إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
ريا وسكينة وملف الجريمة كاملة - حياة وموت بديعه أبنة ريا مع الصور
صفحة 1 من اصل 1
ريا وسكينة وملف الجريمة كاملة - حياة وموت بديعه أبنة ريا مع الصور
قصة ريا وسكينة وملف الجريمة كاملة
ملف القضيه الحقيقي
الإسكندرية في مطلع القرن العشرين لم تكن كما يعرفها الناس اليوم , كان قسم كبير منها يغص بالأحياء القديمة و المنازل المتهالكة التي كان يتقاسم غرفها عدة مستأجرين في آن واحد , فالبناء العمودي و نظام الشقق لم يكن منتشرا آنذاك كما هو الحال الآن , و كانت الشقيقتان ريا و سكينة تعيشان في احد تلك الأحياء القديمة و الفقيرة الذي كان يدعى بحي اللبان. وفي عام 1920 بدئت ترد إلى قسم شرطة اللبان بلاغات من بعض الأهالي حول اختفاء نسوة من أقاربهم بشكل غامض , الطريف في الأمر أن بعض ذوي النساء المفقودات ذكروا اسم سكينة ضمن إفاداتهم على إنها كانت آخر شخص تمت مشاهدته مع بعض المفقودات قبل اختفائهن , و الأطرف من ذلك هو أن بعض جرائم القتل حدثت في أماكن لا تبعد عن قسم الشرطة سوى أمتار معدودات
صور المنازل
لكن بالطبع يجب أن لا ننسى بأننا نتكلم عن أحداث جرت قبل ما يقارب القرن من الزمان , عندما كانت وسائل وتقنيات التحقيق لدى الشرطة تتصف بالبدائية , و في زمان كانت الشرطة تعمل فيه جاهدة لبسط سطوتها على الأحياء و الحارات التي كان يحكمها الفتوات و البلطجية , لذلك تم إهمال العديد من الأدلة التي كان يمكن أن تدين السفاحتين اللائي مضين في قتل المزيد من الضحايا بدون خوف أو وجل , و مع ازدياد عدد ضحاياهن , تزايد أيضا و انتشر الرعب و الهلع في المدينة انتشار النار في الهشيم و صارت النساء تتحاشى مغادرة منازلهن إلا عند الاضطرار و ذلك بسبب خوفهن من عصابات الخطف.
تم جمع
المعلومات من عدة اماكن لتضم ملفاً واحدً يشمل قصة ريا وسكينه وعبد العال وحسب الله والطفلة بديعة
ملف القضيه الحقيقي
الإسكندرية في مطلع القرن العشرين لم تكن كما يعرفها الناس اليوم , كان قسم كبير منها يغص بالأحياء القديمة و المنازل المتهالكة التي كان يتقاسم غرفها عدة مستأجرين في آن واحد , فالبناء العمودي و نظام الشقق لم يكن منتشرا آنذاك كما هو الحال الآن , و كانت الشقيقتان ريا و سكينة تعيشان في احد تلك الأحياء القديمة و الفقيرة الذي كان يدعى بحي اللبان. وفي عام 1920 بدئت ترد إلى قسم شرطة اللبان بلاغات من بعض الأهالي حول اختفاء نسوة من أقاربهم بشكل غامض , الطريف في الأمر أن بعض ذوي النساء المفقودات ذكروا اسم سكينة ضمن إفاداتهم على إنها كانت آخر شخص تمت مشاهدته مع بعض المفقودات قبل اختفائهن , و الأطرف من ذلك هو أن بعض جرائم القتل حدثت في أماكن لا تبعد عن قسم الشرطة سوى أمتار معدودات
صور المنازل
لكن بالطبع يجب أن لا ننسى بأننا نتكلم عن أحداث جرت قبل ما يقارب القرن من الزمان , عندما كانت وسائل وتقنيات التحقيق لدى الشرطة تتصف بالبدائية , و في زمان كانت الشرطة تعمل فيه جاهدة لبسط سطوتها على الأحياء و الحارات التي كان يحكمها الفتوات و البلطجية , لذلك تم إهمال العديد من الأدلة التي كان يمكن أن تدين السفاحتين اللائي مضين في قتل المزيد من الضحايا بدون خوف أو وجل , و مع ازدياد عدد ضحاياهن , تزايد أيضا و انتشر الرعب و الهلع في المدينة انتشار النار في الهشيم و صارت النساء تتحاشى مغادرة منازلهن إلا عند الاضطرار و ذلك بسبب خوفهن من عصابات الخطف.
ريا و سكينة و زوجيهما حسب الله و محمد عبدالعال |
في النهاية كانت الصدفة وحدها هي التي أوقعت الشقيقتين في يد العدالة , فسكينة كانت تستأجر غرفة من الباطن , أي أنها كانت مستأجرة لدى احد الأشخاص الذي كان هو أيضا بدوره مستأجرا من صاحب العقار الأصلي , و يبدو أن العلاقة بين المستأجر و المؤجر لم تكن على ما يرام فوصلت خلافاتهما إلى أقسام الشرطة و المحاكم , و حين أمرت المحكمة بأخلاء المنزل لصالح مالك العقار الأصلي اضطرت سكينة أيضا إلى إخلاء غرفتها , و قد حاولت بكل وسيلة و حيلة إقناع صاحب الدار بأن يؤجر لها الغرفة مرة أخرى لكنه رفض ذلك بشكل قاطع بسبب سيرتها المشينة و تصرفاتها التي طالما أزعجت الجيران , فسكينة كانت بائعة هوى في شبابها ثم أصبحت قوادة تستأجر عدد من البيوت و الغرف لإقامة حفلات السكر و العربدة مستعينة بعدد من بائعات الهوى و النساء سيئات الصيت , وقد ورد في حيثيات الحكم الصادر بحق الشقيقتين من محكمة جنايات الإسكندرية ما يؤكد طبيعة عملهن حيث ذكر أن : (هذه المحلات جميعها أعدت للدعارة سراً وكانت البغايا من النساء تترددن إليها تارة من تلقاء أنفسهن وطوراً بطلب من ريا وسكينة لتعاطى المسكرات وارتكاب الفحشاء فيها وكانت إدارة المحلات المذكورة مشتركة بين ريا وسكينة وأرباحها تقسم بينهما).
و تشاء الصدف أن يقرر مالك العقار الذي أخليت منه سكينة إجراء بعض الترميمات في أرجاء المنزل , و من ضمنها الغرفة التي كانت مستأجرة من قبل سكينة , حيث شرع في حفر أرضيتها لغرض تبديل بعض أنابيب المياه المتآكلة , لكن الرجل ما يلبث أن يعثر على بعض العظام البشرية مدفونة تحت البلاط فيمضي في الحفر حتى يعثر على جثة كاملة متفسخة لامرأة لم يتبقى مما يدل على هويتها سوى بعض خصلات الشعر الطويلة المعلقة بالكاد إلى جمجمتها. يهرع الرجل إلى قسم الشرطة مصطحبا إياهم إلى داره لمعاينة الجثة فيقرر هؤلاء الاستمرار في حفر أرضية الغرفة على أمل العثور على المزيد من الجثث , و بالفعل يتم العثور على جثة أخرى في نفس الغرفة , و على جثة ثالثة في غرفة مجاورة كانت مستأجرة أيضا من قبل سكينة , ثم تبدأ الشرطة في البحث في المنازل و الأماكن التي كانت سكينة تتردد عليها فتعثر على جثة رابعة في منزل أخر كانت سكينة تستأجر إحدى غرفه أيضا. و يؤدي اكتشاف الجثث إلى أن ترتاب الشرطة أيضا في ريا شقيقة سكينة و تبدأ في مراقبتها.
و تشاء الأقدار إن يشاهد احد المخبرين ريا في منزل يقع بالضبط خلف مبنى قسم شرطة اللبان , يشك المخبر في تصرفات ريا لأنها كانت تعطر إحدى غرف المنزل بكمية كبيرة من البخور لا تتناسب مع حجم الغرفة الصغيرة , فتداهم الشرطة المنزل و تبدأ بتفتيش تلك الغرفة التي كانت تنبعث منها رائحة كريهة تزكم الأنوف لم تستطع أبخرة العود و البخور الكثيفة و المتصاعدة في أرجاء المنزل من إخفاءها, في تلك الغرفة تعثر الشرطة على اثنتا عشر جثة تحت البلاط و مخبأة بين أخشاب العلية الملحقة بالغرفة , كما تعثر الشرطة على جثة إضافية في غرفة ملاصقة للغرفة الأولى ليصبح العدد الكلي للجثث المكتشفة سبعة عشر جثة.
تقوم الشرطة بإلقاء القبض على ريا و سكينة اللائي تحاولن في البداية إنكار أي علاقة لهن بالجثث , لكن حين تحاصرهما الشرطة بالأدلة و الشهود تعترفان أخيرا بجرائمهما التي تتمثل في استدراج النساء إلى مجموعة من البيوت و الغرف المستأجرة لغرض قتلهن و الاستيلاء على مصوغاتهن و حليهن الذهبية , واغلب الضحايا كن أما من بنات هوى أو من النساء المتبضعات في احد الأسواق التجارية القريبة من حي اللبان. أما طريقة القتل فقد قالت الشقيقتان بأنهما كانتا في البداية تغريان و تخدعان الضحية بالكلام المعسول حتى تنالا ثقتها , ثم تسقيانها شرابا فيه خمرة قوية تؤدي بها إلى السكر و الثمالة فتفقد القدرة على التركيز والقوة على المقاومة , حينئذ كان احد أفراد العصابة من الرجال يتسلل بهدوء خلف الضحية ثم يقوم بحركة سريعة و مباغتة بلف منديل من القماش على رقبتها بأحكام ثم يبدأ بخنقها بكل ما أوتي من قوة , و في هذه الأثناء أيضا يرتمي بقية أفراد العصابة على الضحية كما ترتمي الذئاب على طريدتها المذعورة , فيقوم بعضهم بتكميم فيمها لمنعها من الصراخ فيما يمسك الآخرون بيديها و رجليها و يثبتونها حتى تلفظ أخر أنفاسها , و ما أن تفارق الضحية الحياة حتى يجردوها من حليها و مصوغاتها الذهبية و ملابسها ثم يقومون بدفنها في نفس المكان الذي قتلت فيه , و كانت الشقيقتان تبيعان الذهب المسروق إلى احد الصاغة في السوق ثم تقتسمان ثمنه مع بقية أفراد العصابة.
و تشاء الصدف أن يقرر مالك العقار الذي أخليت منه سكينة إجراء بعض الترميمات في أرجاء المنزل , و من ضمنها الغرفة التي كانت مستأجرة من قبل سكينة , حيث شرع في حفر أرضيتها لغرض تبديل بعض أنابيب المياه المتآكلة , لكن الرجل ما يلبث أن يعثر على بعض العظام البشرية مدفونة تحت البلاط فيمضي في الحفر حتى يعثر على جثة كاملة متفسخة لامرأة لم يتبقى مما يدل على هويتها سوى بعض خصلات الشعر الطويلة المعلقة بالكاد إلى جمجمتها. يهرع الرجل إلى قسم الشرطة مصطحبا إياهم إلى داره لمعاينة الجثة فيقرر هؤلاء الاستمرار في حفر أرضية الغرفة على أمل العثور على المزيد من الجثث , و بالفعل يتم العثور على جثة أخرى في نفس الغرفة , و على جثة ثالثة في غرفة مجاورة كانت مستأجرة أيضا من قبل سكينة , ثم تبدأ الشرطة في البحث في المنازل و الأماكن التي كانت سكينة تتردد عليها فتعثر على جثة رابعة في منزل أخر كانت سكينة تستأجر إحدى غرفه أيضا. و يؤدي اكتشاف الجثث إلى أن ترتاب الشرطة أيضا في ريا شقيقة سكينة و تبدأ في مراقبتها.
و تشاء الأقدار إن يشاهد احد المخبرين ريا في منزل يقع بالضبط خلف مبنى قسم شرطة اللبان , يشك المخبر في تصرفات ريا لأنها كانت تعطر إحدى غرف المنزل بكمية كبيرة من البخور لا تتناسب مع حجم الغرفة الصغيرة , فتداهم الشرطة المنزل و تبدأ بتفتيش تلك الغرفة التي كانت تنبعث منها رائحة كريهة تزكم الأنوف لم تستطع أبخرة العود و البخور الكثيفة و المتصاعدة في أرجاء المنزل من إخفاءها, في تلك الغرفة تعثر الشرطة على اثنتا عشر جثة تحت البلاط و مخبأة بين أخشاب العلية الملحقة بالغرفة , كما تعثر الشرطة على جثة إضافية في غرفة ملاصقة للغرفة الأولى ليصبح العدد الكلي للجثث المكتشفة سبعة عشر جثة.
تقوم الشرطة بإلقاء القبض على ريا و سكينة اللائي تحاولن في البداية إنكار أي علاقة لهن بالجثث , لكن حين تحاصرهما الشرطة بالأدلة و الشهود تعترفان أخيرا بجرائمهما التي تتمثل في استدراج النساء إلى مجموعة من البيوت و الغرف المستأجرة لغرض قتلهن و الاستيلاء على مصوغاتهن و حليهن الذهبية , واغلب الضحايا كن أما من بنات هوى أو من النساء المتبضعات في احد الأسواق التجارية القريبة من حي اللبان. أما طريقة القتل فقد قالت الشقيقتان بأنهما كانتا في البداية تغريان و تخدعان الضحية بالكلام المعسول حتى تنالا ثقتها , ثم تسقيانها شرابا فيه خمرة قوية تؤدي بها إلى السكر و الثمالة فتفقد القدرة على التركيز والقوة على المقاومة , حينئذ كان احد أفراد العصابة من الرجال يتسلل بهدوء خلف الضحية ثم يقوم بحركة سريعة و مباغتة بلف منديل من القماش على رقبتها بأحكام ثم يبدأ بخنقها بكل ما أوتي من قوة , و في هذه الأثناء أيضا يرتمي بقية أفراد العصابة على الضحية كما ترتمي الذئاب على طريدتها المذعورة , فيقوم بعضهم بتكميم فيمها لمنعها من الصراخ فيما يمسك الآخرون بيديها و رجليها و يثبتونها حتى تلفظ أخر أنفاسها , و ما أن تفارق الضحية الحياة حتى يجردوها من حليها و مصوغاتها الذهبية و ملابسها ثم يقومون بدفنها في نفس المكان الذي قتلت فيه , و كانت الشقيقتان تبيعان الذهب المسروق إلى احد الصاغة في السوق ثم تقتسمان ثمنه مع بقية أفراد العصابة.
جثث السفاحتين بعد اعدامهما |
المجرمون الرئيسيون في جرائم القتل كانوا كل من : ريا و زوجها حسب الله , و سكينة و زوجها محمد عبد العال , و شخصين أخريين بأسم عرابي و عبد الرزاق , و قد قضت محكمة جنايات الإسكندرية بإعدامهم جميعا و تم تنفيذ الحكم فيهم بتاريخ 21 – 22 كانون الأول / ديسمبر عام 1921 , كما شمل الحكم سجن الصائغ الذي كان يشتري الذهب المسروق من الشقيقتين لمدة خمسة أعوام , في حين برئت المحكمة ثلاثة أشخاص أخريين كانوا على علاقة بالمجرمين و تم إخلاء سبيلهم.
مع إعدام الشقيقات السفاحات تم طوي صفحة جرائمهن البشعة إلى الأبد , لكن الرعب و الإثارة التي سببتها تلك الجرائم استمرت حتى اليوم , و لازال الناس في حي اللبان في الإسكندرية يتذكرون قصة ريا و سكينة و يحدثون الزائرين عنها كأنها حدثت بالأمس , أما قسم شرطة اللبان نفسه فقد تحول اليوم إلى ما يشبه المتحف حيث يضم بين جدرانه بعض متعلقات القضية كأوراق التحقيق و حكم المحكمة و صور قديمة للشقيقتين مع صور بعض ضحاياهن. بالنسبة للمنزل الذي عثرت الشرطة فيه على جثث الضحايا فهناك اختلاف بين السكان حول مكان المبنى الأصلي , لكن الأرجح انه هدم في خمسينيات القرن المنصرم و شيدت مكانه عمارة صغيرة لازال بعض سكانها يذكرون قصصا طريفة حول خوفهم و هلعهم من السكن فيها في بداية تشييدها.
_____________________
صور ريا وحسب الله يوم زفافهما
احدى ضحايا ريا وسكينه
اخر ضحايا ريا وسكينه
اليوزباشي ابراهيم حمدي الذي اكتشف القضيه
الغرفة المعدة لدفن الضحايا
صورة ريا وبديعه ابنتها
مأمور قسم اللبان ووكيل النيابة الذي حقق مع ريا وسكينه
لحظة القبض على ريا وسكينة
بداية تلقي البلاغات :
نحن الآن في منتصف شهر يناير 1920 حينما تقدمت السيدة زينب حسن وعمرها يقترب من الأربعين عاما ببلاغ إلي حكمدار بوليس الإسكندرية عن اختفاء ابنتها نظله أبو الليل البالغة من العمر 25 عاما!..كان هذا هو البلاغ الأول الذي بدأت معه مذبحه النساء تدخل إلي الأماكن الرسمية. وتلقي بالمسؤولية على أجهزة الأمن..قالت صاحبه البلاغ إن ابنتها نظله اختفت من عشرة أيام بعد إن زارتها سيدة تاركه (غسيلها) منشورا فوق السطوح.. تاركه شقتها دون أن ينقص منها شيء! وعن أوصاف الابنة التي اختفت قالت ألام أنها نحيفة الجسد ..متوسطه الطول..سمراء البشرة..تتزين بغوايش ذهب في يدها وخلخال فضه وخاتم حلق ذهب !.وانتهي بلاغ ألام بأنها تخشي أن تكون ابنتها قد قتلت بفعل فاعل لسرقة الذهب الذي تتحلي به !..وفي 16 مارس كان البلاغ الثاني الذي تلقاه رئيس نيابة الإسكندرية الأهلية من محمود مرسي عن اختفاء أخته زنوبه حرم حسن محمد زيدان.
الغريب والمثير والمدهش أن صاحب البلاغ وهو يروي قصه اختفاء أخته ذكر اسم ريا وسكينه ..ولكن الشكوك لم تتجه إليهما !وقد أكد محمود مرسي أن أخته زنوبه خرجت لشراء لوازم البيت فتقابلت مع سكينه وأختها ريه وذهبت معهما إلى بيتهما ولم تعد أخته مرة أخري !وقبل أن تتنبه أجهزة الأمن إلي خطورة ما يجري أو تفيق من دهشتها أمام البلاغين السابقين يتلقي وكيل نيابة المحاكم الأهلية بلاغا من فتاة عمرها خمسه عشرة عاما اسمها...........(أم إبراهيم) عن اختفاء أمها زنوبة عليوة وهي بائعة طيور عمرها36 عاما ..ومرة أخرى تحدد صاحبه البلاغ اسم سكينه باعتبارها آخر من تقابل مع والدتها زنوبه!في نفس الوقت يتلقي محافظ الإسكندرية بلاغا هو الآخر من حسن الشناوي..الجنايني بجوار نقطه بوليس المعزورة بالقباري..يؤكد صاحب البلاغ أن زوجته نبويه علي اختفت من عشرين يوما!ينفلت الأمر وتصحبه الحكايات علي كل لسان وتموج الإسكندرية وغيرها من المدن بفزع ورعب غير مسبوقين فالبلاغات لم تتوقف والجناة المجهولون ما زالوا يخطفن النساء.
_____________________
صور ريا وحسب الله يوم زفافهما
احدى ضحايا ريا وسكينه
اخر ضحايا ريا وسكينه
اليوزباشي ابراهيم حمدي الذي اكتشف القضيه
الغرفة المعدة لدفن الضحايا
صورة ريا وبديعه ابنتها
مأمور قسم اللبان ووكيل النيابة الذي حقق مع ريا وسكينه
لحظة القبض على ريا وسكينة
بداية تلقي البلاغات :
نحن الآن في منتصف شهر يناير 1920 حينما تقدمت السيدة زينب حسن وعمرها يقترب من الأربعين عاما ببلاغ إلي حكمدار بوليس الإسكندرية عن اختفاء ابنتها نظله أبو الليل البالغة من العمر 25 عاما!..كان هذا هو البلاغ الأول الذي بدأت معه مذبحه النساء تدخل إلي الأماكن الرسمية. وتلقي بالمسؤولية على أجهزة الأمن..قالت صاحبه البلاغ إن ابنتها نظله اختفت من عشرة أيام بعد إن زارتها سيدة تاركه (غسيلها) منشورا فوق السطوح.. تاركه شقتها دون أن ينقص منها شيء! وعن أوصاف الابنة التي اختفت قالت ألام أنها نحيفة الجسد ..متوسطه الطول..سمراء البشرة..تتزين بغوايش ذهب في يدها وخلخال فضه وخاتم حلق ذهب !.وانتهي بلاغ ألام بأنها تخشي أن تكون ابنتها قد قتلت بفعل فاعل لسرقة الذهب الذي تتحلي به !..وفي 16 مارس كان البلاغ الثاني الذي تلقاه رئيس نيابة الإسكندرية الأهلية من محمود مرسي عن اختفاء أخته زنوبه حرم حسن محمد زيدان.
الغريب والمثير والمدهش أن صاحب البلاغ وهو يروي قصه اختفاء أخته ذكر اسم ريا وسكينه ..ولكن الشكوك لم تتجه إليهما !وقد أكد محمود مرسي أن أخته زنوبه خرجت لشراء لوازم البيت فتقابلت مع سكينه وأختها ريه وذهبت معهما إلى بيتهما ولم تعد أخته مرة أخري !وقبل أن تتنبه أجهزة الأمن إلي خطورة ما يجري أو تفيق من دهشتها أمام البلاغين السابقين يتلقي وكيل نيابة المحاكم الأهلية بلاغا من فتاة عمرها خمسه عشرة عاما اسمها...........(أم إبراهيم) عن اختفاء أمها زنوبة عليوة وهي بائعة طيور عمرها36 عاما ..ومرة أخرى تحدد صاحبه البلاغ اسم سكينه باعتبارها آخر من تقابل مع والدتها زنوبه!في نفس الوقت يتلقي محافظ الإسكندرية بلاغا هو الآخر من حسن الشناوي..الجنايني بجوار نقطه بوليس المعزورة بالقباري..يؤكد صاحب البلاغ أن زوجته نبويه علي اختفت من عشرين يوما!ينفلت الأمر وتصحبه الحكايات علي كل لسان وتموج الإسكندرية وغيرها من المدن بفزع ورعب غير مسبوقين فالبلاغات لم تتوقف والجناة المجهولون ما زالوا يخطفن النساء.
بلاغ آخر يتلقاه محافظ الإسكندرية من نجار اسمه محمد احمد رمضان عن اختفاء زوجته فاطمة عبدربه وعمرها50 عاما وتعمل (شيخه مخدمين) ويقول زوج فاطمة أنها خرجت ومعها 54 جنيها وتتزين بـ18غويشه وزوج (مباريم) وحلق وكلها من الذهب الخالص- ويعط الرجل أوصاف زوجته فهي قمحية اللون طويلة القامة فقدت البصر بعينها اليمني ولهذا ينادونها بفاطمة العوراء كما أنها ترتدي ملاءة (كوريشه)سوداء وجلباب كحلي وفي قدميها تلبس صندل!ثم كان بلاغ عن اختفاء فتاة عمرها 13عاما اسمها قنوع عبد الموجود و بلاغ أخر من تاجر سوري الجنسية اسمه الخواجة وديع جرجس عن اختفاء فتاة عمرها 12 عاما اسمها لولو مرصعي تعمل خادمه له خرجت لشراء أشياء من السوق ولم تعد .. البلاغات لا تتوقف والخوف يسيطر علي كل البيوت وحكاية عصابة خطف النساء فوق كل لسان بلاغ أخر عن اختفاء سليمة إبراهيم الفقي بائعه الكيروسين التي تسكن بمفردها في حارة اللبان ثم بلاغ آخر يتلقاه اليوزباشي إبراهيم حمدي نائب مأمور قسم بوليس اللبان من السيدة خديجة حرم احمد علي الموظف بمخازن طنطا قالت صاحبه البلاغ وهي سودانية الجنسية أن ابنتها فردوس اختفت فجأة وكانت تتزين بمصاغ ثمنه 60 جنيها وزوج أساور ثمنه 35 جنيها وحلق قشرة وقلب ذهب معلق بسلسلة ذهب وخاتمين حريمي بثلاثة جنيهات هذه المرة يستدعي اليوزباشي إبراهيم حمدي كل من له علاقة بقصه اختفاء فردوس وينجح في تتبع رحله خروجها من منزلها حتى لحظه اختفائها وكانت المفاجئة أن يقفز اسم سكينه من جديد لتكون أخر من شوهدت مع فردوس!ويتم استدعاء سكينه ولم تكن المرة الأولي التي تدخل فيها سكينه قسم البوليس لسؤالها في حادث اختفاء احدي السيدات ومع هذا تخرج سكينه من القسم وقد نجحت ببراعة في إبعاد كل الشبهات عنها وإبطال كل الدلائل ضدها!عجزت أجهزة الأمن أمام كل هذه البلاغات وكان لابد من تدخل عدالة السماء لتنقذ الناس من دوامه الفزع لتقتص للضحايا وتكشف الجناة وهنا تتوالي المفاجآت من جديد حينما تحكم عدالة السماء قبضتها و تنسج قصة الصدفة التي ستكشف عن أكبر مذبحه للنساء في تاريخ الجريمة في مصر كانت البداية صباح 11 ديسمبر 1920حينما تلقى اليوزباشى إبراهيم حمدي إشارة تليفونيه من عسكري الدورية بشارع أبي الدرداء بالعثور علي جثه امرأة بالطريق العام وتؤكد الإشارة وجود بقايا عظام وشعر رأس طويل بعظام الجمجمة وجميع أعضاء الجسم منفصلة عن بعضها وبجوار الجثة طرحه من الشاش الأسود وفردة شراب سوداء مقلمه بأبيض ولا يمكن معرفه صاحبه الجثة ينتقل ضباط البوليس إلى الشارع وهناك يؤكد زبال المنطقة انه عثر على الجثة تحت طشت غسيل قديم وأمام حيره ضابط البوليس لعدم معرفه صاحبه الجثة وان كانت من الغائبات أم لا. يتقدم رجل ضعيف البصر اسمه احمد مرسي عبده ببلاغ إلى الكونستابل الإنجليزي جون فيليبس النوبتجي بقسم اللبان يقول الرجل في بلاغه انه أثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لإدخال المياه والقيام ببعض أعمال السباكة فوجئ بالعثور علي عظام أدميه فأكمل الحفر حتى عثر علي بقيه الجثة التي دفعته للإبلاغ عنها فورا يتحمس ملازم شاب بقسم اللبان أمام البلاغ المثير فيسرع بنفسه إلى بيت الرجل الذي لم يكن يبعد عن القسم أكثر من 50 مترا يري الملازم الشاب الجثة بعينيه فيتحمس أكثر للتحقيق والبحث في القضية المثيرة ويكتشف في النهاية انه أمام مفاجأة جديدة لكنها هذه المرة من العيار الثقيل جدا أكدت تحريات الملازم الشاب أن البيت الذي عثر فيها الرجل علي جثه أدميه كان يستأجره رجل اسمه محمد احمد السمني وكان هذا السمني يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص ومن بين هؤلاء الذين استأجروا من الباطن في الفترة الماضية سكينه بنت علي وصالح سليمان ومحمد شكيرة وان سكينه بالذات هي التي استأجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل علي الجثة تحت البلاط وأكدت تحريات الضابط المتحمس جدا أن سكينه استأجرت من الباطن هذه الحجرة ثم تركتها مرغمه بعد أن طرد صاحب البيت بحكم قضائي المستأجر الأصلي لهذه الغرف السمني وبالتالي يشمل حكم الطرد المستأجرين منه من الباطن وعلى رأسهم سكينه وقال الشهود من الجيران أن سكينه حاولت العودة إلى استئجار الغرفة بكل الطرق والإغراءات لكن صاحب البيت ركب رأسه وأعلن أن عودة سكينه إلى الغرفة لن تكون إلا علي جثته والمؤكد أن صاحب البيت كان محقا فقد ضاق كل الجيران بسلوك سكينه والنساء الخليعات اللاتي يترددن عليها مع بعض الرجال البلطجيه !أخيرا وضع الملازم الشاب يده علي أول خيط لقد ظهرت جثتان احدهما في الطريق العام وواضح أنها لامرأة والثانية في غرفه كانت تستأجرها سكينه وواضح أيضا أنها جثه امرأة لوجود شعر طويل علي عظام الجمجمة كما هو ثابت من المعاينة وبينما الضابط لا يصدق نفسه بعد أن اتجهت أصابع الاتهام لأول مرة نحو سكينه كانت عدالة السماء مازالت توزع هداياها علي أجهزة الأمن فيتوالي ظهور الجثث المجهولة استطاعت ريا أن تخدع سكينه وتورطها واستطاعت سكينه أن تخدع الشرطة وتورط معها بعض الرجال لكن الدنيا لم تكن يوما علي مزاج ريه أو علي كيف سكينه ومهما بلغت مهارة الإنسان في الشر فلن يكون أبدا اقوى من الزمن وهكذا كان لابد أن تصطدم ريا وسكينه بصخرة من صخور الزمن المحفور عليها القدر والمكتوب
أدلة الاتهام:
بعد أن ظهرت الجثتان المجهولتان لاحظ احد المخبريين السريين المنتشرين في كل أنحاء الإسكندرية بحثا عن أي أخبار تخص عصابة خطف النساء لاحظ هذا المخبر واسمه احمد البرقي انبعاث رائحة بخور مكثفه من غرفه ريا بالدور الأرضي بمنزل خديجة أم حسب بشارع علي بك الكبير وأكد المخبر أن دخان البخور كان ينطلق من نافذة الحجرة بشكل مريب مما آثار شكوكه فقرر أن يدخل الحجرة التي يعلم تمام العلم أن صاحبتها هي ريه أخت سكينه إلا انه كما يؤكد المخبر في بلاغه أصابها ارتباك شديد حينما سألها المخبر عن سر إشعال هذه الكميه الهائلة من البخور في حجرتها وعندما أصر المخبر علي أن يسمع إجابة من ريه أخبرته أنها كانت تترك الحجرة وبداخلها بعض الرجال اللذين يزرونها وبصحبتهم عدد من النساء فإذا عادت ريا وجدتهم انصرفوا ورائحة الحجرة لا تطاق إجابة ريا أشعلت الشك الكبير في صدر المخبر السري احمد البرقي الذي لعب دورا كبيرا فاق دور بعض اللواءات الذين تسابقوا فيما بعد للحصول علي الشهرة بعد القبض علي ريا وسكينه بينما تواري اسم المخبر السري احمد البرقي . لقد أسرع المخبر احمد البرقي إلى اليوزباشي إبراهيم حمدي نائب مأمور قسم اللبان ليبلغه في شكوكه في ريا وغرفتها ،على الفور تنتقل قوة من ضباط الشرطة والمخبرين والصولات إلى الغرفة ليجدوا أنفسهم أمام مفاجأة جديدة لقد شاهد الضابط رئيس القوة صندرة من الخشب تستخدم للتخزين داخلها والنوم
فوقها ويأمر الضابط بإخلاء الحجرة ونزع الصندرة فيكتشف الضابط من جديد أن البلاط الموجود فوق أرضية الحجرة وتحت الصندرة حديث التركيب بخلاف باقي بلاط الحجرة يصدر الأمر بنزع البلاط وكلما نزع المخبرون بلاطه تصاعدت رائحة العفونة بشكل لا يحتمله إنسان تحامل اليوزباشي إبراهيم حمدي حتى تم نزع اكبر كميه من البلاط فتطهر جثة امرأة تصاب ريا بالهلع ويزداد ارتباكها بينما يأمر الضابط باستكمال الحفر والتحفظ علي الجثة حتى يحرر محضرا بالواقعة في القسم ويصطحب ريا معه إلى قسم اللبان لكنه لا يكاد يصل إلى بوابة القسم حتى يتم إخطاره بالعثور علي الجثة الثانية بل تعثر القوة الموجودة بحجرة ريا علي دليل دامغ وحاسم هو ختم حسب الله المربوط في حبل دائري يبدو أن حسب الله كان يعلقه في رقبته وسقط منه وهو يدفن احدي الجثث لم تعد ريا قادرة علي الإنكار خاصة بعد وصول بلاغ جديد إلى الضابط من رجاله بالعثور علي جثه ثالثة.
اعترافات:
وهنا تضطر ريا إلى الاعتراف بأنها لم تشترك في القتل ولكن الرجلين كانت تترك لهما الغرفة فيأتيان فيها بالنساء وربما ارتكب جرائم قتل في الحجرة أثناء غيابها هكذا قالت ريا في البداية وحددت الرجلين بأنهما عرابي واحمد الجدر وحينما سألها الضابط عن علاقتها بهما قالت أنها عرفت عرابي من ثلاث سنوات لأنه صديق شقيقها وتعرفت علي احمد الجدر من خلال عرابي وقالت ريا أن زوجها يكره هذين الرجلين لأنه يشك في أن احدهما يحبها القضية بدأت تتضح معالمها والخيوط بدأت تنفك عن بعضها ليقترب اللغز من الانهيار تـأمر النيابة بالقبض علي كل من ورد اسمه في البلاغات الأخيرة خاصة بعد أن توصلت أجهزة الأمن لمعرفه أسماء صاحبات الجثث التي تم العثور عليها في منزل ريا، كانت الجثث للمجني عليهن فردوس وزنوبه بنت عليوة وأمينه بعد القبض علي جميع المتهمين تظهر مفاجأة جديدة على يد الصول محمد الشحات هذه المرة جاء الصول العجوز بتحريات تؤكد أن ريا كانت تستأجر حجرة أخرى بحارة النجاة من شارع سيدي اسكندر تنتقل قوة البوليس بسرعة إلى العنوان الجديد وتأمر السكان الجدد بإخلاء حجرتين تأكد الضباط أن سكينه استأجرت إحداهما في فترة وريا احتفظت بالأخرى كان في حجرة سكينه صندرة خشبية تشبه نفس الصندرة التي كانت في غرفه ريا تتم نفس إجراءات نزع الصندرة والحفر تحت البلاط ويبدأ ظهور الجثث من جديد!
لقد اتضحت الصورة تماما جثث في جميع الغرف التي كانت تستأجرها ريا وسكينه في المنازل رقم 5 ش ماكوريس و38 ش علي بك الكبير و8 حارة النجاة و6 حارة النجاة ولأول مرة يصدر الأمر بتشميع منزل سكينه بعد هذا التفتيش تتشجع أجهزة الأمن وتنفتح شهيتها لجمع المزيد من الأدلة حتى لا يفلت زمام القضية من يدي العدالة ينطلق الضباط إلى بيوت جميع المتهمين المقبوض عليهم ويعثر الملازم احمد عبدالله من قوة المباحث علي مصوغات وصور وكمبيالة بمائه وعشرين جنيها في بيت المتهم عرابي حسان كما يعثر نفس الضابط علي أوراق واحراز أخرى في بيت احمد الجدر وفي هذا الوقت لم يكن حماس الملازم الشاب عبد الغفار قد فتر لقد تابع الحفر في حجرة ريا حتى تم العثور علي جثة جديدة لإحدى النساء بعدها تطير معلومة إلى مأمور قسم اللبان محمد كمال بان ريا كانت تسكن في بيت آخر بكرموز ويؤكد شيخ الحارة هذه المعلومة ويقول أن ريا تركت هذا السكن بحجه أن المنطقة سيئة
السمعة وتقوم قوة من البوليس باصطحاب ريا من السجن إلى بيتها في كرموز ويتم الحفر هناك فيعثر الضباط علي جثه امرأة جديدة!
كانت الأدلة تتوالي وان كان أقواها جلباب نبويه الذي تم العثور عليه في بيت سكينه وأكدت بعض النسوة من صديقات نبويه أن الجلباب يخصها ولقد اعترفت سكينه بأنه جلباب نبوية ولكنها قالت أن العرف السائد بين النساء في الحي هو أن يتبادلن الجلاليب وأنها أعطت نبويه جلبابا وأخذت منها هذا الجلباب الذي عثرت عليه المباحث في بيت سكينه نجحت سكينه كثيرا في مراوغه المباحث لكن ريا اختصرت الطريق وآثرت الاعتراف مبكرا قالت ريا في بداية اعترافها أنها امرأة ساذجة وان الرجال كنوا يأتون إلى حجرتها بالنساء أثناء غيابها ثم يقتلون النساء قبل حضورها وأنها لم تحضر سوي عمليه قتل واحدة وانفردت النيابة بأكبر شاهدة إثبات في القضية بديعة بنت ريا التي طلبت الحصول علي الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها سكينه وزوجها وبالفعل طمأنوها فاعترفت بوقائع استدراج النساء إلى بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن ورغم الاعترافات الكاملة لبديعة إلا أنها حاولت أن تخفف من دور أمها ريا ولو علي حساب خالتها سكينه بينما كانت سكينه حينما تعترف بشكل نهائي تخفف من دور زوجها ثم تعلن أمام وكيل النيابة أنها غارقة في حبه وتطلب أن يعذروها بعد أن علمت سكينه أن ريا اعترفت في مواجهة بينهما أمام النيابة قالت سكينه أن ريا هي أختها الكبيرة وتعلم أكثر منها بشؤون الحياة وأنها ستعترف مثلها بكل شيء وجاءت اعترافات سكينه كالقنبلة المدوية قالت في اعترافاتها لما أختي ريا عزلت للبيت المشؤم في شارع علي بك الكبير وأنا عزلت في شارع ماكوريس جاءتني ريا تزورني في يوم كانت رجلي فيه متورمة وطلبت ريا أن اذهب معها إلى بيتها اعتذرت لعدم قدرتي علي المشي لكن ريا شجعتني لغاية ما قمت معها..وإحنا ماشيين لقيتها بتحكيلي عن جارتنا هانم اللي اشترت كام حته ذهب قلت لها (وماله دي غلبانه) قالت لي(لا..لازم نز علوها أم دم تقيل دي) ولما وصلنا بيت ريا لقيت هناك زوجي عبد العال وحسب الله زوج ريا وعرابي وعبد الرازق الغرفة كانت مظلمة وكنت هصرخ لما شفت جثة هانم وهي ميتة وعينيها مفتوحة تحت الدكه الرجالة كانوا بيحفروا تحت الصندرة ولما شعروا أني خايفه قالوا لي إحنا أربعه وبرة في ثمانية وإذا أتكلمت هيعملوا فيا زي هانم !..كنت خايفه قوي لكني قلت لنفسي وأنا مالي طالما الحاجة دي محصلتش في بيتي وبعد ما دفنوا الجثة أعطوني ثلاثة جنيهات رحت عالجت بيهم رجلي ودفعت أجرة الحلاق اللي فتحلي الخراج بس وأنا راجعه قلت لنفسي أنهم كدة معايا علشان ابقي شريكه لهم ويضمنوا أني مافتحش بقي وتروي سكينه في باقي اعترافاتها قصه قتل 17 سيدة وفتاة لكنها تؤكد أن أختها ريا هي التي ورطتها في المرة الأولى مقابل ثلاثة جنيهات وبعد ذلك كانت تحصل علي نصيبها من كل جريمة دون أن تملك الاعتراض خوفا من أن يقتلها عبد العال ورجاله!
وتتوالي اعترافات المتهمين عبد العال الشاب الذي بدا حياته في ظروف لا دخل لإرادته فيها طلب منه أهله أن يتزوج أرمله أخيه فلم يعترض ولم يدري انه سيتزوج اكبر سفاحه نساء في تاريخ الجريمة وحسب الله الشاب الذي ارتمي في أحضان سكينه أربع سنوات بعيدا عن أمه التي تحضر فجأة للسؤال عن ابنها الجاحد فتكتشف انه تزوج من سكينه وتلتقي بها أم حسب الله فتبكي الأم وتطلب من ابنها أن يطلق هذه السيدة فورا لكن حسب الله يجرفه تيار الحب إلى سكينه ثم تجرفه سكينه إلى حبل المشنقة ليتذكر وهو أمام عشماوي انه لو استجاب لنصيحة أمه لكانت الحياة من نصيبه حتى يلقي ربه برضاء الوالدين وليس بفضيحة مدوية كانت وراء كل متهم حكاية ووراء كل قتيله مأساة
مرافعة رئيس النيابة تنهي حياة السفاحين :
ووضعت النيابة يدها علي كافه التفاصيل ليقدم رئيس النيابة مرافعة رائعة في جلسه المحاكمة التي انعقدت يوم 10 مايو عام 1921 وكان حضور المحاكمة بتذاكر خاصة أما الجمهور العادي الذي كان يزدحم بشده لمشاهده المتهمين في القفص فكان يقف خلف حواجز خشبية وقال رئيس النيابة في مرافعته التاريخية :
هذه الجريمة من أفظع الجرائم وهي أول جريمة من نوعها حتى أن الجمهور الذي حضرها كان يريد تمزيق المتهمين إربا قبل وصولهم إلى القضاء هذه العصابة تكونت منذ حوالي ثلاث سنوات وقد نزح المتهمون من الصعيد إلى بني سويف ثم إلى كفر الزيات وكانت سكينه من بنات الهوى لكنها لم تستمر لمرضها وكان زوجها في كفر الزيات يدعي انه يشتغل في القطن لكنه كان يشتغل بالجرائم والسرقات بعد ذلك سافر المتهمان حسب الله وعبد العال واتفقت سكينه وريا علي فتح بيوت للهوي وكان كل من يتعرض لهما يتصدي له عرابي الذي كان يحميهما وكان عبد الرازق مثله كمثل عرابي يحمي البيت اللي في حارة النجاة وثبت من التحقيقات أن عرابي هو الذي أشار على ريا بفتح بيت شارع علي بك الكبير أما عن موضوع القضية فقد حصل غياب النساء بالتوالي وكانت كل من تغيب يبلغ عنها وكانت تلك طريقه عقيمة لان التحريات والتحقيقات كانت ناقصة مع أن البلاغات كانت تحال إلى النيابة وتأمر الإدارة بالبحث والتحري عن الغائبات إلى أن ظهرت الجثة فعدلت الداخلية طريقه التحقيق عمن يبلغ عنها وآخر من غابت من النساء كانت فردوس يوم 12نوفمبر وحصل التبليغ عنها يوم 15نوفمبر وأثناء عمل التحريات والمحضر عن غيابها كان احد الناس وهو المدعو مرسي وهو ضعيف البصر يحفر بجوار منزل ريا فعثر علي جثه بني ادم فاخبر خاله الذي ابلغ البوليس وذهب البوليس إلى منزل ريا للاشتباه لأنها كانت تبخر منزلها لكن الرائحة الكريهة تغلبت علي البخور فكبس البوليس علي المنزل وسالت ريا فكانت أول كلمه قالتها أن عرابي حسان هو القاتل بعد أن أرشدت عن الجثث وتم العثور علي ثلاث جثث واتهمت ريا احمد الجدر وقالت أن عديله كانت تقود النساء للمنزل واتضح غير ذلك وان عديله لم تذهب إلى بيت ريا إلا مرة واحدة وان اتهامها في غير محله واعترفت سكينه أيضا اعترافا أوضح من اعتراف ريا ثم احضر حسب الله وعبد العال وأمامهما قالت ريا وسكينه نحن اعترفنا فاعترف كل منهما اعترافات لا تشوبها أي شائبة وعندما بدا رئيس النيابة يتحدث عن المتهمة أمينه بنت منصور قالت أمينه أنا مظلومة فصاحت فيها سكينه من داخل قفص الاتهام أزاي مظلومة وفي جثه مدفونة في بيتك دي انتي أصل كل شيء من الأول ويستطرد رئيس النيابة ليصل إلى ذروة الإثارة في مرافعته حينما يقول :أن النيابة تطلب الحكم بالإعدام علي المتهمين السبعة الأول بمن فيهم (الحرمتين)ريا وسكينه
لان الأسباب التي كانت تبرر عدم الحكم بالإعدام علي النسوة قد زالت وهي أن الإعدام كان يتم خارج السجن..أما الآن فالإعدام يتم داخل السجن ..وتطلب النيابة معاقبه المتهمين الثاني والتاسع بالإشغال الشاقة المؤبدة ومعاقبه الصائغ بالحبس ست سنوات. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراي محكمة الإسكندرية الأهلية في يوم
الاثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339).
رئيس المحكمة
مــــلاحــظـــــــــة
هذه القضية قيدت بجدول النقض تحت رقم 1937 سنة 38 قضائية وحكم فيها من محكمة النقض والإبرام برفض الطعن في 30 أكتوبر سنة 1921 .
______________________________
كيف كانت نهاية بديعة ابنه ريا
واحدة من اشهر الحوادث و اشهر المجرمين في تاريخ مصر ان لم يكن في تاريخ العالم ككل هي الحوادث التي كانت ريا و سكينه السبب فيها في مدينه الاسكندرية , تخصصت ريا و سكينه في خداع السيدات التي يرون عليهن مظاهر الغني و استقطابهن الي منزلهم ثم قتلهم و دفنهم بعد سرقتهن بمساعدة ازواجهن و مجموعه من الرجال
________
ما حدث لبديعه واللحظات الاخير من اعدام ريا وسكينه
ما حدث لبديعه ابنه ريا بعد وفاة اسرتها وقد احضرت لكم اليوم ما حدث لها بالاضافه الي اللحظات الاخيره في حياة سفاحين اسكندريه .....
لم تكد شمس يوم الأربعاء 21 ديسمبر 1921 تشرق حتى رفعت الرايات السوداء على سارية سجن الحضرة إعلاناً بأن حكماً بالاعدام سيتم تنفيذه.
و فى السابعة و النصف , اصطفت هيئة التنفيذ أمام غرفة الاعدام و جاء حراس السجن بـ "ريا" و كانت ترتدى ملابس الإعدام الحمراء و على رأسها طاقية بيضاء , تسير بأقدام ثابتة , إلا أنها كانت ممتقعة اللون خائرة القوى و قد استمعت بصمت الى حكم الإعدام الذى تلاه عليها القائمقام "عبد الفتاح صالح" مأمور السجن , ثم سألها "محمد حداية" باشا محافظ الاسكندرية إذا كانت تحتاج إلى شئ فقالت أنها تريد رؤية إبنتها "بديعة" فأخبره المأمور أنها زارتها قبل يومين .. فقالت ( يعنى ماشوفش بنتى؟! ) ثم دخلت إلى غرفة الإعدام .. و طبقاً للبيانات التى وردت فى أورنيك السجون رقم 169 الذى يتضمن تقرير الطبيب عن المسجونين المحكوم عليهم بالإعدام شنقاً كان وزنها عند دخول السجن 42 كيلو جرام ارتفع عند تنفيذ الحكم الى 50 كيلو جرام و نصف خلال ما يقرب من عام و كانت آخر عبارة قالتها ( أودعتك يا بديعة يا بنتى بيد الله ) ثم نطقت بالشهادتين و استمر نبضها دقيقيتن و ظلت معلقة لمدة نصف ساعة.
و بعد الثامنة بقليل اقتيدت "سكينة" إلى ساحة التنفيذ و كانت كثيرة الحركة و الكلام بينما يقرأ عليها مأمور السجن نص الحكم و كانت تتمتم بعبارات تعلق بها على ما تسمعه فعندما ذكر الحكم أنها قتلت 17 امرأة قالت ( هو أنا قتلتهم بايدى؟! ) ثم قالت بتحدٍ ( أيوه قتلت و استغفلت بوليس اللبان .. و اتشنق و ما يهمنيش .. أنا جدعة ) و عندما دخلت الى غرفة المشنقة قالت للجلاد و هو يوثق يديها خلف ظهرها ( هوا أنا رايحة أهرب و للا أمنع الشنق بايدى .. حاسب .. أنا صحيح ولية لكن جدعة و الموت حق ) و لما كانت تحت الحبال قالت ( سامحونا ... يمكن عبنا فيكم ) و قال تقرير طبيب السجن "عبد الله عزت" أن "سكينة بنت على همام" دخلت السجن و وزنها 47 كيلو جراماً ارتفعت إلى 53 كيلو قبل التنفيذ , و أنها دخلت و هى بصحة جيدة و لم تكن تعانى من شئ إلا من جرب فى أنحاء جسدها و كانت عند التنفيذ جريئة و رابطة الجأش و أن آخر عبارة فاهت بها هى ( أنا جدعة و هاتشنق محل الجدعان و قتلت 17 و استغفلت الحكومة ) ثم نطقت الشهادتين و استمر نبضها أربع دقائق و ظلت معلقة لمدة نصف ساعة.
و فى حوالى التاسعة جاءوا بـ "حسب الله سعيد" و كان رابط الجأش هو الآخر لكنه علق على منطوق الحكم بإعدامه قائلاً ( بتقولوا قتلت 17 .. الحقيقة انهم 15 بس .. و لو عايزين أعدهم واحدة واحدة و أسميهم كمان .. ولو كنت عشت سنة واحدة كمان لكنت قطعت لكم دابر العواهر , و حرمتهم يمشوا فـى الشوارع .. دول بيستغفلوا رجالتهم , و يبيعوا أعراضهم بربع ريال .. تشنقونا عشان شوية عواهر؟! ) و عندما دخل الى حجرة الاعدام قال للشناق ( شوف شغلك كويس .. شد و اربط زى ما أنت عاوز .. كله موت ) و كانت ألفاظه عن العواهر و بيع الأعراض خشنة لا تكتب و قد ظل يكررها بصوت عال حتى سقط فى حفرة الإعدام , و ذكر أورنيك 169 أن وزنه كان 70 كيلو جرام ارتفع الى 72 كيلو قبل التنفيذ و قد استمر نبضه لمدة 3 دقائق و ظل معلقاً لمدة نصف ساعة.
و فى اليوم التالى - الخميس 22 ديسمبر 1921 - كان أول الذين أعدموا هو "عبد الرازق يوسف" الذى قاوم الحراس أثناء اقتياده إلى ساحة التنفيذ مما اضطرهم الى سحبه بالقوة ثم إلى تكبيل يديه بالحديد الى ظهره و ظل أثناء تلاوة الحكم يتأوه و يصرخ معلناً أنه برئ .. و قال تقرير الطبيب أنه كان يزن 78 كيلو جراماً عند دخول السجن ارتفعت الى 81 كيلو عند التنفيذ و كانت حالته الصحية جيدة فيما عدا أثر حك بالإليتين و كان باهت اللون خائر القوى عند التنفيذ و آخر ما نطق به هو ( مظلوم ) ثم نطق بالشهادتين و استمر نبضه لمدة 3 دقائق و ظل معلقاً لمدة نصف ساعة.
و فى الثامنة جاءوا بـ "محمد عبد العال" و كان رابط الجأش صلب العود و لما تلى الحكم عليه قال ( صلى ع النبى أنا قتلت سبعة مش سبعتاشر ) و كان وزنه قد ارتفع من 67 كيلو جرام الى 74 كيلو قبل التنفيذ و كان آخر ما قاله قبل أن ينطق بالشهادتين ( كتّف .. شد حيلك ) و استمر نبضه خمس دقائق و ظل معلقاً لمدة نصف ساعة.
و فى الثامنة و 40 دقيقة جئ بالأخير "عرابى حسان" و قد أكثر من التبرؤ من الجرم و قال أنه سيلقى ربه طاهر اليدين و كان خائر القوى و آخر ما طلبه كان شربة ماء و آخر ما قاله قبل النطق بالشهادتين هو ( مظلوم ) و استمر نبضه لمدة دقيقتين و ظل معلقاً لمدة نصف ساعة.
و جاءت نتيجة تشريح الجثث متطابقة بالنسبة للجثث الست الذين أعدموا عدا استثناءات طفيفة ففيما عدا المرأتين - "ريا" و "سكينة" - و "حسب الله"
و فى اليوم الأول لتنفيذ أحكام الإعدام أحاطت بالسجن مجموعة من نساء منطقة "جنينة العيونى" بحى اللبان يهتفن و يزغردن .. و كانت إحداهن تغنى ( خمارة يا أم بابين .. وديتى السكارى فين ) و الباقيات يرددن المقطع خلفها و عندما خرج محافظ الاسكندرية هتفن ( عاش اللى قتل ريا .. عاش اللى قتل سكينة ).
---------------------
ما حدث لبديعه طبقاً لما ورد بمقطع من كتاب ( حكايات من دفتر الوطن : رجال ريا و سكينة ) لـ "صلاح عيسى".
أودعت "بديعة" ابنة "ريا" أحد الملاجئ بالاسكندرية و توفيت بعد ثلاثة أعوام من تنفيذ الأحكام أى عام 1924.
_______
حياة بديعة
لا تخفى قصة ريا وسكينة على أحد، السفاحتان اللتان قتلتا النساء بمشاركة أزواجهن، من أجل الحصول على المجوهرات والحلي ، ولكن قلة منا يعرف ماذا حدث بعد صدور حكم الإعدام وتنفيذه على الشخصيات الأربعة "( ريا، سكينة، حسب الله، عبد العال).
من المعروف أن من قام بالاعتراف على ريا وسكينة ، هي "بديعة ابنة ريا " التي كانت تكن لأمها حباً جما ًبالرغم من تصرفات الأم البشعة معها.
في هذا التقرير سنسلط الضوء على شخصية "بديعة " الطفلة التي عانت من ويلات الظلم والفقر المجتمعي والجفاف العاطفي من قبل أسرتها ومن الذنب الكبير الذي حملته في قلبها بسبب ما فعلته بعائلتها ، ماذا حصل لابنة ريا بعد اعدام أسرتها ؟ حقيقة لا يعرفها البعض.
بديعة هي الابنة الوحيدة لريا وحسب الله ولم ينجب والديها غيرها ويقال أن ريا قد سبق وأن حملت قبلها وبعدها بما يقارب ال10 أطفال ولكن جميعهم ماتوا إما بعد الولادة مباشرة أو أن تكون قد أجهضتهم في فترة الحمل، حياة بديعة الطفلة البريئة كانت مأساوية جداً، فأي طفل في عمرها يملك أحلام ورغبات أقصاها امتلاك لعبة أو الحصول على فستان أو حذاء جديد، وفي الحقيقة أن بديعة كانت طفلة عادية جداً بالرغم من وجودها في بيئة قذرة بسبب الفقر الذي أحاط بعائلتها و فساد أخلاقهم ومبادئهم.
من الصعب تخيل أن طفلة تعيش في منزل واحد مع عائلة سفاحة دون أن تتأثر أخلاقها بذلك، ولكن بديعة كانت مختلفة، فلم تجرها أفعال أبويها إلى تعلم السرقة أو النصب أو حتى مشاركتهم في عملية القتل. ما كانت تراه بديعة كان يزرع في قلبها الخوف والجبن وكانت كما يقال باللهجة المصرية "غلبانة أوي"، ورغباتها أقل بقليل مما يطلبه الأطفال في عمرها.
المنزل الذي عاشت فيه بديعة برفقة والديها بقي على ماهو عليه منذ ذلك الحين:
قديماً كانت ترتدي نساء مصر" منديلاً" على رأسهم وكانت البنات الصغيرات يلبسن مناديل مزينة بألوان وأشكال جميلة جعلت بديعة تتوق إلى واحدة من هذه المناديل وطبعاً من الطبيعي أن تقوم بطلب منديل من أمها التي قامت ببساطها بضربها ضرباً مبرحاً، لكن شاء القدر أن تحصل بديعة على منديل ..لكن كيف ؟
يقال أن إحدى المغدور بهن كانت ترتدي منديلاً جميلاً لم تنتبه له ريا وسكينة وشركائهن ، فأخذته بديعة ووضعته على رأسها ، كانت مذهولة فيه وسعيدة لدرجة أنها لم تكن تعي أن هذا المنديل هو لشخص ميت !
وبالرغم من فقدان ثقتها بنفسها وبمن حولها إلا أنها كانت تعشق أمها بدرجة جنونياً رغم قسوة الأخيرة معها، فمن الغريب أن نشعر بحب شديد نحو شخص هو السبب في عدم احساسنا بالراحة والأمان والثقة. كانت بديعة تشعر بالذنب تجاه والدتها التي على ما يبدو لم تشعر بها إلى لحظة الإعدام حيث كانت آخر جملة قالتها ريا وقت اعدامها سنة 1921 عن عمر ناهز ال35 سنة " اودعتك يا بديعة بنتى عند الله ونطقت بالشهادتين بعدها.
أودعت بديعة بعدها في ملجئ للأيتام وعملت معاملة بشعة جداً وهذا كان أمر طبيعي نظراً إلى أنها ابنة "ريا" السفاحة ، بعدها بثلاث سنين اندلع حريق كبير في الملجئ ، ماتت فيه بديعة محروقة ، وبذلك اسدل الستار عن قصتها المأساوية حيث عاشت مذنبة وماتت محروقة.
ويبدو أن قصة بديعة كانت يجب أن تنتهي بموتها فلو تصورنا السيناريو الذي ستكون عليه حياتها لو كبرت وعاشت في تلك الفترة .كانت ستكون تعيسة فهي فإما أن تكمل مسيرة والديها وتكون مجرمة أوأن تكون شخص جيد لن يستطيع التعايش مع المجتمع بسبب نظرته السيئة لها .
أدلة الاتهام:
بعد أن ظهرت الجثتان المجهولتان لاحظ احد المخبريين السريين المنتشرين في كل أنحاء الإسكندرية بحثا عن أي أخبار تخص عصابة خطف النساء لاحظ هذا المخبر واسمه احمد البرقي انبعاث رائحة بخور مكثفه من غرفه ريا بالدور الأرضي بمنزل خديجة أم حسب بشارع علي بك الكبير وأكد المخبر أن دخان البخور كان ينطلق من نافذة الحجرة بشكل مريب مما آثار شكوكه فقرر أن يدخل الحجرة التي يعلم تمام العلم أن صاحبتها هي ريه أخت سكينه إلا انه كما يؤكد المخبر في بلاغه أصابها ارتباك شديد حينما سألها المخبر عن سر إشعال هذه الكميه الهائلة من البخور في حجرتها وعندما أصر المخبر علي أن يسمع إجابة من ريه أخبرته أنها كانت تترك الحجرة وبداخلها بعض الرجال اللذين يزرونها وبصحبتهم عدد من النساء فإذا عادت ريا وجدتهم انصرفوا ورائحة الحجرة لا تطاق إجابة ريا أشعلت الشك الكبير في صدر المخبر السري احمد البرقي الذي لعب دورا كبيرا فاق دور بعض اللواءات الذين تسابقوا فيما بعد للحصول علي الشهرة بعد القبض علي ريا وسكينه بينما تواري اسم المخبر السري احمد البرقي . لقد أسرع المخبر احمد البرقي إلى اليوزباشي إبراهيم حمدي نائب مأمور قسم اللبان ليبلغه في شكوكه في ريا وغرفتها ،على الفور تنتقل قوة من ضباط الشرطة والمخبرين والصولات إلى الغرفة ليجدوا أنفسهم أمام مفاجأة جديدة لقد شاهد الضابط رئيس القوة صندرة من الخشب تستخدم للتخزين داخلها والنوم
فوقها ويأمر الضابط بإخلاء الحجرة ونزع الصندرة فيكتشف الضابط من جديد أن البلاط الموجود فوق أرضية الحجرة وتحت الصندرة حديث التركيب بخلاف باقي بلاط الحجرة يصدر الأمر بنزع البلاط وكلما نزع المخبرون بلاطه تصاعدت رائحة العفونة بشكل لا يحتمله إنسان تحامل اليوزباشي إبراهيم حمدي حتى تم نزع اكبر كميه من البلاط فتطهر جثة امرأة تصاب ريا بالهلع ويزداد ارتباكها بينما يأمر الضابط باستكمال الحفر والتحفظ علي الجثة حتى يحرر محضرا بالواقعة في القسم ويصطحب ريا معه إلى قسم اللبان لكنه لا يكاد يصل إلى بوابة القسم حتى يتم إخطاره بالعثور علي الجثة الثانية بل تعثر القوة الموجودة بحجرة ريا علي دليل دامغ وحاسم هو ختم حسب الله المربوط في حبل دائري يبدو أن حسب الله كان يعلقه في رقبته وسقط منه وهو يدفن احدي الجثث لم تعد ريا قادرة علي الإنكار خاصة بعد وصول بلاغ جديد إلى الضابط من رجاله بالعثور علي جثه ثالثة.
اعترافات:
وهنا تضطر ريا إلى الاعتراف بأنها لم تشترك في القتل ولكن الرجلين كانت تترك لهما الغرفة فيأتيان فيها بالنساء وربما ارتكب جرائم قتل في الحجرة أثناء غيابها هكذا قالت ريا في البداية وحددت الرجلين بأنهما عرابي واحمد الجدر وحينما سألها الضابط عن علاقتها بهما قالت أنها عرفت عرابي من ثلاث سنوات لأنه صديق شقيقها وتعرفت علي احمد الجدر من خلال عرابي وقالت ريا أن زوجها يكره هذين الرجلين لأنه يشك في أن احدهما يحبها القضية بدأت تتضح معالمها والخيوط بدأت تنفك عن بعضها ليقترب اللغز من الانهيار تـأمر النيابة بالقبض علي كل من ورد اسمه في البلاغات الأخيرة خاصة بعد أن توصلت أجهزة الأمن لمعرفه أسماء صاحبات الجثث التي تم العثور عليها في منزل ريا، كانت الجثث للمجني عليهن فردوس وزنوبه بنت عليوة وأمينه بعد القبض علي جميع المتهمين تظهر مفاجأة جديدة على يد الصول محمد الشحات هذه المرة جاء الصول العجوز بتحريات تؤكد أن ريا كانت تستأجر حجرة أخرى بحارة النجاة من شارع سيدي اسكندر تنتقل قوة البوليس بسرعة إلى العنوان الجديد وتأمر السكان الجدد بإخلاء حجرتين تأكد الضباط أن سكينه استأجرت إحداهما في فترة وريا احتفظت بالأخرى كان في حجرة سكينه صندرة خشبية تشبه نفس الصندرة التي كانت في غرفه ريا تتم نفس إجراءات نزع الصندرة والحفر تحت البلاط ويبدأ ظهور الجثث من جديد!
لقد اتضحت الصورة تماما جثث في جميع الغرف التي كانت تستأجرها ريا وسكينه في المنازل رقم 5 ش ماكوريس و38 ش علي بك الكبير و8 حارة النجاة و6 حارة النجاة ولأول مرة يصدر الأمر بتشميع منزل سكينه بعد هذا التفتيش تتشجع أجهزة الأمن وتنفتح شهيتها لجمع المزيد من الأدلة حتى لا يفلت زمام القضية من يدي العدالة ينطلق الضباط إلى بيوت جميع المتهمين المقبوض عليهم ويعثر الملازم احمد عبدالله من قوة المباحث علي مصوغات وصور وكمبيالة بمائه وعشرين جنيها في بيت المتهم عرابي حسان كما يعثر نفس الضابط علي أوراق واحراز أخرى في بيت احمد الجدر وفي هذا الوقت لم يكن حماس الملازم الشاب عبد الغفار قد فتر لقد تابع الحفر في حجرة ريا حتى تم العثور علي جثة جديدة لإحدى النساء بعدها تطير معلومة إلى مأمور قسم اللبان محمد كمال بان ريا كانت تسكن في بيت آخر بكرموز ويؤكد شيخ الحارة هذه المعلومة ويقول أن ريا تركت هذا السكن بحجه أن المنطقة سيئة
السمعة وتقوم قوة من البوليس باصطحاب ريا من السجن إلى بيتها في كرموز ويتم الحفر هناك فيعثر الضباط علي جثه امرأة جديدة!
كانت الأدلة تتوالي وان كان أقواها جلباب نبويه الذي تم العثور عليه في بيت سكينه وأكدت بعض النسوة من صديقات نبويه أن الجلباب يخصها ولقد اعترفت سكينه بأنه جلباب نبوية ولكنها قالت أن العرف السائد بين النساء في الحي هو أن يتبادلن الجلاليب وأنها أعطت نبويه جلبابا وأخذت منها هذا الجلباب الذي عثرت عليه المباحث في بيت سكينه نجحت سكينه كثيرا في مراوغه المباحث لكن ريا اختصرت الطريق وآثرت الاعتراف مبكرا قالت ريا في بداية اعترافها أنها امرأة ساذجة وان الرجال كنوا يأتون إلى حجرتها بالنساء أثناء غيابها ثم يقتلون النساء قبل حضورها وأنها لم تحضر سوي عمليه قتل واحدة وانفردت النيابة بأكبر شاهدة إثبات في القضية بديعة بنت ريا التي طلبت الحصول علي الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها سكينه وزوجها وبالفعل طمأنوها فاعترفت بوقائع استدراج النساء إلى بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن ورغم الاعترافات الكاملة لبديعة إلا أنها حاولت أن تخفف من دور أمها ريا ولو علي حساب خالتها سكينه بينما كانت سكينه حينما تعترف بشكل نهائي تخفف من دور زوجها ثم تعلن أمام وكيل النيابة أنها غارقة في حبه وتطلب أن يعذروها بعد أن علمت سكينه أن ريا اعترفت في مواجهة بينهما أمام النيابة قالت سكينه أن ريا هي أختها الكبيرة وتعلم أكثر منها بشؤون الحياة وأنها ستعترف مثلها بكل شيء وجاءت اعترافات سكينه كالقنبلة المدوية قالت في اعترافاتها لما أختي ريا عزلت للبيت المشؤم في شارع علي بك الكبير وأنا عزلت في شارع ماكوريس جاءتني ريا تزورني في يوم كانت رجلي فيه متورمة وطلبت ريا أن اذهب معها إلى بيتها اعتذرت لعدم قدرتي علي المشي لكن ريا شجعتني لغاية ما قمت معها..وإحنا ماشيين لقيتها بتحكيلي عن جارتنا هانم اللي اشترت كام حته ذهب قلت لها (وماله دي غلبانه) قالت لي(لا..لازم نز علوها أم دم تقيل دي) ولما وصلنا بيت ريا لقيت هناك زوجي عبد العال وحسب الله زوج ريا وعرابي وعبد الرازق الغرفة كانت مظلمة وكنت هصرخ لما شفت جثة هانم وهي ميتة وعينيها مفتوحة تحت الدكه الرجالة كانوا بيحفروا تحت الصندرة ولما شعروا أني خايفه قالوا لي إحنا أربعه وبرة في ثمانية وإذا أتكلمت هيعملوا فيا زي هانم !..كنت خايفه قوي لكني قلت لنفسي وأنا مالي طالما الحاجة دي محصلتش في بيتي وبعد ما دفنوا الجثة أعطوني ثلاثة جنيهات رحت عالجت بيهم رجلي ودفعت أجرة الحلاق اللي فتحلي الخراج بس وأنا راجعه قلت لنفسي أنهم كدة معايا علشان ابقي شريكه لهم ويضمنوا أني مافتحش بقي وتروي سكينه في باقي اعترافاتها قصه قتل 17 سيدة وفتاة لكنها تؤكد أن أختها ريا هي التي ورطتها في المرة الأولى مقابل ثلاثة جنيهات وبعد ذلك كانت تحصل علي نصيبها من كل جريمة دون أن تملك الاعتراض خوفا من أن يقتلها عبد العال ورجاله!
وتتوالي اعترافات المتهمين عبد العال الشاب الذي بدا حياته في ظروف لا دخل لإرادته فيها طلب منه أهله أن يتزوج أرمله أخيه فلم يعترض ولم يدري انه سيتزوج اكبر سفاحه نساء في تاريخ الجريمة وحسب الله الشاب الذي ارتمي في أحضان سكينه أربع سنوات بعيدا عن أمه التي تحضر فجأة للسؤال عن ابنها الجاحد فتكتشف انه تزوج من سكينه وتلتقي بها أم حسب الله فتبكي الأم وتطلب من ابنها أن يطلق هذه السيدة فورا لكن حسب الله يجرفه تيار الحب إلى سكينه ثم تجرفه سكينه إلى حبل المشنقة ليتذكر وهو أمام عشماوي انه لو استجاب لنصيحة أمه لكانت الحياة من نصيبه حتى يلقي ربه برضاء الوالدين وليس بفضيحة مدوية كانت وراء كل متهم حكاية ووراء كل قتيله مأساة
مرافعة رئيس النيابة تنهي حياة السفاحين :
ووضعت النيابة يدها علي كافه التفاصيل ليقدم رئيس النيابة مرافعة رائعة في جلسه المحاكمة التي انعقدت يوم 10 مايو عام 1921 وكان حضور المحاكمة بتذاكر خاصة أما الجمهور العادي الذي كان يزدحم بشده لمشاهده المتهمين في القفص فكان يقف خلف حواجز خشبية وقال رئيس النيابة في مرافعته التاريخية :
هذه الجريمة من أفظع الجرائم وهي أول جريمة من نوعها حتى أن الجمهور الذي حضرها كان يريد تمزيق المتهمين إربا قبل وصولهم إلى القضاء هذه العصابة تكونت منذ حوالي ثلاث سنوات وقد نزح المتهمون من الصعيد إلى بني سويف ثم إلى كفر الزيات وكانت سكينه من بنات الهوى لكنها لم تستمر لمرضها وكان زوجها في كفر الزيات يدعي انه يشتغل في القطن لكنه كان يشتغل بالجرائم والسرقات بعد ذلك سافر المتهمان حسب الله وعبد العال واتفقت سكينه وريا علي فتح بيوت للهوي وكان كل من يتعرض لهما يتصدي له عرابي الذي كان يحميهما وكان عبد الرازق مثله كمثل عرابي يحمي البيت اللي في حارة النجاة وثبت من التحقيقات أن عرابي هو الذي أشار على ريا بفتح بيت شارع علي بك الكبير أما عن موضوع القضية فقد حصل غياب النساء بالتوالي وكانت كل من تغيب يبلغ عنها وكانت تلك طريقه عقيمة لان التحريات والتحقيقات كانت ناقصة مع أن البلاغات كانت تحال إلى النيابة وتأمر الإدارة بالبحث والتحري عن الغائبات إلى أن ظهرت الجثة فعدلت الداخلية طريقه التحقيق عمن يبلغ عنها وآخر من غابت من النساء كانت فردوس يوم 12نوفمبر وحصل التبليغ عنها يوم 15نوفمبر وأثناء عمل التحريات والمحضر عن غيابها كان احد الناس وهو المدعو مرسي وهو ضعيف البصر يحفر بجوار منزل ريا فعثر علي جثه بني ادم فاخبر خاله الذي ابلغ البوليس وذهب البوليس إلى منزل ريا للاشتباه لأنها كانت تبخر منزلها لكن الرائحة الكريهة تغلبت علي البخور فكبس البوليس علي المنزل وسالت ريا فكانت أول كلمه قالتها أن عرابي حسان هو القاتل بعد أن أرشدت عن الجثث وتم العثور علي ثلاث جثث واتهمت ريا احمد الجدر وقالت أن عديله كانت تقود النساء للمنزل واتضح غير ذلك وان عديله لم تذهب إلى بيت ريا إلا مرة واحدة وان اتهامها في غير محله واعترفت سكينه أيضا اعترافا أوضح من اعتراف ريا ثم احضر حسب الله وعبد العال وأمامهما قالت ريا وسكينه نحن اعترفنا فاعترف كل منهما اعترافات لا تشوبها أي شائبة وعندما بدا رئيس النيابة يتحدث عن المتهمة أمينه بنت منصور قالت أمينه أنا مظلومة فصاحت فيها سكينه من داخل قفص الاتهام أزاي مظلومة وفي جثه مدفونة في بيتك دي انتي أصل كل شيء من الأول ويستطرد رئيس النيابة ليصل إلى ذروة الإثارة في مرافعته حينما يقول :أن النيابة تطلب الحكم بالإعدام علي المتهمين السبعة الأول بمن فيهم (الحرمتين)ريا وسكينه
لان الأسباب التي كانت تبرر عدم الحكم بالإعدام علي النسوة قد زالت وهي أن الإعدام كان يتم خارج السجن..أما الآن فالإعدام يتم داخل السجن ..وتطلب النيابة معاقبه المتهمين الثاني والتاسع بالإشغال الشاقة المؤبدة ومعاقبه الصائغ بالحبس ست سنوات. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراي محكمة الإسكندرية الأهلية في يوم
الاثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339).
رئيس المحكمة
مــــلاحــظـــــــــة
هذه القضية قيدت بجدول النقض تحت رقم 1937 سنة 38 قضائية وحكم فيها من محكمة النقض والإبرام برفض الطعن في 30 أكتوبر سنة 1921 .
______________________________
كيف كانت نهاية بديعة ابنه ريا
واحدة من اشهر الحوادث و اشهر المجرمين في تاريخ مصر ان لم يكن في تاريخ العالم ككل هي الحوادث التي كانت ريا و سكينه السبب فيها في مدينه الاسكندرية , تخصصت ريا و سكينه في خداع السيدات التي يرون عليهن مظاهر الغني و استقطابهن الي منزلهم ثم قتلهم و دفنهم بعد سرقتهن بمساعدة ازواجهن و مجموعه من الرجال
شاء القدر ان تكون بديعة ابنه ريا هي التي تكون سببا في وقوع والدتها ريا و سكينة في قبضة الشرطة و الاتي تم اعدامهن بعد ذلك , كان ريا شديدة التعلق بابنتها بديعة و بعد القبض عليهم تم ايداع بديعه في احد الملاجئ الا انها اكتأبت كثيرا و تأثرت بشده لما حدث مع والدتها و في يوم من الايام بعد ثلاث سنوات اندلع حريق كبير في الملجأ فقدت فيه بديعة حياتها و قد يكون هذا من رحمة القدر بها فلا احد يعرف هل كانت ستتحتمل الحقيقة لو كبرت ان والدتها هي واحدة من اخطر المجرمات في تاريخ مصر او انها كانت السبب في القاء القبض عليها
________
ما حدث لبديعه واللحظات الاخير من اعدام ريا وسكينه
ما حدث لبديعه ابنه ريا بعد وفاة اسرتها وقد احضرت لكم اليوم ما حدث لها بالاضافه الي اللحظات الاخيره في حياة سفاحين اسكندريه .....
لم تكد شمس يوم الأربعاء 21 ديسمبر 1921 تشرق حتى رفعت الرايات السوداء على سارية سجن الحضرة إعلاناً بأن حكماً بالاعدام سيتم تنفيذه.
و فى السابعة و النصف , اصطفت هيئة التنفيذ أمام غرفة الاعدام و جاء حراس السجن بـ "ريا" و كانت ترتدى ملابس الإعدام الحمراء و على رأسها طاقية بيضاء , تسير بأقدام ثابتة , إلا أنها كانت ممتقعة اللون خائرة القوى و قد استمعت بصمت الى حكم الإعدام الذى تلاه عليها القائمقام "عبد الفتاح صالح" مأمور السجن , ثم سألها "محمد حداية" باشا محافظ الاسكندرية إذا كانت تحتاج إلى شئ فقالت أنها تريد رؤية إبنتها "بديعة" فأخبره المأمور أنها زارتها قبل يومين .. فقالت ( يعنى ماشوفش بنتى؟! ) ثم دخلت إلى غرفة الإعدام .. و طبقاً للبيانات التى وردت فى أورنيك السجون رقم 169 الذى يتضمن تقرير الطبيب عن المسجونين المحكوم عليهم بالإعدام شنقاً كان وزنها عند دخول السجن 42 كيلو جرام ارتفع عند تنفيذ الحكم الى 50 كيلو جرام و نصف خلال ما يقرب من عام و كانت آخر عبارة قالتها ( أودعتك يا بديعة يا بنتى بيد الله ) ثم نطقت بالشهادتين و استمر نبضها دقيقيتن و ظلت معلقة لمدة نصف ساعة.
و بعد الثامنة بقليل اقتيدت "سكينة" إلى ساحة التنفيذ و كانت كثيرة الحركة و الكلام بينما يقرأ عليها مأمور السجن نص الحكم و كانت تتمتم بعبارات تعلق بها على ما تسمعه فعندما ذكر الحكم أنها قتلت 17 امرأة قالت ( هو أنا قتلتهم بايدى؟! ) ثم قالت بتحدٍ ( أيوه قتلت و استغفلت بوليس اللبان .. و اتشنق و ما يهمنيش .. أنا جدعة ) و عندما دخلت الى غرفة المشنقة قالت للجلاد و هو يوثق يديها خلف ظهرها ( هوا أنا رايحة أهرب و للا أمنع الشنق بايدى .. حاسب .. أنا صحيح ولية لكن جدعة و الموت حق ) و لما كانت تحت الحبال قالت ( سامحونا ... يمكن عبنا فيكم ) و قال تقرير طبيب السجن "عبد الله عزت" أن "سكينة بنت على همام" دخلت السجن و وزنها 47 كيلو جراماً ارتفعت إلى 53 كيلو قبل التنفيذ , و أنها دخلت و هى بصحة جيدة و لم تكن تعانى من شئ إلا من جرب فى أنحاء جسدها و كانت عند التنفيذ جريئة و رابطة الجأش و أن آخر عبارة فاهت بها هى ( أنا جدعة و هاتشنق محل الجدعان و قتلت 17 و استغفلت الحكومة ) ثم نطقت الشهادتين و استمر نبضها أربع دقائق و ظلت معلقة لمدة نصف ساعة.
و فى حوالى التاسعة جاءوا بـ "حسب الله سعيد" و كان رابط الجأش هو الآخر لكنه علق على منطوق الحكم بإعدامه قائلاً ( بتقولوا قتلت 17 .. الحقيقة انهم 15 بس .. و لو عايزين أعدهم واحدة واحدة و أسميهم كمان .. ولو كنت عشت سنة واحدة كمان لكنت قطعت لكم دابر العواهر , و حرمتهم يمشوا فـى الشوارع .. دول بيستغفلوا رجالتهم , و يبيعوا أعراضهم بربع ريال .. تشنقونا عشان شوية عواهر؟! ) و عندما دخل الى حجرة الاعدام قال للشناق ( شوف شغلك كويس .. شد و اربط زى ما أنت عاوز .. كله موت ) و كانت ألفاظه عن العواهر و بيع الأعراض خشنة لا تكتب و قد ظل يكررها بصوت عال حتى سقط فى حفرة الإعدام , و ذكر أورنيك 169 أن وزنه كان 70 كيلو جرام ارتفع الى 72 كيلو قبل التنفيذ و قد استمر نبضه لمدة 3 دقائق و ظل معلقاً لمدة نصف ساعة.
و فى اليوم التالى - الخميس 22 ديسمبر 1921 - كان أول الذين أعدموا هو "عبد الرازق يوسف" الذى قاوم الحراس أثناء اقتياده إلى ساحة التنفيذ مما اضطرهم الى سحبه بالقوة ثم إلى تكبيل يديه بالحديد الى ظهره و ظل أثناء تلاوة الحكم يتأوه و يصرخ معلناً أنه برئ .. و قال تقرير الطبيب أنه كان يزن 78 كيلو جراماً عند دخول السجن ارتفعت الى 81 كيلو عند التنفيذ و كانت حالته الصحية جيدة فيما عدا أثر حك بالإليتين و كان باهت اللون خائر القوى عند التنفيذ و آخر ما نطق به هو ( مظلوم ) ثم نطق بالشهادتين و استمر نبضه لمدة 3 دقائق و ظل معلقاً لمدة نصف ساعة.
و فى الثامنة جاءوا بـ "محمد عبد العال" و كان رابط الجأش صلب العود و لما تلى الحكم عليه قال ( صلى ع النبى أنا قتلت سبعة مش سبعتاشر ) و كان وزنه قد ارتفع من 67 كيلو جرام الى 74 كيلو قبل التنفيذ و كان آخر ما قاله قبل أن ينطق بالشهادتين ( كتّف .. شد حيلك ) و استمر نبضه خمس دقائق و ظل معلقاً لمدة نصف ساعة.
و فى الثامنة و 40 دقيقة جئ بالأخير "عرابى حسان" و قد أكثر من التبرؤ من الجرم و قال أنه سيلقى ربه طاهر اليدين و كان خائر القوى و آخر ما طلبه كان شربة ماء و آخر ما قاله قبل النطق بالشهادتين هو ( مظلوم ) و استمر نبضه لمدة دقيقتين و ظل معلقاً لمدة نصف ساعة.
و جاءت نتيجة تشريح الجثث متطابقة بالنسبة للجثث الست الذين أعدموا عدا استثناءات طفيفة ففيما عدا المرأتين - "ريا" و "سكينة" - و "حسب الله"
و فى اليوم الأول لتنفيذ أحكام الإعدام أحاطت بالسجن مجموعة من نساء منطقة "جنينة العيونى" بحى اللبان يهتفن و يزغردن .. و كانت إحداهن تغنى ( خمارة يا أم بابين .. وديتى السكارى فين ) و الباقيات يرددن المقطع خلفها و عندما خرج محافظ الاسكندرية هتفن ( عاش اللى قتل ريا .. عاش اللى قتل سكينة ).
---------------------
ما حدث لبديعه طبقاً لما ورد بمقطع من كتاب ( حكايات من دفتر الوطن : رجال ريا و سكينة ) لـ "صلاح عيسى".
أودعت "بديعة" ابنة "ريا" أحد الملاجئ بالاسكندرية و توفيت بعد ثلاثة أعوام من تنفيذ الأحكام أى عام 1924.
_______
حياة بديعة
لا تخفى قصة ريا وسكينة على أحد، السفاحتان اللتان قتلتا النساء بمشاركة أزواجهن، من أجل الحصول على المجوهرات والحلي ، ولكن قلة منا يعرف ماذا حدث بعد صدور حكم الإعدام وتنفيذه على الشخصيات الأربعة "( ريا، سكينة، حسب الله، عبد العال).
من المعروف أن من قام بالاعتراف على ريا وسكينة ، هي "بديعة ابنة ريا " التي كانت تكن لأمها حباً جما ًبالرغم من تصرفات الأم البشعة معها.
في هذا التقرير سنسلط الضوء على شخصية "بديعة " الطفلة التي عانت من ويلات الظلم والفقر المجتمعي والجفاف العاطفي من قبل أسرتها ومن الذنب الكبير الذي حملته في قلبها بسبب ما فعلته بعائلتها ، ماذا حصل لابنة ريا بعد اعدام أسرتها ؟ حقيقة لا يعرفها البعض.
بديعة هي الابنة الوحيدة لريا وحسب الله ولم ينجب والديها غيرها ويقال أن ريا قد سبق وأن حملت قبلها وبعدها بما يقارب ال10 أطفال ولكن جميعهم ماتوا إما بعد الولادة مباشرة أو أن تكون قد أجهضتهم في فترة الحمل، حياة بديعة الطفلة البريئة كانت مأساوية جداً، فأي طفل في عمرها يملك أحلام ورغبات أقصاها امتلاك لعبة أو الحصول على فستان أو حذاء جديد، وفي الحقيقة أن بديعة كانت طفلة عادية جداً بالرغم من وجودها في بيئة قذرة بسبب الفقر الذي أحاط بعائلتها و فساد أخلاقهم ومبادئهم.
من الصعب تخيل أن طفلة تعيش في منزل واحد مع عائلة سفاحة دون أن تتأثر أخلاقها بذلك، ولكن بديعة كانت مختلفة، فلم تجرها أفعال أبويها إلى تعلم السرقة أو النصب أو حتى مشاركتهم في عملية القتل. ما كانت تراه بديعة كان يزرع في قلبها الخوف والجبن وكانت كما يقال باللهجة المصرية "غلبانة أوي"، ورغباتها أقل بقليل مما يطلبه الأطفال في عمرها.
المنزل الذي عاشت فيه بديعة برفقة والديها بقي على ماهو عليه منذ ذلك الحين:
قديماً كانت ترتدي نساء مصر" منديلاً" على رأسهم وكانت البنات الصغيرات يلبسن مناديل مزينة بألوان وأشكال جميلة جعلت بديعة تتوق إلى واحدة من هذه المناديل وطبعاً من الطبيعي أن تقوم بطلب منديل من أمها التي قامت ببساطها بضربها ضرباً مبرحاً، لكن شاء القدر أن تحصل بديعة على منديل ..لكن كيف ؟
يقال أن إحدى المغدور بهن كانت ترتدي منديلاً جميلاً لم تنتبه له ريا وسكينة وشركائهن ، فأخذته بديعة ووضعته على رأسها ، كانت مذهولة فيه وسعيدة لدرجة أنها لم تكن تعي أن هذا المنديل هو لشخص ميت !
وبالرغم من فقدان ثقتها بنفسها وبمن حولها إلا أنها كانت تعشق أمها بدرجة جنونياً رغم قسوة الأخيرة معها، فمن الغريب أن نشعر بحب شديد نحو شخص هو السبب في عدم احساسنا بالراحة والأمان والثقة. كانت بديعة تشعر بالذنب تجاه والدتها التي على ما يبدو لم تشعر بها إلى لحظة الإعدام حيث كانت آخر جملة قالتها ريا وقت اعدامها سنة 1921 عن عمر ناهز ال35 سنة " اودعتك يا بديعة بنتى عند الله ونطقت بالشهادتين بعدها.
أودعت بديعة بعدها في ملجئ للأيتام وعملت معاملة بشعة جداً وهذا كان أمر طبيعي نظراً إلى أنها ابنة "ريا" السفاحة ، بعدها بثلاث سنين اندلع حريق كبير في الملجئ ، ماتت فيه بديعة محروقة ، وبذلك اسدل الستار عن قصتها المأساوية حيث عاشت مذنبة وماتت محروقة.
ويبدو أن قصة بديعة كانت يجب أن تنتهي بموتها فلو تصورنا السيناريو الذي ستكون عليه حياتها لو كبرت وعاشت في تلك الفترة .كانت ستكون تعيسة فهي فإما أن تكمل مسيرة والديها وتكون مجرمة أوأن تكون شخص جيد لن يستطيع التعايش مع المجتمع بسبب نظرته السيئة لها .
تم جمع
المعلومات من عدة اماكن لتضم ملفاً واحدً يشمل قصة ريا وسكينه وعبد العال وحسب الله والطفلة بديعة
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» عمر سليمان».. حياة أحاطها الغموض وموت صامت بأمريكا
» كل شئ عن حياة طارق التائب مع بعض الصور
» لحظات حياة بين الصور والموسيقى
» الصور ,30 شخصية عالمية غيرت مجرى حياة الأنترنت
» الخوجه بديعه وتلميذاتها فى المرحله الابتدائيه 1947
» كل شئ عن حياة طارق التائب مع بعض الصور
» لحظات حياة بين الصور والموسيقى
» الصور ,30 شخصية عالمية غيرت مجرى حياة الأنترنت
» الخوجه بديعه وتلميذاتها فى المرحله الابتدائيه 1947
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR