أوقفوا وزير الداخلية عن الفساد

المقال يعبر عن رأى الكاتب
أوقفوا وزير الداخلية عن الفساد
التاريخ : 2012-08-15
أحمد التاجوري

مع أن الثورة تدعو للعدالة والمساواة ومكافحة الفساد، إلا أن الفساد بعدها والاستيلاء على المال العام والخاصة والتمييز العنصري والقبلي ارتفع بشكل خطير لدرجة تناسينا معها الفساد والظلم الذي كان في عهد القذافي.
فالاموال العامة في طرابلس نهبت ونقلت إلي أماكن محددة يعرفها الليبيون جيد والتي أصبح أهلها يركبون السيارات الفارهة التي دفع ثمنها من قوت الليبيين . والأراضي العامة من معسكرات وغابات قطعت ووزعت على من يدعون أنهم حرروا ليبيا وتناسوا أن ذلك هو عمل المجتمع الدولي وأنهم لا يتعدون مجرد أيادي مساعدة له وليس العكس كما يحاول البعض أن يردد. والمجتمع الدولي الذي قام بالدور لم يطلب مقابلا وانما سليل هذه الارض المرشد لقوات المجتمع الدولي هو من يطلب المقابل وان لم يعط له يسلبه بالقوة وهو ما يعكس صورة المرتزق المجرم في كثير من الأحيان.
المسألة لم تقف عند الافراد او الجماعات المسلحة بل امتدت الي هرم السلطة الحكومة الليبية الحالية. ففيها من يعتقد ان من حقه دون الليبيين ان يستمتع بخيراتها وان يحصل هو وابناء عمومته على حقهم ثالث ومثلث قبل ترك مناصبهم.
ومثالهم الواضح هو وزير الداخلية الذي مكن لابناء عمومته في المناصب وحول ما يستطيع تحويله إلي مسقط رأسه كي يكون له شأن بعد انتهاء مدته في أهله ووزع العقود بينهم دون مرور لا بمناقصات ولا مزايدات فالمزايدات لا محل لها في العقود وإنما محلها الثورية والنضال وغير ذلك مما يشتبه بها من مصطلحات. وحفظ لأبناء عمومته موارد مصادر دخل سيادية يجب ان تعود لكل الليبيين وهي المنافذ البحرية والجوية، لكي يأكلوها حلالا زلالا نظير ما استولوا عليه من سلاح كما يعتقدون، دون ان يتحرك رجال الدين لبيان عكس ذلك تجنبا للفتنة ولزعل رفقاء الدرب.
وهو على استعداد لإقصاء وربما لتصفية كل من يعترض طريقه أو يحاول إظهار أي جزء مما يعمل حتى ولو كان من يحاول ذلك رجل لا أحد يستطيع ان يزايد عليه في النضال والوقوف ضد الفساد السابق, فالمسألة لديه لا تتعلق بالجهد الشخصي وانما بجهد القبيلة التي تنتمي إليها. فلن يشفع لك شرفك ولا إخلاصك ولا كفاءتك لديه ان لم تكن من ابناء جلدته او ممن وقف معهم ولو كنت يهوديا او نصرانيا. وهذا واضح من تفضيل استفادة الغرب-وخصوصا الفرنسيين والايطاليين- في العقود على استفادة الليبيين فهناك ليبي درجة ثانية في مقابل كون الغرب جميعا درجة أولى لدى الليبيين الذين لهم نفس قبعة وزير الداخلية. وأخيرا يجب على كل ليبي شريف يخشى الله ويحب الوطن وصادق مع نفسه وغير متعلق باوهام وبطولات من صنع الخيال أن يسأل السؤال التالي: إذا كان من يسير ليبيا مثل هؤلاء هل كانت هناك حاجة لما حدث في ليبيا إذا كان الليبيون وقفوا فعلا ضد الظلم وكانت ثورتهم ضد الظلم فلماذا يرضون اليوم بظلم وتهجير وتعذيب وقنل وفساد تجاوز كل الحدود؟؟؟ أم أن المسألة يجب أن تفهم على وجه أخر على خلاف ما يقدمه البسطاء من الناس والذين لا ينقطع كلامهم في الاعلام الليبي عن الشهادة والشهداء وعظمة الليبيين وعظمة جزء من شرق ليبيا أو غربها؟؟؟
والله من وراء القصد

****************************************
المقال يعبر عن رأى الكاتب