقوط كتيبة الفضيل فى بنغازى كتبة والشعب الليبى غير مصدق انه قد سحق الكتيبة بانيانة وصبرة واصرارة . ثوار كانو معنا لا نعلم عنهم شياء
اليوم لا يسعنا الا ان نقول لهم .................... شكرا
dude333
كتب السيد محمد فطومى هذا المقال يوم 21 فبراير 2011 اى يوم سقوط كتيبة الفضيل فى بنغازى كتبة والشعب الليبى غير مصدق انه قد سحق الكتيبة بانيانة وصبرة واصرارة . ثوار كانو معنا لا نعلم عنهم شياء
اليوم لا يسعنا الا ان نقول لهم .................... شكرا
dude333
القذافي :إنسان الرّمال المتحرّكة بتفوّق
كتبها محمد فطومي فى 21/2/2011
سؤال مشروع في عفويّته و طرقه الملحّ،يتبادر إلى الأذهان دون تعقيد سياسيّ أو مراوغات دبلوماسيّة:ما الذي ينقص الشّعب الّليبي كي ينتفض؟
ليس خافيا أنّ الدّول العربيّة المحرومة و الميسّرة منها على حدّ سواء على يقين بأنّ الّليبيين ينعمون بعيش كريم على كلّ المستويات،ليس خافيا لكنّه اليوم مخفيّ بتجاهل من يراقب و لا يراهن على موضوعيّة الثّورة.و أتحمّل مسؤوليّتي كاملة و لا أتناقض إذا قلت بأنّه حكم سخيف و قصير النّظرة و إن كان يقترب في جانبه المادّي من الحقيقة مع حفظ بعض الاستثناءات المتفرّقة فوق أرض ليبيا الغنيّة بمواردها،و الجدل هنا يكمن في البتّ في الملفّ الّليبي و إقفاله ضمنيّا،دون عناء البحث عن مآخذهم التي لا يمكن إلاّ أن تكون محترمة و ذات طابع ليبيّ صرف،ما داموا قد خرجوا بالآلاف عراة الصّدور في مواجهة صواريخ و رصاص مضادّ للطّائرات.على الأقلّ كانوا يعرفون بأنّ الرّصاص يقتل،و الموت معناه فقد للحياة!
سؤال مباشر و مجرّد من زيغ الخطاب التّحليلي للقضايا العربيّة نحو الضّبابيّة و الخروج عن النصّ،فما عاد يسعنا الوقت لتسلّق القضّيّة الأصليّة على مراحل ،و لا قاموس التّفسيرات الجاهزة يجدي في وصف المأساة،و ليبيا تبكي دما منذ ثمانية أيّام،و لا عاد هناك ما يخفيه الأشقّاء عن بعضهم،و لا من يهابون أقبيته،و لا ما يجعلنا نحوم حول المسائل من بعيد خوف الَقَََََرْص.و لنتحدّث بصراحة:إنّ الصّمت العربيّ و الدّولي على المجازر التي ترتكب في بنغازي و العاصمة و غيرها من المحافظات مأتاه أنّ كلا الطّرفين لا يعترف لثورة ليبيا بنضج النّواة و يعتبرها غير مبرّرة،موقف كهذا أعتبره أكثر خطرا من الممارسات القمعيّة التي يشنّها القذّافي بآلة الحرب على السّاخطين في الشّوارع،لأنّهم تعسّفوا عليها بإسقاط التّجربتين التونسيّة و المصريّة و قارنوا المطالب الواحد بالآخر على نحو سطحيّ أنانيّ و كسول يحكم على ظاهر البناية و يتغافل عمّا يجري بداخلها،هذه الممارسة لا تبطل الانتفاضة الّليبيّة و حسب بل و تتّهمها بصوت مكتوم باستيراد المظالم و تصنّف الحركة في أحسن الأحوال ضمن خانة تأثّر الأمم ببعضها بسبب أو بدونه.
