سبب إهمال مسؤولينا .. لاعبونا مفطرون في لندن .. والصائمون في

■■ رياضيونا العرب والمسلمون أغلبهم مفطرون والقليل صائمون في دورة لندن الاولمبية.. وهذا مجرد إجتهاد من اللاعبين دون أبحاث علمية وتدابير طبية وغذائية تصون حياتهم عن التعرض للمخاطر التي قد تؤدي إلى الموت .. وهو أمر نبهت إليه شخصياً في عشرات المقالات خلال مشواري الإعلامي عبر سنوات طويلة دون إستجابة واضحة من الاتحادات والهيئات المسؤولة عن الرياضة في الدول العربية والاسلامية .

ومنذ أكثر من عام كتبت مقالاُ يتضمن نداء إلى 3 من أهم القادة الرياضيين العرب من أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية، للتنبيه على ضرورة تدخلهم مبكراً لدى أعلى الجهات الرسمية الدولية في الرياضة، لتدارس آثار الصيام على أداء اللاعبين المسلمين الذي سيشاركون في الاولمبياد ويمثلون أكثر من 50 دولة إسلامية ويشكلون ربع عدد الرياضيين والرياضيات المشاركين في الدورة ، وبناءً على ندائي إنعقدت ندوة دولية بمستشفى إسبيتار للطب الرياضي بالدوحة وفق ما طالبت به ، وللآسف لم توجه الدعوة لي للحضور أو يشار لندائي – وهذا لا يهمني كثيرا- ولكن كانت حصيلة الندوة ، أنها لم تخرج بتوصيات وخلاصات علمية محددة ترشد الرياضيين المسلمين لكيفية المشاركة الآمنة في الاولمبياد وهم صائمون ، أو توضح أن هناك مخاطر صحية جادة عليهم تحتم ضرورة إفطارهم إجبارياً ، ولم أسمع عن مثل هذه التوصيات إلى اللجان الاولمبية في الدول الإسلامية.

■■ وللأسف لم يصل صوت كبار قادتنا الرياضيين من أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية وكبار مسؤولي الاتحادات الدولية ، إلى المنظمات والهيئات الرياضية الدولية ، واللجنة المنظمة لدورة لندن، بضرورة مراعاة مواعيد صيام الرياضيين المسلمين الذين يمثلون 25% من لاعبي الاولمبياد ، أو على الأقل توجيه نظر اللجنة الطبية للدورة وكافة ممثليها لمراقبة صيام بعض الرياضيين المسلمين خلال المنافسات وإتخاذ التدابير والاحتياطات الطبية وتوجيه النصائح الخاصة في هذا المجال وخاصة في الرياضات العنيفة وكرة القدم .

■■ ورغم أن العديد من جهات الفتوى في الدول العربية والاسلامية ، قد أصدرت فتاوى تجيز الإفطار للرياضيين المشاركين في لندن، بداعي السفر وليس بداعي مخاطر الصيام في ظل بذل جهد كبير في المنافسات ، رغم ذلك ، فإن هناك نسبة لا تقل عن 20 % من اللاعبين واللاعبات المسلمين، يصرون على الصيام طوال أيام دورة لندن حتى في أيام المباريات والمنافسات العنيفة ، وأنا لا أتدخل في الفتاوى ، ولا أعترض على تمسك العديد من اللاعبين المسلمين بالإصرار على الصيام ، ولكني أعترض على الفوضى والمخاطر، وعدم توفير المعلومات الكافية لتجنب المخاطر وتأمين اللاعبين .

■■ وبدوري أوجه إتهامي بإلاهمال إلى اللجان الاولمبية في كافة دولنا العربية والاسلامية ، لتقاعسها عن تغطية هذا الجانب ، ومنحه الاهتمام الكافي طبيا وصحيا وغذائيا وبحثياً .. وشخصيا سبق لي أن تحدثت في مؤتمر صحفي بالدوحة مع أكبر مسؤولي الطب الرياضي بالفيفا عن مخاطر وآثار الصيام على لاعبي الكرة خلال المباريات ، وإعترفوا بأن الامر يستحق المزيد من الأبحاث ، لإكتشاف هذه الآثار وتجنب تلك المخاطر .. وقد علمت أن الفيفا كلف البروفسور الجزائري ياسين زرقيني عضو اللجنة الطبية بالفيفا ، بإجراء استطلاع رأي بحثي خلال دورة لندن الاولمبية عن آثارالصيام على لاعبي الكرة المسلمين ، ولكن هذا الاستبيان او إستطلاع الرأي ليس سوى مؤشر وليس وسيلة بحثية تجريبية تتضمن الكشف الطبي والتحاليل والخضوع لأجهزة القياس الطبية الدقيقة لعمل القلب والمخ وكافة أجهزة الجسم خلال فترات الصيام ..

■■ وبكل أسف لا يزال الإهمال العربي والإسلامي قائما والفوضى والعشوائية مستمرة .. ولاعبونا مجتهدون يحاولون التمسك بتكاليف الدين الحنيف ، دون أن يكون لدى المسؤولين – وكل منهم راعي ومسؤول عن رعيته –نفس الرغبة في القيام بواجبهم في رعاية وحماية اللاعبين وتأمين صيامهم مع ممارسة التدريبات والمنافسات .. و"لله يا زمري" !