إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
تفاصيل مذهلة لما حدث ليلة 18 اكتوبر 1940 الجزء 2
صفحة 1 من اصل 1
تفاصيل مذهلة لما حدث ليلة 18 اكتوبر 1940 الجزء 2
حلّقت الطائرات فجراً فظنها أهل البحرين «صديقة»
تناولت الحلقة الأولى دخول ايطاليا الحرب العالمية الثانية، وكيفية قيام سرب من اربع طائرات من نوع «سافويا» من قاعدة رودس اليونانية اقلعت يوم 18 اكتوبر 1940 في رحلة امتدت نحو 15 ساعة طيران لتهبط في مطار مصوع بارتيريا، لتقوم بالاغارة على منشآت نفطية في مطار المنامة بالبحرين وكيف حصلت الغارة وماذا عن الطائرات التي ضلت طريقها، لكن الطائرات اخطأت الهدف لتعود عن طريق بنغازي في ليبيا التي كانت تحت سيطرة ايطاليا، وفي ما يلي حديث عن تقارير الدبلوماسيين حول الغارة.
في سعينا للالمام بالموضوع من جميع اطرافه، لا بد لنا ان نعرج نحو الجانب الرسمي لتكتمل الصورة، فليس لنا الا الرجوع الى التقارير التي تبعثها الدوائر الرسمية كالسفارات والقنصليات ودور الاعتماد السياسية في منطقة الخليج بأسرها، وهي معين لا ينضب لرصد الاحداث مهما كانت درجة اهميتها، وابرزها باعتقادنا تقارير الخليج السياسية لعامي 1940-1941.
عندما نقلب هذه التقارير نجد إعلانا صادرا من حكومة البحرين برقم 25-1359 هـ، وتاريخ 17 رمضان 1359 هـ، الموافق 19 أكتوبر 1940 نجد فيه ما يلي:
نعلن لجميع المواطنين الكرام انه في ليلة السبت 17 رمضان 1359 هـ، حلقت طائرات معادية مخترقة اجواء وطننا في محاولة تخريبية لقصف مصفاة شركة نفط البحرين في المنامة.
ورغم عدم وجود عوائق دفاعية للمجابهة، فان الطائرات التي كانت تحلق على ارتفاع الفي ذراع، قد القت قنابل بلغ عددها حوالى اربعين قنبلة سقطت كلها خارج محيط المصفاة بمسافة نصف ميل.
وحمداً للعناية الالهية لم تقع اي اصابة بشرية او خسارة مادية تذكر، وتقوم حكومة الدولة البريطانية العلية بجميع اجراءات الدفاع، وكل ما يحفظ سلامة الامن في الوطن.
ونسأل الله ونعقد عليه بان يحمي المؤمنين من كل الشرور.
سكرتير حكومة البحرين
وعقب ذلك جاء تقرير مفصل للاغارة بعد زيارة للموقع قام بها الوكيل السياسي في البحرين الذي كتب ما شاهده يوم 19 اكتوبر 1940، كتب بتاريخ 20 اكتوبر 1940: في حوالى الساعة الرابعة الا ربعاً من فجر 19 اكتوبر شاهد احد حراس مصفاة النفط طائرة مضاءة جميع مصابيحها، متجهة من الجنوب كانت في مقدمة سرب قوامه ثلاث طائرات القت قنابلها تباعاً، كل على حدة وكان مسارها فوق المصفاة مباشرة، وعلى ارتفاع الفين الى ثلاثة آلاف قدم، ومجموع القذائف الملقاة حوالى اربعين قنبلة لم تنفجر بعضها.
وحين مشاهدة الحارس الطائرات اخبر مسؤول الدفاع، فتم اطفاء الانوار لجميع منشآت المصفاة بعد سقوط القنابل الاولى مباشرة، ولكنه لم يستطع اطفاء مشاعل عزل الغاز FLARES التي كانت هدف الطائرات.
ومن المعلوم ان تلك المواقع تم تغييرها قبل ايام قليلة للتضليل، وربما ساعد ذلك عدم دقة التصويب، حيث وقعت جميع القنابل على بعد ثلاثمائة ياردة الى الشرق من محيط المصفاة.
كانت القنابل من العيار الخفيف، لان مساحة ما خلفته من حفر يتراوح بين ثماني الى عشر اقدام وعمق اربع اقدام.
ولم تحصل اصابات بشرية او مادية. وقد قمت بالكشف على الموقع مع الضابط البحري الاعلى فجر ذلك اليوم.
تم وضع حراسة على مواقع السقوط، وقد وصل خبراء القنابل اليوم على طائرة بلينام BLENHEIM لفحص العبوات التي لم تنفجر.
وبينما كنت في الموقع استلمت اشارة بأن طائرة القت سبع قنابل قرب الظهران ايضا وقد اتضح ان عدد الطائرات ثلاث ومجموع القنابل الملقاة حوالي اربعين قنبلة وكما نشر فانه لم تحصل خسائر مادية او اصابات بشرية تذكر.
اما تقرير الوكيل السياسي في الكويت رقم 20/1940 من الفترة من 16 الى نهاية اكتوبر 1940. وتحت عنوان فرعي اخبار محلية:
فقرة ف ــ القصف الجوي للبحرين اثار مخاوف الكوييين ولكنه لم يغير رأيهم في الحرب حيث يعتقد الكثيرون أن اقوال هتلر وموسوليني دعاية واهية.
