ال تعالى : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه " الاحزاب 4

من طرف ولد الجبل 2012-09-23, 12:19 pm

قال تعالى : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه " الاحزاب 4

بسم الله :

لكل رجل قلب واحد ، هذا ما قرره الله خالق الإنسان والعالم بما يصلح حاله ويمكنه من آداء مهمته في هذه الحياة في يسر وسهولة ، لأن القلب هو الموجه لأفعال الإنسان والمتحكم في ميوله وإحساسه ، ولذلك تراه يقف أمام المتناقضات التي تعرض له فيميز احسنها وانسبها له فيقرر اتباعها وتبنيها ، لأنه غير قادر علي الجمع بين الضدين في آن واحد ، كأن يجمع بين الاخلاص لله والإخلاص لأعداء الله. وهذا ينطبق علي كل اختيارات الانسان في أمور حياته .

من هذه الآية يمكن أن نقف علي ان صاحب الولائين للشيئين مختلفين في آن واحد هو علي صورة منافق ، ولا يمكن أن نضمن ولاءه لأحدهما بشكل صحيح يحقق مراده ؛ لأنه يترنح في افكاره بين قرارين متناقضين .

فلو طبقنا هذا الأمر علي ذوي الجنسيتين وخاصة انهم عند استلامهم لجنسيتهم الجديدة أقسموا أيمان علي صدق محبتهم لهذا الوطن الجديد وتقديمه علي غيره في الولاء والاستعداد للدفاع عنه عند الحاجة لجهده ، فهل يمكن تصديقه إذا ادعى ولاءه لبلده الأول وسعى لتولي قيادته وأقسم مرة اخرى علي صدق توجهه وانه سيسعى لرفعته والحفاظ علي حريته والسعي لرعاية مصالح اهله وقد ضرب بالقسم الأول عرض الحائط ؟ أم أن صورته في نظر الناس ستكون باهتة تحوم حولها غمامة الشكوك في صدق نواياه فلم يجد مساعدة حينما يتعثر في قراراته ويصعب عليه تحقيق مراده لأن القلب لم يثبت علي حال ولم يتبنى من متناقضاته اتجاه واحد أو قرار .

لهذا وغيره من امور أخرى تحتم علينا اعطاء اصواتنا لأهل البلد الذين لا يشوب ولاءهم غموض ولا تزعزع محبتهم للوطن وأهله شكوك فهم ثابتون علي مبدأ واحد ويعرفون حاجة المواطن لأنها حاجتهم كذلك ، فإن كنا نريد صلاح وطننا فعلينا اعطاء الثقة في أهلنا الذين عاشوا فيه وعايشوا حلوه ومره وناضلوا من أجل حريته بكل ما يملكون من قوة وصبروا علي الظلم والقهر حتى فتح الله عليهم بالنصر المبين ؛ لأنهم الأصدق في ولائهم والاحرص علي مصلحة الوطن والمواطن من غيرهم ، والأكثر معرفة بمشاكله وحاجات اهله .

هذا ما رآه مواطن بسيط يحب وطنه فنأمل أن نسمع آرائكم يا إخوتي في هذا التوجه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من طرف **جمال المروج** 2012-09-23, 12:36 pm

: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ ) الأحزاب

وقد ذكر غير واحد: أن هذه الآية نـزلت في رجل من قريش، كان يقال له: "ذو القلبين"، وأنه كان يزعم أن له قلبين، كل منهما بعقل وافر. فأنـزل الله هذه الآية ردا عليه. هكذا روى العَوْفي عن ابن عباس. قاله مجاهد، وعكرمة، والحسن، وقتادة، واختاره ابن جرير.

وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا زهير، عن قابوس -يعني ابن أبي ظِبْيَان -أن أباه حدثه قال: قلت لابن عباس: أرأيت قول الله تعالى : ( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) ، ما عنى بذلك؟ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يصلي، فخَطَر خَطْرَة، فقال المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترون له قلبين، قلبا معكم وقلبا معهم؟ فأنـزل الله، عز وجل: ( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) .

< 6-377 >

وهكذا رواه الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن صاعد الحراني -وعن عبد بن حميد، عن أحمد بن يونس -كلاهما عن زهير، وهو ابن معاوية، به. ثم قال: وهذا حديث حسن. وكذا رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم من حديث زهير، به.

وقال عبد الرزاق: أخبرنا مَعْمَر، عن الزهري، في قوله: ( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) قال: بلغنا أن ذلك كان في زيد بن حارثة، ضُرب له مثل، يقول: ليس ابن رجل آخر ابنك .

وكذا قال مجاهد، وقتادة، وابن زيد: أنها نـزلت في زيد بن حارثة. وهذا يوافق ما قدَّمناه من التفسير، والله أعلم.

أولا أخانا وأستاذنا الفاضل ولد الجبل نورت وشرفت المنتدى بعودة قلمك الرائع
وأرجو أن تكون بصحة وعافية
لقد قمت بضبط الآية الكريمة كما هي في المصحف حتى تتم الفائدة مع شرح ابن كثير
في سبب نزول الآية ليس تعقبا على كلامك وإنما أردت زيادة زهرة في بستانك الجميل
بارك الله فيك وفي قلمك المبدع