المستشار عبد الجليل

من طرف عبدالله النيهوم 2012-12-19, 1:41 pm

الليبيون... أوفياء في عالم قل فيه الوفاء

بشكل مخالف لرأي البعض أقول أنه فرق كبير بين الوفاء للرمز البطل كعمر
المختار مثلا، والوفاء للطاغية كالقذافي، الذين خرجوا يؤيدون المستشار عبد
الجليل هم يؤيدونه لأنه رمز للنضال والصدق والوطنية، ليس هي عقلية المخلص
الأوحد أو الرجل الذي تختزل فيه كل القضايا، فهو لم يعد يمارس أي دور في
السياسة كي نتهم من خرجوا لأجل المستشار بأنه يمجدون شخص، ونشبههم بين من
كانوا يملئون الميادين والساحات يرتدون الألوان الخضراء ويحملون الصور،
مرت الثورة وقادها المستشار ليست بحنكة السياسي المخضرم إنما بروح المواطن
البسيط الذي كل ما يميزه أنه يحب الله أولا ويخلص الإيمان ويحب ليبيا
ثانيا ويقدم حياته لأجله، يؤمن بالقضاء والقدر ولطالما صرح بأن الله هو من
أوجده في هذه الحياة وهو من سيأخذ منه حياته، وما عدا ذلك سوى أسباب تخضع
لمشيئة الخالق جل شأنه.

لقد أثر
في الليبيين ونال عطفهم حين شاهدوه وهو يقول لا في أول أيام الثورة حين
كانت كلمة لا تساوي الحياة، شاهدوه وهو يطوف العالم جامعا التأييد
للمظلومين الذين ضربوا في ديارهم بغير حق، نال الاحترام وقد شاهدوا لأول
مرة زعيما يسجد لله شكرا فوق المنصة قبل أن يلقي خطاب التحرير، كان مثالا
للوفاء حين كان يتجول بين الجرحى يقبل الجبين والأيادي ويهمس في أذانهم بأن
كل ما فعله لا يساوي قطرة عرق واحدة مقارنة بما فعلوه، لقد امتلك القلوب
ونال شرف الوطن، فلا تنكروا عليه أن يحبه الناس، ولا تحاولوا خلط الأمور،
فالآلاف التي خرجت نصرة للمستشار خرجت للوفاء لا للتمجيد كما جرت العادة.

أثبت الليبيون في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب بأن وحدتهم ليست بالشيء
المستحيل، وأن تفانيهم وإخلاصهم يمكن أن يكون بشرط أن تتوفر فيمن يريد هذا
الوفاء شروط الصدق والوطنية والنزاهة كاملة دون نقصان، وقد لمسوا هذا
واقعا حقيقة في شخص المستشار الفاضل، لهذا هم يخرجون، ولهذا هم أوفياء في
عالم قل فيه الوفاء.