يَقُولُ أَحَدُ مُحَفِّظِي الْقُرْآنِ فِي أَحَدِ الْمَسَاجِد

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2014-04-29, 1:23 pm

يَقُولُ أَحَدُ مُحَفِّظِي الْقُرْآنِ فِي أَحَدِ الْمَسَاجِد :

أَتَانِي يَوْمَاً وَلَدٌ صَغِيرٌ يُرِيدُ التَّسْجِيلَ فِي حَلْقَةِ تَحْفِيظِ الْقُرْآن .. ؟

فَسَأَلْتُهُ : أَتَحْفَظُ شَيْئَاً مِنَ الْقُرْآن .. ؟

قَالَ نَعَمْ ؛ قُلْتُ لَهُ : اقْرَأْ مِنْ جُزْءِ « عَمَّ » .. ؟

فَقَرَأَ ؛ فَقُلْتُ : أَتَحْفَظُ سُورَةَ تَبَارَك .. ؟

فَأَتَى بِهَا عَن آخِرِهَا مِنْ دُونِ خَطَأ !!!

فَتَعَجَّبْتُ مِن حِفْظِهِ بِرَغْمِ صِغَرِ سِنِّهِ !!!

فَسَأَلْتُهُ : أَتَحْفَظُ شَيْئَاً مِنْ سُورَةِ النَّحْل .. ؟

فَإِذَا بِهِ يَحْفَظُهَا !!

فَزَادَ تَعَجُّبِي ...

فَأَرَدْتُ أَن أَسْأَلَهُ فِي الطِّوَال ؛ فَقُلْتُ لَهُ : أَتَحْفَظُ الْبَقَرَة .. ؟

فَقَالَ نَعَمْ ، وَطَفِقَ يَقْرَأُ لاَ يُخْطِئ !!!

فَقُلْتُ : يَا بُنَيَّ : هَلْ تَحْفَظُ الْقُرْآن .. ؟

قَالَ نَعَمْ !!!

فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللهِ مَا شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ الله !!!

فَطَلَبْتُ مِنهُ أَنْ يَأْتِيَ غَدَاً وَيُحْضِرَ مَعَهُ وَلِيَّ أَمْرِه .. ؟

وَأَنَا فِي أَمْرٍ عُجَاب !!!

كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ الرَّجُلُ الصَّلاِحُ الَّذِي بَارَكَ اللهُ فِي وَلَدِهِ هَذِهِ الْبَرَكَة .. ؟!

فَكَانَتِ الْمُفَاجَأَةُ الْكُبْرَى حِينَمَا حَضَرَ وَالِدُهُ !!!

حَيْثُ رَأَيْتُهُ وَلَيْسَ فِي مَظْهَرِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَيِّ الْتِزَام !!!

حَتَّى ابْتَدَرَنِي هُوَ قَائِلاً :

أَعْلَمُ أَنَّكَ مُتَعَجِّبٌ كَيْفَ يَكُونُ مِثْلِي وَالِدَاً لِهَذَا الطِّفْل .. ؟!

سَأَقْطَعُ عَلَيْكَ حَيْرَتَك : إِنَّ وَرَاءَ هَذَا الْوَلَدِ امْرَأَةٌ بِأَلْفِ رَجُل

وَأُبَشِّرُكَ أَنَّ لَدَيَّ فِي الْبَيْتِ ثَلاَثَةَ أَبْنَاءٍ كُلُّهُمْ مِن حَفَظَةِ الْقُرْآن !!!

خَلاَ ابْنَتِي الصَّغِيرَة :

فَإِنَّهَا تَبْلُغُ مِنَ الْعُمُرِ أَرْبَعَ سَنَوَاتٍ وَلاَ تَحْفَظُ غَيْرَ جُزْءِ عَمَّ !!!

فَتَعَجَّبْتُ وَقُلْتُ لَهُ : كَيْفَ ذَلِك .. ؟!

قَالَ لِي :

إِنَّ أُمَّهُمْ عِنْدَمَا يَأْخُذُ الطِّفْلُ فِي الْكَلاَمِ تَبْدَأُ مَعَهُ فِي حِفْظِ الْقُرْآن !!!

وَتُشَجِّعُهُمْ عَلَى ذَلِكَ بِأَنْ تَقُولَ لَهُمْ :

إِنَّ مَنْ سَيَحْفَظُ أَوَّلاً : هُوَ مَنْ سَيَخْتَارُ وَجْبَةَ الْعَشَاءِ هَذِهِ اللَّيْلَة !!!

وَإِنَّ مَنْ سَيُرَاجِعُ أَوَّلاً :

هُوَ مَنْ سَيَخْتَارُ أَيْنَ سَنَذْهَبُ فِي عُطْلَةِ نِهَايَةِ الأُسْبُوع !!!

وَإِنَّ مَنْ سَيَخْتِمُ أَوَّلاً :

هُوَ مَنْ سَيَخْتَارُ أَيْنَ سَنُسَافِرُ فِي إِجَازَةِ الصَّيْف ...

وَبِهَذِهِ الطَّرِيقَة :

تُذْكِي بَيْنَهُمْ رُوحَ التَّنَافُسِ فِي حِفْظِ وَاسْتِذْكَارِ الْقُرْآنِ الْكَرِيم

وَيَظَلُّ الْبَيْتُ كَأَنَّهُ خَلِيَّةُ نَحْلٍ تَسْمَعُ فِيهِ طَنِينَ الْقُرْآنِ طَوَالَ الْعَام !!!

إِخْوَانِي الشَِّبَابُ وَالآبَاء :

إِنَّهَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَة ، الَّتِي إِذَا صَلُحَتْ : صَلُحَ الْبَيْتُ وَالأَبْنَاء