الى عبد الباريء عطوان.. اغرب عن سماء بلادنا

الى عبد الباريء عطوان.. اغرب عن سماء بلادنا

عبد الباريء عطوان يثير الفتن، ويحرض على الكراهية والعنصرية والعرقية بين الليبيين

عبد الباريء عطوان يصر على ان يدس انفه النتن في معاناة ومحن وجراحات ليبيا. رجل "حشري"، وقلم مأجور، يثير الفتن. مدلس، وقح، متلون، لا ينطق الا نصف الحقيقة، النصف الذي يزرع البغضاء والفتن والعداوة، بين ابناء الوطن الواحد، ليبيا

رقص عطوان، عبد ذاته، فرحا وطربا، وهلل، لما حدث من صدامات بين الليبييين في بني وليد، تفاعل معها كما تتفاعل العاهرة مع من يدفع اكثر، هول، وصرخ، وبكى، وذرف دموع القوادين. دموع لم يذرفها على الليبيين، عندما كان ربه معمر القذافي، يُرسل بالمرتزقة ليغتصبوا بنات ليبيا، بنات الوطن، شرفنا وشرف البلاد. في ذلك الوقت كان يتحدث عن النفط، وعن النفط فقط

لم يتحدث في ذلك الوقت، على اغتصاب النساء، اغتصابهن امام ذويهن، وامام ازواجهن، وابائهن، واخوانهن، واخواتهن، بينما المغتصبة تصرخ وتستجدي وتستصرخ، وتتمنى ان تُقتل، او تُدفن حية، او تختفي من الوجود، او تكون ترابا، ولا يحدث لها ما حدث. لم يتحدث عن الذين حرقهم النظام السابق حرقا، وعن الذين دفنهم احياء، او حشرهم في حاويات، الى ان ماتوا خنقا. لم يتحدث عن المقابر الجماعية، لم يتحدث عن الجرحى، عن الارامل، عن الثكالى، عن اليتامي. لم يتحدث عن القمع، عن التعذيب، عن الخطف، والاختطاف، والتنكيل

لم يتحدث عبد نفسه، عن الاطفال الذين قُطعوا اربا، بسواطير المرتزقة، نهارا جهارا، في مدن وشوارع وميادين واحياء ليبيا. العالم باكمله، المسلم منهم والملحد والكافر، كان يتحدث عن عنف النظام الطاغوتي، وقسوته، ضد ليبيا والليبييين، وكان هو يتحدث عن النفط.

بل على العكس من كل ذلك، كان يهاجم، وينقد، ويتهجم، وينتقد، ويصب جأم غضبه على الثوار الشباب، الذين وهبوا حياتهم للوطن. الشباب الذين كانوا يذودون عن الديار، ويحمون بناتنا من الاغتصاب، على ايدي مرتزقة وارتال وجنود الطاغية. كان عطوان يحاول ان يحط من قدرهم، كان يصفهم بثوار الناتو، كان يهمش ويسطح ويقلل من بطولاتهم، وشجاعتهم، وتضحياتهم، وقد بهروا العالم. حرائر ليبيا يزغردن لبطولات وتضحيات واستشهاد فلذات اكباد الوطن، وعبد الباري عطوان يتهكم عليهم من لندن، يتهكم على شهدائنا، فلذات اكبادنا، مفخرة وكرامة وعزة الوطن

عطوان ترك قضية وطنه الاصلي، وجذبته رائحة الذهب الاسود في ليبيا، جذبته الملايين التي استولى عليها اعوان الطاغوت، من قوت الوطن، الملايين التي اثمرتها الارض التي رواها الشهداء بدمائهم. تجاهل عطوان ابناء غزة، وهم مشردين في اكواخ الصفيح، ووظف اغلب وقته في الدفاع عن الطواغيت، وعن بقايا واذيال الطواغيت، في ليبيا. الدفاع عن الطواغيت، باسلوب التدليس مرة، وامساك العصا من منتصفها مرة، واللعب بنصف الحقيقة مرة اخرى

عطوان يصر على ان يدس انفه في معاناة الشعب الليبي، بكل ما يحمله انفه من قذارة، يدسه بمكر وخبث وكيد، من اجل اثارة النعرات القبلية، والعنصرية، والعرقية

عطوان يتهم الليبيين بممارسة العنصرية والكراهية والاحقاد، ضد فئة او قبيلة او منطقة او عرق او جنس او اصل محدد من الليبيين. الشعب الليبي الذي استقبل عطوان، ورحب به، واكرمه، وعامله كبشر، كانسان، كعربي، كمواطن، وفتح له جميع الابواب، هذا الشعب، انقلب اليوم في نظر عطوان الاعور، ناكر الجميل، الى شعب عنصري، يعامل اهل مدينة تاورغاء باحتقارودونية وتهميش، فقط بسبب لون بشرتهم، كما يدعي هذا القتات

عطوان يتهم الليبييين بانهم شعب انتقامي عنصري دموي، دمر او سيدمر مدينة بني وليد بما حوت، من حجر واطفال ونساء وشيوخ ورجال وابرياء وشجر. الشعب الليبي، الانتقامي (في نظر عبد الشيكات) سيدمر مدينة بني وليد عن بكرة ابيها، فقط لانها مدينة موالية للنظام السابق. لا اكثر ولا اقل. هكذا يقول عطوان، في اخر فضلاته البشرية، التي نشرها على صفحات صحيفته خضراء الدمن، تحت عنوان "صمت مخجل على مجزرة بني وليد. "

ليس ذلك فحسب، بل يقول هذا المدلس المأجور، يقول ان الليبييين يعاملون سكان بني وليد، وبنو عمومتهم، من سكان سرت، وكأنهم ليسوا من البشر. بل يعاملونهم وكأنهم من الدرجة العاشرة. وان ما يحدث في بني وليد، يشبه تماما ما يحدث في سوريا. ترسيخ اخر للعنصرية والفتن والكراهية بين ابناء الشعب الواحد

عطوان في اخر فضلاته البشرية، التي ازكمت رائحتها نفوس البشر الاسوياء، يتظاهر بالغضب على لجان حقوق الانسان، والجامعة العربية، والغرب. ويتظاهر بالغضب لاننا لم نستمع الى بيان المندوب الروسي في مجلس الامن. المندوب الذي يحذر من المجازر ضد اطفال ليبيا في بني وليد

وعندما كانت الدبابات الروسية تهشم في عظام البشر من الليبييين، كان عطوان يتحدث عن النفط، وكان يصف ثوارنا باقبح الالفاظ. وتناسى ان روسيا، التي يريدنا ان نستمع الى مندوبها الطيب اللين الحنون، هي نفس روسيا، التي تبارك حصد البشر في سوريا، بالدبابات الروسية، على ايدي طاغية سوريا. نفس الدبابات التي هشمت عظام الليبييين اثناء ثورتهم ضد الطاغوت

يتباكى عطوان هذه الايام، على ضياع حقوق الانسان في ليبيا، بينما كان يتمسح على اعتاب الطاغية، ويُقبل احذيته ويديه الملطخة بدماء الليبييين، لاربعة عقود ويزيد، دون ان يفتح عطوان فتحته. لم يفتح عطوان فتحته، لانه كان يمتص شيء من قوتنا، قوت الشعب الليبي، مقابل تأليه الطاغية، او مقابل التغاضي اعلاميا عن جرائمه، او التستر والصمت المطبق على ممارساته الارهابية

عطوان اليوم يتكلم عن تقصير منظمات حقوق الانسان تجاه بني وليد، نفس منظمات حقوق الانسان التي كان يتهمها بانها احدى مخالب الغرب. عطوان يلوم ايضا، الجامعة العربية لعدم تدخلها في بني وليد، بينما هاجمها عندما استنكرت - نفس الجامعة العربية- تصرفات الطاغية ضد ابناء ليبيا في بداية الثورة

عبد الشيكات، وباختصار، يسيس جراحات الوطن. يلوك الآمنا بلسانه القذر، يصب الملح على جراحاتنا، ينفث سمومه، ويثير بيننا الفتن والكراهية والاحقاد

وطننا يا عطوان، جراحاته كثيرة، ونحن ادرى بجراحاتنا، ندرك عمقها وحجمها وطبيعتها اكثر منك، ومن مندوبك الروسي، ونحن كفيلون بتضميدها. لسنا في حاجة اليك (مدخلكش). سنتعامل مع جراحاتنا كوطن واحد، كشعب واحد، كأسرة واحدة، وسننتصر باذن الله يا عطوان، وستجتاز ليبيا المحنة والظرف والاحداث، وسنتصالح، وسنصلح، وسنتآلف، وسننسى، وسنغفر ، وسنبني وطننا، ليبيا الحبيبة، وسيكون، باذن الله، من اعظم الاوطان، امن وتآلف واخوة وتسامح ووحدة واستقرار وامان، وسيطفي الشعب الليبي كل نار للفتنة، توقدها انت وامثالك، فاغرب عن سماء بلادنا

د. فتحي الفاضلي
طرابلس 25 اكتوبر 2012م

الله اكبر يا دكتورتا العظيم لقنت عبد نفسة درسا فى القلم والكلمة