مقالات مختارة ........ قرار 12 لسنة 2012

من طرف **dude333** 2013-04-19, 7:40 pm

المقال يعبر عن رأى الكاتب

أبوبكر فرج الشكري
نظرة فى القرار 32 لسنة 2012

قبل أيام قليلة اطلعت على تفاصيل القرار رقم 32 لسنة 2012 بإعادة ضباط للخدمة بالجيش الليبي الصادر بتاريخ 9 أكتوبر 2012عن السيد رئيس المؤتمر الوطني العام والذي وقعه بصفته هذه مضافا لها صفة (القائد الأعلى للجيش الليبي).... وقد تسأل الكثيرون أو احتجوا على هذه الصفة وكيف جاءت ؟كذلك أنا أتسأل عن السبب في عدم مناقشة المؤتمر الوطني لهذا القرار، أم أنه لا يقع ضمن اختصاصاته؟ ولماذا لم ينشر على نطاق واسع ؟ فأكثر المواطنين - كما تأكد لي - هم كحالتي لم يعلموا بهذا القرار أو (بتفاصيله على الأقل) حتى الآن، بغض النظر عن مدى أهميته من عدمها بالنسبة لهم إلا أن كل هذا ليس هو ما أود الحديث عنه هنا.
فهذا القرار هو بخصوص إعادة ضباط للخدمة بالجيش الليبي وبالتالي (ترقيتهم) وهو مرفقٌ بكشف بأسماء أولئك الضباط يحتوي على (170) اسماً .مقسمين كالأتي: 55 لرتبة لواء - 97 لرتبة عميد - 18 لرتبة عقيد.
لا أعرف الكثيرين منهم لكن من بين من عرفتهم أسماء معروفة لدى كل الليبيين فلقد أصبت بالذهول عندما وجدت من ضمن هذا الكشف أسماءً لأعضاء في مجلس انقلاب سبتمبر المشئوم تمت إعادتهم وترقيتهم إلى رتبة لواء وهم (مختار القروي - عبد المنعم الهوني - محمد نجم - عوض حمزة) بالإضافة إلى آخرين كانوا ضمن ما يسمى بتنظيم الضباط الأحرار قبل اعتقالهم وسجنهم من قبل زعيمهم أبومنيار.
إن ما سأكتبه ليس لغاية شخصية ولا هو من منطلق كراهية لأحد في ذاته كإنسان لكن ما قام به هؤلاء في 1 سبتمبر 1969 هو جريمة بكل المقاييس وقد كانت خيانة لله وللوطن قبل أن تكون خيانة للملك.
ألم يكن كل منهم قد تقدم طائعا راغبا يطلب قبوله في الكلية الملكية العسكرية ليعمل بعد تخرجه ضابطاً في الجيش الليبي تحت لواء المملكة الليبية وتحت قيادة مليكها إدريس السنوسي رحمه الله وفي ظل نظام حكمه ثم اقسم كل منهم عند تخرجه اليمين المغلظة (بالله العظيم) على الولاء للوطن والملك والدستور ألا يكون هؤلاء - بما اقترفوه - قد حنثوا في هذا اليمين وخانوا عهد الله الذي قطعوه على أنفسهم؟ ألسنا نعاني إلى صباح يومنا هذا مآسي وتبعات فعلتهم الشنعاء تلك؟ أما القول بأن بعضهم أوكلهم قد انشق عن النظام منذ سنة كذا وكذا فهذا قول مردود ولا يعول عليه (في نظري(
لنتحدث بصراحة: هل سمع احد بإعلان الانشقاق عن الملازم أبومنيار من قبل السيد مختار القروي؟ وكذلك الأمر بالنسبة للسيد محمد نجم ؟ لم نسمع بذلك. إلا أن يكون للانشقاق تفسير أخر، لقد ظل كلاهما في بيته يتقاضى المرتبات والمزايا والعطايا وترسل له السيارات والأثاث وكل ذلك منّة وفضلاً من سيدهم القائد الملازم أبومنيار وهذه ليست مهمة لكن المهم هو أن القاعدة المتعارف عليها هو أن ما فُعل بصورة علنية يجب يكون التراجع عنه (لمن أراد) في صورة علنية فمن ذم شخص ما أمام الملا لا يُجدي أن يأتيه لوحده ليعتذر لهفي السر، ولقد سمعنا ورأينا وشهدنا أن هؤلاء كانوا مع ابومنيار وقد اقترفوا معه جريمة التآمر والانقلاب على النظام الدستوري الشرعي القائم في ليبيا وخرجوا عن بيعة الأمة الشرعية وقاموا بتمرد مسلح واستولوا على السلطة وترتب على جريمتهم تلك ما لا يتسع المجال لذكره من الفظائع والنكبات والبلايا والانتهاكات والدمار وزهق الأرواح البريئة والظلم والتشريد وإهدار الأموال على مدى اثنين وأربعين سنة وكل ما فعل هؤلاء (إن صح أنهم فعلوه) إنهم انسحبوا تاركين لسيدهم الساحة مفتوحة ليعبث ويفعل ما يشاء ولم يجرؤ أحد منهم على المجاهرة بذلك الانسحاب الذي ربما كان في الحقيقة بأمر زعيمهم نفسه الذي أصبح في غناً عنهم ويريد أن يلعب لوحده أو مع أولاده وقرابته.
أما فيما يتعلق بالسيد عبد المنعم الهوني فقد كان عنصرا مهما في انقلاب سبتمبر وبرغم رتبته الصغيرة وخبرته المنعدمة فقد عينه زعيمه مديرا للمخابرات وظل معه حتى عام 1975 حيث خرج من ليبيا وأعلن معارضته لقائده أبومنيار وشارك في نشاطات المعارضة في الخارج آنذاك لكنه في التسعينيات تقريباً (والشك هنا في التاريخ) تصالح مع من سماه (رفيق السلاح) حسب ما ذكرته قوى المعارضة في الخارج وفي مقدمتها الجبهة الوطنية للإنقاذ التي نددت بذلك النكوص والتراجع من قبل الهوني ورجوعه إلى أحضان زعيمه التاريخي الذي أنعم عليه بتعيينه مندوباً لليبيا في جامعة الدول العربية وظل هناك تُغدق عليه هو الآخر الأموال بأمر سيده القائد الأوحد من خزينة هذا الشعب المغلوب على أمره.
ورابعهم هو السيد عوض حمزة الذي كان هو الأخر ضمن زمرة الانقلاب إلى عام 1975 حين قام رفيقه عمر المحيشي بالتخطيط لمحاولة انقلابية وبعد اكتشافها قيل - أنذاك - إن ابومنيار قد زج بعدة أسماء فيها ممن يرغب في استبعادهم وكان السيد عوض حمزة من بينهم فوضع تحت الإقامة الجبرية مدة ولا أعرف بالتحديد ما جرى له لكنه كما يبدوا من خلال حوارات إذاعية أجريت معه بعد ثورة 17 فبراير ظل وفياً لذلك الانقلاب بدليل إصراره على تسميته ثورة واستهجانه لمن يقول إنه انقلابٌ عسكري ومن أطرف ما ذكره السيد حمزة وكرره أكثر من مرة في تلك الحوارات الإذاعية قوله (إن معمر كان يقول لنا أنتم حمير ركبت عليكم حتى وصلت إلى الحكم) وهذا الكلام ليس من عندي بل هو كما قاله السيد عوض حمزة حرفياً ولا أريد أن أعلق عليه.
من ضمن الأسماء بهذا الكشف كذلك اسم شخص أخر اعتذر عن ذكره لأسباب إنسانية (والأسماء كلها منشورة لمن أراد أن يطـّلع عليها) هذا الشخص كنت اعرف إنه كان ضابطا في الجيش لكنني علمت بعد ذلك إنه كان له دور محوري وبارز في نجاح انقلاب سبتمبر وذلك بتآمره مع آخرين مستغلا رتبته العسكرية وجوانب اجتماعية لتحييد وإسقاط معسكر قرنادة الخاص بالقوة المتحركة ثم بعد أشهر قليلة من نجاح الانقلاب كان لهذا الشخص المصير نفسه الذي لقيه الكثيرون من زملائه على يد زعيمهم الملازم الذي أصبح (بفضل خيانتهم) الأخ العقيد فقد أودعه السجن بضع سنين ثم أخرجه وتركه يعيش على هامش الحياة ويتجرع كؤوس الندم على ما اقترفت يداه إلى ان جاء القائد الأعلى الجديد ليعيده إلى الخدمة بالجيش الليبي من جديد ويهبه رتبة لواء لا عميد.
أتعرفون كيف توصلت أنا إلي هذه المعلومات عن دور هذا الشخص في الانقلاب؟ إنها من خلال قراءتي لبعضٍ من كتب السيد محمد المقريف ولم أكن أتخيل في ذلك الحين - قبل عدة سنوات من الآن - وأنا أقرأ ما كتبه السيد محمد المقريف عن الانقلاب وأحداثه في كتبه العديدة - التي كانت تُهرّب إلى ليبيا خفيةً - أن يكون السيد المقريف نفسه هو من يُكرّم أعضاء وأعوان ذلك الانقلاب ويعيدهم للجيش وينعم عليهم بأعلى الرتب لا أعتقد أن أحدا كان سيتخيل ذلك .لقد كان صوت ليبيا راديوجبهة الإنقاذ التي كان على رأسها السيد محمد المقريف ثم السيد إبراهيم صهد يذكر دائما عبارة (الدجال وزمرته الباغية) تذكرت هذه العبارة الآن وقلت ومن هم زمرته الباغية يا تري؟
لقد كان من المنطقي أن يكون هؤلاء ومن معهم خلف القضبان وتُجرى لهم محاكمة عادلة لينالوا جزاء ما اقترفوه أو على أقل تقدير أن يبعدوا عن المشهد الليبي برمته ويتركوا إلى أن يلاقوا حتفهم ويواجهوا أحكام عدالة السماء لكن وبموجب هذا القرار فإنه يباح لهولاء (الألوية) الآن أن يرتدوا بزاتهم ورتبهم العسكرية ويدخلون إلى معسكرات الجيش الليبي ويمارسوا أعمالهم دون أن يمنعهم أحد ، تصوروا أن يحدث ذلك بعد ما قاموا به من جرم وتسببوا فيه من كوارث، في أي زمان نحن؟ وهل حقاً ثار الليبيون على انقلاب سبتمبر ونظامه وزمرته وأعوانه؟
إنني أوجهه اللوم والتنديد للسيد محمد المقريف وأقول له: إن وضع أسماء هؤلاء وأمثالهم ضمن هذا القرار (المؤسف ) هو إساءة بالغة لرجالات العهد الملكي الدستوري الشرعي وعلى رأسهم الملك الصالح محمد إدريس السنوسي وولي عهده الأمير الحسن الرضا ومن معهم من الرجال الأشاوس الذين قضوا نحبهم - رحمة الله عليهم جميعاً - وجرح لمشاعر الأحياء منهم، أولئك الرجال الذين ناضلوا في سبيل نيل ليبيا لاستقلالها وعملوا من أجل إقامة دولتها الحديثة بكل ما يستطيعون وقد نالهم من هؤلاء الانقلابيين ما نالهم من العسف والاضطهاد وهو كذلك استخفاف بآلام و تضحيات الشعب الليبي أو (جزء كبير منه) ومقاومته- بصور مختلفة- لذلك الانقلاب العسكري المشئوم ومن قام به خلال تلك المرحلة من مراحل الكفاح الوطني التي كنا نُعدك رمزاً من رموزها.
كما أنني أوجه اللوم والعتاب إلى من وردت أسماؤهم في هذا القرار من الضباط الوطنيين الذين لم يشاركوا في جريمة الانقلاب وحاولوا إنقاذ الوطن منه إلا أن عملهم لم يٌقدر له النجاح أقول لهم كيف تقبلون على أنفسكم أن تُدرج أسماؤكم في كشف واحد مع هؤلاء الانقلابيين الذين انطووا تحت إمرة ذلك الملازم الدجال واستعملهم أدوات لتنفيذ جريمته؟
واستثني من هذا الكلام السيد الرائد محمد علي جعودة الذي تمت ترقيته بموجب هذا القرار لرتبة لواء والذي نشر بياناً على عدد من مواقع شبكة الانترنت أعلن فيه بكل وضوح رفضه لهذا القرار وعدم قبوله للترقية وللمبلغ الذي قال إنه سيمنح له وإنني أحيي السيد محمد جعودة على هذا الموقف الوطني الشجاع وأقول (إن الشيء من معدنه لا يستغرب(
وأنوه إلى إنني أضفت كلمة (المعزز) للعنوان وذلك لآن رقم القرار 32 ذكرني بما كان يسمى (اللواء 32 معزز) الذي كان يقوده- كما هو معروف - النقيب خميس معمر والذي قيل لنا إنه تم القبض عليه في بلدة بني وليد في أول أيام حملة الخير التي أعلن عنها هي الأخرى القائد الأعلى الجديد في شهر أكتوبر الماضي بعد أيام قليلة من إصداره لهذا القرار الذي نتحدث عنه.
أبوبكر فرج الشكري
10 ابريل 2013

المقال يعبر عن رأى الكاتب

من طرف اسماعيل ادريس 2013-04-23, 6:42 pm

مقالات مختارة ........ قرار 12 لسنة 2012

مقالات مختارة ........ قرار 12 لسنة 2012

رد: مقالات مختارة ........ قرار 12 لسنة 2012