خطة عنان بين التعليق والفشل

علق المراقبون الدوليون عملهم في الأراضي السورية بسبب تصاعد العنف. وعن ذلك يقول رئيس المجموعة الجنرال النرويجي روبرت مود إن أصحاب "القبعات الزرق" علقوا أعمال الدورية التي كانوا يقومون بها ، ولكنهم لم يغادروا البلاد، وسيبقون هناك حتى إشعار آخر. ومن جانبه يرى روديك إسكوجين عضو مجلس الاتحاد الروسي أن الذين أوفدوا المراقبين الدوليين إلى سورية كانوا يدركون مسبقا أن فعالية هذه البعثة ستكون بمستوى الصفر، ذلك أن مراقبين بلا سلاح، ودون صلاحيات واضحة، ليس بوسعهم التحول إلى قوة حاسمة لفرض السلام. ويضيف السيناتور الروسي أن هؤلاء المراقبين ليسو إلا كومبارس يعملون لا من أجل القضية المشتركة، بل لخدمة مصالح البلدان التي أوفدتهم. ولا يعتبر الخبير أن تعليق مهمة المراقبين الدوليين تمثل مؤشرا على انهيار خطة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاصة بالتسوية السلمية في سورية. ويضيف أن المستقبل سوف يشهد غير قليل من مثل هذه الخطوات طالما أن أحدا غير مستعد لخوض الحرب، لا الولايات المتحدة، ولا أوروبا، ولا أنظمة الحكم الملكية في الخليج. ويعتبر ذلك عنصراً من عناصر الضغط، ليس على النظام السوري فقط ، بل وعلى النظام الإيراني الذي يقف خلف الأسد. ويعتقد إسكوجين أن خطوة المراقبين الدوليين، في تعليق عملهم بسورية تعود إلى أسباب تكتيكية. وأكثر هذه الأسباب وضوحا وضوحا يتلخص بمنع موسكو من عقد المؤتمر الدولي حول سورية بمشاركة طهران، وإضعاف تأثيرها على الوضع في المنطقة. ولا يتعلق الموضوع فقط بتسوية النزاع السوري، بل يشمل المباحثات السداسية في موسكو، حول الملف النووي الإيراني.

ويضيف روديك إسكوجين قائلا: ما دامت إيران تقف خلف سورية، وروسيا والصين تواصلان عرقلة الحل العسكري، فليس ثمة حظوظ لتكرار السيناريو الليبي على الأراضي السورية. ويعتقد السيناتور الروسي أن أدلة أخرى تؤكد رأيه هذا ، فهناك من يقول أن الحملة على ليبيا كلفت المشاركين بها مبلغ 750 مليار دولار. وفي الوقت الراهن، ليس لدى أوروبا التي تعاني من أزمة اقتصادية، مثل هذه الأموال، خاصة وأن العملية ضد سورية ستكلف أكثر بكثير، فجيشها مدرب، ومجهز بالعتاد بشكل أفضل، كما أنه يستطيع الاستفادة من اراضي لبنان والعراق المجاورتين، للنقل والإمداد وإعادة تجميع القوات.