لقد سئم الشّعب الّليبي و اختنق بسبب أنشوطة البداوة التي أُريد بها تجهيله و ضاق ذرعا بحجّة الأصالة المبطّنة بنيّة عزله و دفنه تحت مسمّى التّراث. اثنان و أربعون عاما و القذّافي يبسط على شعبه خلاصة القطوف الفلسفيّة الاشتراكيّة و الرّأسماليّة التي قيّض له الاطّلاع عليها دون أن يكون قد وعاها جيّدا،فهي الاشتراكيّة أسوة بروسيا و هي العظمى التي لا تقلّ شأنا عن بريطانيا و هي الجمهوريّة و هي المملكة و هي المصالحة مع الحضارة الغربيّة و هي الانغلاق على التّاريخ و تقديس الماضي .و لم يكن للقذّافي فكر قياديّ أو اقتصاديّ محدّد فقد مزج بين النّمط الاشتراكيّ في التّصرّف في الثّروات و بين النّمط الرّأسمالي في التّنمية و النّزعة الاستهلاكيّة المترفة عند أهل الخليج آنذاك و الأسلوب البورقيبي في تمرين الشّعب و ترويضه و صهره في القالب الذي يريد.
أجرم القذّافي أكثر من بن علي و مبارك حين تخلّى عن شعبه و أهانه و هو يسحب عمدا بساط المعرفة من تحته و يدفع به نحو التّرهّل العلميّ و الثّقافيّ و يحتكر التّخطيط و يعبّد طريق الاستهلاك السّلبي و يزيّن لهم أنّ المال يشتري كلّ شيء كي يصنع قطيعا هشّا متخلّفا تسهل السّيطرة عليه و تسخيره،و أوهمهم بأنّه نابغة ذو فراسة و بأنّه الأذكى و الأقدر على التّفكير و استنباط الحلول و شرح الظّواهر و الأكثر دراية بما يصلح بليبيا و بشعبها،و استغنى عن عقولهم و ركنها جانبا معوّلا فقط على سواعدهم،و تقتصر الشّورى في عرفه على خدع سمعيّة بصريّة تجعلك تظنّ بأنّه يشرّك الآخرين معه في اتّخاذ القرار و الحال أنّ اجتماعاته الأبديّة هي عبارة عن طرح مذعور للمشاكل من جهة النّواب أو الوزراء،و حلول كنقر الدّجاج من جهته.و يبدو أنّ ثمّة استبداد كبير غير مسبوق في احتكار العمل الذّهني،تفوق الحاجة للفكاك منه حاجة الجياع إلى الرّغيف و حاجة العاطلين عن العمل لإيجاد شغل شريف؛إنّها الكرامة ،أنا الشّعوب و ظمؤها الشّديد، الشّديد ،للانتقال من هوان الاعتراف الإجباريّ بعبقريّة الحاكم و الولاء بالسّاعد لرجاحة عقله مقابل البذخ و يسر المعيشة إلى مرتبة البناء العقلي للوطن و المساهمة في عمليّة الإصلاح.كيف يمكن لأبناء البلد أن يعيشوا في بلدهم نصف قرن من الزّمان محرومين من إبداء الرّأي و المساهمة في الارتقاء به و اقتراح مناهج و استراتيجيّات تمثّل أبسط حقوقهم فوق رقعة الأرض تلك و حقوق الوطن عليهم.و تمكّن منهم طيلة عقود هاجس مرّ لعين بأنّهم يبخلون على أرضهم بما تعلّموا و بأنّهم خذلوها إذ تركوها بإقرار تحت الغصب بين يدي القطب الفكريّ الواحد الأوحد يشكّلها و يحدّد مصيرها و مسيرها كما يشاء و يورّثها من بعده لمن يشاء.
فهم القذّافي مبكّرا أنّ من واجبه التّوجّه إلى الشّعب التّونسي بكلمة حانقة يستنكر فيها ثورتهم و يسخر من حماسهم لما تحقّق لهم بفضلها و تحدّث عن خبال الحركة الشّعبيّة بتونس و تنبّأ لهم بالسّقوط الحتميّ في مزالق و كبوات هم ماضون نحوها لا محالة.و لم يفهم بأنّ عليه أن يلقي خطابا على شعبه الثّائر،بعد أوّل حصيلة لشهداء ليبييّن.كلمته تلك ألقاها بعنوان الغيرة على الجارة العربيّة.خطوة مفضوحة أراد من ورائها تحذير الشّعب الّليبي و تهديده بصورة غير مباشرة كما ليقول لهم بنبرة الاستخفاف و النّرجسيّة ذاتها:"حذار أن تستهويكم الثّورة في تونس و تحدّثكم أنفسكم بتكرار الخيبة!"،و نام ليلته تلك مطمئنّا ،طربا لأنّ غيمة الغضب أمطرت و ستمطر أبدا بعيدا عنه و ظنّ بأنّه ضحك من الشّعبين بحبكة واحدة.
شعب صرخ جهارا بملىء الحناجر أن ارحل لا نريدك،فهل تعتقد بأنّه سيتراجع أم حسبت بأنّهم يمزحون بدمائهم؟النّاس يتظاهرون للإطاحة بفوضى الحكم و النّظريّات الصّفراء التي أحبطت محاولاتهم للتّأمّل و تقصّي فلسفات جديدة،و القذّافي و نجله يقرؤون ذلك على أنّ النّاس يتظاهرون بالموت!
ليبيا تمّحي و الغرب يداعب الأحداث كفِرَاء غزير لقطّ تركي،و لا إثم على من تربّى على طاعة المصالح.
ليبيا الهرمة التي ابتلعت طُعم الرّفاهة تبكي اليوم تواطؤها مع قائد حنّطها باسم الهويّة،و الشّباب هم الذين دفعوا الثّمن و استغفروا لها بأرواحهم الخفيفة،و التهموا نظام القذّافي و ترسانته الحربيّة بأفواههم،و إن بدا العكس.و صحيح أنّ المعركة غير متكافئة و لكن كتائب المشعوذين المأجورة قد طُويت صفحتها هي و مؤجّرها،و صارت تموت كلّما قَتَلَت،و تحوّل يقينها بالنّصر إلى عناد السفّاح المحاصَرِ الذي ما عادت القوّات الخاصّة بحاجة إليه حيّا.أو كضفادع كوستريكا الملوّنة؛و هي ضفادع مسمومة يا سادة ،لا تنفث سمّها و لا هو يقتل ملمسها و لا هي تعضّ أو تلدغ أو تُخيف..لم السمّ إذن؟إنّها تحمله عجبا كي لا تموت وحدها إذا ما اُبتُلِعت..
فلا تجزعي يا ليبيا القديمة،يا جسد الفنون و أمّ الإنسان،إنّ إنسان البلاّعات الرّمليّة قد فرّ إلى دهليز التّاريخ،و الشّعب الواحد الصّامد لا يضرّه ضفدع ملغوم..القائد،العقيد،البطل،الذي أوهم الأجيال بأنّه يكره إيطاليا و الإيطاليّين و من حالفهم ضدّ ليبيا،كان مشغولا عنك طوال الأيّام الماضية بدراسة أساليبهم الحربيّة لمحق عمر المختار..ثمّ فرّ..
لقد انتهى العصر القصديريّ و رحل البطل من ليبيا،و ترك فيكم مرتزقة سيبيدها شرفاء الجيش و أبناء البلد الأحرار،فلا تنتظروا صحوة ضمير من أحد،لأنّ العالم أصلا يُنصف القذّافي و يعتبره ضحيّة كان لابدّ له أن يثأر كي ينجو ببدنه و أمواله و كرامته معا.
و أجزم أن لا الدّكتاتور و لا أبناؤه يشاركونكم الهواء الآن.فلا تنتظروا دابّة الأرض حتّى تنخر عصيّهم كي تكتشفوا أنّهم منذ البداية خائرون.
****
العزّة لشهداء ليبيا الذين حاربوا كلّ القياصرة و الأباطرة و المفسدين و الطّغاة و الفراعنة مجتمعين في رجل واحد.
محمد فطومي
21/2/2011
كتبها محمد فطومي فى 21/2/2011
سؤال مشروع في عفويّته و طرقه الملحّ،يتبادر إلى الأذهان دون تعقيد سياسيّ أو مراوغات دبلوماسيّة:ما الذي ينقص الشّعب الّليبي كي ينتفض؟
ليس خافيا أنّ الدّول العربيّة المحرومة و الميسّرة منها على حدّ سواء على يقين بأنّ الّليبيين ينعمون بعيش كريم على كلّ المستويات،ليس خافيا لكنّه اليوم مخفيّ بتجاهل من يراقب و لا يراهن على موضوعيّة الثّورة.و أتحمّل مسؤوليّتي كاملة و لا أتناقض إذا قلت بأنّه حكم سخيف و قصير النّظرة و إن كان يقترب في جانبه المادّي من الحقيقة مع حفظ بعض الاستثناءات المتفرّقة فوق أرض ليبيا الغنيّة بمواردها،و الجدل هنا يكمن في البتّ في الملفّ الّليبي و إقفاله ضمنيّا،دون عناء البحث عن مآخذهم التي لا يمكن إلاّ أن تكون محترمة و ذات طابع ليبيّ صرف،ما داموا قد خرجوا بالآلاف عراة الصّدور في مواجهة صواريخ و رصاص مضادّ للطّائرات.على الأقلّ كانوا يعرفون بأنّ الرّصاص يقتل،و الموت معناه فقد للحياة!
سؤال مباشر و مجرّد من زيغ الخطاب التّحليلي للقضايا العربيّة نحو الضّبابيّة و الخروج عن النصّ،فما عاد يسعنا الوقت لتسلّق القضّيّة الأصليّة على مراحل ،و لا قاموس التّفسيرات الجاهزة يجدي في وصف المأساة،و ليبيا تبكي دما منذ ثمانية أيّام،و لا عاد هناك ما يخفيه الأشقّاء عن بعضهم،و لا من يهابون أقبيته،و لا ما يجعلنا نحوم حول المسائل من بعيد خوف الَقَََََرْص.و لنتحدّث بصراحة:إنّ الصّمت العربيّ و الدّولي على المجازر التي ترتكب في بنغازي و العاصمة و غيرها من المحافظات مأتاه أنّ كلا الطّرفين لا يعترف لثورة ليبيا بنضج النّواة و يعتبرها غير مبرّرة،موقف كهذا أعتبره أكثر خطرا من الممارسات القمعيّة التي يشنّها القذّافي بآلة الحرب على السّاخطين في الشّوارع،لأنّهم تعسّفوا عليها بإسقاط التّجربتين التونسيّة و المصريّة و قارنوا المطالب الواحد بالآخر على نحو سطحيّ أنانيّ و كسول يحكم على ظاهر البناية و يتغافل عمّا يجري بداخلها،هذه الممارسة لا تبطل الانتفاضة الّليبيّة و حسب بل و تتّهمها بصوت مكتوم باستيراد المظالم و تصنّف الحركة في أحسن الأحوال ضمن خانة تأثّر الأمم ببعضها بسبب أو بدونه.
لقد سئم الشّعب الّليبي و اختنق بسبب أنشوطة البداوة التي أُريد بها تجهيله و ضاق ذرعا بحجّة الأصالة المبطّنة بنيّة عزله و دفنه تحت مسمّى التّراث. اثنان و أربعون عاما و القذّافي يبسط على شعبه خلاصة القطوف الفلسفيّة الاشتراكيّة و الرّأسماليّة التي قيّض له الاطّلاع عليها دون أن يكون قد وعاها جيّدا،فهي الاشتراكيّة أسوة بروسيا و هي العظمى التي لا تقلّ شأنا عن بريطانيا و هي الجمهوريّة و هي المملكة و هي المصالحة مع الحضارة الغربيّة و هي الانغلاق على التّاريخ و تقديس الماضي .و لم يكن للقذّافي فكر قياديّ أو اقتصاديّ محدّد فقد مزج بين النّمط الاشتراكيّ في التّصرّف في الثّروات و بين النّمط الرّأسمالي في التّنمية و النّزعة الاستهلاكيّة المترفة عند أهل الخليج آنذاك و الأسلوب البورقيبي في تمرين الشّعب و ترويضه و صهره في القالب الذي يريد.
أجرم القذّافي أكثر من بن علي و مبارك حين تخلّى عن شعبه و أهانه و هو يسحب عمدا بساط المعرفة من تحته و يدفع به نحو التّرهّل العلميّ و الثّقافيّ و يحتكر التّخطيط و يعبّد طريق الاستهلاك السّلبي و يزيّن لهم أنّ المال يشتري كلّ شيء كي يصنع قطيعا هشّا متخلّفا تسهل السّيطرة عليه و تسخيره،و أوهمهم بأنّه نابغة ذو فراسة و بأنّه الأذكى و الأقدر على التّفكير و استنباط الحلول و شرح الظّواهر و الأكثر دراية بما يصلح بليبيا و بشعبها،و استغنى عن عقولهم و ركنها جانبا معوّلا فقط على سواعدهم،و تقتصر الشّورى في عرفه على خدع سمعيّة بصريّة تجعلك تظنّ بأنّه يشرّك الآخرين معه في اتّخاذ القرار و الحال أنّ اجتماعاته الأبديّة هي عبارة عن طرح مذعور للمشاكل من جهة النّواب أو الوزراء،و حلول كنقر الدّجاج من جهته.و يبدو أنّ ثمّة استبداد كبير غير مسبوق في احتكار العمل الذّهني،تفوق الحاجة للفكاك منه حاجة الجياع إلى الرّغيف و حاجة العاطلين عن العمل لإيجاد شغل شريف؛إنّها الكرامة ،أنا الشّعوب و ظمؤها الشّديد، الشّديد ،للانتقال من هوان الاعتراف الإجباريّ بعبقريّة الحاكم و الولاء بالسّاعد لرجاحة عقله مقابل البذخ و يسر المعيشة إلى مرتبة البناء العقلي للوطن و المساهمة في عمليّة الإصلاح.كيف يمكن لأبناء البلد أن يعيشوا في بلدهم نصف قرن من الزّمان محرومين من إبداء الرّأي و المساهمة في الارتقاء به و اقتراح مناهج و استراتيجيّات تمثّل أبسط حقوقهم فوق رقعة الأرض تلك و حقوق الوطن عليهم.و تمكّن منهم طيلة عقود هاجس مرّ لعين بأنّهم يبخلون على أرضهم بما تعلّموا و بأنّهم خذلوها إذ تركوها بإقرار تحت الغصب بين يدي القطب الفكريّ الواحد الأوحد يشكّلها و يحدّد مصيرها و مسيرها كما يشاء و يورّثها من بعده لمن يشاء.
فهم القذّافي مبكّرا أنّ من واجبه التّوجّه إلى الشّعب التّونسي بكلمة حانقة يستنكر فيها ثورتهم و يسخر من حماسهم لما تحقّق لهم بفضلها و تحدّث عن خبال الحركة الشّعبيّة بتونس و تنبّأ لهم بالسّقوط الحتميّ في مزالق و كبوات هم ماضون نحوها لا محالة.و لم يفهم بأنّ عليه أن يلقي خطابا على شعبه الثّائر،بعد أوّل حصيلة لشهداء ليبييّن.كلمته تلك ألقاها بعنوان الغيرة على الجارة العربيّة.خطوة مفضوحة أراد من ورائها تحذير الشّعب الّليبي و تهديده بصورة غير مباشرة كما ليقول لهم بنبرة الاستخفاف و النّرجسيّة ذاتها:"حذار أن تستهويكم الثّورة في تونس و تحدّثكم أنفسكم بتكرار الخيبة!"،و نام ليلته تلك مطمئنّا ،طربا لأنّ غيمة الغضب أمطرت و ستمطر أبدا بعيدا عنه و ظنّ بأنّه ضحك من الشّعبين بحبكة واحدة.
شعب صرخ جهارا بملىء الحناجر أن ارحل لا نريدك،فهل تعتقد بأنّه سيتراجع أم حسبت بأنّهم يمزحون بدمائهم؟النّاس يتظاهرون للإطاحة بفوضى الحكم و النّظريّات الصّفراء التي أحبطت محاولاتهم للتّأمّل و تقصّي فلسفات جديدة،و القذّافي و نجله يقرؤون ذلك على أنّ النّاس يتظاهرون بالموت!
ليبيا تمّحي و الغرب يداعب الأحداث كفِرَاء غزير لقطّ تركي،و لا إثم على من تربّى على طاعة المصالح.
ليبيا الهرمة التي ابتلعت طُعم الرّفاهة تبكي اليوم تواطؤها مع قائد حنّطها باسم الهويّة،و الشّباب هم الذين دفعوا الثّمن و استغفروا لها بأرواحهم الخفيفة،و التهموا نظام القذّافي و ترسانته الحربيّة بأفواههم،و إن بدا العكس.و صحيح أنّ المعركة غير متكافئة و لكن كتائب المشعوذين المأجورة قد طُويت صفحتها هي و مؤجّرها،و صارت تموت كلّما قَتَلَت،و تحوّل يقينها بالنّصر إلى عناد السفّاح المحاصَرِ الذي ما عادت القوّات الخاصّة بحاجة إليه حيّا.أو كضفادع كوستريكا الملوّنة؛و هي ضفادع مسمومة يا سادة ،لا تنفث سمّها و لا هو يقتل ملمسها و لا هي تعضّ أو تلدغ أو تُخيف..لم السمّ إذن؟إنّها تحمله عجبا كي لا تموت وحدها إذا ما اُبتُلِعت..
فلا تجزعي يا ليبيا القديمة،يا جسد الفنون و أمّ الإنسان،إنّ إنسان البلاّعات الرّمليّة قد فرّ إلى دهليز التّاريخ،و الشّعب الواحد الصّامد لا يضرّه ضفدع ملغوم..القائد،العقيد،البطل،الذي أوهم الأجيال بأنّه يكره إيطاليا و الإيطاليّين و من حالفهم ضدّ ليبيا،كان مشغولا عنك طوال الأيّام الماضية بدراسة أساليبهم الحربيّة لمحق عمر المختار..ثمّ فرّ..
لقد انتهى العصر القصديريّ و رحل البطل من ليبيا،و ترك فيكم مرتزقة سيبيدها شرفاء الجيش و أبناء البلد الأحرار،فلا تنتظروا صحوة ضمير من أحد،لأنّ العالم أصلا يُنصف القذّافي و يعتبره ضحيّة كان لابدّ له أن يثأر كي ينجو ببدنه و أمواله و كرامته معا.
و أجزم أن لا الدّكتاتور و لا أبناؤه يشاركونكم الهواء الآن.فلا تنتظروا دابّة الأرض حتّى تنخر عصيّهم كي تكتشفوا أنّهم منذ البداية خائرون.
****
العزّة لشهداء ليبيا الذين حاربوا كلّ القياصرة و الأباطرة و المفسدين و الطّغاة و الفراعنة مجتمعين في رجل واحد.
محمد فطومي
21/2/2011
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» (كل إنسان له شبيه روحي)
» تقلبات إنسان .. . ..
» أمران في كل إنسان
» أمران في كل إنسان:
» عذرا .. لم يتم العثور على إنسان}..
» تقلبات إنسان .. . ..
» أمران في كل إنسان
» أمران في كل إنسان:
» عذرا .. لم يتم العثور على إنسان}..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
أمس في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
أمس في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
2024-11-04, 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR