إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
وصف رائع : من تحب أكثر ليبيا أم كندا ؟ ؟
صفحة 1 من اصل 1
وصف رائع : من تحب أكثر ليبيا أم كندا ؟ ؟
وصف رائع : من تحب أكثر ليبيا أم كندا ؟ ؟
المنارة للإعلام " محمد البهلول
كنت عائداً يوماً بسيارتي من أمريكا .. داخلاً كندا حيثُ إقامتي .. وعلى الحدود أعطيت جواز سفرى الكنديَّ إلى الموظفة ففتحته .. وبالطبع مكتوب فيه أني مولود في ليبيا فقالت: كيف ليبيا ؟ قلت: بخير .. ونرجو الله أن تبقى بخير !!
- منذ متى وأنت تعيش فى كندا
- أوشكت أن تنتهي السنة العاشرة
- متى زرت ليبيا
- منذ ثلاثة أعوام .. فنظرت إلىّ وهى تبتسم وسألتني ... من تحب أكثر ليبيا أم كندا ؟ ؟
...
نظرت إليها وصَمتُّ قليلاً .. ثم قلت لها: الفرق عندى بين ليبيا وكندا كالفرق بين الأم والزوجة .. فالزوجة حين أختارها .. أرغبُ بجمالها .. وأحبها وأعشقها .. ولكني لو تزوجت بأجمل نساء العالم فلا يمكن أن تنسينى أمي .. أما الأم فلا أختارها .. ولكني أنا نفسي مِلكُها .. فحبي لأمي له مذاق آخر .. وأنا لا أرتاح إلا فى أحضانها .. ولا أبكي إلا على صدرها .. ولا أتمنى الموت إلا على ترابٍ تحت أقدامها ...
·
فأغلقَتْ جواز سفرى وراحت تنظر إليَّ بشيءٍ من العَجَب وقالت باستفهام إنكاري: نسمعُ عن ضيق العيش فيها فماذا تحب فى ليبيا ؟ !!!
قلت لها أتقصِدين أمي؟
فابتسمَتْ وقالت: لتكن أمك ..
فقلت: أحب فيها طفولتي .. أحب فيها ذكرياتي .... أحب ضربَها لي وأنا صغير ... أحبها حتى وأنا مريض حين تضمني على صدرها ..
قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة طبيب يعالجني .. ولكنَّ حنانَ أحضانها وهى تضم جسدي الملتهب .. ولهفةَ قلبها وأنا أرتعش بين يديها يَشفيني بلا دواء ولا طبيب.
·
راحت تدقق بنظرها فى وجهي وهى تسألني: ١٠ أعوام .. وما زال الحنين باقياً فى قلبك لها ؟ومازلت تذكر ذكرياتك فيها ؟ !!
فقلت لها: أنا إن نسيت تُذكّرنى الأماكن والأشياء .. فهذا الشارع إن سرتُ فيه يُذكّرني حين كادت عربةٌ ان تصدِمَني .. ووقعت برأسي على هذا الحَجَر من هذا الرصيف ..
وهذا المطعم إن مررتُ عليه يناديني .. ويحكي لي كم أكلت فيه مع أصدقائي .. وكم ضحكنا وكم ملكنا الدنيا فى شبابنا .. وهذه الشجرة يروي لي ظلها كم جلستُ فيه ساعات وساعات .. حتى بحرها .. ما إن يراني حتى تجري أمواجه مسرعةً نحوي تسألني .. تطمئن على أحلامي التى كنت أحكيها لها .. ثم تمسحُ بمياهها على ظهر قدمي تواسيني .. فكم من همومٍ بُحت بها لها !! وكم من دمعٍ سقط فيها وراح يضرب الصخر معها !!
حين أزور ليبيا .. فإن أجمل ما فيها هذا الحوار الصامت بيني وبينها .. سيدتي ! أنا إن نسيت، فأمي لا تنسى ....
فمالت قليلاً إلى الأمام على مكتبها وقالت لي "صف لي ليبيا"
فقلت: هي ليست بالشقراء الجميلة .. ولكنّكِ ترتاحينَ إذا رأيتِ وجهها .. وليست بذات العيون الزرقاء .. ولكنك تطمئنين إذا نظرتِ إليها .. ثيابها بسيطة .. ولكنها تحمل فى ثناياها طيبةً ورحمةً .. لا تتزين بالذهب والفضة .. ولكنّ فى عنقها عقداً من سنابل قمح تطعم به الجائع .... سرقها كل سارق .. ولكنها ما زالت تبتسم... !!!
وضعَتْ جواز سفري على مكتبها .. ثم وضعت كِلتي يديها عليه وقالت لي: أرى التلفاز ولم أرَ ما وصفتَ لي ... !!
ذهبتُ بخيالى بعيداً .. ثم عدت إليها ونظرت فى عينيها وقلت لها: أنتِ رأيتِ ليبيا التي في أفريقيا على الخريطة!! أما أنا فأتحدث عن ليبيا التى تقع فى أوساط وأحشاء قلبي ....
فمدت يدها تعطيني جواز سفرى وهى تقول: أراك تقول شعراً فى ليبيا .. وأرجو أن يكون وفاؤك لكندا مثلَ وفائك لليبيا .. ثم ضحكتْ وقالت: أقصد وفاءك لزوجتك مثل وفائك لوالدتك.
فأمسكتُ بجواز سفرى وأشرتُ إليه قائلاً: أنا بيني وبين كندا وفاءٌ وعهدٌ .. ولست بالذي لا يفي بعهده .. وحبذا لو علمتِ أن هذا الوفاء بالعهد .. هو ما علمتني إياه أمي !!
فلمعَتْ عيناها وأشارت بيدها كي أدخل كندا ...
فقلت لها: لقد هيجتِ فى قلبي شجوناً تحتاج أياماً وأياماً لكي تهدأ ...
وهيهات أن تهدأ .
المنارة للإعلام " محمد البهلول
كنت عائداً يوماً بسيارتي من أمريكا .. داخلاً كندا حيثُ إقامتي .. وعلى الحدود أعطيت جواز سفرى الكنديَّ إلى الموظفة ففتحته .. وبالطبع مكتوب فيه أني مولود في ليبيا فقالت: كيف ليبيا ؟ قلت: بخير .. ونرجو الله أن تبقى بخير !!
- منذ متى وأنت تعيش فى كندا
- أوشكت أن تنتهي السنة العاشرة
- متى زرت ليبيا
- منذ ثلاثة أعوام .. فنظرت إلىّ وهى تبتسم وسألتني ... من تحب أكثر ليبيا أم كندا ؟ ؟
...
نظرت إليها وصَمتُّ قليلاً .. ثم قلت لها: الفرق عندى بين ليبيا وكندا كالفرق بين الأم والزوجة .. فالزوجة حين أختارها .. أرغبُ بجمالها .. وأحبها وأعشقها .. ولكني لو تزوجت بأجمل نساء العالم فلا يمكن أن تنسينى أمي .. أما الأم فلا أختارها .. ولكني أنا نفسي مِلكُها .. فحبي لأمي له مذاق آخر .. وأنا لا أرتاح إلا فى أحضانها .. ولا أبكي إلا على صدرها .. ولا أتمنى الموت إلا على ترابٍ تحت أقدامها ...
·
فأغلقَتْ جواز سفرى وراحت تنظر إليَّ بشيءٍ من العَجَب وقالت باستفهام إنكاري: نسمعُ عن ضيق العيش فيها فماذا تحب فى ليبيا ؟ !!!
قلت لها أتقصِدين أمي؟
فابتسمَتْ وقالت: لتكن أمك ..
فقلت: أحب فيها طفولتي .. أحب فيها ذكرياتي .... أحب ضربَها لي وأنا صغير ... أحبها حتى وأنا مريض حين تضمني على صدرها ..
قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة طبيب يعالجني .. ولكنَّ حنانَ أحضانها وهى تضم جسدي الملتهب .. ولهفةَ قلبها وأنا أرتعش بين يديها يَشفيني بلا دواء ولا طبيب.
·
راحت تدقق بنظرها فى وجهي وهى تسألني: ١٠ أعوام .. وما زال الحنين باقياً فى قلبك لها ؟ومازلت تذكر ذكرياتك فيها ؟ !!
فقلت لها: أنا إن نسيت تُذكّرنى الأماكن والأشياء .. فهذا الشارع إن سرتُ فيه يُذكّرني حين كادت عربةٌ ان تصدِمَني .. ووقعت برأسي على هذا الحَجَر من هذا الرصيف ..
وهذا المطعم إن مررتُ عليه يناديني .. ويحكي لي كم أكلت فيه مع أصدقائي .. وكم ضحكنا وكم ملكنا الدنيا فى شبابنا .. وهذه الشجرة يروي لي ظلها كم جلستُ فيه ساعات وساعات .. حتى بحرها .. ما إن يراني حتى تجري أمواجه مسرعةً نحوي تسألني .. تطمئن على أحلامي التى كنت أحكيها لها .. ثم تمسحُ بمياهها على ظهر قدمي تواسيني .. فكم من همومٍ بُحت بها لها !! وكم من دمعٍ سقط فيها وراح يضرب الصخر معها !!
حين أزور ليبيا .. فإن أجمل ما فيها هذا الحوار الصامت بيني وبينها .. سيدتي ! أنا إن نسيت، فأمي لا تنسى ....
فمالت قليلاً إلى الأمام على مكتبها وقالت لي "صف لي ليبيا"
فقلت: هي ليست بالشقراء الجميلة .. ولكنّكِ ترتاحينَ إذا رأيتِ وجهها .. وليست بذات العيون الزرقاء .. ولكنك تطمئنين إذا نظرتِ إليها .. ثيابها بسيطة .. ولكنها تحمل فى ثناياها طيبةً ورحمةً .. لا تتزين بالذهب والفضة .. ولكنّ فى عنقها عقداً من سنابل قمح تطعم به الجائع .... سرقها كل سارق .. ولكنها ما زالت تبتسم... !!!
وضعَتْ جواز سفري على مكتبها .. ثم وضعت كِلتي يديها عليه وقالت لي: أرى التلفاز ولم أرَ ما وصفتَ لي ... !!
ذهبتُ بخيالى بعيداً .. ثم عدت إليها ونظرت فى عينيها وقلت لها: أنتِ رأيتِ ليبيا التي في أفريقيا على الخريطة!! أما أنا فأتحدث عن ليبيا التى تقع فى أوساط وأحشاء قلبي ....
فمدت يدها تعطيني جواز سفرى وهى تقول: أراك تقول شعراً فى ليبيا .. وأرجو أن يكون وفاؤك لكندا مثلَ وفائك لليبيا .. ثم ضحكتْ وقالت: أقصد وفاءك لزوجتك مثل وفائك لوالدتك.
فأمسكتُ بجواز سفرى وأشرتُ إليه قائلاً: أنا بيني وبين كندا وفاءٌ وعهدٌ .. ولست بالذي لا يفي بعهده .. وحبذا لو علمتِ أن هذا الوفاء بالعهد .. هو ما علمتني إياه أمي !!
فلمعَتْ عيناها وأشارت بيدها كي أدخل كندا ...
فقلت لها: لقد هيجتِ فى قلبي شجوناً تحتاج أياماً وأياماً لكي تهدأ ...
وهيهات أن تهدأ .
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
مواضيع مماثلة
» من تحب أكثر ليبيا أم كندا ؟
» كندا تساعد ليبيا على تدمير مخزونات غاز الخردل
» طبيب ليبي من كندا يجري أكثر من 50 عملية قسطرة بمركز طبرق الطبي
» مقال أكثر من رائع كأنه يتكلم على لسان كل الليبيين
» زوجها عمل مع الساعدي القذافي.. سفيرة كندا تغادر ليبيا
» كندا تساعد ليبيا على تدمير مخزونات غاز الخردل
» طبيب ليبي من كندا يجري أكثر من 50 عملية قسطرة بمركز طبرق الطبي
» مقال أكثر من رائع كأنه يتكلم على لسان كل الليبيين
» زوجها عمل مع الساعدي القذافي.. سفيرة كندا تغادر ليبيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR