ما هو دور الجدة بحياة حفيدها؟

أنا جدة لحفيد يبلغ من العمر 4 سنوات. عمري 52 عاما. أريد أن تساعديني كي أعرف دوري مع حفيدي. ما هو المطلوب من الجدة؟ ما هو دور الجدة في حياة حفيدها؟ وشكرأ.

الجواب:
للجدة دور عاطفي يعمل على اطمئنان حفيدها. يلزم أيضا احترام جيلها ورعايته كي تتمكن من القيام بدورها على أحسن وجه. لا للضغط على صحتها واهمال حاجات مرحلتها العمرية. كيف؟
هل مراعاة صحتها يؤثر على علاقتها بحفيدها؟

بالطبع نعم. الحفيد يتعلق بالجدة لأسباب عاطفية كثيرة. الجدة هي نموذجه العاطفي. يتأثر الحفيد بسلوكها وبتصرفاتها ويحاول تقليدها لشدة تعلقه العاطفي بها. فلو راعت حاجة جسمها بالراحة لعرف الحفيد أهمية احترام جسمه. إذا اعتنت برياضتها اليومية وداومت على ممارسة التمارين لاستنتج بأن الرياضة الجسمانية عنصر هام يلزم التمسك به. كلما احترمت وراعت جسمها أكثر كلما ارتقت فكرته عن مكانتها وموقعها من حياته.

ما هو دورها العاطفي؟
تعلق الحفيد العاطفي والطبيعي بجدته يجعلها تهتم بالجانب الترفيهي من حياته. دورها معه هو حالة استثنائية لا يتلقاه من أبويه. هي تهتم الجدة وتركز أكثر على الجوانب العاطفية التالية: 
1- توفير له بيئة تفيض بالمرح، الضحك والتسلية. الجدة المرحة تجعل حفيدها يضحك معها ويتسلى برفقتها. توفير بيئة تفيض بالنكات، الدغدغة والضحكات. مشاركته بلعبة مرحة تفرحه كي تجعله يكركر.
2- سرد القصص فعالية لطيفة وتدخل في دائرة التسلية والمرح. إصغاء الحفيد لقصة جدته فعالية علاجية تعمل على تنفيس الطفل من ضغوطه اليومية.
ماذا عن فعاليات ترفيهية تساهم أيضا بتنشيط الجسم؟

ترتيب الجدة برامج مشاوير مع حفيدها. مرافقة الحفيد بمشاوير يومية في بستان قريب، المشي في حديقة عامة قريبة من البيت. ممارسة رياضة المشي مع الحفيد فعالية رياضية ترفيهية تساعد على تدريب جسمها وتنشيطه وتعمل على تسلية حفيدها. المشي نشاط جسماني صحي. أثناء فعالية السير يستحسن التحدث مع الحفيد عن كل موضوع مناسب يشغله. الاصغاء حاجة عاطفية تنفيسية للحفيد. قصة ( كُشْكُشْ مع جده وجدته) تتطابق مع وصف دور الجدة الممتع.

ما هي أهم الممنوعات على الجدة؟
ممنوع على الجدة أن تتدخل بأنظمة الأبوين. من المهم الابتعاد عن دور المربي أو الواعظ للحفيد وحتى للأبوين. لا لكسر قوانين الأبوين. الحياد هو أسلوب تعاملك مع حفيدك. عند استغاثته وطلب تدخلك يلزم الامتناع والرفض. ثم يأتي جوابك لحفيدك دوما عند إلحاحه ومحاولته اقحامك: (أنا لا أقرر. البابا هو اللي بقرر). أو ( شو الماما بتقول، أنا بردّ عليها). 
تلك عبارات تربوية تعكس للحفيد أهمية اتباع النظام وطاعة والديه. التدخل بشأن أنظمة الأبوين أسلوب يجعل حفيدك بائسا وأبويه في حالة انفعال سلبي بسببك. التدرب على الحياد المباشر والدائم يعطيك احتراما ويجعلك نموذجا لحفيدك ولأبويه. هذا لا يعني عدم ابداء رأيك للأبوين. يمكنك ذلك ولكن بشرط غياب حفيدك. لا للتنازل عن ابداء رأيك ونعم للسماح للأبوين بمناقشتك. المهم الحفاظ على احترام الرأي الآخر حتى وإن كان مغايرا لرأيك. 
في الختام أنت هي النموذج العاطفي لحفيدك وأيضا لأبنائك.