المال والفرح(من وحى سورة القصص)

فى الآيتين76 77 من سورة القصص يقول الله تعالى على لسان قوم قارون ناصحين إياه:(لا تفرح إن الله لايحب الفرحين*وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولاتبغ الفساد فى الارض إن الله لا يحب المفسدين ) فالأصل فى الإنفاق (للمال أو لغيره) أن يراد به المكانة فى الدار الآخرة ، وهذا الاصل ينسحب على كل ماآتاه الله العبد من مال أو علم او مهارة او ذكاء ...الخ. لكن الانسان فى سعيه هذا للدار الآخرة عليه ان يضمن مايقيم به حياة كريمة فى هذه الدنيا فيأخذ ويستمتع بنصيبه منها ، واضعا نصب عينيه أن هذا الاستمتاع فى الدنيا ليس هو الأصل وليس هو المطلوب الأول ، بل هو أمر طارئ _ رغم أنه ضرورى _ على الأصل الاكبر وهو السعى للآخرة ....وترشدنا الآيات كذلك إلى أن حصول الإنسان على مال وفير أو مكانة اجتماعية مرموقة أو موهبة عقلية أو جسدية أو عقل راجح أو علم بشىء ما أو...الخ لايعنى أنه فى مكانة فوق البشر فيتكبر أو يتعالى عليهم بأى صورة من الصور...ولكن عليه أن ينظر إلى هذه النعمة على أنها إحسان من الله عز وجل ..وبالتالى عليه هو بدوره أن يجعل هذه النعمة (الميزة) وسيلة للإحسان إلى الآخرين الذين يفتقدونها..

بالتمعن والتدقيق فى الآيات نرى أنها اشتملت على نهيين عن فعلين ذيلا بأن الله لايحب مرتكبهما : وهما

الفرح-----(لاتفرح إن الله لايحب الفرحين)

الفساد-----(لاتبغ الفساد فى الأرض إن الله لايحب المفسدين)

الفرح شىء قلبى والفساد شىء مادى ، لكن النهى عن الفساد جاء بما يتعلق به قلبيا _ أى عن مجرد ابتغاء الإنسان الفساد_ فالإنسان قد لايستطيع أن يفسد رغم قيامه بأعمال قصد من ورائها الفساد ، وهنا جاء النهى عن هذا القصد...

السؤال المطروح على الأخو والأخوات فى هذا المنتدى ماهو الفرح المنهى عنه فى هذه الآيات والذى لايحب الله عز وجل فاعله ؟

قال تعالى(لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أنيحمدوا بما لم يفعلو فلاتحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم) _آل عمران 188_.

فما هوالمقصود بالفرح هنا ؟ وهل هو نفس المقصود فى سورة القصص؟