وفي موقع آخر من نفس التقرير وتحت عنوان استخبارات عامة:
فقرة 122 ــ غداة يوم قصف البحرين زار نائب القنصل الاميركي ببغداد زميله القنصل الايطالي (لم تكن الولايات المتحدة حينها قد أعلنت الحرب على دول المحور) والذي كان لا يؤمن بالحكمة من قصف السعودية. لكنه في الوقت ذاته قد اخبره بأن الطائرات الايطالية قد تم تزويدها بالوقود بواسطة غواصة خاصة.
وعلى نفس الوتيرة، حينما زارني احد المواطنين الاميركيين في اليوم التالي للحادث انه قد سمع من راديو نيويورك بأن غواصة ايطالية خاصة قد زودت الطائرات بالوقود في مكان ما. وهذا يدل على سرعة انتشار الاشاعات الايطالية في الخارج ولو انها لا تعني شيئاً يستحق الاهتمام.
الوكيل السياسي
الميجر غالاوي
اما المقيم السياسي في البحرين فقد ارسل برقية الى المعتمد السياسي في بوشهر تحمل رقم س 382 بتاريخ 19 اكتوبر 1940، تحت عنوان: هام جداً.
«قُصفت مصفاة البحرين حوالي الرابعة فجر هذا اليوم من قبل طائرتين او ربما ثلاث من مقاتلات العدو غير معروفة الطراز من ارتفاع قدره ثلاثة آلاف قدم.
لم تحصل اصابات بشرية او خسائر مادية، مع العلم ان حوالي خمسين قنبلة من العيار الخفيف قد القيت جميعها خارج منطقة الهدف. كما قصفت طائرة واحدة مواقع C.A.S.OC ادت الى اضرار بسيطة بأنابيب المياه والنفط ما بين الظهران والخبر.
ثم اضاف:
أخبر كل من:
1ــ الضابط البحري الاعلى عدن
قيادة القوة الجوية الملكية العراق.
2 ــ تم تعميم اطفاء جميع الانواع في منشآت النفط ابتداء من هذه الليلة.
وفي 19 أكتوبر 1940 أرسلت البرقية التالية:
من المفوضية البريطانية - جدة
الى الخارجية البريطانية - لندن
أعلمتنا الحكومة السعودية أنه ليلة 18/19 أكتوبر أغارت طائرات مجهولة والقت حوالي ثلاث وعشرين قنبلة من عيار 25 الى 30 باون. على منشآت CASOC في الظهران، وقد أحدثت خسائر طفيفة لشبكة الأنابيب ولم تنفجر قنبلة واحدة. وهربت الطائرات باتجاه الجنوب.
لم تعرف أنواع القنابل ولكن وجدت شعلات للمظلات PARACHUTE FLARES من صناعة ايطالية وعليها تعليمات باللغة الايطالية.
وفي برقية أخرى:
من المفوضية البريطانية - جدة
الى وزير الخارجية - لندن
رقم 773 - 21 أكتوبر 1940
ارسل لي الأمير فيصل (وزير الخارجية حينها) رسالة تقول ان الطائرات سمعت فوق بلدة ليلى LAILA قبل فجر 19 أكتوبر وفوق بلدة أبها بعد بساعات.
اختراق المجال الجوي السعودي
هذه المعلومات تثبت على اختراق المجال الجوي السعودي لمسار الطائرات من البحرين الى اريتريا.
فبلدة ليلى تقع جنوب غرب الظهران وتبعد عنها بمسافة خمسمائة وخمسين كيلومتراً تقريباً، كما أن موقعها جنوب الرياض بمسافة مائتين وسبعين كيلومترا تقريباً، وتبعد ليلى عن أبها في العسير مسافة ستمائة وخمسين كيلومتراً فتكون المسافة بين الظهران وأبها حوالي ألف ومائتي كيلومتر.
فتكون مدة الطيران حوالي 4 ساعات بواقع مائتين وخمسين كيلومتراً في الساعة هي سرعة الطائرة.
أما خط سير الطائرات من البدء فانه كالآتي:
رودس - بيروت - دمشق - مأدبة (جنوب عمان) - طريف - سكاكا - حفر الباطن - جنوب الكويت - المنامة - الظهران - ليلى - أبها - مصوع - زولا، وهي في مسافتها الكلية تبلغ أربعة آلاف وخمسمائة كيلومتر، استغرق طيرانها خمس عشرة ساعة ونصف الساعة، ابتدأت من الخامسة وعشر دقائق مساء 18 أكتوبر الى الثامنة والنصف من صباح 19 أكتوبر، نفد فيها ألف ومائتان وستون غالونا من الوقود.
في رواية لفيوليت ديكسون (ام سعود) في كتابها «اربعون عاما في الكويت» ص 151 كشاهدة عيان، فقد كانت معلوماتها مختصرة وغير دقيقة، حيث ذكرت ان تاريخ الليلة هو 20 اكتوبر، والصحيح هو ليلة 18 اكتوبر، وان الطائرات شوهدت فوق الكويت ولم تذكر عددها.
ومن استعراضنا للوثائق البريطانية فقد اتضح انها مع زوجها لم يكونا متواجدين في الكويت خلال تلك الفترة. فتقرير الوكيل السياسي رقم 19/1940 عن الفترة اكتوبر الى 15 منه يذكر تحت عنوان تنقلات:
113 فقيرة أ ــ في يوم 14 اكتوبر غادر الكولونيل هـ.ار.بي. ديكسون ممثل شركة نفط الكويت المحلي وزوجته الى البصرة بطريق البر في اجازة لمدة عشرة ايام وفي تقرير بعده رقم 20/1940 من 15 اكتوبر الى 30 اكتوبر، يذكر تحت عنوان تنقلات ايضا ما يلي:
119 ــ عاد الكولونيل ديكسون وزوجته من العراق يوم 23 اكتوبر.
اما برقية المعتمد البريطاني في الكويت الى المقيم البريطاني في البحرين رقم س / 477 بتاريخ 23 اكتوبر 1940 فقد جاء فيه:
«لا يوجد اي اعتقاد بان اصوات الطائرات قد سمعت فوق الكويت ليلة الغارة. وسوف اقوم باللازم للتحقق من ذلك.
وقد امر الشيخ باطفاء الانوار بعد الساعة العاشرة ليلا ومن ضمنها الاشارات البحرية في دسمان والوكالة البريطانية وان اشارة رأس الارض مطفأة حاليا. وقد اخذت شركة نفط الكويت الاجراءات نفسها.
ولم نجد بعد ذلك اي اشارة عن الموضوع نفسه، مما يعني ان مسار الطائرات هو بمحاذات الحدود الجنوبية للكويت.
وختاما لما ذكرته التقارير الرسمية عن هذه الحادثة هو ما كتبه الوكيل السياسي في المقيمية بالبحرين عن الفترة من 15 اكتوبر الى 31 منه تحت رقم 20/1940 وبعنوان امور محلية:
اصيبت مصفاة البحرين يوم 19 اكتوبر 1940 حوالي الساعة الثالثة والربع فجرا من قبل طائرتين او ثلاث اتت من جهة الغرب وبعد تحليق على الموقع من ارتفاع الفين الى ثلاثة آلاف قدم القت مجموعة من القنابل بلغت اربعا وثمانين قنبلة، والتي لم ينفجر بعضها كلها من العيار الصغير، وكان وقوعها خارج الهدف وعلى بعد مسافة منه، ولم تحدث اصابات بشرية او مادية، كذلك القيت قنابل على منشآت شركة ستاندرد كاليفورنيا العربية للنفط C.A.S.O.C في الظهران صباح اليوم نفسه، ولم تحدث خسائر بشرية بل بعض الاضرار في انابيب النفط والماء.
وكان احتمال وقوع مثل هذه الغارة ضئيلا جدا بل غير وارد، فكان التركيز لحماية المنشآت من اعتداءات التخريب الفردية بنشر الاضاءة القوية على جميع المباني لاجهاض اي عملية تسلل.
وكان من جراء ذلك عدم التمكن من اطفائها بسرعة قبل سقوط القنابل. وقد كان الهدف في غاية الوضوح، بالاضافة الى غياب وسائل الدفاع المضادة جعلت من الامر غاية ما يتمناه اي هجوم جوي معاد. ولكن لماذا لم يصب هذا الهدف؟ هو امر محير يبقى خارج نطاق المعقول.
اكتتاب المقاتلة الخليج الفارسي
THE PERSIAN GULF FIGHTER FUND
في التقرير السابق نفسه وتحت عنوان «آراء محلية»:
«كانت ردة فعل السكان العرب في البحرين والسعودية على الغارة الجوية في البداية بأنها حركة قامت بتدبيرها السلطات البريطانية لإثارة السخط ضد الايطاليين الذين انضموا الى جبهة المانيا في حربها، ولخلق اشكالات بين حكومة المملكة العربية السعودية المحايدة والحكومة الايطالية ولتحريض الاميركان ضدهم ايضا.
ولكن كل هذه الظنون قد تبددت بعد ان بدأت الاذاعات الايطالية والألمانية تجهر بالمبالغة بمقدار الأضرار في البحرين وتضخيمها بدرجة عالية.
اضافة الى ذلك، فقد اخذ توقيت الغارة منحى دينيا لوقوعها في منتصف شهر رمضان ذي المكانة المقدسة الخاصة عند المسلمين.
وحيث ان حجم الخسائر كما اتضح لا يستحق اي ذكر ولا يستدعي اي خوف من المهاجمين على الرغم من وضوح الهدف وعدم وجود اي حماية او مقاومة اطلاقا ضد هجوم جوي، مما ادى الى تفاقم درجة الازدراء عن امكانات الايطاليين الحربية ومقدرتهم في الفوز والنصر».
ما سبق هو التسجيل الرسمي البريطاني لواقع الاحداث بمنظار محلي هو استباق لما حصل فعلا، وكيف ادت تلك التداعيات الى موجة من الغضب والاستياء من هذا العمل العدائي. فظهرت لدى الرأي العام في البحرين والكويت وبقية بلدان الخليج نغمة تبعها بروز حملة لجمع التبرعات لدعم المجهود الحربي بشراء طائرة مقاتلة تساهم في الجبهات القتالية. وهو ما فسره تقرير اعده الوكيل السياسي في البحرين رقم 1940/22 عن المدة من 17 نوفمبر الى 30 نوفمبر 1940 فقرة 129 - تحت عنوان اكتتاب مقاتلة الخليج الفارسي جاء فيه:
«في اجتماع لأعيان البلد وفعالياته التجارية حول جمع الأموال لاكتتاب مقاتلات الخليج الفارسي برئاسة الشيخ سلمان بن حمد الخليفة، وقد عقد الاجتماع في حديقة البلدية يوم الاثنين الموافق 25 نوفمبر 1940. وقد تعهد المجتمعون على جمع مبلغ عشرة آلاف روبية لهذا الاجتماع يتبعه اجتماع آخر بعد وقت قريب».
اما تقرير رقم 23 / 1940 فانه يذكر ان مجموع الاموال التي تبرع بها بلغت حتى منتصف ديسمبر 1940 ثمانية عشر الفا واربعمائة وتسعة وعشرين روبية وست آنات».
كما شاركت طوائف اخرى بالتبرع ومنها مبلغ ثمانمائة وسبعة وثمانين روبية تبرعت بها مجموعة من الايرانيين. وشاركت جاليات مقيمة كالهنود وغيرهم في حملة التبرع. أضحى الاقبال كبيرا وأكثر من المتوقع، فجمع ما يفوق شراء طائرة واحدة، الذي كان هدف الحملة.
ووصلت حصيلة التبرع بعد ما يقارب بضعة اشهر من بدء الاكتتاب، كما يوضحه لنا تقرير بعثة المقيم السياسي في البحرين الى مكتب حكومة الهند - لندن رقم ت/7 بتاريخ 18 فبراير 1941، الى ما يلي:
1 - تحويل عشرة آلاف باون استرليني من اكتتاب مقاتلة الخليج الفارسي لأجل شراء طائرتين مقاتلتين، وسنكون مسرورين اذا اطلق عليهما اسما البحرين والكويت.
2 - ازدياد تعاطف المواطنين العرب والهنود وغيرهم من المقيمين من طوائف مختلفة في جمع المال للاكتتاب.
وفي برقية من المقيم السياسي - البحرين
إلى سكرتير حكومة الهند - لندن
رقم ت/31/23 فبراير 1941.
وفيها ما يلي:
1 - البرقية رقم ت/7 - 18 فبراير، هل تم تسلم المبالغ المحولة؟ الرجاء اذاعة ذلك في محطة الــ BBC باللغة الإنكليزية ونقترح اذاعته في الوقت المفصل (16.00) الرابعة مساءً حسب توقيت غرينتش.
2 - ربما استمعتم ما اذاعته محطة باري BARI الايطالية عن احتمال زيارة المقاتلات الايطالية مرة اخرى ردّا على تبرع الشيخ حمد الخليفة (وكان الحاكم قد تبرع بثلاثين الف باون استرليني).
3 - اذيعت اخبار تسليم اول طائرتين مقاتلتين من اذاعة البحرين العربية يوم الخميس 20 فبراير الساعة 15.00 (الثالثة مساء)، نطلب ان يذاع الخبر نفسه باللغة الإنكليزية من محطة الـ BBC.
4 - لقد جمعت مبالغ مالية من ابناء التبعية البريطانية في مدن الجانب الفارسي من الخليج، ولاسباب معلومة اقترح ان تكون اذاعة اي خبر من ذلك باللغة الإنكليزية على اساس ان التبرع من المواطنين العرب والتبعية البريطانية وطوائف اخرى لاكتتاب المقاتلات الحربية للخليج العربي.
وكان الشيخ حمد بن الخليفة قد تبرع الى الحكومة البريطانية بثلاثين الف باون استرليني -كما ذكر آنفا- وهو ما جاء في رسالة بتاريخ 4 نوفمبر 1940 من مستشار الهند الى المعتمد البريطاني - البحرين الميجر تي. هكينونام.
طيا حوالة مصرفية من المصرف الشرقي - لندن الى وزير الخزانة البريطانية THE CHANCELLOR OF EXCHEQUER هي تبرع الشيخ حمد الى الحكومة البريطانية.
قصة الممر الفارسي وميناء أم قصر
جاء ذكر كتاب «الممر الفارسي» PERSIAN CORRAIDOR من قراءات أحد المهتمين الشباب أحمد عاطف السالم، كما ذكره مقال الزميل أحمد الصراف بتاريخ 12/7/2009، ولا اختلاف على ما ذكر فيه، ولكن الجدير بالذكر أن الحكومة الأميركية لم تجد ميناء عاملاً في الخليج العربي عام 1942 لتلبية احتياجات البواخر ذات الغاطس العميق لنقل المساعدات والذخائر الأميركية الى الاتحاد السوفيتي. فوقع نظرها على ميناء أم قصر، فأنشأت في الجانب الغربي منه رصيفاً جلبت أخشابه من الهند وأوصلته بفرع من سكة حديد بصرة - بغداد - خانقين قصر شيرين - كرمنشاه - طهران، ثم الى قزوين والاتحاد السوفيتي، كما أنشأت فرعا آخر من سكة حديد من محطة المعقل (ماركيل) عبر شط العرب، حيث أقيم جسر خشبي ضخم أنشأه أحد المهندسين البريطانيين هول HALL، وأطلق اسمه على ذلك الجسر الى وقت قريب، ومن خلال هذين الخطين شحنت تلك الكميات الضخمة من المعدات، حيث كانت القاطرات الروسية تعمل عليها طوال الفترة المتبقية من الحرب. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها بيعت كل المخلفات المنقولة. أما أخشاب ذلك الرصيف العملاق فقد انتهت في بناء الكثير من سفن أهل الخليج. ونترك هذا البحث الى المهتمين بالنشاط البحري خلال فترات الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي ما يلقي الضوء على ذلك، فربما يكون ما بحوزتهم فائدة تردف التوثيق.
تناولت الحلقة الأولى دخول ايطاليا الحرب العالمية الثانية، وكيفية قيام سرب من اربع طائرات من نوع «سافويا» من قاعدة رودس اليونانية اقلعت يوم 18 اكتوبر 1940 في رحلة امتدت نحو 15 ساعة طيران لتهبط في مطار مصوع بارتيريا، لتقوم بالاغارة على منشآت نفطية في مطار المنامة بالبحرين وكيف حصلت الغارة وماذا عن الطائرات التي ضلت طريقها، لكن الطائرات اخطأت الهدف لتعود عن طريق بنغازي في ليبيا التي كانت تحت سيطرة ايطاليا، وفي ما يلي حديث عن تقارير الدبلوماسيين حول الغارة.
في سعينا للالمام بالموضوع من جميع اطرافه، لا بد لنا ان نعرج نحو الجانب الرسمي لتكتمل الصورة، فليس لنا الا الرجوع الى التقارير التي تبعثها الدوائر الرسمية كالسفارات والقنصليات ودور الاعتماد السياسية في منطقة الخليج بأسرها، وهي معين لا ينضب لرصد الاحداث مهما كانت درجة اهميتها، وابرزها باعتقادنا تقارير الخليج السياسية لعامي 1940-1941.
عندما نقلب هذه التقارير نجد إعلانا صادرا من حكومة البحرين برقم 25-1359 هـ، وتاريخ 17 رمضان 1359 هـ، الموافق 19 أكتوبر 1940 نجد فيه ما يلي:
نعلن لجميع المواطنين الكرام انه في ليلة السبت 17 رمضان 1359 هـ، حلقت طائرات معادية مخترقة اجواء وطننا في محاولة تخريبية لقصف مصفاة شركة نفط البحرين في المنامة.
ورغم عدم وجود عوائق دفاعية للمجابهة، فان الطائرات التي كانت تحلق على ارتفاع الفي ذراع، قد القت قنابل بلغ عددها حوالى اربعين قنبلة سقطت كلها خارج محيط المصفاة بمسافة نصف ميل.
وحمداً للعناية الالهية لم تقع اي اصابة بشرية او خسارة مادية تذكر، وتقوم حكومة الدولة البريطانية العلية بجميع اجراءات الدفاع، وكل ما يحفظ سلامة الامن في الوطن.
ونسأل الله ونعقد عليه بان يحمي المؤمنين من كل الشرور.
سكرتير حكومة البحرين
وعقب ذلك جاء تقرير مفصل للاغارة بعد زيارة للموقع قام بها الوكيل السياسي في البحرين الذي كتب ما شاهده يوم 19 اكتوبر 1940، كتب بتاريخ 20 اكتوبر 1940: في حوالى الساعة الرابعة الا ربعاً من فجر 19 اكتوبر شاهد احد حراس مصفاة النفط طائرة مضاءة جميع مصابيحها، متجهة من الجنوب كانت في مقدمة سرب قوامه ثلاث طائرات القت قنابلها تباعاً، كل على حدة وكان مسارها فوق المصفاة مباشرة، وعلى ارتفاع الفين الى ثلاثة آلاف قدم، ومجموع القذائف الملقاة حوالى اربعين قنبلة لم تنفجر بعضها.
وحين مشاهدة الحارس الطائرات اخبر مسؤول الدفاع، فتم اطفاء الانوار لجميع منشآت المصفاة بعد سقوط القنابل الاولى مباشرة، ولكنه لم يستطع اطفاء مشاعل عزل الغاز FLARES التي كانت هدف الطائرات.
ومن المعلوم ان تلك المواقع تم تغييرها قبل ايام قليلة للتضليل، وربما ساعد ذلك عدم دقة التصويب، حيث وقعت جميع القنابل على بعد ثلاثمائة ياردة الى الشرق من محيط المصفاة.
كانت القنابل من العيار الخفيف، لان مساحة ما خلفته من حفر يتراوح بين ثماني الى عشر اقدام وعمق اربع اقدام.
ولم تحصل اصابات بشرية او مادية. وقد قمت بالكشف على الموقع مع الضابط البحري الاعلى فجر ذلك اليوم.
تم وضع حراسة على مواقع السقوط، وقد وصل خبراء القنابل اليوم على طائرة بلينام BLENHEIM لفحص العبوات التي لم تنفجر.
وبينما كنت في الموقع استلمت اشارة بأن طائرة القت سبع قنابل قرب الظهران ايضا وقد اتضح ان عدد الطائرات ثلاث ومجموع القنابل الملقاة حوالي اربعين قنبلة وكما نشر فانه لم تحصل خسائر مادية او اصابات بشرية تذكر.
اما تقرير الوكيل السياسي في الكويت رقم 20/1940 من الفترة من 16 الى نهاية اكتوبر 1940. وتحت عنوان فرعي اخبار محلية:
فقرة ف ــ القصف الجوي للبحرين اثار مخاوف الكوييين ولكنه لم يغير رأيهم في الحرب حيث يعتقد الكثيرون أن اقوال هتلر وموسوليني دعاية واهية.
وفي موقع آخر من نفس التقرير وتحت عنوان استخبارات عامة:
فقرة 122 ــ غداة يوم قصف البحرين زار نائب القنصل الاميركي ببغداد زميله القنصل الايطالي (لم تكن الولايات المتحدة حينها قد أعلنت الحرب على دول المحور) والذي كان لا يؤمن بالحكمة من قصف السعودية. لكنه في الوقت ذاته قد اخبره بأن الطائرات الايطالية قد تم تزويدها بالوقود بواسطة غواصة خاصة.
وعلى نفس الوتيرة، حينما زارني احد المواطنين الاميركيين في اليوم التالي للحادث انه قد سمع من راديو نيويورك بأن غواصة ايطالية خاصة قد زودت الطائرات بالوقود في مكان ما. وهذا يدل على سرعة انتشار الاشاعات الايطالية في الخارج ولو انها لا تعني شيئاً يستحق الاهتمام.
الوكيل السياسي
الميجر غالاوي
اما المقيم السياسي في البحرين فقد ارسل برقية الى المعتمد السياسي في بوشهر تحمل رقم س 382 بتاريخ 19 اكتوبر 1940، تحت عنوان: هام جداً.
«قُصفت مصفاة البحرين حوالي الرابعة فجر هذا اليوم من قبل طائرتين او ربما ثلاث من مقاتلات العدو غير معروفة الطراز من ارتفاع قدره ثلاثة آلاف قدم.
لم تحصل اصابات بشرية او خسائر مادية، مع العلم ان حوالي خمسين قنبلة من العيار الخفيف قد القيت جميعها خارج منطقة الهدف. كما قصفت طائرة واحدة مواقع C.A.S.OC ادت الى اضرار بسيطة بأنابيب المياه والنفط ما بين الظهران والخبر.
ثم اضاف:
أخبر كل من:
1ــ الضابط البحري الاعلى عدن
قيادة القوة الجوية الملكية العراق.
2 ــ تم تعميم اطفاء جميع الانواع في منشآت النفط ابتداء من هذه الليلة.
وفي 19 أكتوبر 1940 أرسلت البرقية التالية:
من المفوضية البريطانية - جدة
الى الخارجية البريطانية - لندن
أعلمتنا الحكومة السعودية أنه ليلة 18/19 أكتوبر أغارت طائرات مجهولة والقت حوالي ثلاث وعشرين قنبلة من عيار 25 الى 30 باون. على منشآت CASOC في الظهران، وقد أحدثت خسائر طفيفة لشبكة الأنابيب ولم تنفجر قنبلة واحدة. وهربت الطائرات باتجاه الجنوب.
لم تعرف أنواع القنابل ولكن وجدت شعلات للمظلات PARACHUTE FLARES من صناعة ايطالية وعليها تعليمات باللغة الايطالية.
وفي برقية أخرى:
من المفوضية البريطانية - جدة
الى وزير الخارجية - لندن
رقم 773 - 21 أكتوبر 1940
ارسل لي الأمير فيصل (وزير الخارجية حينها) رسالة تقول ان الطائرات سمعت فوق بلدة ليلى LAILA قبل فجر 19 أكتوبر وفوق بلدة أبها بعد بساعات.
اختراق المجال الجوي السعودي
هذه المعلومات تثبت على اختراق المجال الجوي السعودي لمسار الطائرات من البحرين الى اريتريا.
فبلدة ليلى تقع جنوب غرب الظهران وتبعد عنها بمسافة خمسمائة وخمسين كيلومتراً تقريباً، كما أن موقعها جنوب الرياض بمسافة مائتين وسبعين كيلومترا تقريباً، وتبعد ليلى عن أبها في العسير مسافة ستمائة وخمسين كيلومتراً فتكون المسافة بين الظهران وأبها حوالي ألف ومائتي كيلومتر.
فتكون مدة الطيران حوالي 4 ساعات بواقع مائتين وخمسين كيلومتراً في الساعة هي سرعة الطائرة.
أما خط سير الطائرات من البدء فانه كالآتي:
رودس - بيروت - دمشق - مأدبة (جنوب عمان) - طريف - سكاكا - حفر الباطن - جنوب الكويت - المنامة - الظهران - ليلى - أبها - مصوع - زولا، وهي في مسافتها الكلية تبلغ أربعة آلاف وخمسمائة كيلومتر، استغرق طيرانها خمس عشرة ساعة ونصف الساعة، ابتدأت من الخامسة وعشر دقائق مساء 18 أكتوبر الى الثامنة والنصف من صباح 19 أكتوبر، نفد فيها ألف ومائتان وستون غالونا من الوقود.
في رواية لفيوليت ديكسون (ام سعود) في كتابها «اربعون عاما في الكويت» ص 151 كشاهدة عيان، فقد كانت معلوماتها مختصرة وغير دقيقة، حيث ذكرت ان تاريخ الليلة هو 20 اكتوبر، والصحيح هو ليلة 18 اكتوبر، وان الطائرات شوهدت فوق الكويت ولم تذكر عددها.
ومن استعراضنا للوثائق البريطانية فقد اتضح انها مع زوجها لم يكونا متواجدين في الكويت خلال تلك الفترة. فتقرير الوكيل السياسي رقم 19/1940 عن الفترة اكتوبر الى 15 منه يذكر تحت عنوان تنقلات:
113 فقيرة أ ــ في يوم 14 اكتوبر غادر الكولونيل هـ.ار.بي. ديكسون ممثل شركة نفط الكويت المحلي وزوجته الى البصرة بطريق البر في اجازة لمدة عشرة ايام وفي تقرير بعده رقم 20/1940 من 15 اكتوبر الى 30 اكتوبر، يذكر تحت عنوان تنقلات ايضا ما يلي:
119 ــ عاد الكولونيل ديكسون وزوجته من العراق يوم 23 اكتوبر.
اما برقية المعتمد البريطاني في الكويت الى المقيم البريطاني في البحرين رقم س / 477 بتاريخ 23 اكتوبر 1940 فقد جاء فيه:
«لا يوجد اي اعتقاد بان اصوات الطائرات قد سمعت فوق الكويت ليلة الغارة. وسوف اقوم باللازم للتحقق من ذلك.
وقد امر الشيخ باطفاء الانوار بعد الساعة العاشرة ليلا ومن ضمنها الاشارات البحرية في دسمان والوكالة البريطانية وان اشارة رأس الارض مطفأة حاليا. وقد اخذت شركة نفط الكويت الاجراءات نفسها.
ولم نجد بعد ذلك اي اشارة عن الموضوع نفسه، مما يعني ان مسار الطائرات هو بمحاذات الحدود الجنوبية للكويت.
وختاما لما ذكرته التقارير الرسمية عن هذه الحادثة هو ما كتبه الوكيل السياسي في المقيمية بالبحرين عن الفترة من 15 اكتوبر الى 31 منه تحت رقم 20/1940 وبعنوان امور محلية:
اصيبت مصفاة البحرين يوم 19 اكتوبر 1940 حوالي الساعة الثالثة والربع فجرا من قبل طائرتين او ثلاث اتت من جهة الغرب وبعد تحليق على الموقع من ارتفاع الفين الى ثلاثة آلاف قدم القت مجموعة من القنابل بلغت اربعا وثمانين قنبلة، والتي لم ينفجر بعضها كلها من العيار الصغير، وكان وقوعها خارج الهدف وعلى بعد مسافة منه، ولم تحدث اصابات بشرية او مادية، كذلك القيت قنابل على منشآت شركة ستاندرد كاليفورنيا العربية للنفط C.A.S.O.C في الظهران صباح اليوم نفسه، ولم تحدث خسائر بشرية بل بعض الاضرار في انابيب النفط والماء.
وكان احتمال وقوع مثل هذه الغارة ضئيلا جدا بل غير وارد، فكان التركيز لحماية المنشآت من اعتداءات التخريب الفردية بنشر الاضاءة القوية على جميع المباني لاجهاض اي عملية تسلل.
وكان من جراء ذلك عدم التمكن من اطفائها بسرعة قبل سقوط القنابل. وقد كان الهدف في غاية الوضوح، بالاضافة الى غياب وسائل الدفاع المضادة جعلت من الامر غاية ما يتمناه اي هجوم جوي معاد. ولكن لماذا لم يصب هذا الهدف؟ هو امر محير يبقى خارج نطاق المعقول.
اكتتاب المقاتلة الخليج الفارسي
THE PERSIAN GULF FIGHTER FUND
في التقرير السابق نفسه وتحت عنوان «آراء محلية»:
«كانت ردة فعل السكان العرب في البحرين والسعودية على الغارة الجوية في البداية بأنها حركة قامت بتدبيرها السلطات البريطانية لإثارة السخط ضد الايطاليين الذين انضموا الى جبهة المانيا في حربها، ولخلق اشكالات بين حكومة المملكة العربية السعودية المحايدة والحكومة الايطالية ولتحريض الاميركان ضدهم ايضا.
ولكن كل هذه الظنون قد تبددت بعد ان بدأت الاذاعات الايطالية والألمانية تجهر بالمبالغة بمقدار الأضرار في البحرين وتضخيمها بدرجة عالية.
اضافة الى ذلك، فقد اخذ توقيت الغارة منحى دينيا لوقوعها في منتصف شهر رمضان ذي المكانة المقدسة الخاصة عند المسلمين.
وحيث ان حجم الخسائر كما اتضح لا يستحق اي ذكر ولا يستدعي اي خوف من المهاجمين على الرغم من وضوح الهدف وعدم وجود اي حماية او مقاومة اطلاقا ضد هجوم جوي، مما ادى الى تفاقم درجة الازدراء عن امكانات الايطاليين الحربية ومقدرتهم في الفوز والنصر».
ما سبق هو التسجيل الرسمي البريطاني لواقع الاحداث بمنظار محلي هو استباق لما حصل فعلا، وكيف ادت تلك التداعيات الى موجة من الغضب والاستياء من هذا العمل العدائي. فظهرت لدى الرأي العام في البحرين والكويت وبقية بلدان الخليج نغمة تبعها بروز حملة لجمع التبرعات لدعم المجهود الحربي بشراء طائرة مقاتلة تساهم في الجبهات القتالية. وهو ما فسره تقرير اعده الوكيل السياسي في البحرين رقم 1940/22 عن المدة من 17 نوفمبر الى 30 نوفمبر 1940 فقرة 129 - تحت عنوان اكتتاب مقاتلة الخليج الفارسي جاء فيه:
«في اجتماع لأعيان البلد وفعالياته التجارية حول جمع الأموال لاكتتاب مقاتلات الخليج الفارسي برئاسة الشيخ سلمان بن حمد الخليفة، وقد عقد الاجتماع في حديقة البلدية يوم الاثنين الموافق 25 نوفمبر 1940. وقد تعهد المجتمعون على جمع مبلغ عشرة آلاف روبية لهذا الاجتماع يتبعه اجتماع آخر بعد وقت قريب».
اما تقرير رقم 23 / 1940 فانه يذكر ان مجموع الاموال التي تبرع بها بلغت حتى منتصف ديسمبر 1940 ثمانية عشر الفا واربعمائة وتسعة وعشرين روبية وست آنات».
كما شاركت طوائف اخرى بالتبرع ومنها مبلغ ثمانمائة وسبعة وثمانين روبية تبرعت بها مجموعة من الايرانيين. وشاركت جاليات مقيمة كالهنود وغيرهم في حملة التبرع. أضحى الاقبال كبيرا وأكثر من المتوقع، فجمع ما يفوق شراء طائرة واحدة، الذي كان هدف الحملة.
ووصلت حصيلة التبرع بعد ما يقارب بضعة اشهر من بدء الاكتتاب، كما يوضحه لنا تقرير بعثة المقيم السياسي في البحرين الى مكتب حكومة الهند - لندن رقم ت/7 بتاريخ 18 فبراير 1941، الى ما يلي:
1 - تحويل عشرة آلاف باون استرليني من اكتتاب مقاتلة الخليج الفارسي لأجل شراء طائرتين مقاتلتين، وسنكون مسرورين اذا اطلق عليهما اسما البحرين والكويت.
2 - ازدياد تعاطف المواطنين العرب والهنود وغيرهم من المقيمين من طوائف مختلفة في جمع المال للاكتتاب.
وفي برقية من المقيم السياسي - البحرين
إلى سكرتير حكومة الهند - لندن
رقم ت/31/23 فبراير 1941.
وفيها ما يلي:
1 - البرقية رقم ت/7 - 18 فبراير، هل تم تسلم المبالغ المحولة؟ الرجاء اذاعة ذلك في محطة الــ BBC باللغة الإنكليزية ونقترح اذاعته في الوقت المفصل (16.00) الرابعة مساءً حسب توقيت غرينتش.
2 - ربما استمعتم ما اذاعته محطة باري BARI الايطالية عن احتمال زيارة المقاتلات الايطالية مرة اخرى ردّا على تبرع الشيخ حمد الخليفة (وكان الحاكم قد تبرع بثلاثين الف باون استرليني).
3 - اذيعت اخبار تسليم اول طائرتين مقاتلتين من اذاعة البحرين العربية يوم الخميس 20 فبراير الساعة 15.00 (الثالثة مساء)، نطلب ان يذاع الخبر نفسه باللغة الإنكليزية من محطة الـ BBC.
4 - لقد جمعت مبالغ مالية من ابناء التبعية البريطانية في مدن الجانب الفارسي من الخليج، ولاسباب معلومة اقترح ان تكون اذاعة اي خبر من ذلك باللغة الإنكليزية على اساس ان التبرع من المواطنين العرب والتبعية البريطانية وطوائف اخرى لاكتتاب المقاتلات الحربية للخليج العربي.
وكان الشيخ حمد بن الخليفة قد تبرع الى الحكومة البريطانية بثلاثين الف باون استرليني -كما ذكر آنفا- وهو ما جاء في رسالة بتاريخ 4 نوفمبر 1940 من مستشار الهند الى المعتمد البريطاني - البحرين الميجر تي. هكينونام.
طيا حوالة مصرفية من المصرف الشرقي - لندن الى وزير الخزانة البريطانية THE CHANCELLOR OF EXCHEQUER هي تبرع الشيخ حمد الى الحكومة البريطانية.
قصة الممر الفارسي وميناء أم قصر
جاء ذكر كتاب «الممر الفارسي» PERSIAN CORRAIDOR من قراءات أحد المهتمين الشباب أحمد عاطف السالم، كما ذكره مقال الزميل أحمد الصراف بتاريخ 12/7/2009، ولا اختلاف على ما ذكر فيه، ولكن الجدير بالذكر أن الحكومة الأميركية لم تجد ميناء عاملاً في الخليج العربي عام 1942 لتلبية احتياجات البواخر ذات الغاطس العميق لنقل المساعدات والذخائر الأميركية الى الاتحاد السوفيتي. فوقع نظرها على ميناء أم قصر، فأنشأت في الجانب الغربي منه رصيفاً جلبت أخشابه من الهند وأوصلته بفرع من سكة حديد بصرة - بغداد - خانقين قصر شيرين - كرمنشاه - طهران، ثم الى قزوين والاتحاد السوفيتي، كما أنشأت فرعا آخر من سكة حديد من محطة المعقل (ماركيل) عبر شط العرب، حيث أقيم جسر خشبي ضخم أنشأه أحد المهندسين البريطانيين هول HALL، وأطلق اسمه على ذلك الجسر الى وقت قريب، ومن خلال هذين الخطين شحنت تلك الكميات الضخمة من المعدات، حيث كانت القاطرات الروسية تعمل عليها طوال الفترة المتبقية من الحرب. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها بيعت كل المخلفات المنقولة. أما أخشاب ذلك الرصيف العملاق فقد انتهت في بناء الكثير من سفن أهل الخليج. ونترك هذا البحث الى المهتمين بالنشاط البحري خلال فترات الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي ما يلقي الضوء على ذلك، فربما يكون ما بحوزتهم فائدة تردف التوثيق.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: تفاصيل مذهلة لما حدث ليلة 18 اكتوبر 1940 الجزء 2
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» تفاصيل مذهلة لما حدث ليلة 18 أكتوبر 1940 الجزء الاول
» خفايا حرب اكتوبر الجزء الاول
» خفايا حرب اكتوبر الجزء الثانى
» خفايا حرب اكتوبر الجزء الثالث
» خفايا حرب اكتوبر الجزء الرابع
» خفايا حرب اكتوبر الجزء الاول
» خفايا حرب اكتوبر الجزء الثانى
» خفايا حرب اكتوبر الجزء الثالث
» خفايا حرب اكتوبر الجزء الرابع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
أمس في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
أمس في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
2024-11-04, 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR