الفاشوش و الفاشوشية

الفاشوش و الفاشوشية
يطلق الناس كلمة الفاشوش على كل أمر فاشل ،كما يطلق على شخص لم ينجح في
تحقيقه ما سعى إليه ، وكل من لا يملك حيلة ولا قوة .
وثمة خلاف حول معنى كلمة فاشوش، فهناك كتاب مصريون يرون أن فاشوش كلمة
قبطية قديمة لا تزال تستخدم إلى يومنا هذا في العامية المصرية، ومعناها الحرفي
(عريان)،وانتهت فاشوش في الاستعمال الدارج إلى معنى يختلف عن معناها الحرفي ، فلا
يجوز لأحد أن يخرج على الناس وهو عار،لأن ما أتى به يعد فعلاً فاضحاً يدل على
الحماقة وتصرفا أخرق يلحق بصاحبه الخزي والعار، وعليه وظفت كلمة (فاشوش)
للإشارة إلى التصرفات الخرقاء التي لا ينجم عنها سوى الخسارة ،وتعبر عن الفشل
الذريع ،وسار الناس إلى يومنا هذا يقولون كلما أرادوا وصف الأعمال الفاشلة والجهود
الخائبة: (طلع نقبك على فاشوش أو نزلت على فاشوش).‏
و يرد على هؤلاء أن الكلمة متداولة في بلاد الشام والرافدين والمغرب العربي ،وتفيد
نفس المعنى الوارد في المثل ،ويقول بعضهم إن كلمة فاشوش عربية قديمة فصيحها
(فشوش) أي كلام فارغ لا طائل تحته، وقال الزبيدي في تاج العروس :الفيشوشة الضعف
والرخاوة ومنه رجل فاشوش .‏

لكن هذه الكلمة أصبحت ذات دلالة اعمق بعد فشل حملة محمد علي باشا في القضاء على
مقاومة المهدي في السودان ،وتكبيد حملته خسارة فادحة في معركة الفاشوشية .‏

جرت معركة الفاشوشية في عام 1881، وسميت المعركة باسم قرية سودانية جرت
المعركة عند مدخلها بين قوات محمد علي وأنصار المهدي .‏

فقد علم محمد أحمد الذي لقب نفسه بالمهدي بوصول حملة عسكرية مصرية أرسلها
محمد علي لاعتقاله خشية استفحال أمره فطلب من أتباعه أخذ الحيطة وكان عددهم نحو
مئتين،وكانت أسلحتهم من العصي والسيوف والحراب .‏

وعندما وصل القطار المحمل بالجنود فاجأهم جيش المهدي عند مدخل القرية قبل أن
يستعد الجند للقتال وعملت أسلحتهم البسيطة ما لم تعمله الأسلحة النارية ومات أغلب
أفراد الحملة العسكرية وفر الباقون وكانت أول صدام بين قوات محمد علي وأنصار
المهدي وقد ارتفعت معنويات أنصار المهدي وجعلتهم مؤهلين لمواجهة الجيش الإنكليزي
بعد سنوات قليلة .‏