حرية سقفها عالي جداً .....

بعد الحمد والشكر لله على فضله وكرمه علينا بالنصر المبين ، أترحم على شهداء الحرية والكرامة وأقف إجلالً وإكبارً لهم ولكل من دفع الغالي والنفيس من أجل أن ينتزع الشعب الليبي الحرية والكرامة على أرضه ، فقد جلب لنا أولائك الأشاوس بثورة 17 فبراير حرية سقفها عالي جداً ليست مثل باقي الثورات فقد غطت كل شيء واحتوت الجميع تحت مظلتها واستفاد منها الجميع بدون استثناء.
• حرية سقفها عالي جداً لدرجة أنه استفاد منها من كان يناصب بزوغها العداء الظاهر والمبطن بالأمس وأصبح اليوم يسرح ويمرح بعد أن استأنس وتلون ليبث سموم أحقاده وفتنه بكل الطرق كيفما شاء.
• حرية سقفها عالي جداً لدرجة أنها مكنت من كان بالأمس يطبل ويزمر ويتملق اللانظام الهالك لتمديد عمر حكمه بالتوريث ويلمع وينمق تسلطه وأفكاره الخبيثة بالتسلق والتغلغل في مفاصل الدولة الجديدة .
• حرية سقفها عالي جداً لدرجة أنها مكنت بعض المغامرين من عاشقي السلطة في كل وقت وحين من السعي لحكم ليبيا بأي شكل ومنهم من على قاب قوسين أو أدنى من أن يقول إما أنا وإما الطوفان.
• حرية سقفها عالي جداً لدرجة أنها أتاحت الفرصة لمن كانوا بالأمس مضطهدين ومطاردين بسبب أفكارهم أو توجهاتهم بأن يحلموا ويسعوا إلى فرض إقامة دولة وفق معتقداتهم وتصوراتهم.
• حرية سقفها عالي جداً لدرجة أنها مكنت بعضاً ممن كانوا بالأمس سجناء جرائم جنائية من امتلاك السلاح وتأسيس كيانات وأجسام لها تأثيرها على مجريات الأمور.
• حرية سقفها عالي جداً لدرجة أن الجميع أصبح يعترض ويعبر ويتظاهر ويعتصم على ما يشاء وكيفما شاء بدون ضوابط وحدود.
ولكن الجميع نسي بأن لهذا الشعب العظيم أبناء بررة اقتحموا باب الحرية الحمراء وانتزعوا حريتهم بتضحيات جسام ولن يفرطوا فيها بعد اليوم ، وهم قادرين بعون الله على قلب الطاولة على المتسلقين والانتهازيين وعاشقي السلطة في كل وقت وحين.
فاحذروا وليس الخبر كالعيان وما مصير الطغاة علينا ببعيد .