إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
الحياة من دون القذافي
صفحة 1 من اصل 1
الحياة من دون القذافي
الحياة من دون القذافي
– July 10, 2012
الحياة من دون القذافي
علي شعيب
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما أجريت آخر انتخابات برلمانية في ليبيا.. كانت سني لا تسمح لي بالتصويت لكنني كنت كبيرا بما يكفي لتذكر موجة القومية العربية التي اجتاحت المنطقة آنذاك وألهبت دعوات الاصلاح الاجتماعي والاستقلال عن الغرب.
وبمتابعتي للحملات الانتخابية المتحمسة التي هيمنت على موجات الأثير وطغت على الصحف المستقلة الكثيرة وقتها فإنني لم أكن أعرف أن أول فرصة ستتاح لي للتصويت قد لا تأتي قبل 47 عاما أخرى وبالتحديد في السابع من يوليو تموز من عام 2012.
وفي عام 1964 أي قبل خمس سنوات من مجيء الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي للسلطة ومنعه إجراء الانتخابات طالب المرشحون بأن تتبع ليبيا سياسة نفطية مستقلة. وشعر الكثيرون أن الغرب استغل مواردنا في الخمسينيات وراجت الفكرة للكثيرين.
واستخدمت الحملات الانتخابية لغة تجذب الناخبين الغاضبين من وجود قواعد عسكرية بريطانية وأمريكية في الأراضي الليبية وامتلات الميادين العامة بلافتات تجتذب الأعين ورفعت لافتات مثل نفطنا يجب أن يبقى نفطنا و القواعد العسكرية الأجنبية تقوض سيادتنا . وأتذكر أن الصحف المستقلة كانت تنتقد الحكومة آنذاك وأدانت الفساد الذي استشرى في ليبيا مع بدء تدفق عائدات النفط لكن مثل هذه الانتقادات كانت لتودي بصاحبها في السجن أثناء فترة حكم القذافي. لكن ليبيا كانت ملكية في ذلك الوقت.
وبدافع الخوف من الاستياء المتزايد عملت الحكومة على تهميش أساتذة مشهورين وصحفيين كانوا يخوضون الانتخابات. ومع هبوب رياح القومية من مصر التي أطاح فيها ضباط في الجيش بالملك في عام 1952 زاد خوف المسؤولين في ليبيا. وجاءت نتيجة الانتخابات في ليبيا مفاجئة وزادت من شكوك في وقوع تزوير.
لكن وعلى الرغم من جهود السلطات فإن مجموعة من السياسيين المعارضين الذين يتمتعون بالجرأة دخلوا البرلمان واستخدموا مواقعهم الجديدة للضغط على الحكومة.
وحل الملك إدريس البرلمان المنتخب في غضون أشهر مما أثار استيائي كثيرا حينئذ لان الاشخاص الذين استبعدوا كانوا على درجة عالية من التعليم وكانوا جادين في إصلاح البلاد.
وأجريت انتخابات أخرى في 1965 وشابتها اتهامات بالتزوير ووصل القذافي بعد ذلك بأربع سنوات إلى الحكم وبالتحديد في عام 1969.
ورأى القذافي في الديمقراطية انغماسا برجوازيا ومنع إجراء انتخابات منتظمة قبل أن أبلغ السن الذي يمكنني من التصويت.
واضطررت للانتظار حتى عام 1972 حتى تسنح لي فرصة جديدة للتصويت وكانت المناسبة هذه المرة هي انتخاب 20 ممثلا للانضمام إلى مجلس اتحاد الجمهوريات العربية وهي محاولة قام بها القذافي لتوحيد ليبيا ومصر وسوريا.
وكنت مساعدا لأحد المرشحين لكنني فوتت فرصتي للتصويت لأنني كنت مشغولا للغاية بالعمل يوم الانتخابات.
ولم يقدر لتجربة القومية العربية أن تستمر ففي غضون خمس سنوات انهار الاتحاد وذهبت معه البقايا الأخيرة لحرية الاختيار السياسي في ليبيا. وبعد أيام من الانتخابات عام 1972 والتي امتلات بعدها شوارع وميادين طرابلس بصور المرشحين انتشر عمال النظافة لازالة صورهم من على الجدران.
ومنذ ذلك الوقت لم ترفع سوى صور القذافي في الأماكن العامة في ليبيا كما طبعت صورة الزعيم الليبي على النقود من فئة الدينار. وصدرت في ليبيا بعد ذلك بسنوات عملة نقدية جديدة من فئة 50 دينارا وحملت صورة القذافي أيضا. ومثلما كانت صور الزعيم الراحل كيم جونج ايل أو أبنائه في كل مكان في كوريا الشمالية الشيوعية بدا لي أننا كنا محاطين أيضا في ليبيا بصورة رجل واحد.
وهيمنت الصور الضخمة على الميادين العامة واللافتات الاعلانية في ليبيا إلى أن هبت رياح الربيع العربي على منطقة شمال افريقيا. فبعد 42 عاما من حكم رسمت أهواء القذافي معالمه وشهد تغيرات متقلبة في سياسة ليبيا فإن الثورة جاءت أخيرا وجاءت معها فرصة أمام الليبيين لاختيار من يمثلهم سياسيا مجددا.
وهكذا وقبيل إغلاق باب التسجيل في أيار توجهت إلى مكتب للانتخابات بمسقط رأسي في بلدة مسلاته للحصول على استمارة تسمح لي بالتصويت للمرة الأولى في حياتي وبعد أن بلغت 62 عاما.
ونظرت إلى استمارتي الانتخابية الجديد وحفظت رقمي الانتخابي عن ظهر قلب لانه سيمكنني إلى الانضمام إلى ، مليون ليبي آخرين يحق لهم التصويت لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية التي ستبني ليبيا جديدة من حطام المؤسسات التي فككها القذافي.
وبينما انا في طريقي لمركز الاقتراع يوم السبت كان لاختفاء صور القذافي الأثر الأكبر في نفسي. ففي الأماكن التي كانت ترفع فيها صور القذافي أصبحت ترفع صور أناس عدة يتنافسون لجذب انتباه الليبيين وجابت سيارات الشوارع وهي تحمل صورهم أيضا.
وذكرني الموقف بأن بلادي لم يعد يحكمها فرد ولم يعد يسمح بأن ترفع صور شخص واحد فضلا عن استحواذه على كل السلطات في البلاد.
وهكذا قمت وللمرة الأولى وبعد أن شهدت ثلاثة انتخابات بصفتي مراقب بالتصويت لمرشح اخترته ولمرشح أعتقد أنه سيخدم ليبيا ولن يحكمها أو ينهب ثرواتها.
صحفي ليبي يعمل لدى رويترز في طرابلس منذ عام 2007
/7/2012 Issue 4248 – Date 11 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4248 التاريخ 11»7»2012
– July 10, 2012
الحياة من دون القذافي
علي شعيب
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما أجريت آخر انتخابات برلمانية في ليبيا.. كانت سني لا تسمح لي بالتصويت لكنني كنت كبيرا بما يكفي لتذكر موجة القومية العربية التي اجتاحت المنطقة آنذاك وألهبت دعوات الاصلاح الاجتماعي والاستقلال عن الغرب.
وبمتابعتي للحملات الانتخابية المتحمسة التي هيمنت على موجات الأثير وطغت على الصحف المستقلة الكثيرة وقتها فإنني لم أكن أعرف أن أول فرصة ستتاح لي للتصويت قد لا تأتي قبل 47 عاما أخرى وبالتحديد في السابع من يوليو تموز من عام 2012.
وفي عام 1964 أي قبل خمس سنوات من مجيء الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي للسلطة ومنعه إجراء الانتخابات طالب المرشحون بأن تتبع ليبيا سياسة نفطية مستقلة. وشعر الكثيرون أن الغرب استغل مواردنا في الخمسينيات وراجت الفكرة للكثيرين.
واستخدمت الحملات الانتخابية لغة تجذب الناخبين الغاضبين من وجود قواعد عسكرية بريطانية وأمريكية في الأراضي الليبية وامتلات الميادين العامة بلافتات تجتذب الأعين ورفعت لافتات مثل نفطنا يجب أن يبقى نفطنا و القواعد العسكرية الأجنبية تقوض سيادتنا . وأتذكر أن الصحف المستقلة كانت تنتقد الحكومة آنذاك وأدانت الفساد الذي استشرى في ليبيا مع بدء تدفق عائدات النفط لكن مثل هذه الانتقادات كانت لتودي بصاحبها في السجن أثناء فترة حكم القذافي. لكن ليبيا كانت ملكية في ذلك الوقت.
وبدافع الخوف من الاستياء المتزايد عملت الحكومة على تهميش أساتذة مشهورين وصحفيين كانوا يخوضون الانتخابات. ومع هبوب رياح القومية من مصر التي أطاح فيها ضباط في الجيش بالملك في عام 1952 زاد خوف المسؤولين في ليبيا. وجاءت نتيجة الانتخابات في ليبيا مفاجئة وزادت من شكوك في وقوع تزوير.
لكن وعلى الرغم من جهود السلطات فإن مجموعة من السياسيين المعارضين الذين يتمتعون بالجرأة دخلوا البرلمان واستخدموا مواقعهم الجديدة للضغط على الحكومة.
وحل الملك إدريس البرلمان المنتخب في غضون أشهر مما أثار استيائي كثيرا حينئذ لان الاشخاص الذين استبعدوا كانوا على درجة عالية من التعليم وكانوا جادين في إصلاح البلاد.
وأجريت انتخابات أخرى في 1965 وشابتها اتهامات بالتزوير ووصل القذافي بعد ذلك بأربع سنوات إلى الحكم وبالتحديد في عام 1969.
ورأى القذافي في الديمقراطية انغماسا برجوازيا ومنع إجراء انتخابات منتظمة قبل أن أبلغ السن الذي يمكنني من التصويت.
واضطررت للانتظار حتى عام 1972 حتى تسنح لي فرصة جديدة للتصويت وكانت المناسبة هذه المرة هي انتخاب 20 ممثلا للانضمام إلى مجلس اتحاد الجمهوريات العربية وهي محاولة قام بها القذافي لتوحيد ليبيا ومصر وسوريا.
وكنت مساعدا لأحد المرشحين لكنني فوتت فرصتي للتصويت لأنني كنت مشغولا للغاية بالعمل يوم الانتخابات.
ولم يقدر لتجربة القومية العربية أن تستمر ففي غضون خمس سنوات انهار الاتحاد وذهبت معه البقايا الأخيرة لحرية الاختيار السياسي في ليبيا. وبعد أيام من الانتخابات عام 1972 والتي امتلات بعدها شوارع وميادين طرابلس بصور المرشحين انتشر عمال النظافة لازالة صورهم من على الجدران.
ومنذ ذلك الوقت لم ترفع سوى صور القذافي في الأماكن العامة في ليبيا كما طبعت صورة الزعيم الليبي على النقود من فئة الدينار. وصدرت في ليبيا بعد ذلك بسنوات عملة نقدية جديدة من فئة 50 دينارا وحملت صورة القذافي أيضا. ومثلما كانت صور الزعيم الراحل كيم جونج ايل أو أبنائه في كل مكان في كوريا الشمالية الشيوعية بدا لي أننا كنا محاطين أيضا في ليبيا بصورة رجل واحد.
وهيمنت الصور الضخمة على الميادين العامة واللافتات الاعلانية في ليبيا إلى أن هبت رياح الربيع العربي على منطقة شمال افريقيا. فبعد 42 عاما من حكم رسمت أهواء القذافي معالمه وشهد تغيرات متقلبة في سياسة ليبيا فإن الثورة جاءت أخيرا وجاءت معها فرصة أمام الليبيين لاختيار من يمثلهم سياسيا مجددا.
وهكذا وقبيل إغلاق باب التسجيل في أيار توجهت إلى مكتب للانتخابات بمسقط رأسي في بلدة مسلاته للحصول على استمارة تسمح لي بالتصويت للمرة الأولى في حياتي وبعد أن بلغت 62 عاما.
ونظرت إلى استمارتي الانتخابية الجديد وحفظت رقمي الانتخابي عن ظهر قلب لانه سيمكنني إلى الانضمام إلى ، مليون ليبي آخرين يحق لهم التصويت لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية التي ستبني ليبيا جديدة من حطام المؤسسات التي فككها القذافي.
وبينما انا في طريقي لمركز الاقتراع يوم السبت كان لاختفاء صور القذافي الأثر الأكبر في نفسي. ففي الأماكن التي كانت ترفع فيها صور القذافي أصبحت ترفع صور أناس عدة يتنافسون لجذب انتباه الليبيين وجابت سيارات الشوارع وهي تحمل صورهم أيضا.
وذكرني الموقف بأن بلادي لم يعد يحكمها فرد ولم يعد يسمح بأن ترفع صور شخص واحد فضلا عن استحواذه على كل السلطات في البلاد.
وهكذا قمت وللمرة الأولى وبعد أن شهدت ثلاثة انتخابات بصفتي مراقب بالتصويت لمرشح اخترته ولمرشح أعتقد أنه سيخدم ليبيا ولن يحكمها أو ينهب ثرواتها.
صحفي ليبي يعمل لدى رويترز في طرابلس منذ عام 2007
/7/2012 Issue 4248 – Date 11 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4248 التاريخ 11»7»2012
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
مواضيع مماثلة
» خميس القذافي على قيد الحياة في بني وليد
» مصادر عسكرية ومدنية: خميس القذافي على قيد الحياة
» وزير خارجية القذافي عبدالعاطي العبيدي "القذافي انتهى"
» الحياة مع "بابا القذافي" في عيون ممرضته الأوكرانية
» مصادر عسكرية ومدنية: خميس القذافي على قيد الحياة في بني وليد
» مصادر عسكرية ومدنية: خميس القذافي على قيد الحياة
» وزير خارجية القذافي عبدالعاطي العبيدي "القذافي انتهى"
» الحياة مع "بابا القذافي" في عيون ممرضته الأوكرانية
» مصادر عسكرية ومدنية: خميس القذافي على قيد الحياة في بني وليد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR