( مجاهدات ليبيات خالدات )){ مبروكة العلاقية }

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-06-02, 9:48 am

( مجاهدات ليبيات خالدات )){ مبروكة العلاقية }
صبراتة: مدينة ليبية
بقلم / احمد فوزي الزواغي .تأليف محمد سعيد القشاط كتاب معارك الدفاع عن الجبل الغربي
هي مبروكة بنت سالم بن يونس من أولاد يونس الزواغي زواغة علالقة وأمها جازية بن علي الوحيشي من أولاد الفقي دحمان.
كانت أكبر اخوتها . تربل . ومحمد الخويلدي, وكان والدها سالم فارساً يجيد ركوب الخيل وسباقها , وكان يملك جوادا سابقا اشتهر في منطقه بأصلته وسرعة جريه , وكان مقار غيض الفرسان له خاصة اذا ما التقوا للسباق في الاعراس كما هي عادة الليبين في كل المناسبات القديمة.
في احدى الليالي المضلمه تسلل على بن سعيد الى كوخ سالم بن يونس وأطلق عليه النار وكانت زوجته جازية قريبة منه فشاهدت على ضوء نار البندقية وجه على بن سعيد الذى فر بعد أن ترك سالم يتخبط في دمائه ,
وهناك قررت مبروكة اخد التأر لابيها فلبست لباس الرجال وأتجهت صوب الجوش محمية بقبائل الصيعان والشيخ سوف المحمودي الذي كان مديراً على الصيعان في ذلك الوقت قبل دخول الطليان بحوالي سبع سنوات وقد حاولت السلطات التركية ارغامها على ان تلبس لباس النساء وذلك بالضرب والتعذيب فلم تنجح في ذلك وحادثة ضربها من قبل ابراهيم بوسبيحة مشهورة , وركبت مبروكة جواداً وتدربت على الرماية وصارت تغير مع الفرسان وينادونها الشيخ المبروك ولولا خط من الوشم صغيراً في ذقنها وثلاث نقاط من الوشم زرقاء في جبهتها لما عرفها الناس انها امرأة , وكانت تنتقل من بين الجوش والرحيبات وشكشوك وقد تزوجت امها من بعد والدها بشخص يدعي عبد الله بن علي وانجبت منه بنتاً لا زالت على قيد الحياة تدعى خديجة وهي التى سردت لنا بعض جوانب حياة اختها مبروكة.
ولما هاجم الطليان ليبيا وقفت مبركة ضمن المجاهدين تذب على حياض الوطن وخاضت عدة معارك في سنة 1911-1912
كما ازات والدتها قبل ذلك رفقة عونسوف والشوشان برودة شوشان (الولية الصالحة الخرشاء) وبقيت معهم ثلاثة أيام وقد اشتركت مبروكة في معركة جادو ضد يوسف خربيش الذي سلحته ايطاليا ودفعت به لمحاربة المجاهدين , ولقد جرحت مبروكة في هذه المعركة التى جرت حوالي 1916 وتقول الحاجه خديجة ان اختها مبروكة زارتهم أثناء معركة العلالقة يوم كسوف الشمس أثناء معركة طويلة السوق وكان ذلك في عام 1917 ولم ترها بعد ذلك ومنذ ذلك التاريخ انقطعت الاخبار مبروكة العلاقية وتضابت الآراء حوله مصيرها ولم يؤكد احد اي خبر من الخبرين بمنا يقطع الشك عير انها تركت اسماً لامعاً في معارك الجهادي وحفضظه لها التاريخ

وبما أن الحديث عن غزو ايطاليا إلى ليبيا قائم، ففى شهر التمور / أكتوبر 1911 بدأت ايطاليا فى قصف المدن الليبية في طرابلس وبنغازي وطبرق، توطئة لاحتلال البلاد فيما زعمت كذبا وزورا وبهتانا بأنها الحرب الإيطالية التركية، والحقيقة أنها الحرب الإيطالية الليبية، وكان لليبيين والليبيات قصب السبق في التنادي للجهاد، ومقاومة الغزو الإيطالي، ولا أريد أن أسرد التاريخ، فهو منشور في غالبة الكتب التي أرخت لهذه الفترة، ولكن أريد أن أسلط ضوءا على بعض من لم يكن لهم ذكر كبير في التاريخ، ليس اهمالا لهم، بل لأنهم كانوا لا يرغبون في الظهور فكان جهادهم لله سبحانه وتعالى .
من هذه الشخصيات امرأة ليبية كانت تدخل المعارك مع المجاهدين في حرب الطليان وتشجعهم على القتال ولقد اعجب بشجاعتها محرر صحيفة " بارلجورنال " فسماها " جاندراك الثانيه " وكتب فيما خص بها طرابلس قال إنها فتاة عربية هجمت على المواقع الايطالية في نفر من بني جلدتهاوتشجعهم على القتال وهى مجردة من السلاح ممتطية جودا اسودا وقد أصابتها شظية منقنبلة جرحت يد ها اليسرى ولم يمنعها ذلك من الاستمرار في القتال وكانتالمدافع الايطالية تقذفهم بنرانها ولشدة إعجابه بها سماها جاندراك وقد وصلتأخبارها إلى تركيا فأثنت عليها الأديبة التركية فاطمة علية " في مقال نشر في " جريدة صباح " .
قال الشيخ الطاهر الزاوي صاحب كتاب جهاد الليبيين بأنها هي مبروكة المقصية من قبيلةالصريعان .
وهناك من أشار إلى أن اسمها الحقيقي مبروكة العلاقية وهى من قبيلة العلالقة بصبراتة وقد لبست لباس الرجال وحلقت شعرها والتحقت بالمجاهدين تحت قيادة سوف المحمودى وخاضت مع المجاهدين معارك عديدة . ويقال أنها بعد ذلك هاجرت إلى تونس واستقرت هناك وقد انقطعت أخبارها . ولها أخت واحدة بقيت في صبراته إلى أن انتقلت إلى رحمة الله .
وقد وردت اشارات لها في شعر المجاهد والشاعر سوف المحمودلم أعثر عليها،
كما أن الشاعر بدرية الأشهب ق أشارت اليها في قصيدة ( لا تقول ) أثبتها فيما يلي إثباتا لإسم هذه المجاهدة .

( لا تقول )
الشاعرة / بدرية الأشهب
لا تقول أحضرية وغيرت .. عاداتها
فيا البداوة أصل .. ومفاعيل
أنا بنت هاذي الأرض من .. طياتها
أنا من مطرها وعشبها .. والسيل
أنا من دماً سالت على .. جالاتها
نايات تجري في عروق .. الجيل
أنا من بَحَرْها ومن شجر .. غاباتها
من كل واحة وارفة .. بنخيل
أنا من سواحلها وهوا .. جناناتها
أنا م الرتم والطلح .. والقصيل
أنا من قرى متوسدة .. طيباتها
ف ظل المحبة عاشقة .. لمقيل
أنا من صحاري غازلة .. ذراتها
ثياب لانبياء وساحة .. التنزيل
أنا من أجبال أحقافها .. ثكناتها
لنار المعارك شاعلة .. الفتيل
أنا من نفس أمي وصوت .. رحاتها
وبكيت هجاويها عقاب .. الليل
وغناوة ( الجباد ) في .. حوشاتها
اللي جابت مخاوير أسمرة .. و النيل
أنا من عباه رحلن .. سداياتها
وتبقى العبا رمز لتراث .. أصيل
أنا بنت هاللي في ( العقيلة ) .. امباتها
ورا من ( شبردق ) ناظرات .. الويل
بنت السمايا وفقد .. فزاعاتها
اللي يخلن براريم النعال .. دقيل
باستشهادها تشري سنين .. حياتها
عليهن حكى ( بوحويش ) .. بالتفصيل
أنا ( مبروكة العلاقية ) في .. صولاتها
فوق من اللي انشال الثقيل .. يشيل
أنا الفخر منقوش في .. ركاباتها
وين همزت طارت تقول .. هميل
أنا ( مبروكة ) أخت عيسى لابسة خلاطاتها
( الوكواك ) فزعتها نهار .. الشيل
قدام قاضي ايطاليا .. وقفاتها
تاريخ لصبايا مالهنش .. مثيل
و( فاطمة عثمان ) من .. نظراتها
تنبت قصايد رافضة .. التنكيل
ونا ( مريم الحجلا ) ف عقلها .. وثباتها
وين ردت على ( البنكة ) وهالت .. هبل
و( خديجة الجهمي ) في المسا حكاياتها
يسرن كما سروة نسيم .. عليل
( عيشة المزوغية ) وحزن .. مرثياتها
أشعار فوق من خد المسا .. أتسيل
وين ما حكت عن فقد .. وداداتها
( تاريت قزون الكبيرهبيل )
أنا الأم هاللي فاردة .. جناحاتها
علي عشها يوم فقد .. بوكمبيل
الصيت والعَصَر والصبر هن غاياتها
جبينها يستاهل .. التقبيل
انأ الليالي لو بخت .. نجماتها
يضون الليبيات كيف .. سهيل
أنا كتب للتاريخ في .. صفحاتها
نساء لابسات عقود .. وأكاليل
أنا كتب للتاريخ من .. صفحاتها
يطل الضياء واطيور .. أبابيل
أنا ليبيا أنا عزها .. وراياتها
مزروع في دمي صهيل .. الخيل
لا تقول أحضرية وغيرت .. عاداتها
فيا البداوة أصل .. ومفاعيل
ويبدو لي من خلال هذه الأبيات الشعرية أن السيدة بدرية الأشهب على علم بسيرة المجاهدة مبروكة العلاقية وغيرها، فيا حبذا لو أثرت هذه الموضوع بما لديها من معلومات، حتى نؤكد أن الليبيات كان لهن دور عظيم في حركة الجهاد ضد الغزو الإيطالي .