إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
حفتر: ليبيا تمر بظروف استثنائية تتطلب منا وعياً وإدراكاً
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حفتر: ليبيا تمر بظروف استثنائية تتطلب منا وعياً وإدراكاً
حفتر: ليبيا تمر بظروف استثنائية تتطلب منا وعياً وإدراكاً عالياً
- ليبيا في أمس الحاجة إلى حشد كل إمكاناتها السياسية والعلمية والمهنية والعسكرية.
- لابد من أن نبتعد عن صراعات المصالح الضيقة والأيدلوجيات المستوردة وعدم اتباع أسلوب الإقصاء والتخوين.
- على حكومات الدول العربية أن تكون شفافة في التعامل مع أخونهم الليبيين حتى لا تتزعزع الثقة.
- أحداث الجنوب الليبي أسبابها اقتصادية وليست عرقية أو قبلية كما يروج لها البعض.
- لم أكن غائباً عن المشهد الليبي ولكنني كنت متحرراً بعض الشيء من وسائل الإعلام.
خليفة بلقاسم حفتر عسكريّ ليبيّ بارز، منشقّ عن نظام القذافي منذ أواخر الثمانينيات عاد إلى ليبيا بعد منفى في الولايات المتحدة دام 20 عاماً، كان حفتر من القادة العسكريين الذين ساهموا مع معمر القذافي في انقلاب 1969. وكان عضواً في مجلس قيادة الثورة الذي انبثق عن الانقلاب الذي قاده القذافي.
عاد من منفاه في مارس 2011 لينضمّ إلى ثوار 17 فبراير. وتولى لوقت وجيز قيادة «جيش التحرير الليبي» الذي أسسه الثوار، وبعد انتقادات لأداء هذا الجيش الذي تشكل في أغلبه من متطوعين ومن شباب بدون خبرة عسكرية… تساؤلات كثيرة لدى الشارع الليبي لماذا غاب حفتر عن المشهد الليبي بعد المرحلة الانتقالية ولم يكن له دور في قيادة ليبيا إلى بر الأمان صحيفة قورينا أجرت حواراً مع اللواء خليفة بلقاسم حفتر.
قورينا الجديدة
ما هو سبب غيابك عن المشهد الليبي خلال الفترة الانتقالية بعد أن كنت القائد الميداني خلال فترة التحرير؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وأول المجاهدين، أولاً دعني في البداية أهنئ كافة الليبيين والليبيات بقدوم شهر رمضان المبارك أدامه الله علينا وعليهم بالخير واليمن والبركات وأهنئ الجميع أيضا بالنجاح الكبير لأول استحقاق وطني وهو اختيارهم أعضاء المؤتمر الوطني العام الذي سيركن إليه في وضع أسس بناء الدولة إن شاء الله، كما لا يفوتني أن أترحّم على أرواح الشهداء سائلاً الله العلي القدير أن يحتسبهم شهداء في جنات النعيم، وأن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى والمصابين وأن يعوض الله خيراً الذين ضحوا بأطرافهم.
في الواقع أنا لم أكن غائباً بمعنى كلمة غياب ولكنني كنت متحرراً بعض الشيء من وسائل الإعلام، كما يعلم الجميع بأن رجوعنا إلى ليبيا بعد حوالي 24 سنة كان مباشرة إلى الجبهات والالتحاق بالثوار وتلك المهمة لم تنته إلا بعد دخولنا طرابلس وإعلان التحرير، الأمر الذي جعلنا لا نعطي للجانب الاجتماعي حقه خلال تلك الفترة فكان منى بعد ذلك إلا أن نقوم بهذا الدور الذي يتطلب وجودي في مدينة بنغازي مقر إقامتي للتواصل مع أفراد الأسرة والأقارب الذين لم نراهم منذ وقت طويل وكذلك الأصدقاء من مختلف المناطق، لقد تخللت هذه الراحة بعض الزيارات القصيرة إلى بعض المدن الليبية. وهذا لا يعني أننا غائبون عن الأحداث ولا نتابع ما يجري من حراك وطني فنحن دائما تحت الطلب عندما تكون هناك حاجة لتقديم المساعدة.
كيف ترى الأمور التي تسير عليها ليبيا بعد أكثر من ثمانية أشهر من إعلان التحرير؟
الأمور في ليبيا تسير بشكل طيب إذا ما قورنت بالسنوات العجاف التي مرّ بها الشعب الليبي ولعدة عقود، من ناحية واقعية نحن مازلنا في حالة ثورة أو ارتداداتها لأن التركة التي ورثناها من النظام السابق كانت ثقيلة بكل المستويات فعملية التغيير سوف تأخذ وقتها الطبيعي بعد أن تجاوزنا المراحل الأصعب من الثورة، والخطوات التي تحققت كانت على طريق النجاح حتى وإن لم تكن ثابتة ومدروسة في بعض الأحيان إلا انها في اعتقادي ستؤدي إلى الهدف الذي نصبوا إليه وهو تأسيس دولة مدنية دستورية دولة القانون يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات، وبالتالي أقول ينبغي أن يدرك الجميع بأن ليبيا تمر بظروف استثنائية تتطلب منا وعياً وإدراكاً عالياص لمجريات الأمور وأن عملية البناء والاستقرار الأمني والاقتصادي لا تقوم إلا بالوعي ومشاركة من كل فئات المجتمع دون استثناء.
التحقت بالثورة في مراحلها الأولى ما هي الدوافع والأسباب التي كانت وراء ذلك؟
الشعب الليبي كان في الموعد فهو يتحين الفرص منذ سنين نتيجة للظلم والقهر وسحق الإرادة السياسية والفساد الإداري والمالي وهيمنة الشخص الواحد على مقاليد الأمور في أعتى أشكال الدكتاتورية، الثورة في بدايتها كانت عبارة عن مظاهرة قام بها أناس مدنيين في مدينة بنغازي للمطالبة ببعض الحقوق ورفع الظلم المادي والمعنوي عن أهلنا في الشرق ثم تعاطف معها الناس في المدن الأخرى وهم أيضا مدنيون لينظموا في وقت قصير ثورة عارمة في كل المدن الليبية ويرتفع سقف المطالب إلى الإصرار على الحرية الكاملة وإسقاط النظام. لا أخفي عليك ثورة كهذه حركت فينا الشعور بالأمل والخوف في آن واحد، وخاصة نحن كنا نترقب الفرصة التي يتحرك فيها شعبنا في الداخل حتى نكون له سند وعون حيث كانت لنا تجربة مريرة مع هذا النظام المجرم ومعرفتنا المسبقة بقسوته وجبروته فهو لا يبالي في سحق أي محاولة مطالبة بالحرية ورافضة لحكمه المستبد. فالقذافي كان يرى في نفسه فرعون عصره وبقدرته العسكرية والمالية وسيطرته على مقاليد الأمور كان بإمكانه أن يفعل أي شيء ويحسمه لصالحه. وبالتالي كان مفروض علينا نحن العسكريين التحرك لمواجهة خططه الإجرامية الماكرة بعد أن اصبحت المعركة عسكرية بمعنى الكلمة. كتائب نظامية مدججة بالسلاح في مواجهة شباب أعزل. خوفنا كان ينبثق من فشل هذه الثورة التي كان الأمل الوحيد الذي لاح في الأفق بعد فشل العديد من المحاولات العسكرية، فتحركنا المبكر كان للشد من ازر شباب الثورة وحتى لا يتمكن هذا المجرم من إفشال الثورة.
خليفة حفتر أنت متهم من قبل النظام السابق بالخيانة وقد صدر في حقك حكم بالإعدام ويتهمك البعض بأنك كنت مسؤولاً عما حصل في حرب تشاد ماذا تقول؟
“الخيانة” بهذه الكلمة استطاع معمر القذافي أن يلحق الضرر المادي بكل الوطنيين الشرفاء يعدم ويسجن ويرهب ويبعد. لآلاف الليبيين لاحقتهم هذه العبارة لمجرد إحساسه برفضهم لظلمه وجبروته ودكتاتوريته فالعشرات من ضباط الجيش والسياسيين وحتى الفئات الأخرى كالأدباء والكتاب والفنانين لحقهم هذا الأذى واتهموا بهذه الصفة. باعتبار الذي كان يحدد معناها وعقوبتها في نفس الوقت هو معمر القذافي، ولو -لا قدر الله- وكتب له الانتصار على الثورة التي شارك فيها كل الليبيين والليبيات لحاكمهم جميعا بهذه التهمة وعاقبهم بصفة الخيانة.
أما الحرب الليبية التشادية -الثانية- التي أصبحت من الماضي وسيذكر التاريخ حقيقتها الكاملة وأنا دون شك سأكون جزء من هذا التاريخ وشاهد على العصر باعتباري كنت قائد ميداني لهذه الحرب، الذي لا يعرفه أغلب الليبيين أني التحقت بهذه الحرب بعد بدايتها بمدة وبعد أن رفضت مبدئيا قيادتها لعدة مرات رغم أننى عسكري لا يجوز لي مخالفة الأوامر، وقبولي بقيادتها أخيراً كان مشروطاً بإيقاف تلك الحرب بعد انسحاب تكتيكي بأقل الخسائر وتهيئة الظروف للقيادة السياسية بالتفاوض، أما الكارثة التي حصلت للقوات الليبية في تلك الحرب كان سببها التدخل المباشر من القذافي في مجرياتها وقراراته الفردية المتهورة وعدم اكتراثه لما يحصل للجيش وهيبة ليبيا. لقد سخّر معمر القذافي كل وسائله الإعلامية وعلى مدى 20 سنة لقلب الحقائق وطمس اسرار تلك الحرب وتزوير التاريخ لصالحه واتهام الجيش الليبي وقيادته العسكرية بالخيانة والجبن وسؤ التصرف. بل وصل به الأمر إلى عدم اعترافه في حينها بتلك الحرب أصلا، مما جعل ظروف الجنود والضباط الذين لحقهم الأسر سيئة للغاية. الأمر جعلنا نقرر الانشقاق وفضح حقيقة تلك الحرب ودوافعها التي كانت شخصية لإشباع غرور القذافي والتخلص من قيادات الجيش، لقد اخترنا طريق المعارضة المسلحة مجرد أن أتيحت لنا الفرصة لذلك التي اعتبرناها لا تتكرر رغم الظروف الصعبة، وباشرنا فعلياً في تكوين الجيش الوطني في الشمال التشادي 1978 واستطعنا تجميع حوالي 1000 مقاتل كانوا الأسرى الذين رفضوا العودة إلى ليبيا عبر المنظمات الدولية والمعارضة التي كانت في الخارج من الشباب الفارين من بطش القذافي. هدفنا من البداية كان محدد وهو إنهاء النظام الفاسد واجتثاثه من ليبيا بقوة السلاح. فانشقاقنا عن النظام منذ فترة طويلة وكان لنا اهداف محدد وهو اسقاط النظام الدكتاتوري وإتاحة الفرصة للشعب الليبي لتقرير مصيره.
في رأيك لماذا تأخر قيام الجيش (القوات المسلحة) إلى حد الآن رغم أهميته في تأسيس وبناء الدولة؟
الجيش في أية دولة له مهام أساسية محددة وهي المحافظة على النظام العام في حالة سقوط أداة الحكم أو دخول الدولة في فوضى، وحماية حدود الدولة والدفاع عن أرضيها في حالة تعرضها لتهديد خارجي.
واستطاع القذافي منذ وقت طويل أن يفكك الجيش ويفرغه من محتواه المادي والمعنوي وبالتحديد عندما أعلن بأن ليبيا غير مهددة خارجياً ولا يوجد أعداء لها على حدودها وبالتالي ليس هناك حاجة للجيش، هذه الكلام الغرض منه إنهاء القوة التي كانت دائماً مبعث قلق لوجوده في الحكم وبالتالي لجأ إلى تلك الحيلة وبدء في تدمير الروح المعنوية للضباط والجنود من خلال الحاجة المادية بإضعاف المرتبات تكبيله بقروض مما جعل الضابط يقوم بأعمال وضيعة لا تليق بشرفة المهني. وبالمقابل كون كتائب مسلحة شبه خاصة يقودها أبناؤه وبعض الفاسدين حتى تكون تحت السيطرة الكاملة وتنفذ تعليماته وقد وضعها في حالة تأهب قصوى لصد أي محاولة داخلية من خلال تجهيز معسكرات بكامل العتاد والعدة ووضعها على مسافة قريبة من مداخل المدن الرئيسية. فمثلا في طرابلس معسكر اليرموك 32 معزز (معسكر خميس) من ناحية ترهونة وبنى وليد، ومعسكر 27 من الناحية الغربية ومعسكر تاجوراء من الناحية الشرقية وكذلك في المناطق الأخرى، هكذا كانت حالة الجيش قبل الثورة مفكك محبط غير مدرب لا يملك أسلحة المتطورة عاجز عن القيام بأي دور فعلي.
في الحقيقة من الناحية العسكرية قيادات الجيش والرتب الصغيرة والجنود لم يكونوا في يوم من الأيام مناصرين للقذافي في الثورة بل بالعكس كان العديد منهم على حياد وسلبية وحتى الذين قاتلوا معه في الجبهات كانوا مجبورين بالقانون العسكري والخوف من الكتائب.
نرجع ونقول الذي حدث بعد انتصار الثورة وإعلان التحرير للأسف كان غير موجه نحو التفكير في بناء جيش وطني بل كان على عكس ذلك فقد استبعدت كل القيادات العسكرية المؤهلة والمحترفة والقادرة من الثوار ليتولوا غيرهم من المدنيين أو الثوار غير المؤهلين هذه المهمة وهذا خطأ فادح وخدعة من السياسيين الذين قد تكون لديهم أجندات تنفذ لصالح بعض الدول الأجنبية التي لها أطماع خاصة في ليبيا، ولا أنكر بأن بعض الثوار انساقوا وراء تلك الخدعة المضللة وساهموا بشكل أو آخر في عدم إعادة بناء القوات المسلحة النظامية بتكوين الكتائب والمليشيات المسلحة والسيطرة على السلاح وعدم إرجاعه، إذ الحاجة أمست ضرورية لإعادة بناء القوات المسلحة بشكل سريع ليضمن أهداف الثورة وللقيام بمهامه الرئيسية، الذي يطمئن في الفترة الأخيرة أن هناك مطالبة شعبية كبيرة بإعادة بناء الجيش وهذا يدل على ارتفاع حالة الوعي لدى المواطن باعتبار الجيش يمثل الضامن الوحيد للاستقرار وهيبة الدولة. وبهذه المناسبة ندعو كل الضباط والجنود بالرجوع إلى معسكراتهم والقيام بواجبهم الوطني ومساعدة قيادة الأركان على القيام بمهامها في التسرع بعملية بناء الجيش فهم إلى جانب وطنيتهم أصحاب خبرة في التنظيم والإدارة وعلى المسئولين في الحكومة القادمة تخصيص الإمكانيات اللازمة لذلك.
هناك دعوات إلى المصالحة والتسامح والعفو كيف ترى ذلك؟
من دروس التاريخ تعلمنا أن بعد كل ثورة مسلحة، يتطلب العمل بالسرعة الممكنة على عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي بالسعي والعمل على إرساء قواعد المصالحة الوطنية بما يضمن العدالة والمساواة بين أفراد الشعب (الضحايا والجناة).
خلال زيارتي لبعض المناطق سرت وسبها دعوت إلى اهمية المصالحة ورأب الصدع والتسامح بين الليبيين وفي اعتقادي أن هذا الدور يجب أن يساهم فيه كل الوطنيين حكماء منظمات أفراد من الذين تهمهم ليبيا واستقرارها، لقد تقدمت بمقترح منذ فترة لرئيس المجلس الانتقالي السيد مصطفي عبد الجليل حول هذا الموضوع وفي هذه المحاولة رأيت أن الخطوة الأولى لعرض موضوع المصالحة هو التعرف على تجارب دولية في التاريخ المعاصر في مثل الحالة الليبية والتى أقربها تجربة جنوب أفريقيا، والخطوة الثانية التعرف على ماهية المصالحة الوطنية وخصوصية المجتمع الليبي المسلم من وجهة نظر المواطن الليبي ومن خلال أخذ رأى مختلف شرائح المجتمع في موضوع المصالحة، ومن ثم يمكن رسم الخطوة الثالثة وهي وضع خارطة طريق وبداية مشوار نحو المصالحة والعفو العام، وقد اخذت بعض الخطوات الإيجابية في هذا الخصوص ويجب أن تلحقها خطوات أخرى للتسريع بعد أن أدرك الليبيين أهمية المصالحة باعتبارها حجر الأساس لبناء دولة الحرية والعدالة والمساواة.
خليفة كيف ترى الأحداث التي تظهر من حين لآخر بين أهلنا في الجنوب وكيف السبيل إلى حلها؟
المناوشات التي حدثت وتحدث من حين لآخر بين إخواننا في الجنوب سوء في الكفرة أو التي حدثت في سبها وغدامس في اعتقادي أنها كانت أسبابها اقتصادية وليست عرقية أو قبلية كما يروج لها البعض، فسكان تلك المناطق عبر تاريخ ليبيا كانوا إخوة تربطهم علاقات اجتماعية وأنساب ولم يكن في ما بينهم أي صراعات من هذا النوع، الأحداث الماضية وما نتج عنها من انتشار للسلاح ونشاط عصابات التهريب وعدم سيطرة الدولة على الحدود ساعدت على بروز بعض تلك الخلافات كان سببها المباشر عنفوان الشباب واستعراض القوة والسيطرة على بعض الأشياء المادية جر ذلك القبائل والعقلاء في صدامات مفروضة عليهم بحكم العادات القبلية، المشكلة الأساسية في تلك المناطق اقتصادية فأغلب الناس فقراء يعيشون في ظروف سيئة الشباب بدون عمل ضعف في البنية التحتية فراغ ثقافي إذا ما قورنوا بسكان بقية المدن في الشمال، فمعالجة هذه القضايا يجب أن تكون من منظور اقتصادي اجتماعي لا من منظور الردع العسكري، فمثلاً لو تم تنظيم التجارة وخلق أسواق حدودية حرة وإنشاء مشاريع زراعية وإقامة مناطق سكنية لائقة للسكان كلها ستساعد على الاستقرار ومنع الاحتقان بين سكان تلك المناطق.
هناك العديد من الدول قد سعدت الليبيين على اسقاط نظام القذافي ما هي وجهة نظرك في كيفية التعامل مع هذه الدول؟
نحن الليبيين لم نكن في يوم ناكرين للجميل فدور الدول الشقيقة والصديقة التي قدمت لنا يد العون والمساعدة وساندتنا في التخلص من نظام حكم معمر القذافي المستبد، هم مشكورين على هذا العمل وهم محل تقدير واحترام دائم من الليبيين جميعا إلا أن هناك خطوط حمراء ينبغي على هذه الدول أن تراعيها في تعاملها معنا وهي سيادة الدولة الليبية وكرامة المواطن. فالليبيون في هذه الحالة لا يساومون أبداً. واحترام هذا المبدأ سيكون محل تقدير على كل المستويات الشعبية والرسمية، وفي هذا السياق أنصح إخوننا من حكومات الدول العربية أن يكونوا شفافين في التعامل مع أخونهم الليبيين حتى لا تتزعزع الثقة بين الأشقاء وبالتالي تتاح الفرصة للتعامل والتعاون بشكل شفاف وبناء وتكاملي في كل المجالات وهذا قد يأتي إلا بعد إعطاء الفرصة لعملية تأسيس أركان الدولة التي ستكون إن شاء الله مع تشكيل الحكومة الجديدة المنتخبة.
كيف ترى النتائج التي تحققت في انتخابات المؤتمر الوطني بين التيارات المختلفة؟
لقد تابعنا باهتمام بالغ العملية الانتخابية للمؤتمر الوطني العام وحمدنا الله كثيراً على سيرها نحو أهدافها بتنظيم عالٍ وفي ظروف أمنية ممتازة، وهذا الإنجاز التاريخي يعتبر غاية في الأهمية بالنسبة لليبيين، ليبيا اليوم تمر بمرحلة انتقالية حساسة من مرحلة الثورة إلى مرحلة بناء مؤسسات الدولة وبالتالي هي في أمس الحاجة إلى حشد كل امكاناتها السياسية والعلمية والمهنية والعسكرية للمساهمة في إعادة بناء الدولة واستقرارها ووضع أسس تطويرها ونهضتها، بخلق مؤسسات قوية وفاعلة قادرة على استيعاب حجم التضحيات والدماء الزكية التي طهرت تراب ليبيا. نحن في حاجة إلى حماية حدود الدولة وفرض الأمن والقانون وإنهاء المليشيات والمظاهر المسلحة وتنظيم حمل السلاح في المدن، وهذا لا يتأتى إلا من خلال إعادة بناء جيش قوي بكامل أركانه ومؤسسات أمنية حقيقية، وهذا هو ما نترقبه من انبعاث حكومة وطنية قوية تدعمها النتائج التي تحققت من خلال صناديق الاقتراع تلك الأولويات وغيرها يجب أن تراعى من كل التيارات الوطنية بغض النظر عن مسميتها بالابتعاد قدر الإمكان عن صراعات المصالح الضيقة والأيدلوجيات المستوردة وعدم اتباع أسلوب الإقصاء والتخوين ورفض الرأي ، يجب أن نكون جميعا صفا واحد لتنفيذ استحقاقات هذه المرحلة بكل ثقة.
- ليبيا في أمس الحاجة إلى حشد كل إمكاناتها السياسية والعلمية والمهنية والعسكرية.
- لابد من أن نبتعد عن صراعات المصالح الضيقة والأيدلوجيات المستوردة وعدم اتباع أسلوب الإقصاء والتخوين.
