المنتقى .... من كلام أهل التقى

ليس من الإخلاص في النصح أن نغضَّ الطرف عن الأخطاء ، وننكر وجودها وندس رءوسنا في الرمال كما
تفعل النعامة ، فهذا يزيد في الأخطاء ، ويساعد على انتشارها ، وحينئذٍ يتسع الخرق على الراقع.
ونحن نرى في بعض شباب الصحوة بساطة تصل إلى حد السذاجة ، وحماسة تصل إلى درجة التهور.
فعلينا أن نرسل النقد من نفوس مشفقة ، وقلوب محبة ، ونصوغه في أسلوب حسنٍ على منهج القرآن
الكريم ( بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) ، ويبعد عن الإساءة أو التخصيص على طريقة الرسول الكريم
( ما بال أقوام ).
ولأن هناك نقدًا ينتهي إلى التجريح ، واختلافًا يؤدي إلى التنازع ، فلا بُدَّ والحالة هذه أن تقرع أجراس
الخطر ، وأن ينتدب أطباء القلوب من العلماء الصالحين ، والدعاة المخلصين ، ليشخِّصوا الحالات ويبحثوا
عن الأسباب ، ويضعوا الحلول الناجحة ، ويصفوا الأدوية الناجعة ، ثم ليضعوا المناهج الواقية والخطط
الواعية.