إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
هل يريد الليبيون بناء دولة ؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل يريد الليبيون بناء دولة ؟
هل يريد الليبيون بناء دولة ؟
د نزار كريكش
في مقالة لأنتوني غيدينز ، عالم الإجتماع والعميد السابق لمدرسة لندن للإقتصاد ، يسرد قصة لقائه بالقذافي هو ومرافقيه ، حيث يؤكد المقبور على تفوق ( نظامه) للحكم على كل الآنظمة الأخرى . ويرى غيدينز أن الفراغ في السلطة ملأه القذافي بما هو في الواقع دكتاتورية .
نبوءة مشبوهة
ورغم أن غيدينز هذا تنبأ بأن تصبح ليبيا "نرويج "شمال أفريقيا على يد القذافي ، ورغم آن السبب واضح إذا عرفنا علاقة غيدينز بتوني بلير والعلاقات المشبوهه بين بلير و عصابة القذافي ، إلا أن كلامه عن فراغ السلطة في ليبيا وكيف ملئ بدكتاتور أمر مهم و دقيق في فهم الوضع الليبي . هذا ملئ كذلك بالقبيلة ، التي مارست السلطة في مستويات دنيا .
والحديث عن القبيلة هنا صاحبه كذلك حديث عن الغنيمة متمثلة في امتيازات وعقود ومناصب وفساد أثر بلا شك في مفهوم القبيلة الذي نعرفه ، فالديمقراطية المباشرة ( أكذوبة الجماهيرية ) تعني من الناحية العلمية تعميق القبليّة .
الدولة لا تلغي دور القبيلة الاجتماعي
الأن نحن بحاجة للدولة لتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، لكن القبيلة تطرح التساؤل التالي هل هي حاكم أو تملك جزء من السلطة ؟ وهل يتعدد الولاء في المحكومين بين القبيلة والحكومة في إطار الدولة التي هي دولة قطرية تنبع من أرض وشعب ونظام حكم ؟.
لكن هل حقاً يمكن تجاهل مؤسسة عمرها ثلاثة ألف سنة ، أعني القبيلة ، بمؤسسات عمرها شهور ، هل ستستسلم القبيلة بهذه السهولة ، وهل سيتحول المجتمع القبلي إلى مجتمع مدني ، و تتحول العلاقة بين القبيلة والدولة علاقة حاكم ومحكوم ؟
هنا نتذكر دراسات كثيرة لم تستطع أن تحدد العلاقة بين القبيلة والدولة في الدول العربية ، فالبعض يرى أن تجاوز القبيلة هو جهالة وتأثر بالغرب ، وفريق يرى بأنها عودة إلى الوراء ، لكن إذا دققتا نجد الولاء متعدد بين المدينة ( الجهوية ) والقبيلة و الايديولوجيا ( اسلامي ، ليبرالي ...) ، وترتيب هذه الولاءات يعني الوصول إلى مواطنة تكون الدولة فيه تعبير عن المشترك الذي ينظم بسط ( في المفهوم الرياضي ) الجهة والقبيلة والايديولوجيا.
الولاء المشتت
في دراسة حول الولاء قبل ثورة السابع عشر من فبراير تخلص إلى أن الولاء ينطلق من القبيلة ثم الجهة ثم الأمة أي أن ليبيا لا وجود لها في خارطة التفكير .
ما أن جاءت الثورة حتى اعتقدنا أن أبناء هذا الوطن عادوا إلى حضن بلدهم ليبيا ، لكن شيئاً فشيئاً عادت المعادلة إلى سيرتها الأولى .
بالطبع لا يمكن تعميم ذلك ، لكن ظواهر كثيرة تدل على آن مفهوم الدولة كإطار جامع ، وقاعدة ننطلق منها لتنظيم ولاآتنا ، يبدو غائباً ، ولم نستطع آن نصل إلى قوة دافعة كتلك التي دفعت الشهداء للتضحية والفداء ، لقد انزوى كل منا إلى قبيلته ومدينته ولمجده ، وبقي الوطن حزينا ينظر من بعد ، عاد المكبوت وجاءت رغبة كثيرين في الحياة ولو على حساب كل القيم ، ورغبة آخرين في العيش في آوهام القبيلة وأوهام الغنيمة التي مثلت بوضوح في رغبة جامحة في المال من أي طريق كان ، و صد كبير من آخرين أمام أي ضوء ينبي بمدنية وشرعية وانتخاب ، كل ذلك بجعلنا نبحث عن فهم نفسية الليبيين وهل لديهم رغبة حقيقية في بناء الدولة ؟
الصالح العام
لبناء دولة لابد من تنظيم الولاء داخل المجتمع ليكون الصالح العام ( الدولة ) هو الأساس ، وهو معنى المصطلح القرآني ( في سبيل الله ) كما يذكر المحققون .
وهو هنا لايعني تقديس الدولة كما في المدرسة الألمانية بل يعني آن تكون فكرة النفع العام وتحقيق مصالح العباد أساس في كل تحركات المجتمع بكل مكوناته .
هذا عن الولاء ، لكن الدولة كذلك تقتضي وجود قانون ينظم العلاقات بين الناس بمافيها هذا الولاء .
عصا القانون
هل نحن مستعدون لتقبل صرامة وحزم ودقة القانون ؟ هل استعد من أخذوا آموال الناس بالباطل لاسترجاع هذه الأموال ؟ هل سيتنحى من أثبتت الأيام فشلهم عن تولي المناصب العليا في الدولة ؟ هل نحن مستعدون لأن نذعن لحكم القانون فنلجم غيظنا ونكبح جماح انتقامنا ونلقي السلم بيننا ؟
هل نحن مستعدون لأن نترك ثقافة الخيام والخراف الآرز ؟
أسئلة كثيرة نود طرحها ، لأن الإجابة عن هذه الأسئلة تعني أننا إما اننا نريد دولة أو أننا اعتدنا الفوضى السابقة ؟
هنا لابد من فهم العدالة الانتقالية على أنها انجع السبل للانتقال لدولة القانون .
العدالة الانتقالية هي مجموعة الوسائل التي تتخذها الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني للانتقال بطريقة حضارية لدولة القانون والمؤسسات .
لايمكن الحديث عن دولة في ظل رغبة جامحة في الانتقام من كل شئ وبأي طريقة كانت ، لايمكن الحديث عن دولة في ظل رغبة في الاستفادة من جراح الوطن نهباً وسلباً وفساداً ، لايمكن الحديث عن دولة في ظل حرب على كل ظواهر المدنية وأولها القضاء والقانون .
إذا لم يكن هناك رضى بالحاكم ورضا بالقضاء وثقة في انصافه وثقة في الحاكم والقدرة الفكرية والعلمية لبرامج الدولة ستظل السلطة معلقة بين الشعب والحكومة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وسيكون الضحية هو الوطن ويكون المآل نهاية الدولة .
هذا يعني آن نقيم برامج تضعنا في فهم مجتمعي حقيقي لأهمية قيام الدولة التي أعلن النظام السابق الحرب عليها ، وستكون تلك النواة التي ننطلق منها، والتي ( أي النواة ) لم نجد أي قاعدة ننطلق منها في جماهيرية الرعب السابقة .
مؤسسات نامية
مؤسسات الدولة التي نرى بدايتها في المفوضية العليا للانتخاب وفي الجهاز القضائي بداية من القضاء والخطى البطيئة لجهاز الشرطة والجيش و حراس الحدود ، هي مجموعة وسائل لنقل السلطة من الناس إلى جهاز جديد يسمى الحكومة ، ومالم يكن هناك رضى ووعي بهذه العملية ( أي انتخابات وحوار وقنوات اتصال ) ستكون تلك العملية مؤلمة وخطيرة وفيها كثير من المغامرة .
انتقال السلطة من الشارع إلى المؤسسات
إن نزع السلطة من الناس ، وخاصة من يملكون السلاح هو انتقال حقيقي من الثورة الى الدولة ، و لن يتحقق ذلك إلا باتفاق ضمني على تكوين دولة ورضى بمن يؤسسونها احتفاءً بهم وثقة ًبقدراتهم وإرادتهم ، كما هو حال الآباء المؤسسين في الولايات المتحدة ولي كيوان يو في سنغافورة وآردوغان ومهاتير والشيخ زايد وآخرين ، لن تتحقق هذه الثقة إلا بإعلام واعٍ بحجم المهمة الملقاة على عاتقه وبقوىً سياسية ناضجة تعرف قيمة أن تقود الرآي في المجتمع وحكومة تعي دور الحكومة وضرورة بناء كل الأجسام التي تكون محصلتها دولة مدنية فيها يحكم القانون لاغير .
هل نحن مستعدون لذلك ؟؟
هل تغرد النخب خارج السرب ؟
علق أحدهم على مقال لي كتبت فيه أنه عندما يكون هناك مخيال اجتماعي يريد بناء الدولة سيتحقق ذلك ، بقوله أننا سننتظر كثيراً اذاً وأن النخب يغردون خارج السرب وأن كل شئ واضح والمطلوب من الدولة هو ترك الكذب والفساد....
لكن السؤال مازال مطروحاً لماذا لايتركون الكذب والفساد؟ لو كان كل شيء واضح لم احتجنا لهذا السؤال ؟ لوكان هناك إرادة حقيقية لبناء دولة قوية لتحقق ذلك ، فأعظم درس في هذه الثورات. أن الشعوب إذا ارادت الحياة كان لها ذلك .
رفض المختصين
والغريب في القول المتكرر أن كل شئ مفهوم ومحاولة حشر ألفاظ النخبة وغيرها على كل محاولة لفهم الوضع الذي نعيشه ، ثقافة شعبوية خلّفها نظام يؤمن بالجهل كوسيلة لإخفاء الحقيقة والسذاجة كمعنىً من معان العفة والتواضع .
ولعل ظواهر كثيرة نراها تدل على رغبة أكيدة في تجاوز مراحل التعلّم في كافة المؤسسات ، يوضع الإعلان الدستو ي في بلد لم يعرف الدستور لمدة أربعين سنة دون استشارة متخصصين ولا أحد يعرف من وضعه ومدى خبرته ، يوضع قانون الأحزاب ومثالبه كثيرة حتى قال أحد المتخصصين في مؤتمر الأحزاب السياسية الذي نظمته جامعة بنغازي أنه مفرّغ من معناه فليس معنى الجزاء والعقوبة بل هو أشبه بنصائح ، كل شئ وضع على عجل ، وبسذاجة اعتدنا أن نقول ...ساهل ساهل .
ولأن كل شيء معروف تجد الإدارة علم مبتذل فالطبيب عندما يكبر في السن فليس له إلا الإدارة ، والمؤسسات التعليمية تقاد بالأقدمية ، والأموال تنفق بقرارات الفزعة وهبة الرجل الشجاع ؟؟
هل كل شيء معروف ؟
كل هذا لأن كل شيء معروف ، والحقيقة أن لا شيء ينجح بدون معرفة حقيقية ومعمقة أيضاً ، أن النجاح لايولد من الجهل ، بل هو نتاج طبيعي لتراكم معرفي وخبرة مؤسساتية تنظم موارد البشر والأرض والوقت !
ولأن أخلاق المؤسسات شبه مكروهه إذ فيها تضييق ، واستيقاظ مبكر ، ومواعيد محددة ، و خطط واضحة ، و روح فريق وقدرة على الحوار ، وضبط مالي ويعد عن الحميمية قدر المستطاع ،فإن تكوين الدولة سيكون محل تساؤل ، هل نحن مستعدون للعمل والتخطيط والتكاتف ؟
ضرورة الدولة
الدولة ذلك الوعاء الذي ينظم علاقة الحكومة بالمؤسسات بكافة آشكالها ، في حقيقة الآمر هي مؤسسة كبيرة ، ومادمنا لم نتربى تربية مؤسساتية وغاب عنا العمل ، ولم نقتنع بضرورة المعرفة ، وكونها حقيقية تسبق العمل ، وأن الإطلاع القراءة والتعلم جزء من حاجاتنا اليومية لا يمكن أن تنشأ نهضة إلا به ، آي مادمنا نهرب من واجباتنا ونقنع بالعيش على فتات المعار ف ومايكتب هنا وهناك ، ونرتمي في أحضان الفرص والهبات والأعطيات من ولاة الأمر ومادامت شوارعنا تقريباً فارغة إلى الساعة العاشرة صباحاً ، ومادمنا نهزأ تلميحاً آو تصريحاً بالمبادرات والأفكار والمشاريع الفكرية والعملية ، ونخدش وجه كل أمل ونسبق ضوء الشمس إلى الحفر ونسرق أضواء المهار خوفاً من تكاليف الحياة ، فإن شيئاً مما نرجوه لن يتحقق .
إذا كنا تحدثنا عن الولاء للوطن كأساس لبناء الدولة وتحدثنا عن القانون كأساس لذلك البناء فإن أخلاق المؤسسة ثابت وركن لا تكون الدولة إلا به .
ما هي الدولة ؟
المؤسسة تعرف على أنها هيئة اجتماعية ثابت’ راسخة ومالم تكن هناك ثقافة مؤسساتية وتدريب على أخلاق المؤسسة المتمثلة في الحفاظ على الوقت والحرص على الإنجاز والعمل الجماعي ، وقيادة المعرفة للمشاريع ، مالم تتكون هذه المؤسسات الفاعلة الناجحة سنظل نبحث عن حقيقة النهضة ولا نعرف كنهها ونرسم لوحة التقدم لوحة زيتية باهتة المعالم ، ومالم تكن هناك إرادة حقيقية لبناء تلك المؤسسات لن تكون لنا دولة ، علم من علم وجهل من جهل !؟
التاريخ : 14/5/2012
د نزار كريكش
في مقالة لأنتوني غيدينز ، عالم الإجتماع والعميد السابق لمدرسة لندن للإقتصاد ، يسرد قصة لقائه بالقذافي هو ومرافقيه ، حيث يؤكد المقبور على تفوق ( نظامه) للحكم على كل الآنظمة الأخرى . ويرى غيدينز أن الفراغ في السلطة ملأه القذافي بما هو في الواقع دكتاتورية .
نبوءة مشبوهة
ورغم أن غيدينز هذا تنبأ بأن تصبح ليبيا "نرويج "شمال أفريقيا على يد القذافي ، ورغم آن السبب واضح إذا عرفنا علاقة غيدينز بتوني بلير والعلاقات المشبوهه بين بلير و عصابة القذافي ، إلا أن كلامه عن فراغ السلطة في ليبيا وكيف ملئ بدكتاتور أمر مهم و دقيق في فهم الوضع الليبي . هذا ملئ كذلك بالقبيلة ، التي مارست السلطة في مستويات دنيا .
والحديث عن القبيلة هنا صاحبه كذلك حديث عن الغنيمة متمثلة في امتيازات وعقود ومناصب وفساد أثر بلا شك في مفهوم القبيلة الذي نعرفه ، فالديمقراطية المباشرة ( أكذوبة الجماهيرية ) تعني من الناحية العلمية تعميق القبليّة .
الدولة لا تلغي دور القبيلة الاجتماعي
الأن نحن بحاجة للدولة لتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، لكن القبيلة تطرح التساؤل التالي هل هي حاكم أو تملك جزء من السلطة ؟ وهل يتعدد الولاء في المحكومين بين القبيلة والحكومة في إطار الدولة التي هي دولة قطرية تنبع من أرض وشعب ونظام حكم ؟.
لكن هل حقاً يمكن تجاهل مؤسسة عمرها ثلاثة ألف سنة ، أعني القبيلة ، بمؤسسات عمرها شهور ، هل ستستسلم القبيلة بهذه السهولة ، وهل سيتحول المجتمع القبلي إلى مجتمع مدني ، و تتحول العلاقة بين القبيلة والدولة علاقة حاكم ومحكوم ؟
هنا نتذكر دراسات كثيرة لم تستطع أن تحدد العلاقة بين القبيلة والدولة في الدول العربية ، فالبعض يرى أن تجاوز القبيلة هو جهالة وتأثر بالغرب ، وفريق يرى بأنها عودة إلى الوراء ، لكن إذا دققتا نجد الولاء متعدد بين المدينة ( الجهوية ) والقبيلة و الايديولوجيا ( اسلامي ، ليبرالي ...) ، وترتيب هذه الولاءات يعني الوصول إلى مواطنة تكون الدولة فيه تعبير عن المشترك الذي ينظم بسط ( في المفهوم الرياضي ) الجهة والقبيلة والايديولوجيا.
الولاء المشتت
في دراسة حول الولاء قبل ثورة السابع عشر من فبراير تخلص إلى أن الولاء ينطلق من القبيلة ثم الجهة ثم الأمة أي أن ليبيا لا وجود لها في خارطة التفكير .
ما أن جاءت الثورة حتى اعتقدنا أن أبناء هذا الوطن عادوا إلى حضن بلدهم ليبيا ، لكن شيئاً فشيئاً عادت المعادلة إلى سيرتها الأولى .
بالطبع لا يمكن تعميم ذلك ، لكن ظواهر كثيرة تدل على آن مفهوم الدولة كإطار جامع ، وقاعدة ننطلق منها لتنظيم ولاآتنا ، يبدو غائباً ، ولم نستطع آن نصل إلى قوة دافعة كتلك التي دفعت الشهداء للتضحية والفداء ، لقد انزوى كل منا إلى قبيلته ومدينته ولمجده ، وبقي الوطن حزينا ينظر من بعد ، عاد المكبوت وجاءت رغبة كثيرين في الحياة ولو على حساب كل القيم ، ورغبة آخرين في العيش في آوهام القبيلة وأوهام الغنيمة التي مثلت بوضوح في رغبة جامحة في المال من أي طريق كان ، و صد كبير من آخرين أمام أي ضوء ينبي بمدنية وشرعية وانتخاب ، كل ذلك بجعلنا نبحث عن فهم نفسية الليبيين وهل لديهم رغبة حقيقية في بناء الدولة ؟
الصالح العام
لبناء دولة لابد من تنظيم الولاء داخل المجتمع ليكون الصالح العام ( الدولة ) هو الأساس ، وهو معنى المصطلح القرآني ( في سبيل الله ) كما يذكر المحققون .
وهو هنا لايعني تقديس الدولة كما في المدرسة الألمانية بل يعني آن تكون فكرة النفع العام وتحقيق مصالح العباد أساس في كل تحركات المجتمع بكل مكوناته .
هذا عن الولاء ، لكن الدولة كذلك تقتضي وجود قانون ينظم العلاقات بين الناس بمافيها هذا الولاء .
عصا القانون
هل نحن مستعدون لتقبل صرامة وحزم ودقة القانون ؟ هل استعد من أخذوا آموال الناس بالباطل لاسترجاع هذه الأموال ؟ هل سيتنحى من أثبتت الأيام فشلهم عن تولي المناصب العليا في الدولة ؟ هل نحن مستعدون لأن نذعن لحكم القانون فنلجم غيظنا ونكبح جماح انتقامنا ونلقي السلم بيننا ؟
هل نحن مستعدون لأن نترك ثقافة الخيام والخراف الآرز ؟
أسئلة كثيرة نود طرحها ، لأن الإجابة عن هذه الأسئلة تعني أننا إما اننا نريد دولة أو أننا اعتدنا الفوضى السابقة ؟
هنا لابد من فهم العدالة الانتقالية على أنها انجع السبل للانتقال لدولة القانون .
العدالة الانتقالية هي مجموعة الوسائل التي تتخذها الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني للانتقال بطريقة حضارية لدولة القانون والمؤسسات .
لايمكن الحديث عن دولة في ظل رغبة جامحة في الانتقام من كل شئ وبأي طريقة كانت ، لايمكن الحديث عن دولة في ظل رغبة في الاستفادة من جراح الوطن نهباً وسلباً وفساداً ، لايمكن الحديث عن دولة في ظل حرب على كل ظواهر المدنية وأولها القضاء والقانون .
إذا لم يكن هناك رضى بالحاكم ورضا بالقضاء وثقة في انصافه وثقة في الحاكم والقدرة الفكرية والعلمية لبرامج الدولة ستظل السلطة معلقة بين الشعب والحكومة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وسيكون الضحية هو الوطن ويكون المآل نهاية الدولة .
هذا يعني آن نقيم برامج تضعنا في فهم مجتمعي حقيقي لأهمية قيام الدولة التي أعلن النظام السابق الحرب عليها ، وستكون تلك النواة التي ننطلق منها، والتي ( أي النواة ) لم نجد أي قاعدة ننطلق منها في جماهيرية الرعب السابقة .
مؤسسات نامية
مؤسسات الدولة التي نرى بدايتها في المفوضية العليا للانتخاب وفي الجهاز القضائي بداية من القضاء والخطى البطيئة لجهاز الشرطة والجيش و حراس الحدود ، هي مجموعة وسائل لنقل السلطة من الناس إلى جهاز جديد يسمى الحكومة ، ومالم يكن هناك رضى ووعي بهذه العملية ( أي انتخابات وحوار وقنوات اتصال ) ستكون تلك العملية مؤلمة وخطيرة وفيها كثير من المغامرة .
انتقال السلطة من الشارع إلى المؤسسات
إن نزع السلطة من الناس ، وخاصة من يملكون السلاح هو انتقال حقيقي من الثورة الى الدولة ، و لن يتحقق ذلك إلا باتفاق ضمني على تكوين دولة ورضى بمن يؤسسونها احتفاءً بهم وثقة ًبقدراتهم وإرادتهم ، كما هو حال الآباء المؤسسين في الولايات المتحدة ولي كيوان يو في سنغافورة وآردوغان ومهاتير والشيخ زايد وآخرين ، لن تتحقق هذه الثقة إلا بإعلام واعٍ بحجم المهمة الملقاة على عاتقه وبقوىً سياسية ناضجة تعرف قيمة أن تقود الرآي في المجتمع وحكومة تعي دور الحكومة وضرورة بناء كل الأجسام التي تكون محصلتها دولة مدنية فيها يحكم القانون لاغير .
هل نحن مستعدون لذلك ؟؟
هل تغرد النخب خارج السرب ؟
علق أحدهم على مقال لي كتبت فيه أنه عندما يكون هناك مخيال اجتماعي يريد بناء الدولة سيتحقق ذلك ، بقوله أننا سننتظر كثيراً اذاً وأن النخب يغردون خارج السرب وأن كل شئ واضح والمطلوب من الدولة هو ترك الكذب والفساد....
لكن السؤال مازال مطروحاً لماذا لايتركون الكذب والفساد؟ لو كان كل شيء واضح لم احتجنا لهذا السؤال ؟ لوكان هناك إرادة حقيقية لبناء دولة قوية لتحقق ذلك ، فأعظم درس في هذه الثورات. أن الشعوب إذا ارادت الحياة كان لها ذلك .
رفض المختصين
والغريب في القول المتكرر أن كل شئ مفهوم ومحاولة حشر ألفاظ النخبة وغيرها على كل محاولة لفهم الوضع الذي نعيشه ، ثقافة شعبوية خلّفها نظام يؤمن بالجهل كوسيلة لإخفاء الحقيقة والسذاجة كمعنىً من معان العفة والتواضع .
ولعل ظواهر كثيرة نراها تدل على رغبة أكيدة في تجاوز مراحل التعلّم في كافة المؤسسات ، يوضع الإعلان الدستو ي في بلد لم يعرف الدستور لمدة أربعين سنة دون استشارة متخصصين ولا أحد يعرف من وضعه ومدى خبرته ، يوضع قانون الأحزاب ومثالبه كثيرة حتى قال أحد المتخصصين في مؤتمر الأحزاب السياسية الذي نظمته جامعة بنغازي أنه مفرّغ من معناه فليس معنى الجزاء والعقوبة بل هو أشبه بنصائح ، كل شئ وضع على عجل ، وبسذاجة اعتدنا أن نقول ...ساهل ساهل .
ولأن كل شيء معروف تجد الإدارة علم مبتذل فالطبيب عندما يكبر في السن فليس له إلا الإدارة ، والمؤسسات التعليمية تقاد بالأقدمية ، والأموال تنفق بقرارات الفزعة وهبة الرجل الشجاع ؟؟
هل كل شيء معروف ؟
كل هذا لأن كل شيء معروف ، والحقيقة أن لا شيء ينجح بدون معرفة حقيقية ومعمقة أيضاً ، أن النجاح لايولد من الجهل ، بل هو نتاج طبيعي لتراكم معرفي وخبرة مؤسساتية تنظم موارد البشر والأرض والوقت !
ولأن أخلاق المؤسسات شبه مكروهه إذ فيها تضييق ، واستيقاظ مبكر ، ومواعيد محددة ، و خطط واضحة ، و روح فريق وقدرة على الحوار ، وضبط مالي ويعد عن الحميمية قدر المستطاع ،فإن تكوين الدولة سيكون محل تساؤل ، هل نحن مستعدون للعمل والتخطيط والتكاتف ؟
ضرورة الدولة
الدولة ذلك الوعاء الذي ينظم علاقة الحكومة بالمؤسسات بكافة آشكالها ، في حقيقة الآمر هي مؤسسة كبيرة ، ومادمنا لم نتربى تربية مؤسساتية وغاب عنا العمل ، ولم نقتنع بضرورة المعرفة ، وكونها حقيقية تسبق العمل ، وأن الإطلاع القراءة والتعلم جزء من حاجاتنا اليومية لا يمكن أن تنشأ نهضة إلا به ، آي مادمنا نهرب من واجباتنا ونقنع بالعيش على فتات المعار ف ومايكتب هنا وهناك ، ونرتمي في أحضان الفرص والهبات والأعطيات من ولاة الأمر ومادامت شوارعنا تقريباً فارغة إلى الساعة العاشرة صباحاً ، ومادمنا نهزأ تلميحاً آو تصريحاً بالمبادرات والأفكار والمشاريع الفكرية والعملية ، ونخدش وجه كل أمل ونسبق ضوء الشمس إلى الحفر ونسرق أضواء المهار خوفاً من تكاليف الحياة ، فإن شيئاً مما نرجوه لن يتحقق .
إذا كنا تحدثنا عن الولاء للوطن كأساس لبناء الدولة وتحدثنا عن القانون كأساس لذلك البناء فإن أخلاق المؤسسة ثابت وركن لا تكون الدولة إلا به .
ما هي الدولة ؟
المؤسسة تعرف على أنها هيئة اجتماعية ثابت’ راسخة ومالم تكن هناك ثقافة مؤسساتية وتدريب على أخلاق المؤسسة المتمثلة في الحفاظ على الوقت والحرص على الإنجاز والعمل الجماعي ، وقيادة المعرفة للمشاريع ، مالم تتكون هذه المؤسسات الفاعلة الناجحة سنظل نبحث عن حقيقة النهضة ولا نعرف كنهها ونرسم لوحة التقدم لوحة زيتية باهتة المعالم ، ومالم تكن هناك إرادة حقيقية لبناء تلك المؤسسات لن تكون لنا دولة ، علم من علم وجهل من جهل !؟
التاريخ : 14/5/2012
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
عبدالله النيهوم- مشرف منتدي ألبوم الصور
-
عدد المشاركات : 5352
العمر : 44
رقم العضوية : 9184
قوة التقييم : 27
تاريخ التسجيل : 30/12/2011
مواضيع مماثلة
» هل يريد الليبيون مخض الماء؟
» على خلفية ماذا يريد الليبيون أو ما الذي يحتاجون اليه؟
» من معوقات بناء دولة حديثة (1) القبائلية
» الكيب : الليبيون على الطريق الصحيح وقادرون على بناء ليبيا ال
» البشير يعد بمساعدة الجنوب على بناء دولة "شقيقة آمنة مستقرة"
» على خلفية ماذا يريد الليبيون أو ما الذي يحتاجون اليه؟
» من معوقات بناء دولة حديثة (1) القبائلية
» الكيب : الليبيون على الطريق الصحيح وقادرون على بناء ليبيا ال
» البشير يعد بمساعدة الجنوب على بناء دولة "شقيقة آمنة مستقرة"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 7:58 am من طرف STAR
» الهلال يرفض بيع نجمه إلى إنتر ميامي
اليوم في 7:57 am من طرف STAR
» المدينة الأكثر ازعاجا في العالم
اليوم في 7:54 am من طرف STAR
» غوغل تسهل عملية نقل البيانات بين الهواتف الذكية
اليوم في 7:53 am من طرف STAR
» دفء وصحة جيدة.. أطعمة مذهلة لفصل الشتاء
اليوم في 7:52 am من طرف STAR
» أرقام قياسية بانتظار محمد صلاح في مباراة ساوثهامبتون
أمس في 8:28 am من طرف STAR
» ماذا تقدم GMC يوكون دينالي 2025 وكم سعرها ؟
أمس في 8:27 am من طرف STAR
» السياحة في الإكوادور..5 أماكن رائعة في رحلة استثنائية
أمس في 8:27 am من طرف STAR
» ميزات جديدة لـ"Messenger
أمس في 8:26 am من طرف STAR
» متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
أمس في 8:25 am من طرف STAR
» عواقب صحية وخيمة لتناول الطعام بعد هذا الوقت!
أمس في 8:25 am من طرف STAR
» البقلاوة بالفستق والجوز المطحون
أمس في 8:24 am من طرف STAR
» "أغلى موزة في العالم".. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأكثر إثارة للجدل
2024-11-23, 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
2024-11-23, 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
2024-11-23, 8:05 am من طرف STAR