- على حكومات الدول العربية أن تكون شفافة في التعامل مع أخونهم الليبيين حتى لا تتزعزع الثقة.
- أحداث الجنوب الليبي أسبابها اقتصادية وليست عرقية أو قبلية كما يروج لها البعض.
- لم أكن غائباً عن المشهد الليبي ولكنني كنت متحرراً بعض الشيء من وسائل الإعلام.
خليفة بلقاسم حفتر عسكريّ ليبيّ بارز، منشقّ عن نظام القذافي منذ أواخر الثمانينيات عاد إلى ليبيا بعد منفى في الولايات المتحدة دام 20 عاماً، كان حفتر من القادة العسكريين الذين ساهموا مع معمر القذافي في انقلاب 1969. وكان عضواً في مجلس قيادة الثورة الذي انبثق عن الانقلاب الذي قاده القذافي.
عاد من منفاه في مارس 2011 لينضمّ إلى ثوار 17 فبراير. وتولى لوقت وجيز قيادة «جيش التحرير الليبي» الذي أسسه الثوار، وبعد انتقادات لأداء هذا الجيش الذي تشكل في أغلبه من متطوعين ومن شباب بدون خبرة عسكرية… تساؤلات كثيرة لدى الشارع الليبي لماذا غاب حفتر عن المشهد الليبي بعد المرحلة الانتقالية ولم يكن له دور في قيادة ليبيا إلى بر الأمان صحيفة قورينا أجرت حواراً مع اللواء خليفة بلقاسم حفتر.
قورينا الجديدة
ما هو سبب غيابك عن المشهد الليبي خلال الفترة الانتقالية بعد أن كنت القائد الميداني خلال فترة التحرير؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وأول المجاهدين، أولاً دعني في البداية أهنئ كافة الليبيين والليبيات بقدوم شهر رمضان المبارك أدامه الله علينا وعليهم بالخير واليمن والبركات وأهنئ الجميع أيضا بالنجاح الكبير لأول استحقاق وطني وهو اختيارهم أعضاء المؤتمر الوطني العام الذي سيركن إليه في وضع أسس بناء الدولة إن شاء الله، كما لا يفوتني أن أترحّم على أرواح الشهداء سائلاً الله العلي القدير أن يحتسبهم شهداء في جنات النعيم، وأن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى والمصابين وأن يعوض الله خيراً الذين ضحوا بأطرافهم.
في الواقع أنا لم أكن غائباً بمعنى كلمة غياب ولكنني كنت متحرراً بعض الشيء من وسائل الإعلام، كما يعلم الجميع بأن رجوعنا إلى ليبيا بعد حوالي 24 سنة كان مباشرة إلى الجبهات والالتحاق بالثوار وتلك المهمة لم تنته إلا بعد دخولنا طرابلس وإعلان التحرير، الأمر الذي جعلنا لا نعطي للجانب الاجتماعي حقه خلال تلك الفترة فكان منى بعد ذلك إلا أن نقوم بهذا الدور الذي يتطلب وجودي في مدينة بنغازي مقر إقامتي للتواصل مع أفراد الأسرة والأقارب الذين لم نراهم منذ وقت طويل وكذلك الأصدقاء من مختلف المناطق، لقد تخللت هذه الراحة بعض الزيارات القصيرة إلى بعض المدن الليبية. وهذا لا يعني أننا غائبون عن الأحداث ولا نتابع ما يجري من حراك وطني فنحن دائما تحت الطلب عندما تكون هناك حاجة لتقديم المساعدة.
كيف ترى الأمور التي تسير عليها ليبيا بعد أكثر من ثمانية أشهر من إعلان التحرير؟
الأمور في ليبيا تسير بشكل طيب إذا ما قورنت بالسنوات العجاف التي مرّ بها الشعب الليبي ولعدة عقود، من ناحية واقعية نحن مازلنا في حالة ثورة أو ارتداداتها لأن التركة التي ورثناها من النظام السابق كانت ثقيلة بكل المستويات فعملية التغيير سوف تأخذ وقتها الطبيعي بعد أن تجاوزنا المراحل الأصعب من الثورة، والخطوات التي تحققت كانت على طريق النجاح حتى وإن لم تكن ثابتة ومدروسة في بعض الأحيان إلا انها في اعتقادي ستؤدي إلى الهدف الذي نصبوا إليه وهو تأسيس دولة مدنية دستورية دولة القانون يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات، وبالتالي أقول ينبغي أن يدرك الجميع بأن ليبيا تمر بظروف استثنائية تتطلب منا وعياً وإدراكاً عالياص لمجريات الأمور وأن عملية البناء والاستقرار الأمني والاقتصادي لا تقوم إلا بالوعي ومشاركة من كل فئات المجتمع دون استثناء.
التحقت بالثورة في مراحلها الأولى ما هي الدوافع والأسباب التي كانت وراء ذلك؟
الشعب الليبي كان في الموعد فهو يتحين الفرص منذ سنين نتيجة للظلم والقهر وسحق الإرادة السياسية والفساد الإداري والمالي وهيمنة الشخص الواحد على مقاليد الأمور في أعتى أشكال الدكتاتورية، الثورة في بدايتها كانت عبارة عن مظاهرة قام بها أناس مدنيين في مدينة بنغازي للمطالبة ببعض الحقوق ورفع الظلم المادي والمعنوي عن أهلنا في الشرق ثم تعاطف معها الناس في المدن الأخرى وهم أيضا مدنيون لينظموا في وقت قصير ثورة عارمة في كل المدن الليبية ويرتفع سقف المطالب إلى الإصرار على الحرية الكاملة وإسقاط النظام. لا أخفي عليك ثورة كهذه حركت فينا الشعور بالأمل والخوف في آن واحد، وخاصة نحن كنا نترقب الفرصة التي يتحرك فيها شعبنا في الداخل حتى نكون له سند وعون حيث كانت لنا تجربة مريرة مع هذا النظام المجرم ومعرفتنا المسبقة بقسوته وجبروته فهو لا يبالي في سحق أي محاولة مطالبة بالحرية ورافضة لحكمه المستبد. فالقذافي كان يرى في نفسه فرعون عصره وبقدرته العسكرية والمالية وسيطرته على مقاليد الأمور كان بإمكانه أن يفعل أي شيء ويحسمه لصالحه. وبالتالي كان مفروض علينا نحن العسكريين التحرك لمواجهة خططه الإجرامية الماكرة بعد أن اصبحت المعركة عسكرية بمعنى الكلمة. كتائب نظامية مدججة بالسلاح في مواجهة شباب أعزل. خوفنا كان ينبثق من فشل هذه الثورة التي كان الأمل الوحيد الذي لاح في الأفق بعد فشل العديد من المحاولات العسكرية، فتحركنا المبكر كان للشد من ازر شباب الثورة وحتى لا يتمكن هذا المجرم من إفشال الثورة.
خليفة حفتر أنت متهم من قبل النظام السابق بالخيانة وقد صدر في حقك حكم بالإعدام ويتهمك البعض بأنك كنت مسؤولاً عما حصل في حرب تشاد ماذا تقول؟
“الخيانة” بهذه الكلمة استطاع معمر القذافي أن يلحق الضرر المادي بكل الوطنيين الشرفاء يعدم ويسجن ويرهب ويبعد. لآلاف الليبيين لاحقتهم هذه العبارة لمجرد إحساسه برفضهم لظلمه وجبروته ودكتاتوريته فالعشرات من ضباط الجيش والسياسيين وحتى الفئات الأخرى كالأدباء والكتاب والفنانين لحقهم هذا الأذى واتهموا بهذه الصفة. باعتبار الذي كان يحدد معناها وعقوبتها في نفس الوقت هو معمر القذافي، ولو -لا قدر الله- وكتب له الانتصار على الثورة التي شارك فيها كل الليبيين والليبيات لحاكمهم جميعا بهذه التهمة وعاقبهم بصفة الخيانة.
أما الحرب الليبية التشادية -الثانية- التي أصبحت من الماضي وسيذكر التاريخ حقيقتها الكاملة وأنا دون شك سأكون جزء من هذا التاريخ وشاهد على العصر باعتباري كنت قائد ميداني لهذه الحرب، الذي لا يعرفه أغلب الليبيين أني التحقت بهذه الحرب بعد بدايتها بمدة وبعد أن رفضت مبدئيا قيادتها لعدة مرات رغم أننى عسكري لا يجوز لي مخالفة الأوامر، وقبولي بقيادتها أخيراً كان مشروطاً بإيقاف تلك الحرب بعد انسحاب تكتيكي بأقل الخسائر وتهيئة الظروف للقيادة السياسية بالتفاوض، أما الكارثة التي حصلت للقوات الليبية في تلك الحرب كان سببها التدخل المباشر من القذافي في مجرياتها وقراراته الفردية المتهورة وعدم اكتراثه لما يحصل للجيش وهيبة ليبيا. لقد سخّر معمر القذافي كل وسائله الإعلامية وعلى مدى 20 سنة لقلب الحقائق وطمس اسرار تلك الحرب وتزوير التاريخ لصالحه واتهام الجيش الليبي وقيادته العسكرية بالخيانة والجبن وسؤ التصرف. بل وصل به الأمر إلى عدم اعترافه في حينها بتلك الحرب أصلا، مما جعل ظروف الجنود والضباط الذين لحقهم الأسر سيئة للغاية. الأمر جعلنا نقرر الانشقاق وفضح حقيقة تلك الحرب ودوافعها التي كانت شخصية لإشباع غرور القذافي والتخلص من قيادات الجيش، لقد اخترنا طريق المعارضة المسلحة مجرد أن أتيحت لنا الفرصة لذلك التي اعتبرناها لا تتكرر رغم الظروف الصعبة، وباشرنا فعلياً في تكوين الجيش الوطني في الشمال التشادي 1978 واستطعنا تجميع حوالي 1000 مقاتل كانوا الأسرى الذين رفضوا العودة إلى ليبيا عبر المنظمات الدولية والمعارضة التي كانت في الخارج من الشباب الفارين من بطش القذافي. هدفنا من البداية كان محدد وهو إنهاء النظام الفاسد واجتثاثه من ليبيا بقوة السلاح. فانشقاقنا عن النظام منذ فترة طويلة وكان لنا اهداف محدد وهو اسقاط النظام الدكتاتوري وإتاحة الفرصة للشعب الليبي لتقرير مصيره.
في رأيك لماذا تأخر قيام الجيش (القوات المسلحة) إلى حد الآن رغم أهميته في تأسيس وبناء الدولة؟
الجيش في أية دولة له مهام أساسية محددة وهي المحافظة على النظام العام في حالة سقوط أداة الحكم أو دخول الدولة في فوضى، وحماية حدود الدولة والدفاع عن أرضيها في حالة تعرضها لتهديد خارجي.
واستطاع القذافي منذ وقت طويل أن يفكك الجيش ويفرغه من محتواه المادي والمعنوي وبالتحديد عندما أعلن بأن ليبيا غير مهددة خارجياً ولا يوجد أعداء لها على حدودها وبالتالي ليس هناك حاجة للجيش، هذه الكلام الغرض منه إنهاء القوة التي كانت دائماً مبعث قلق لوجوده في الحكم وبالتالي لجأ إلى تلك الحيلة وبدء في تدمير الروح المعنوية للضباط والجنود من خلال الحاجة المادية بإضعاف المرتبات تكبيله بقروض مما جعل الضابط يقوم بأعمال وضيعة لا تليق بشرفة المهني. وبالمقابل كون كتائب مسلحة شبه خاصة يقودها أبناؤه وبعض الفاسدين حتى تكون تحت السيطرة الكاملة وتنفذ تعليماته وقد وضعها في حالة تأهب قصوى لصد أي محاولة داخلية من خلال تجهيز معسكرات بكامل العتاد والعدة ووضعها على مسافة قريبة من مداخل المدن الرئيسية. فمثلا في طرابلس معسكر اليرموك 32 معزز (معسكر خميس) من ناحية ترهونة وبنى وليد، ومعسكر 27 من الناحية الغربية ومعسكر تاجوراء من الناحية الشرقية وكذلك في المناطق الأخرى، هكذا كانت حالة الجيش قبل الثورة مفكك محبط غير مدرب لا يملك أسلحة المتطورة عاجز عن القيام بأي دور فعلي.
في الحقيقة من الناحية العسكرية قيادات الجيش والرتب الصغيرة والجنود لم يكونوا في يوم من الأيام مناصرين للقذافي في الثورة بل بالعكس كان العديد منهم على حياد وسلبية وحتى الذين قاتلوا معه في الجبهات كانوا مجبورين بالقانون العسكري والخوف من الكتائب.
نرجع ونقول الذي حدث بعد انتصار الثورة وإعلان التحرير للأسف كان غير موجه نحو التفكير في بناء جيش وطني بل كان على عكس ذلك فقد استبعدت كل القيادات العسكرية المؤهلة والمحترفة والقادرة من الثوار ليتولوا غيرهم من المدنيين أو الثوار غير المؤهلين هذه المهمة وهذا خطأ فادح وخدعة من السياسيين الذين قد تكون لديهم أجندات تنفذ لصالح بعض الدول الأجنبية التي لها أطماع خاصة في ليبيا، ولا أنكر بأن بعض الثوار انساقوا وراء تلك الخدعة المضللة وساهموا بشكل أو آخر في عدم إعادة بناء القوات المسلحة النظامية بتكوين الكتائب والمليشيات المسلحة والسيطرة على السلاح وعدم إرجاعه، إذ الحاجة أمست ضرورية لإعادة بناء القوات المسلحة بشكل سريع ليضمن أهداف الثورة وللقيام بمهامه الرئيسية، الذي يطمئن في الفترة الأخيرة أن هناك مطالبة شعبية كبيرة بإعادة بناء الجيش وهذا يدل على ارتفاع حالة الوعي لدى المواطن باعتبار الجيش يمثل الضامن الوحيد للاستقرار وهيبة الدولة. وبهذه المناسبة ندعو كل الضباط والجنود بالرجوع إلى معسكراتهم والقيام بواجبهم الوطني ومساعدة قيادة الأركان على القيام بمهامها في التسرع بعملية بناء الجيش فهم إلى جانب وطنيتهم أصحاب خبرة في التنظيم والإدارة وعلى المسئولين في الحكومة القادمة تخصيص الإمكانيات اللازمة لذلك.
هناك دعوات إلى المصالحة والتسامح والعفو كيف ترى ذلك؟
من دروس التاريخ تعلمنا أن بعد كل ثورة مسلحة، يتطلب العمل بالسرعة الممكنة على عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي بالسعي والعمل على إرساء قواعد المصالحة الوطنية بما يضمن العدالة والمساواة بين أفراد الشعب (الضحايا والجناة).
خلال زيارتي لبعض المناطق سرت وسبها دعوت إلى اهمية المصالحة ورأب الصدع والتسامح بين الليبيين وفي اعتقادي أن هذا الدور يجب أن يساهم فيه كل الوطنيين حكماء منظمات أفراد من الذين تهمهم ليبيا واستقرارها، لقد تقدمت بمقترح منذ فترة لرئيس المجلس الانتقالي السيد مصطفي عبد الجليل حول هذا الموضوع وفي هذه المحاولة رأيت أن الخطوة الأولى لعرض موضوع المصالحة هو التعرف على تجارب دولية في التاريخ المعاصر في مثل الحالة الليبية والتى أقربها تجربة جنوب أفريقيا، والخطوة الثانية التعرف على ماهية المصالحة الوطنية وخصوصية المجتمع الليبي المسلم من وجهة نظر المواطن الليبي ومن خلال أخذ رأى مختلف شرائح المجتمع في موضوع المصالحة، ومن ثم يمكن رسم الخطوة الثالثة وهي وضع خارطة طريق وبداية مشوار نحو المصالحة والعفو العام، وقد اخذت بعض الخطوات الإيجابية في هذا الخصوص ويجب أن تلحقها خطوات أخرى للتسريع بعد أن أدرك الليبيين أهمية المصالحة باعتبارها حجر الأساس لبناء دولة الحرية والعدالة والمساواة.
خليفة كيف ترى الأحداث التي تظهر من حين لآخر بين أهلنا في الجنوب وكيف السبيل إلى حلها؟
المناوشات التي حدثت وتحدث من حين لآخر بين إخواننا في الجنوب سوء في الكفرة أو التي حدثت في سبها وغدامس في اعتقادي أنها كانت أسبابها اقتصادية وليست عرقية أو قبلية كما يروج لها البعض، فسكان تلك المناطق عبر تاريخ ليبيا كانوا إخوة تربطهم علاقات اجتماعية وأنساب ولم يكن في ما بينهم أي صراعات من هذا النوع، الأحداث الماضية وما نتج عنها من انتشار للسلاح ونشاط عصابات التهريب وعدم سيطرة الدولة على الحدود ساعدت على بروز بعض تلك الخلافات كان سببها المباشر عنفوان الشباب واستعراض القوة والسيطرة على بعض الأشياء المادية جر ذلك القبائل والعقلاء في صدامات مفروضة عليهم بحكم العادات القبلية، المشكلة الأساسية في تلك المناطق اقتصادية فأغلب الناس فقراء يعيشون في ظروف سيئة الشباب بدون عمل ضعف في البنية التحتية فراغ ثقافي إذا ما قورنوا بسكان بقية المدن في الشمال، فمعالجة هذه القضايا يجب أن تكون من منظور اقتصادي اجتماعي لا من منظور الردع العسكري، فمثلاً لو تم تنظيم التجارة وخلق أسواق حدودية حرة وإنشاء مشاريع زراعية وإقامة مناطق سكنية لائقة للسكان كلها ستساعد على الاستقرار ومنع الاحتقان بين سكان تلك المناطق.
هناك العديد من الدول قد سعدت الليبيين على اسقاط نظام القذافي ما هي وجهة نظرك في كيفية التعامل مع هذه الدول؟
نحن الليبيين لم نكن في يوم ناكرين للجميل فدور الدول الشقيقة والصديقة التي قدمت لنا يد العون والمساعدة وساندتنا في التخلص من نظام حكم معمر القذافي المستبد، هم مشكورين على هذا العمل وهم محل تقدير واحترام دائم من الليبيين جميعا إلا أن هناك خطوط حمراء ينبغي على هذه الدول أن تراعيها في تعاملها معنا وهي سيادة الدولة الليبية وكرامة المواطن. فالليبيون في هذه الحالة لا يساومون أبداً. واحترام هذا المبدأ سيكون محل تقدير على كل المستويات الشعبية والرسمية، وفي هذا السياق أنصح إخوننا من حكومات الدول العربية أن يكونوا شفافين في التعامل مع أخونهم الليبيين حتى لا تتزعزع الثقة بين الأشقاء وبالتالي تتاح الفرصة للتعامل والتعاون بشكل شفاف وبناء وتكاملي في كل المجالات وهذا قد يأتي إلا بعد إعطاء الفرصة لعملية تأسيس أركان الدولة التي ستكون إن شاء الله مع تشكيل الحكومة الجديدة المنتخبة.
كيف ترى النتائج التي تحققت في انتخابات المؤتمر الوطني بين التيارات المختلفة؟
لقد تابعنا باهتمام بالغ العملية الانتخابية للمؤتمر الوطني العام وحمدنا الله كثيراً على سيرها نحو أهدافها بتنظيم عالٍ وفي ظروف أمنية ممتازة، وهذا الإنجاز التاريخي يعتبر غاية في الأهمية بالنسبة لليبيين، ليبيا اليوم تمر بمرحلة انتقالية حساسة من مرحلة الثورة إلى مرحلة بناء مؤسسات الدولة وبالتالي هي في أمس الحاجة إلى حشد كل امكاناتها السياسية والعلمية والمهنية والعسكرية للمساهمة في إعادة بناء الدولة واستقرارها ووضع أسس تطويرها ونهضتها، بخلق مؤسسات قوية وفاعلة قادرة على استيعاب حجم التضحيات والدماء الزكية التي طهرت تراب ليبيا. نحن في حاجة إلى حماية حدود الدولة وفرض الأمن والقانون وإنهاء المليشيات والمظاهر المسلحة وتنظيم حمل السلاح في المدن، وهذا لا يتأتى إلا من خلال إعادة بناء جيش قوي بكامل أركانه ومؤسسات أمنية حقيقية، وهذا هو ما نترقبه من انبعاث حكومة وطنية قوية تدعمها النتائج التي تحققت من خلال صناديق الاقتراع تلك الأولويات وغيرها يجب أن تراعى من كل التيارات الوطنية بغض النظر عن مسميتها بالابتعاد قدر الإمكان عن صراعات المصالح الضيقة والأيدلوجيات المستوردة وعدم اتباع أسلوب الإقصاء والتخوين ورفض الرأي ، يجب أن نكون جميعا صفا واحد لتنفيذ استحقاقات هذه المرحلة بكل ثقة.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: حفتر: ليبيا تمر بظروف استثنائية تتطلب منا وعياً وإدراكاً
ويندو كلينر بالنشادر
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» حكم القذافي دمَّر ليبيا وإعادة بنائها تتطلب دورا أوروبيا
» إجراءات تفتيش استثنائية للجزائريين في ليبيا
» خلية حفتر روميل ليبيا
» حفتر يصل ليبيا قادما من الإمارات
» حفتر : لو كان للقاعدة وجود في ليبيا لما كنت انا في هذا المكا
» إجراءات تفتيش استثنائية للجزائريين في ليبيا
» خلية حفتر روميل ليبيا
» حفتر يصل ليبيا قادما من الإمارات
» حفتر : لو كان للقاعدة وجود في ليبيا لما كنت انا في هذا المكا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR