كارثة تكدس الجُثث المجهولة بمركز بنغازي الطبي تعود للواجه

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2016-03-11, 9:32 am

عادت مشكلة الازدحام إلى قسم المشرحة بمركز بنغازي الطبي بسبب وجود 58 جثة مجهولة الهوية، فضلاً عن المقابر الجماعية التي تلقت عدة جهات بلاغات عنها في المناطق التي سيطر عليها الجيش الليبي بعد العمليات العسكرية خلال الأيام الماضية بمدينة بنغازي.
وسلم فريق البحث عن الجثث التابع لجمعية الهلال الأحمر فرع بنغازي، أمس الأربعاء، تسع جثث مجهولة الهوية لمركز بنغازي الطبي، بعد أن تلقى بلاغًا من الإسناد الأمني للاستخبارات العسكرية عن مقبرة جماعية بالقرب من معسكر راف الله السحاتي، غير أن بقية الجثامين لم يتم إخراجها بسبب قلة الإمكانات والآليات.
وقال مصدر طبي بالمركز ، إن الثلاجة الخارجية (العربة) بها 29 جثة مجهولة الهوية، بالإضافة إلى 20 جثة أخرى بثلاجة حفظ الموتى الداخلية، لافتًا إلى أنه لا يوجد تصريح بأخذ العينات منها ولا تصريح بالدفن.
تعطل ثلاجة حفظ الموتى
وأوضح المصدر أن الثلاجة الخارجية (العربة) تعطلت لمدة ثلاثة أيام خلال الفترة الماضية لأسباب فنية؛ مما أدى إلى خروج روائح كريهة بالمكان، لافتًا إلى أنه في حال وجود بلاغات جديدة عن مقابر جماعية قد يتسبب ذلك بكارثة أخرى وتلوث بكتيري كما حدث مطلع العام الماضي.
وناشد المصدر وزارة العدل بالحكومة الموقتة بمتابعة تفعيل قسم المشرحة بمستشفى الجلاء والحوادث بالمدينة، بعد أن وجهت خطابًا عاجلاً خلال الفترة الماضية إلى المحامي العام في بنغازي، وإلى مركز الخبرة القضائية لتكليف أطباء شرعيين بالقسم.
وكانت «بوابة الوسط» قد تابعت عرقلة حفظ الجثث بمستشفى الجلاء للجراحة والحوادث في بنغازي، وتأخير صيانة قسم المشرحة بمركز بنغازي الطبي.
غياب الطبي الشرعي والنيابة
وأكد مصدر طبي بمستشفى الجلاء للجراحة والحوادث في وقت سابق صيانة ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى بالكامل، غير أنه أوضح أن عدم الاحتفاظ بالجثث في ثلاجة المستشفى يعود إلى عدم وجود طبيب شرعي للكشف عن الجثث، وعدم وجود عضو نيابة لتسهيل إجراءات الدفن.
وذكر المصدر أن إدارة مستشفى الجلاء خاطبت عضو المجلس البلدي أنيس المجبري، ومكتب الخبرة القضائية لتوفير عضو نيابة، كما خاطبت رئيس مكتب الطب الشرعي بالخصوص، واتفقت أيضًا مع مركز بنغازي الطبي على استقبال الوفيات في حال موافقة الجهات المخاطبة بالخصوص.
وسلط تقرير سابق في 13 يناير 2015 بمركز بنغازي الطبي، الضوء على انتشار تلوث بكتيري بثلاجة حفظ الموتى بسبب تكدس الجثث المجهولة حينها؛ حيث أكدت مصادر طبية أن المركز لم يتمكن من القيام بأعمال الصيانة اللازمة؛ حيث إن «قسم الثلاجة أرسل مخاطبة رسمية لمدير إدارة العمليات والخدمات الطبية، من أجل أعمال الصيانة وما تحتاجه ثلاجة حفظ الموتى».
وأوضح مصدر طبي أن ثلاجة حفظ الموتى تحتاج إلى صيانة شاملة، بسبب تسرب المياه من المشرحة العلوية إلى الدور السفلي، وعدم وجود قنوات صرف صحي بالمشرحة العلوية ودورة المياه السفلية، وأيضًا تحتاج إلى صيانة غرفة التبريد بالثلاجة نظرًا لتسرب المياه منها، وتحتاج إلى صيانة ثلاجة التجميد العاطلة منذ مدة طويلة، وإنشاء شفاطات لخروج الروائح الكريهة من غرف التشريح ودورات المياه والمطبخ، وتوسيع المكتب (ك1- 23) كبناء فاصل بالألومنيوم لصغر المكتب، وإنشاء ثلاث نوافذ في غرف الاستقبال والأرشيف، وصيانة أرضية المغسلة حتى يتمكن العاملون بالنظافة من إخراج المياه.