إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
انقلاب الثوار ضد ثورتهم!
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
انقلاب الثوار ضد ثورتهم!
حسام المصراتي : انقلاب الثوار ضد ثورتهم!
الفوضى المُنَظمَة:
يقول “ميكافيلي” والذي يُوصف بأنه مُؤسِس علم السياسة الحديث بأن (كل ما تحتاجه لبناء دولة هو “جيش” و “قانون”).
وفي ليبيا بات واضحاً بأن عرقلة مؤسسة “الجيش” و”القانون” هو أمر مُنَظم ومُمَنهَج حتى لا تكون تلك “الدولة الحُلم”؛ وأن هذه الفوضى الأمنية هي فوضى منظمة ومدروسة وليست “عبثية” وهي في خدمة مصالح سياسية داخلية وخارجية. وكثيرون هم السفراء والبعثات العربية والأجنبية الذين يجوبون البلاد بلا حسيب أو رقيب، يبذلون جهودا مُضنية من أجل أن لا تنعم ليبيا بالأمان أو تستعيد عافيتها واستقرارها. وكل له دوافعه، فمنهم من أجل أن تُلقِن شعوبها دروساً مفادها (أن الثورات لا يخلفها إلا الدمار) وليجعلوا من ليبيا عبرة وموعظة لشعوبهم. فنجاح الثورة قد يغري شعوبهم على المغامرة. ومنهم من عيناه على تدفق النفط والغاز ومنهم لا يروقه إلا ليبيا مفتتة تنهشها الحرب الأهلية والطائفية.
لذلك لم يكن عبثاً اختيار هذين الشخصيتين فوزي عبد العال وأسامة جويلي ليكونا على رأس أهم وزارتين في ليبيا ما بعد الحرب الدفاع والداخلية.. ليس فقط لاعتبارات قبلية وانما أيضاً لاعتبارات شخصية. ولا أقصد بالطبع التشكيك بهذين الرجلين من حيث النزاهة أو الوطنية، فهما مشهود لهما بذلك والجميع يحترمهم على الصعيد الشخصي والاجتماعي. ولكن، المسألة المُهمة هي (مدى أهليتهما) لهذه المناصب الحساسة. انهما مواطنين بسيطين ابتلعا “الطُعم” وصدقا بأنهما وزيرين ولو كانا عديمي الجدوى..! وهما أفضل وزيرين لا يمكن أن يفعلا شيئا.
ولقد أيقن الجميع بأنهما اطلاقاً لم يكونا الشخصين المناسبين لهذين الوزارتين المهمتين. وبالطبع هذا هو سبب تعيينهم كوزيرين منزوعي الصلاحيات. والذي أختارهما يدرك تماماً بأن “عجزهما” و”قلة خبرتهما” سيكونا الرافد الأقوى لفوضى السلاح وفوضى القتل الممنهجة وخير مظلة لحرب أهلية تشتعل بجنون في كل أنحاء ليبيا يغذيها الجهل وانتشار السلاح وآلة اعلامية شرسة كل همها إثارة الفتنة القبلية والجهوية في ليبيا.
“فـــبررة” البلاد واقصاء المختصين:
وبالطبع، إن أردت أن تدمر مؤسسة ما، فما عليك إلا أن تولي أمرها لغير المختصين واعمل على إقصاء كل الخبرات. ولن تعدم الحيلة، فيكفي أن تتهم كل الخبرات وكل القيادات وكل المختصين بأنهم من (الأزلام) وبأنهم (أعداء الثورة). وعليك أن ترفع شعار (تطهير البلاد) كما فعل القذافي في السبعينات وكما فعل الاحتلال الامريكي في العراق تحت مظلة قانون (اجتثات البعث) .. وتلك هي سياسة (فبررة المؤسسات) على غرار سياسة (تثوير المؤسسات) التي انتهجها نظام القذافي دون أي اعتبار للاختصاص العلمي أو الخبرة المهنية والوظيفية.
ولولا الحملات الاعلامية المكثفة وتوجيه الرأي العام نحو ضرورة التخلص من كل ما له علاقة بالنظام السابق وكل من عمل في أجهزة الدولة سابقاً وكل من تقاضى مرتباً في ظل حكومة القذافي، وكل من عاش في ليبيا في ظل حكم القذافي..! فكيف سيقبل الليبيون بحكومة كل عناصرها من حملة “الجنسية الأمريكية” مع تزيين “التشكيلة” بشخصيتين أو ثلاث من الثوار البسطاء الذين لا علاقة لهم بإختصاص وزاراتهم ولا يعلمون شيئاً عن مجاهليها وسبل ادارتها. وتحت شعار “هد يا امبارك …!”
