الأشياء العظيمة تبدأ من الداخل

الأشياء العظيمة تبدأ من الداخل

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالي في كتابه العزيز " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم ..

نعم لقد قامت ثورتنا المباركة من اجل تغيير طريقة الحكم في البلاد بما يحقق رفاهية الشعب في جميع نواحي الحياة , ولا يتأتى ذلك إلا بوضع دستور ينظم العلاقة بين مكونات الحكم ومؤسساته حتى تكون الرؤية واضح للجميع لمراقبة كل مسئول وكل حاكم ومحكوم في إطار تلبية حقوقه ومطالبته بواجباته .

هذه المهمة العظيمة التي كلف بها المؤتمر الوطني المنتخب من قبل الشعب ، عليه ان يراعي خصوصيات مجتمعنا التي يتفرد بها عن غيره ، ويضع في الحسبان عقيدته وتراثه وتاريخه حتى يكون دستورنا نابع من داخلنا لا مستورد من الخارج ، فما نسمعه من بعض التصريحات والدعايات لبعض النظم في الحكم لن تلبي حاجة المواطن الليبي ، لأنها لم تنبع من ضميره ولم تراعي خصوصياته، فالإصلاح يجب أن يبدأ من الداخل .

قال احد الحكماء : البيضة إذا كسرت بقوة من خارجها فإن حياتها قد انتهت ، وإن تم كسرها بقوة من داخلها فإن هناك حياة قد بدأت "
لذلك يجب أن يكون دستورنا نابع من داخلنا .

كما أن الإنسان الذي عاش علي هذه الأرض طيلة فترة حياته وعاصر تقلبات الظروف التي أحاطت بالمواطن سنين الظلم والقهر والفقر والحاجة لأبسط مقومات الحياة سيكون هو الأصلح لهذه المهمة ، فلا يمكن لمن عاش حياة الترف والطمأنينة هو وأسرته أن يصيغ قانونا ينصف من عاش في الظلم والفقر والقهر ويضع له تشريعا يحقق له آماله في حياة كريمة لمستقبله ومستقبل أسرته وأولاده.

فيا أيها الليبي كن حريصا علي وضع لبنات دولتك الجديدة علي أسس صحيحة تحقق لك تطلعاتك في دولة القانون والعدل والأمن فإن كل بناء يراد له البقاء يجب ان يقوم علي أساسات قوية ومتينة .

نأمل ان تكون هذه الكلمات ناقوس يدق في أذن كل ليبي حرص علي نجاح ثورته واستقرار بلاده حتى لا نستبدل طاغوت بطواغيت آخرين وتذهب تضحيات مجتمعنا هباء منثورا .

وفق الله الجميع لعمل صادق يحقق لنا الخير والسعادة والاستقرار