مرثية دعني وجرحي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مرثية حلم: دعني وجرحي

شعر:
فاروق جويدة


1 دعني وجرحي فقـد خابـت أمانينـا ... هل من زمان يعيـد النبـض يحيينـا؟
2 يا ساقي الحزن لا تعجب ففي وطنـي ... نهر من الحـزن يجـري فـي روابينـا
3 كم من زمان كئيـب الوجـه فرقنـا ... واليوم عدنا ونفس الجـرح يدمينـا
4 جرحي عميق خدعنـا فـي المداوينـا ... لا الجرح يشفى ولا الشكوى تعزينـا
5 كان الدواء سمومـا فـي ضمائرنـا ... فكيف جئنا بـداء كـي يداوينـا؟!!
6 هل من طبيب يداوي جـرح أمتـه؟! ... هل من إمام لدرب الحـق يهدينـا؟!
7 كان الحنيـن إلـى الماضـي يؤرقنـا ... واليوم نبكي على الماضـي ويبكينـا
8 من يرجع العمر منكم مـن يبادلنـي ... يوما بعمري ونحيـي طيـف ماضينـا
9 إنـا نمـوت فمـن بالحـق يبعثنـا ... لم يبق شيء سوى صمـت يواسينـا
10 صرنا عرايـا أمـام النـاس يفزعنـا ... ليـل تخفـى طويـلا فـي مآقيـنـا
11 صرنا عرايا وكل الأرض قد شهـدت ... أنـا قطعنـا بأيديـنـا أياديـنـا!!
12 يومـاً بنينـا قصـور المجـد شامخـة ... والآن نسـأل عـن حلـم يوارينـا
13 أيـن الإمـام رسـول الله يجمعـنـا ... فاليأس والحـزن كالبركـان يلقينـا
14 دين من النـور بيـن الخلـق جمعنـا ... وديـن طـه ورب النـاس يغنينـا
15 يا جامع الناس حول الحق قد وهنـت ... فينـا المـروءة أعيتـنـا مآسيـنـا
16 بيروت في اليم ماتت قدسنا انتحـرت ... ونحن في العار نسقـى وحلنـا طينـا
17 بغداد تبكـي وطهـران يحاصرهـا ... بحر مـن الـدم بـات الآن يسقينـا
18 هـذي دمانـا رسـول الله تغرقنـا ... هل من زمان بنور العدل يحمينا؟[؟!!!]
19 أي الدمـاء شهيـد كلهـا حملـت ... في الليل يوما سهـام القهـر تردينـا
20 القدس في القيد تبكي مـن فوارسهـا ... دمـع المنابـر يشكـو للمصليـنـا
21 حكامنـا ضيعونـا حينمـا اختلفـوا ... باعـوا المـآذن والقـرآن والدينـا
22 حكامنا أشعلوا النيـران فـي غدنـا ... ومزقوا الصبح فـي أحشـاء وادينـا
23 مالي أرى الخوف فينـا ساكنـا أبـدا ... ممن نخـاف؟ ألـم نعـرف أعادينـا؟
24 أعداؤنا من أضاعوا السيف من يدنـا ... وأودعونا سجـون الليـل تطوينـا
25 أعداؤنا من تـوارى صوتهـم فزعـا ... والأرض تسبـى وبيـروت تنادينـا
26 أعداؤنا أوهمونـا آه كـم زعمـوا... وكم خدعنا بوعـد عـاش يشقينـا
27 قد خدرونا بصبـح كـاذب زمنـا ... فكيـف نأمـل فـي يـأس يمنيـنـا
28 أي الحكايا ستـروى عارنـا جلـل ... نحن الهـوان وذل القـدس يكفينـا
29 من باعنا خبرونـي كلهـم صمتـوا ... والأرض صـارت مـزادا للمرابينـا
30 هل من زمان نقـي يـف ضمائرنـا ... يحيي الشموخ الـذي ولـى فيحيينـا
31 يا ساقي الحـزن دعنـي إننـي ثمـل ... إنـا شربنـاه قهـرا مـا بأيديـنـا
32 عمري شموع على درب المنى احترقت ... والعمر ذاب وصـار الحلـم سكينـا
33 كم من ظلام ثقيـل عـاش يغرقنـا ... حتـى انتفضنـا فمزقنـا دياجيـنـا
34 العمر في الحلم أودعنـاه مـن زمـن ... والحلـم ضـاع ولا شـيء يعزينـا
35 كنا نرى الحق نـورا فـي بصائرنـا ... والآن للزيـف حصـن فـي مآقينـا
36 كنا إذا مـا تـوارى الحلـم عانقنـا ... حلـم جديـد يغنـي فـي روابينـا
37 كنـا إذا خاننـا فــرع نقطـعـه ... وفـوق أشـلاءه تمضـي أغانيـنـا
38 كنا إذا ما استكان النـور فـي دمنـا ... في الصبح ننسى ظلاما عاش يطوينـا
39 كنا إذا اشتد فينا اليأس وانكسـرت ... منـا السيـوف ونادانـا.. منادينـا
40 عدنـا إلـى الله عـل الله يرحمـنـا ... والآن نخجـل منـه مـن معاصينـا
41 الآن يرجف سيف الـزور فـي يدنـا ... فكيف صارت كهوف الزيف تؤوينـا
42 هل من زمان يعيد السيـف مشتعـلا ... لا شيء والله غيـر السيـف يبقينـا
43 يا خالد السيف لا تعجب ففي زمنـي ... باعـوا المـآذن والقـرآن راضينـا
44 هم من ترابك يا ابن العاص في دمنـا ... ثأر طويـل لهيـب العـار يكوينـا
45 قم يـا بـلال وأذن صمتنـا عـدم ... كل الذي كان طهرا لـم يعـد فينـا
46 هل من صلاح بسيف الحـق يجمعنـا ... في القدس يوما فيحييهـا.. و يحيينـا
47 هل من صلاح يداوي جـرح أمتـه ... ويطلع الصبـح نـارا مـن ليالينـا
48 هل من صلاح الشعب هـده أمـل ... ما زال رغم عنـاد الجـرح يشفينـا
49 هل من صلاح يعيد السيف في يدنـا ... ولتبتروهـا فقـد شلـت أياديـنـا
50 حزني عنيد وجرحي أنت يـا وطنـي ... لا شيء بعدك مهمـا كـان.. يغنينـا
51 إني أرى القدس في عينيـك ساجـدةتبكـي ... عليـك وأنـت الآن تبكينـا
52 آه من العمر جرح عـاش فـي دمنـا ... جئنـا نداويـه يأبـى أن يداويـنـا
53 ما زال في العين طيف القدس يجمعنـا ... لا الحلم مات ولا الأحـزان تنسينـا
54 لا القدس عادت ولا أحلامنا هـدأت ... وقـد نمـوت وتحييـنـا أمانيـنـا
55 ما أثقل العمر.. لا حلم ولا وطـن..ولا أمـان ولا سيـف... ليحمينـا


__________________

واللهُ غالبٌ على أمرِهِ ولكنّ أكثرَ الناسِ لا يَعلمون

شكراً لك على ما قدمت وبانتظار القادم منك واكيد القادم احلى

شكرا عبد الحفيظ ، والشكر أيضا موصول لك ستار ....