ولذلك كان “عبد العال” و”جويلي” – مع حفظ الألقاب- كانا أنسب من يترعرع في كنفهما الفوضى الأمنية في البلاد. بإعتبارهما حملا مسؤولية ما لا “دراية” ولا طاقة لهم به. ولا ندري هل كل الضباط الليبيين المختصين وذوي الخبرة في الأمن والجيش الليبي هم خونة ولا يستحقون أن نثق بهم؟ ألم “يتفـبرر” أحد منهم؟
وهكذا يدور الليبيون في حلقة مفرغة فمن شعار (تثوير المؤسسات) والقضاء على عناصر النظام الملكي السابق في نظام القذافي إلى (فبررة المؤسسات) في ظل ثورة فبراير، وفي كلا النظامين ( مصلحة ليبيا ) هي آخر اهتمامات السلطة فمن “جماهيرية 1 سبتمبر” إلى “جماهيرية 17 فبراير”…! تغيرت التواريخ وتصلبت العقول…! أما ليبيا وشعبها فقد سقطوا سهواً أو عمداً من قبل أو بعد..!
واعادة انتاج اسلوب القذافي لم يقتصر على سياسة (تثوير المؤسسات واقصاء المختصين) بل أيضاً على أبدية (الحمى الثورية). فالقذافي لأكثر من أربعين سنة وهو يعيد على أسماعنا شعاره (الثورة مستمرة وفاتحه أبدا) والثوار الذين قاتلوا القذافي هم أيضاً يريدون أن يحتفظوا بلقب (ثوار) إلى الأبد حتى بعد سقوط القذافي ! ثوار ضد من لا نعلم ! أما السلاح فإنه ليفرغ نيرانه في صدور بعضهم بعضا.
أوهام السلطة:
المشكلة الأكبر من بعد هي من يُقنع “سيادة الوزير الواهم بأن عليه أن يعترف بأنه ليس أهلاً لهذا المنصب ومن يستطيع تذكيره بالقول: “رحم الله إمرء عرف قدر نفسه”… وهذا موجه لكل التشكيلة “الكيبية” البائسة..! ولكن، الكرسي يُعمي الأبصار والقلوب.. ويملأ العقول بأوهام العظمة الزائفة والتي لن يستطيع صاحبه الفكاك منها حتى الممات إلا من رحم ربي..!
فها هو السيد وزير الدفاع يجد نفسه في موقف حرج ويفضل التواري عن الأنظار وعن الصحافة والعجز عن فعل أي شيء إزاء ما يحدث من قتل ومجازر مريعة بين الليبيين. بل ولم يستطع أن ينبس بكلمة بينما عدد من المسلحين من المحسوبين على قبيلته يقصفون الأحياء المدنية ويقتلون بلا حسيب أو رقيب. فهل يجرؤ جويلي على ردع قومه قبل أن يكون قادراً على ردع المتمردين في ليبيا بأسرها.
سنقدر موقف “جويلي” لو أنه على الأقل خرج على الملأ وأعلن استقالته وبرأ ذمته أمام الله أولاً وأمام الشعب الليبي الذي تزهق أرواح أبنائه ظلماً وعدواناً. ولكن، للإستقالة شجون أخرى في ليبيا..!
أنا ليبي إذا أنا لا أستقيل:
فرغم سقوط العشرات أو المئات من الضحايا في انحاء ليبيا. ولكنك، لا تستطيع أن تحدث مسؤول ليبي عن “الاستقالة”، بسبب عجزه عن إنقاذ الأرواح التي تزهق…! فالكرسي في ليبيا “دونه الموت”… لاندري ربما هذه جينات ليبية…! فقد رأينا القذافي كيف غادر كرسيه مضرجا بالدم ونقل جثة هامدة. وقد كان بوسعه أن يحقن دمه ودماء المسلمين. ولكن، ربما لأنه ليبي والليبي يموت ولا يستقيل ولو تدفق الدم أنهارا.
الاستقالة موقف أخلاقي بل وتاريخي للمسؤولين في العالم. وما نعرفه في العالم بأن الوزراء والحكومات يقدمون استقالاتهم بمجرد خروج الأمور عن سيطرتهم، أو بمجرد حدوث فساد مالي أو إداري أو أي تقصير وليس أن يصل الأمر إلى حد سقوط الضحايا ومقتل العشرات او المئات..! ولكن، المسؤول الليبي أبداً لا يستقيل..!! أبداً لا تهتز له شعرة … ويبقى صامداً في وزراته وعلى كرسيه.. فالمسؤول الليبي لا يغادر الوزارة إلا إلى المقبرة.. ويبقى احتمال عودته وارداً عن طريق التوريث ربما..!
ويبدو أن نظرية “أنا دافع ثمن بقائي” هي جزء من الثقافة الليبية المتجذرة بالوعي الجمعي الليبي. حتى الليبيون بالهوية فقط والذين لم يروا ليبيا أو لم يكونوا يميزوا موقعها الجغرافي والذين إلى وقت قريب قبل 17 فبراير2011 لازالوا يخلطون بين Lebanon و Libya من ذوي الجنسية الأمريكية، رأينا منهم تشبثا مذهلاً بكرسي الوزارة.
وإلى الحد الذي أصبحت فيه حكومة الكيب الفترة الماضية موضوعاً للتنذر عندما عصفت بهم “تسونامي” اشاعات الإقالة أو “سحب الثقة” نظراً لفشلهم الذريع في إدارة البلاد في هذه الفترة الحرجة. وقد رأينا على سبيل المثال “السيدة وزيرة الصحة وهي ترتعد فرائسها رعباً.. خوفاً من قرار الإقالة وكيف أنها لمدة اسبوعان أو أكثر وهي تلهث من فضائية إلى أخرى ولم تترك كاميرا أو ميكروفوناً إلا وصرحت لساعات أمامها تستغيث بالعالم “فقط أتركوني وزيرة” وهي التي لم نكن نراها أبداً قبل تسريب قرار سحب الثقة..!! ورأينا هستيريا الكيب ومؤتمراته الصحافية وتصريحاته النارية من أجل البقاء.. ولا ننسى وزير المالية وقد كان أشجعهم نسبياً فهو الوحيد الذي كان قادراً على نطق كلمة “الإستقالة” فقط للتلويح وليس للتنفيذ..!
فكيف سنلوم وزيرا الدفاع والداخلية .. ولا نستغرب لو قالا لنا بأنهم باقون حتى آخر رجل وآخر امرأة .. أي بعد أن يُفني الليبيون بعضهم بعضا .. ! فمن يقنع السيد الوزير بأنه شخصية طيبة “مغرر بها” ..! وأنه ما تمت توليته إلا لغاية في أنفس خبيثة ما أرادت لهذا البلد خيراً … وأن كل الأرواح التي تزهق سوف يسأل عنها يوم لن ينفعه خدمه وحاشيته..!
ثوار ليبيا وازدواجية المعايير:
كان المسوّغ الرئيس للإستعانة بقوات الناتو هو “طغيان القذافي” ومواجهته للمدنيين بالأسلحة الثقيلة وارتكابه المجازر الجماعية المروعة والاعتقالات العشوائية وانتهاكات حقوق الإنسان. مما دعى المجتمع الدولي للتدخل لحماية المدنيين واطلاق المساجين والدفاع عن حقوق الإنسان.
كانت تلك المبررات الانسانية للتدخل الدولي واستنهاض قوى الثوار الذين بذلوا أرواحهم من أجل تلك المبادئ السامية والدفاع المشروع عن النفس. ولكن، الكارثة أن يعيد “الثوار استنساخ نهج القذافي في ممارسة الطغيان واللجوء للأسلحة الثقيلة في مواجهاتهم المسلحة بعد أن رجحت كفة الحرب إلى صالحهم، واللجوء إلى الاعتقالات العشوائية والتصرفات التي استنكرتها ذات المؤسسات الدولية التي انتقدت وحاربت القذافي إلى جانبهم.
ونتساءل ماهو موقفنا ان استعان من نصفهم بمؤيدي القذافي بقوات الناتو والمجتمع الدولي من أجل انقاذهم وحماية مدنييهم من سلاح الثوار؟ فهل ستظل ليبيا في ذات الحلقة المفرغة وتبادل الأدوار؟؟
الناتو وسيناريو العودة لحماية المدنيين
ولكن هذه المرة لحماية المدنيين من (كتائب الثوار) وليس (كتائب القذافي) ..! أي هاوية نجر بلادنا إليها؟ أيها الليبيون اننا لا نعيش في غابة .. ولسنا وحدنا في هذا العالم..!!
ربما يتوّهم كثيرون “أيام عسل لا تنتهي” بين الناتو والثوار ، وهم أولئك الذين يتناسون سياسة المعايير المزدوجة التي تتبعها دول الناتو، وأن مصالحهم هي فوق كل اعتبار اضافة للمغالطات الساذجة التي يروجها الساسة والاعلام الليبي بإضفاء “الطابع الإنساني” و”النخوة” على حملة قوات الناتو ضد كتائب القذافي. متناسين أن التحالف كان طيلة الحرب يحرص على مسك العصا من النصف اضافة إلى جهوده الواضحة ابان الحرب في مؤامرة تقسيم ليبيا ومنح القذافي الفرصة الكافية لإبادة قوات الثوار في المنطقة الغربية مع الإبقاء على حالة الجمود المريب التي انتابت منطقة البريقة والتي لم تتحرر إلا بإعلان تحرير طرابلس.
هذا اضافة الى تواصل امداد قوات القذافي بالسلاح ابان الثورة، وتكثيف القصف على معسكرات فارغة ومواقع لا علاقة لها بمهمة الناتو تركزت بطرابلس ومحيطها بينما تفسح المجال في المقابل لقوات القذافي بالتحرك في أراضي مكشوفة في المنطقة الغربية والجنوب والبريقة، وهو ما أثار حينها انتقادات واسعة من قبل المقاتلين الثوار وكان من أبرز تلك الانتقادات، تلك التي وجهها “الشهيد عبد الفتاح يونس لقوات الناتو ودورها المشبوه” وقد قال حينها: “بأن الناتو “قد حُسِبَ علينا” لم يطالنا منه إلا فضيحة الاستعانة به” ولم يُمهَل “عبد الفتاح يونس” طويلاً حينها. وظل رحيله غامضاً ومريبا..!
وللأسف لدينا اعلام يرفض تسمية الأشياء بمسمياتها ولا يتفاخر بـمبدأ “حرية الإعلام” إلا في شتم بعضنا بعضا، وإثارة الفتنة بين أبناء الشعب الليبي. والخط الأحمر الوحيد هو “الناتو” و”ودول الخليج”، وما عداه انتقد واشتم من شئت.
المهم في الأمر الانتباه أن سيناريو عودة الناتو والتدخل تحت أي مسمى بات على الأبواب، وأنهم أبدا لن يهادنوا فيما يتعلق بأمن المتوسط وتدفق الطاقة وهذا هو ما يعني “تحالف الناتو” في ليبيا. ونود أن نذكر هنا بمسألة “تهديدات أمن الطاقة” والتي بدأ الاهتمام المباشر بها من قبل حلف الناتو في قمتي ريجا 2006 وبوخارست 2008، وقد تضمن البيان الختامي ما مفاده (أن المصالح الأمنية للحلف يمكن أن تتأثر بانقطاع إمدادات الموارد الحيوية، مما يتطلب التعاون بين الناتو والمنظمات المعنية للحفاظ علي ذلك المورد الحيوي). وقد صرح الأمين العام للحلف في مايو2006 ”إن الناتو سوف يبحث استخدام القوة إذا ما هددت إمدادات الطاقة”. لذلك فإن أي أحداث في ليبيا “قد” تهدد انقطاع إمدادات النفط الليبي لأعضاء الحلف وتؤثر في أسعاره، تُعَـد تحديا مباشرا لمصالح دول الحلف.
وفي ظل غياب الجيش وغياب الأمن الليبي وانتشار سلاح تملكه مليشيات خارجة عن القانون، ليبيا أمام خيار وحيد هو تدخل القوى الدولية لحماية المدنيين واستعادة الأمن في البلاد. ومؤخرا وجه “السيد مارتن” ممثل الأمم المتحدة في ليبيا رسالة للإنتقالي، يعرب عن قلقه العميق حول المجازر الانسانية جراء الحرب الأهلية التي تحدث مؤخراً في مناطق مختلفة من ليبيا. ولا يستبعد بالطبع تدخل مجلس الأمن لحماية المدنيين. وهو ما كان يسعى إليه “تحالف الناتو” منذ البدء. وقد فتح هؤلاء المتمردين المسلحين باب الوصاية الأجنبية على مصراعيه ومهدوا الطريق للقبعات الزرقاء !
ولعل هذا هو السيناريو المقصود من وراء هذه الحروب القبلية التي تندلع في ليبيا، وهو التدخل الأجنبي “مرة أخرى” لحماية المدنيين من قصف العصابات القبلية المسلحة. ولكن هذه المرة لن تكون كسابقتها. وربما ستكون حرباً طويلة الأمد تمتد لسنوات لمطاردة المسلحين من الثوار والبحث عن حجة أخرى للبقاء الأجنبي المسلح وربما ستكون مطاردة فلول القاعدة على رأس أجندة “التدخل الثاني” لحلف الأطلسي. خصوصاً بعد القبض على جواسيسهم من أجل إنقاذ سيف الاسلام.
وأخيرأ ..
أسأل الثوار: هل يمارس الظلم والطغيان من ثار ضدهما..!؟ وكيف نطالب من يختلف معنا بالإعتراف بمجلسنا وحكومتنا إن كنا نحن لم نعترف بهذا المجلس وهذه الحكومة وإن كانت ضعيفة وهشة ..! فمن أين ستأتي بقوة نحن نُسهِم بسلبها إياها ونرفع سلاحنا بوجهها ولا نعترف بأمنها ودفاعها .!؟؟
ألا تحاولوا أن تكونوا “عصا” سليمان -عليه السلام- التي اسندته وهو ميت حتى توهم الشياطين لزمن بأنه على قيد الحياة ..؟؟ دولتنا الفاشلة لن تنجح أو تقوى إلا بنا ولن تنهار إلا بجهلنا وأنانيتنا وانقساماتنا وعنصريتنا وقبليتنا. ونحن لا نبريء أنفسنا فإننا نحمل القدر الأكبر من فشل دولتنا ومسؤولية إنقاذ ليبيا أو انهيارها للأبد..
ونسأل الله أن يحفظ ليبيا وأهلها
حسام المصراتي
الفوضى المُنَظمَة:
يقول “ميكافيلي” والذي يُوصف بأنه مُؤسِس علم السياسة الحديث بأن (كل ما تحتاجه لبناء دولة هو “جيش” و “قانون”).
وفي ليبيا بات واضحاً بأن عرقلة مؤسسة “الجيش” و”القانون” هو أمر مُنَظم ومُمَنهَج حتى لا تكون تلك “الدولة الحُلم”؛ وأن هذه الفوضى الأمنية هي فوضى منظمة ومدروسة وليست “عبثية” وهي في خدمة مصالح سياسية داخلية وخارجية. وكثيرون هم السفراء والبعثات العربية والأجنبية الذين يجوبون البلاد بلا حسيب أو رقيب، يبذلون جهودا مُضنية من أجل أن لا تنعم ليبيا بالأمان أو تستعيد عافيتها واستقرارها. وكل له دوافعه، فمنهم من أجل أن تُلقِن شعوبها دروساً مفادها (أن الثورات لا يخلفها إلا الدمار) وليجعلوا من ليبيا عبرة وموعظة لشعوبهم. فنجاح الثورة قد يغري شعوبهم على المغامرة. ومنهم من عيناه على تدفق النفط والغاز ومنهم لا يروقه إلا ليبيا مفتتة تنهشها الحرب الأهلية والطائفية.
لذلك لم يكن عبثاً اختيار هذين الشخصيتين فوزي عبد العال وأسامة جويلي ليكونا على رأس أهم وزارتين في ليبيا ما بعد الحرب الدفاع والداخلية.. ليس فقط لاعتبارات قبلية وانما أيضاً لاعتبارات شخصية. ولا أقصد بالطبع التشكيك بهذين الرجلين من حيث النزاهة أو الوطنية، فهما مشهود لهما بذلك والجميع يحترمهم على الصعيد الشخصي والاجتماعي. ولكن، المسألة المُهمة هي (مدى أهليتهما) لهذه المناصب الحساسة. انهما مواطنين بسيطين ابتلعا “الطُعم” وصدقا بأنهما وزيرين ولو كانا عديمي الجدوى..! وهما أفضل وزيرين لا يمكن أن يفعلا شيئا.
ولقد أيقن الجميع بأنهما اطلاقاً لم يكونا الشخصين المناسبين لهذين الوزارتين المهمتين. وبالطبع هذا هو سبب تعيينهم كوزيرين منزوعي الصلاحيات. والذي أختارهما يدرك تماماً بأن “عجزهما” و”قلة خبرتهما” سيكونا الرافد الأقوى لفوضى السلاح وفوضى القتل الممنهجة وخير مظلة لحرب أهلية تشتعل بجنون في كل أنحاء ليبيا يغذيها الجهل وانتشار السلاح وآلة اعلامية شرسة كل همها إثارة الفتنة القبلية والجهوية في ليبيا.
“فـــبررة” البلاد واقصاء المختصين:
وبالطبع، إن أردت أن تدمر مؤسسة ما، فما عليك إلا أن تولي أمرها لغير المختصين واعمل على إقصاء كل الخبرات. ولن تعدم الحيلة، فيكفي أن تتهم كل الخبرات وكل القيادات وكل المختصين بأنهم من (الأزلام) وبأنهم (أعداء الثورة). وعليك أن ترفع شعار (تطهير البلاد) كما فعل القذافي في السبعينات وكما فعل الاحتلال الامريكي في العراق تحت مظلة قانون (اجتثات البعث) .. وتلك هي سياسة (فبررة المؤسسات) على غرار سياسة (تثوير المؤسسات) التي انتهجها نظام القذافي دون أي اعتبار للاختصاص العلمي أو الخبرة المهنية والوظيفية.
ولولا الحملات الاعلامية المكثفة وتوجيه الرأي العام نحو ضرورة التخلص من كل ما له علاقة بالنظام السابق وكل من عمل في أجهزة الدولة سابقاً وكل من تقاضى مرتباً في ظل حكومة القذافي، وكل من عاش في ليبيا في ظل حكم القذافي..! فكيف سيقبل الليبيون بحكومة كل عناصرها من حملة “الجنسية الأمريكية” مع تزيين “التشكيلة” بشخصيتين أو ثلاث من الثوار البسطاء الذين لا علاقة لهم بإختصاص وزاراتهم ولا يعلمون شيئاً عن مجاهليها وسبل ادارتها. وتحت شعار “هد يا امبارك …!”
ولذلك كان “عبد العال” و”جويلي” – مع حفظ الألقاب- كانا أنسب من يترعرع في كنفهما الفوضى الأمنية في البلاد. بإعتبارهما حملا مسؤولية ما لا “دراية” ولا طاقة لهم به. ولا ندري هل كل الضباط الليبيين المختصين وذوي الخبرة في الأمن والجيش الليبي هم خونة ولا يستحقون أن نثق بهم؟ ألم “يتفـبرر” أحد منهم؟
وهكذا يدور الليبيون في حلقة مفرغة فمن شعار (تثوير المؤسسات) والقضاء على عناصر النظام الملكي السابق في نظام القذافي إلى (فبررة المؤسسات) في ظل ثورة فبراير، وفي كلا النظامين ( مصلحة ليبيا ) هي آخر اهتمامات السلطة فمن “جماهيرية 1 سبتمبر” إلى “جماهيرية 17 فبراير”…! تغيرت التواريخ وتصلبت العقول…! أما ليبيا وشعبها فقد سقطوا سهواً أو عمداً من قبل أو بعد..!
واعادة انتاج اسلوب القذافي لم يقتصر على سياسة (تثوير المؤسسات واقصاء المختصين) بل أيضاً على أبدية (الحمى الثورية). فالقذافي لأكثر من أربعين سنة وهو يعيد على أسماعنا شعاره (الثورة مستمرة وفاتحه أبدا) والثوار الذين قاتلوا القذافي هم أيضاً يريدون أن يحتفظوا بلقب (ثوار) إلى الأبد حتى بعد سقوط القذافي ! ثوار ضد من لا نعلم ! أما السلاح فإنه ليفرغ نيرانه في صدور بعضهم بعضا.
أوهام السلطة:
المشكلة الأكبر من بعد هي من يُقنع “سيادة الوزير الواهم بأن عليه أن يعترف بأنه ليس أهلاً لهذا المنصب ومن يستطيع تذكيره بالقول: “رحم الله إمرء عرف قدر نفسه”… وهذا موجه لكل التشكيلة “الكيبية” البائسة..! ولكن، الكرسي يُعمي الأبصار والقلوب.. ويملأ العقول بأوهام العظمة الزائفة والتي لن يستطيع صاحبه الفكاك منها حتى الممات إلا من رحم ربي..!
فها هو السيد وزير الدفاع يجد نفسه في موقف حرج ويفضل التواري عن الأنظار وعن الصحافة والعجز عن فعل أي شيء إزاء ما يحدث من قتل ومجازر مريعة بين الليبيين. بل ولم يستطع أن ينبس بكلمة بينما عدد من المسلحين من المحسوبين على قبيلته يقصفون الأحياء المدنية ويقتلون بلا حسيب أو رقيب. فهل يجرؤ جويلي على ردع قومه قبل أن يكون قادراً على ردع المتمردين في ليبيا بأسرها.
سنقدر موقف “جويلي” لو أنه على الأقل خرج على الملأ وأعلن استقالته وبرأ ذمته أمام الله أولاً وأمام الشعب الليبي الذي تزهق أرواح أبنائه ظلماً وعدواناً. ولكن، للإستقالة شجون أخرى في ليبيا..!
أنا ليبي إذا أنا لا أستقيل:
فرغم سقوط العشرات أو المئات من الضحايا في انحاء ليبيا. ولكنك، لا تستطيع أن تحدث مسؤول ليبي عن “الاستقالة”، بسبب عجزه عن إنقاذ الأرواح التي تزهق…! فالكرسي في ليبيا “دونه الموت”… لاندري ربما هذه جينات ليبية…! فقد رأينا القذافي كيف غادر كرسيه مضرجا بالدم ونقل جثة هامدة. وقد كان بوسعه أن يحقن دمه ودماء المسلمين. ولكن، ربما لأنه ليبي والليبي يموت ولا يستقيل ولو تدفق الدم أنهارا.
الاستقالة موقف أخلاقي بل وتاريخي للمسؤولين في العالم. وما نعرفه في العالم بأن الوزراء والحكومات يقدمون استقالاتهم بمجرد خروج الأمور عن سيطرتهم، أو بمجرد حدوث فساد مالي أو إداري أو أي تقصير وليس أن يصل الأمر إلى حد سقوط الضحايا ومقتل العشرات او المئات..! ولكن، المسؤول الليبي أبداً لا يستقيل..!! أبداً لا تهتز له شعرة … ويبقى صامداً في وزراته وعلى كرسيه.. فالمسؤول الليبي لا يغادر الوزارة إلا إلى المقبرة.. ويبقى احتمال عودته وارداً عن طريق التوريث ربما..!
ويبدو أن نظرية “أنا دافع ثمن بقائي” هي جزء من الثقافة الليبية المتجذرة بالوعي الجمعي الليبي. حتى الليبيون بالهوية فقط والذين لم يروا ليبيا أو لم يكونوا يميزوا موقعها الجغرافي والذين إلى وقت قريب قبل 17 فبراير2011 لازالوا يخلطون بين Lebanon و Libya من ذوي الجنسية الأمريكية، رأينا منهم تشبثا مذهلاً بكرسي الوزارة.
وإلى الحد الذي أصبحت فيه حكومة الكيب الفترة الماضية موضوعاً للتنذر عندما عصفت بهم “تسونامي” اشاعات الإقالة أو “سحب الثقة” نظراً لفشلهم الذريع في إدارة البلاد في هذه الفترة الحرجة. وقد رأينا على سبيل المثال “السيدة وزيرة الصحة وهي ترتعد فرائسها رعباً.. خوفاً من قرار الإقالة وكيف أنها لمدة اسبوعان أو أكثر وهي تلهث من فضائية إلى أخرى ولم تترك كاميرا أو ميكروفوناً إلا وصرحت لساعات أمامها تستغيث بالعالم “فقط أتركوني وزيرة” وهي التي لم نكن نراها أبداً قبل تسريب قرار سحب الثقة..!! ورأينا هستيريا الكيب ومؤتمراته الصحافية وتصريحاته النارية من أجل البقاء.. ولا ننسى وزير المالية وقد كان أشجعهم نسبياً فهو الوحيد الذي كان قادراً على نطق كلمة “الإستقالة” فقط للتلويح وليس للتنفيذ..!
فكيف سنلوم وزيرا الدفاع والداخلية .. ولا نستغرب لو قالا لنا بأنهم باقون حتى آخر رجل وآخر امرأة .. أي بعد أن يُفني الليبيون بعضهم بعضا .. ! فمن يقنع السيد الوزير بأنه شخصية طيبة “مغرر بها” ..! وأنه ما تمت توليته إلا لغاية في أنفس خبيثة ما أرادت لهذا البلد خيراً … وأن كل الأرواح التي تزهق سوف يسأل عنها يوم لن ينفعه خدمه وحاشيته..!
ثوار ليبيا وازدواجية المعايير:
كان المسوّغ الرئيس للإستعانة بقوات الناتو هو “طغيان القذافي” ومواجهته للمدنيين بالأسلحة الثقيلة وارتكابه المجازر الجماعية المروعة والاعتقالات العشوائية وانتهاكات حقوق الإنسان. مما دعى المجتمع الدولي للتدخل لحماية المدنيين واطلاق المساجين والدفاع عن حقوق الإنسان.
كانت تلك المبررات الانسانية للتدخل الدولي واستنهاض قوى الثوار الذين بذلوا أرواحهم من أجل تلك المبادئ السامية والدفاع المشروع عن النفس. ولكن، الكارثة أن يعيد “الثوار استنساخ نهج القذافي في ممارسة الطغيان واللجوء للأسلحة الثقيلة في مواجهاتهم المسلحة بعد أن رجحت كفة الحرب إلى صالحهم، واللجوء إلى الاعتقالات العشوائية والتصرفات التي استنكرتها ذات المؤسسات الدولية التي انتقدت وحاربت القذافي إلى جانبهم.
ونتساءل ماهو موقفنا ان استعان من نصفهم بمؤيدي القذافي بقوات الناتو والمجتمع الدولي من أجل انقاذهم وحماية مدنييهم من سلاح الثوار؟ فهل ستظل ليبيا في ذات الحلقة المفرغة وتبادل الأدوار؟؟
الناتو وسيناريو العودة لحماية المدنيين
ولكن هذه المرة لحماية المدنيين من (كتائب الثوار) وليس (كتائب القذافي) ..! أي هاوية نجر بلادنا إليها؟ أيها الليبيون اننا لا نعيش في غابة .. ولسنا وحدنا في هذا العالم..!!
ربما يتوّهم كثيرون “أيام عسل لا تنتهي” بين الناتو والثوار ، وهم أولئك الذين يتناسون سياسة المعايير المزدوجة التي تتبعها دول الناتو، وأن مصالحهم هي فوق كل اعتبار اضافة للمغالطات الساذجة التي يروجها الساسة والاعلام الليبي بإضفاء “الطابع الإنساني” و”النخوة” على حملة قوات الناتو ضد كتائب القذافي. متناسين أن التحالف كان طيلة الحرب يحرص على مسك العصا من النصف اضافة إلى جهوده الواضحة ابان الحرب في مؤامرة تقسيم ليبيا ومنح القذافي الفرصة الكافية لإبادة قوات الثوار في المنطقة الغربية مع الإبقاء على حالة الجمود المريب التي انتابت منطقة البريقة والتي لم تتحرر إلا بإعلان تحرير طرابلس.
هذا اضافة الى تواصل امداد قوات القذافي بالسلاح ابان الثورة، وتكثيف القصف على معسكرات فارغة ومواقع لا علاقة لها بمهمة الناتو تركزت بطرابلس ومحيطها بينما تفسح المجال في المقابل لقوات القذافي بالتحرك في أراضي مكشوفة في المنطقة الغربية والجنوب والبريقة، وهو ما أثار حينها انتقادات واسعة من قبل المقاتلين الثوار وكان من أبرز تلك الانتقادات، تلك التي وجهها “الشهيد عبد الفتاح يونس لقوات الناتو ودورها المشبوه” وقد قال حينها: “بأن الناتو “قد حُسِبَ علينا” لم يطالنا منه إلا فضيحة الاستعانة به” ولم يُمهَل “عبد الفتاح يونس” طويلاً حينها. وظل رحيله غامضاً ومريبا..!
وللأسف لدينا اعلام يرفض تسمية الأشياء بمسمياتها ولا يتفاخر بـمبدأ “حرية الإعلام” إلا في شتم بعضنا بعضا، وإثارة الفتنة بين أبناء الشعب الليبي. والخط الأحمر الوحيد هو “الناتو” و”ودول الخليج”، وما عداه انتقد واشتم من شئت.
المهم في الأمر الانتباه أن سيناريو عودة الناتو والتدخل تحت أي مسمى بات على الأبواب، وأنهم أبدا لن يهادنوا فيما يتعلق بأمن المتوسط وتدفق الطاقة وهذا هو ما يعني “تحالف الناتو” في ليبيا. ونود أن نذكر هنا بمسألة “تهديدات أمن الطاقة” والتي بدأ الاهتمام المباشر بها من قبل حلف الناتو في قمتي ريجا 2006 وبوخارست 2008، وقد تضمن البيان الختامي ما مفاده (أن المصالح الأمنية للحلف يمكن أن تتأثر بانقطاع إمدادات الموارد الحيوية، مما يتطلب التعاون بين الناتو والمنظمات المعنية للحفاظ علي ذلك المورد الحيوي). وقد صرح الأمين العام للحلف في مايو2006 ”إن الناتو سوف يبحث استخدام القوة إذا ما هددت إمدادات الطاقة”. لذلك فإن أي أحداث في ليبيا “قد” تهدد انقطاع إمدادات النفط الليبي لأعضاء الحلف وتؤثر في أسعاره، تُعَـد تحديا مباشرا لمصالح دول الحلف.
وفي ظل غياب الجيش وغياب الأمن الليبي وانتشار سلاح تملكه مليشيات خارجة عن القانون، ليبيا أمام خيار وحيد هو تدخل القوى الدولية لحماية المدنيين واستعادة الأمن في البلاد. ومؤخرا وجه “السيد مارتن” ممثل الأمم المتحدة في ليبيا رسالة للإنتقالي، يعرب عن قلقه العميق حول المجازر الانسانية جراء الحرب الأهلية التي تحدث مؤخراً في مناطق مختلفة من ليبيا. ولا يستبعد بالطبع تدخل مجلس الأمن لحماية المدنيين. وهو ما كان يسعى إليه “تحالف الناتو” منذ البدء. وقد فتح هؤلاء المتمردين المسلحين باب الوصاية الأجنبية على مصراعيه ومهدوا الطريق للقبعات الزرقاء !
ولعل هذا هو السيناريو المقصود من وراء هذه الحروب القبلية التي تندلع في ليبيا، وهو التدخل الأجنبي “مرة أخرى” لحماية المدنيين من قصف العصابات القبلية المسلحة. ولكن هذه المرة لن تكون كسابقتها. وربما ستكون حرباً طويلة الأمد تمتد لسنوات لمطاردة المسلحين من الثوار والبحث عن حجة أخرى للبقاء الأجنبي المسلح وربما ستكون مطاردة فلول القاعدة على رأس أجندة “التدخل الثاني” لحلف الأطلسي. خصوصاً بعد القبض على جواسيسهم من أجل إنقاذ سيف الاسلام.
وأخيرأ ..
أسأل الثوار: هل يمارس الظلم والطغيان من ثار ضدهما..!؟ وكيف نطالب من يختلف معنا بالإعتراف بمجلسنا وحكومتنا إن كنا نحن لم نعترف بهذا المجلس وهذه الحكومة وإن كانت ضعيفة وهشة ..! فمن أين ستأتي بقوة نحن نُسهِم بسلبها إياها ونرفع سلاحنا بوجهها ولا نعترف بأمنها ودفاعها .!؟؟
ألا تحاولوا أن تكونوا “عصا” سليمان -عليه السلام- التي اسندته وهو ميت حتى توهم الشياطين لزمن بأنه على قيد الحياة ..؟؟ دولتنا الفاشلة لن تنجح أو تقوى إلا بنا ولن تنهار إلا بجهلنا وأنانيتنا وانقساماتنا وعنصريتنا وقبليتنا. ونحن لا نبريء أنفسنا فإننا نحمل القدر الأكبر من فشل دولتنا ومسؤولية إنقاذ ليبيا أو انهيارها للأبد..
ونسأل الله أن يحفظ ليبيا وأهلها
حسام المصراتي
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: انقلاب الثوار ضد ثورتهم!
(كل ما تحتاجه لبناء دولة هو “جيش” و “قانون”).
عاشت ليبيا حرة
عاشت ليبيا حرة
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
جمال المروج- مراقب
-
عدد المشاركات : 18736
رقم العضوية : 7459
قوة التقييم : 164
تاريخ التسجيل : 18/10/2011
رد: انقلاب الثوار ضد ثورتهم!
شكــــــــــــــــ ـــــــــــــــرآ وبـــــــــــــارك الله فيـــــــــــــــــك
مطالب صعبه هذين ياااااااااااااااجماااااااااااااال في ظل من يوجد على الساحه حاليآ
لأنهم متخصصين في تأخير بناء الجيش والشر طه وتفعيل القضاء ونزاهته
مطالب صعبه هذين ياااااااااااااااجماااااااااااااال في ظل من يوجد على الساحه حاليآ
لأنهم متخصصين في تأخير بناء الجيش والشر طه وتفعيل القضاء ونزاهته
اسماعيل ادريس- مستشار
-
عدد المشاركات : 15213
العمر : 50
رقم العضوية : 1268
قوة التقييم : 66
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
رد: انقلاب الثوار ضد ثورتهم!
الله اكبر
الرسن- لواء
- عدد المشاركات : 1640
رقم العضوية : 3421
قوة التقييم : 4
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: انقلاب الثوار ضد ثورتهم!
شكرا للمتابعة منكم..
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
مواضيع مماثلة
» الاضراب الشامل لمواجهة انقلاب مجلس الثوار
» احتفالات الليبيين بمرور عام على ثورتهم ضد القذافي
» فلة الجزائرية تدعو المصريين إلى التسامح بعد نجاح ثورتهم
» انقلاب غير متوقع
» بعد كل جرائم الثوار يطالبون بتشكيل حكومة من الثوار !!!!
» احتفالات الليبيين بمرور عام على ثورتهم ضد القذافي
» فلة الجزائرية تدعو المصريين إلى التسامح بعد نجاح ثورتهم
» انقلاب غير متوقع
» بعد كل جرائم الثوار يطالبون بتشكيل حكومة من الثوار !!!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR