من يحب بنغازي أكثر ..؟

ومن يحب بنغازي أكثر فهو يحب ليبيا أكثر ..

المكان : مركز لإنتخاب المجلس المحلي - بنغازي .. الدائرة الرابعة ( البركة ) .

الزمان : السبت 19 مايو 2012 الساعة 8:20 صباحا تماما .

خمسة صفوف من الرجال وصفين من النساء

الكل كما لو كان قادما لحفلة عرس ... وهو كذلك فعلاً

يستبشر الجميع وتعلو وجوههم ابتسامات الفرح وتمتلئ عيونهم بالتفاؤل بغدٍ أكثر إشراقا .

الأمن يستقبلك بترحيبٍ مذهل ... وهؤلاء الرجال والنساء الشجعان القائمون على عملية

الإنتخاب هم أيضا رائعون هذا الصباح .

ويجتاحني شعورٌ كثيفٌ بحب هذا الوطن ... وكم يحتاج هذا الوطن من الحب ..!!!

كلنا هنا قادمون اليوم لنحلم لبنغازي بفرسانِ من نوعٍ جديد ... فرسانٌ لا يخذلونها

لا أحد هنا اليوم يستجديك لتنتخبه ولا أحدا يمنحك وعودا في الهواء بوظيفةٍ أو سيارةٍ

أو سفرٍ على حساب الدولة كما لا أحدا هنا اليوم يهبك شفرات المدار أو ليبيانا أو جهاز

هاتفٍ نقال ...ولم تعد هناك اليوم عقود عمل موقعةً على بياض مقابل صوتك .

لاشيء من كل هذا يا مدينتي ...أبدا لاشيء من هذا على الإطلاق .فقد مات ذاك

الطاغوت وماتت معه وبسرعة البرق تلك الأفكار البائسة التي فرضها علينا بالسلاح

وبالمخابرات العلنية والخفية لأربعين سنةً كما سنوات التيه .

فلا عراك بالأيدي اليوم من أجل المناصب ولا أضغان ولا أحقاد بين الأشقاء ولا

بين العشائر وماعادت هناك حافلاتٌ تنقل المزورين وباعة الولاء والذمم لما كان

يطلقون عليه ( التصعيد ) .

اليوم كان مهرجان الحب الكبير لبنغازي وبنغازي هي الوطن الأصغر وهي دائما

ليبيا الصغرى .فمن بين 300 ألف تقريبا هم من يحق لهم التصويت في بنغازي

المدينة سجِّل 250 ألف منهم في سجلات الإنتخاب ومن بين الـ 250 ألف الذين

سجلوا وعند الساعة السادسة كان الحضور مذهلاً رجالاً ونساءً وتقرر تمديد الوقت

لساعتين إضافيتين .

اليوم من يحب بنغازي أكثر سيفوز يا مدينتي ومن يحبها أكثر سينتخب اليوم يامدينتي

وفعلوها أهالي بنغازي الشرفاء ...لقد كانوا في الموعد كما هم دائما على مر تاريخهم

لم يكن المشهد اليوم عاديًّا أبدا .. بل كان استثنائيا بكل المقاييس التي نعرفها .

وكأنها لحظات الفرح تسكن هؤلاء ...

لقد انتخبت 5 مترشحين في دائرتي وأُقسم لكم بالله أنَّ أحدا منهم لم يحدثني بأنه مترشح

لهذه الدائرة بشكل شخصي , منهم من أعرفه ولم أره منذ سنوات ومنهم من يعمل معي

في نفس المجال ولم يخبرني ومنهم من نصلي معا في مسجد الحي ولم تظهر منه أية

دلالات على أنه قد رشَّح نفسه .

ما هذا يا أهل بنغازي ....؟

ما تلك الكبرياء الفريدة لديكم ...؟

كم جعلتموني أزداد فخرا بكم ...,حتى بهذا الحبر الذي ظلل أصبعي وكان كعلامة

وطن في قلب مواطن .

لقد اعطيت صوتي لمن أعرف أنهم سيقدمون لمدينتي أفضل ما عندهم ومع هذا

لم أخبرهم وربما أيضا لن أخبرهم لأرى إلى أي مدىً تنجح فراسة مواطنِ طال

الظلم عليه عندما يكون نزيها ووطنيا وشريفا إلى هذا الحد ....؟

كان الإعلام لأكثر من قناةٍ فضائيةٍ متواجدا وكان هناك مراقبون بألوانٍ مختلفة

وكان شعبي غير مكترثٍ بهذا كله ... بل بما ستفعله إرادته الحرة لأول مرةٍ

منذ ما يقارب الخمسين عاما .

هذه هي بنغازي التي سالت لأجلها الدموع والدماء ولأجل ليبيا دائما تبكي وتسيل

الدماء من بنغازي .

اعذروني فــ بنغازي تعني عندي ليبيا وكل ليبيا ..فهي تضم بين جنباتها وفي أزقتها

وأحيائها وشوارعها المتهشمة ..تضم ليبيا كلها ولا تضيق بأحدٍ أبدا .فكل من يعيش

فيها يصبح من أهلها دون مزايدةٍ عليه من أحد ... تلك هي الحقيقة الساطعة كالشمس

لدى كل من يعيش في بنغازي ..فحتى لو لم تكن ليبيًّا في الأصل وبعد سنواتٍ من

الإقامة تصبح أنت أيضا إبنا لــ بنغازي وعاشقا لها ولأهلها .

اليوم كان العرس بحجم بنغازي مهيبا ... وكانت بنغازي بحجم الوطن الغالي هذا

المتربع فخرا بين صحراء إفريقيا الحارة وأمواج المتوسط .

أذهلتموني يا أهل بنغازي ...وفي الحقيقة أنتم تذهلون الدنيا كلها دائما منذ وجود مدينتكم

فعلى بعد كيلومتراتٍ من قلبكِ كان جرم الفاشيست بإعدام البطل الشيخ : عمر المختار

الرمز العالمي لجهاد السنين الطويلة في ذلك العمر المهيب .

وفي يناير 1964 كان أبطال انتفاضة شهداء يناير .

وفي يناير 1976 كان لكِ موعدٌ آخر مع الرفض والثورة

وفي 1977 كانت بدايات المشانق في وسط بنغازي وإعدامات الرصاص

في معسكرات الجيش المنتفضة بمن فيها .

وفي 1984 كانت بقية المشانق المنقولة على الهواء لأول مرة في التاريخ .

ومسلسلٌ لم تنتهي حلقتها من النضال الذي لم يكن في الواقع حكرا على بنغازي

لكنها كانت النار اليت ألهبت المشاعر .مسلسلٌ لم ينتهي إلاَّ بسقوط الطاغوت

وهنا تنفست بنغازي كما كل الوطن ...

واليوم يا مدينتي ترتسم أولى خطوات المجد على طريق الديموقراطية لتبدأ من

مجلسكِ المحلي منطلقةً بعون الله إلى المجلس الوطني بذات القوة وذات الإرادة

وهذا الزخم الكبير يا بنغازي .

أشكرك أخي شعيب على كلامك الرائع ... وأبدعت ..وعبرت عما يجول في داخلي اليوم .. لقد شعرت بأن اليوم عيد في بنغازي... الكل مبتهج ويهنون بعضهم ... لقد ذهبت أنا وزوجي الساعة الثامنة صباحا لمركز الإقتراع وتركت أطفالي نائمين .. وكنت أعتقد أننا سنجد المركز غير مزدحم لأننا ذهبنا باكرا واليوم عطلة .. فإذا بنا نتفاجيء بطوابير طويلة للرجال والنساء ..فتركت زوجي وأضطررت للعودة إلى البيت من أجل أطفالي ... ولكني عدت لمركز الإقتراع وقت الغداء وأدليت بصوتي ... لا أستطيع أن أصف فرحتي وفخري بما رأيته من نظام ورقي في التعامل سواء من اللجنة المشرفة أو من الناخبين ..
وحين تلونت سبابتي اليسرى بالحبر الأزرق شعرت بأنها وسام وأردت ان يراها الجميع...
عموما أشكرك مرة أخرى أخي شعيب ... ويا رب إحفظ لنا ليبيا من كل سوء.

شكرا دكتورة أم عمر ..

هذه هي بنغازي التي نعرفها مذهلة ورائعة وفوق التصورات ...

بفخر دائما أقول إنها ليبيا الصغرى ...

اسعدني مروركِ الراقي أختي الفاضلة ...

ويحفظ الله ليبيا وأهلها من كل مكروه .

ربي ايوفق ان شاء الله ويهني البلاد فرحه فاتتنا بصراحه

شكرا لحضورك مشرفنا الفاضل ...

وما كان يفوتك مهرجان بنغازي اليوم أخي محمد

يسعدني تواجدك الراقي هنا أخي محمد اللافي

الله غالب في العمل خوي شعيب

أكيد أخي محمد اللافي ..

لا يمكن أن تتأخر عن عرس بنغازي دون سبب وجيه ...

اشكرك على رقي متابعاتك مشرفنا الفاضل

اليوم اللي في بنغازي وماأنتخبش,فاته نص عمره

دودي ..

شكرا لما سطره قلمك رائعا هنا أخي الفاضل

نعم هي بنغازي التي لا يوجد من لا يحبها

من لا يحبها قد مات أسوأ موت ...

اسعدني تواجدك وحضورك هنا أخي الكريم

فرح البلاد ...

وفرحت البلاد اليوم يا سيدتي

فتهانينا لبنغازي ولليبيا ولنا جميعا

شكرا لحضوركِ الراقي أختي الفاضلة