إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
زهير احمد القيسي: اكرموني قبل ان تدفنوني
+2
STAR
عبدالحفيظ عوض ربيع
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
زهير احمد القيسي: اكرموني قبل ان تدفنوني
زهير احمد القيسي: اكرموني قبل ان تدفنوني!!
عبدالجبار العتابي من بغداد: هو الاديب والكاتب والباحث والشاعر والشطرنجي زهير احمد القيسي، الذي نعرفه جميعا، والذي يعتقد ان بلغ من العمر عتيا، لانه لايعرف بالضبط السنة التي ولد فيها، مميز بلحيته الكثة التي تركها تنطلق في رحاب وفضاءات ذقنه منذ سنوات طويلة، بالاضافة الى شعر رأسه، لكنه ما عاد يمتلك تلك القوة، واصبحت يده تلازم العكاز، فقد وهن جسده ولم يعد يقوى على رجم حجارة استغاثة، وان كانت ذاكرته تتقد ولسانه الفصيح ينفث الكلمات، كان يستغيث وهو يتحدث عن الصعوبات التي يواجهها في حياته، يؤكد انه ما زال يقرأ حتى وان كان ممدا على الفراش اغلب ساعات اليوم، وان لم يكن يشعر بالراحة او ان كان لا يتغذى جيدا، وانه لم يعد يغادر البيت الا نادرا.
كان المكان الذي ألتقيته فيه هو المسرح الوطني ببغداد، وحضوره كان من اجل تكريمه ضمن حفل افتتاح فعاليات مهرجان بغداد المسرحي، كان اللقاء بعد التكريم الذي كان عبارة عن درع زجاجي، كان ينظر الى الدرع نظرات حائرة، تنم عن معان كثيرة، فأخذت بيده وأقعدته في محطة استراحة صغيرة من اجل ان احاوره.
حين اردت ان احادثه عن احواله وغياباته تمسك بعصاه وتفقد نظاراته، ثم ابتدأ حديثه بالقول: (انا رجل مقعد، اتفهمون معنى هذه الكلمة، انني عاجز عن الحركة، سواء تفهمونها حركة عضوية او حركة عقلية) وبعد صمت قليل وتأمل راح يردد هذه الكلمات: (احين صارت ترابا، لقد اتيتم عجابا) وبعد ان اشاح بوجهه واطلق حسرة قال: (زهر المجد لا يفتح للشاعر الا على ضفاف القبور)، ثم رفع صوته الواهن معاتبا: (أتنتظرون.. ان ألقى حتفي لكي تحتفون بي؟).
بدأت اطرح عليه الاسئلة، وكنت اجده ساهما وانا اتحدث معه، قلت له: (ما الذي تفعله من تفاصيل في حياتك اليومية؟ قال بعد التفت اليّ بشكل كامل: اقرأ ما لم ينشر، وأكتب ما لم ينشر، ولا اتناول طعاما ما بين الوجبات وأتنفس المرض وأرتعد خوفا من المجهول).
عاد.. ليطوق نفسه بالصمت، كان كمن يشعر بالندم على ما مضى، ثم قال بصوت حاد: (ما الذي تنتظره الامة من بنيها المزعوم انهم مثقفون؟، وما الذي تنتظره الامة لكي تفي بحاجاتهم المادية الحقيرة ولا تقول طموحاتهم الفكرية الجليلة، دار الشؤون الثافية تلعن المبدعين وتبصق في وجوههم وتحيل نتاجاتهم الفكرية الى من لا يستحث حمل مسوداتها، فالى متى يدوم هذا الحال، ألكي ينال المرء جزء من حقه على السلطة وأولياء الامر ان ينحر وريده الوديجي لكي يقال له احسنت؟ أما يجدر بهم ان يلتفتوا الى الاحياء قبل ان يديروا وجوههم للاموات؟
حاولت ان اجعله هادئا، طلبت له شايا، امتد اليه يده المرتجفة وارتشف منه رشفة، وحين وجدت لديه بعض الاسترخاء، سألته عن الكتب التي لديه ولم تزل على شكل مخطوطات، قال: (لديّ (58) كتابا غير مطبوع، هي خلاصة فكري واعتقادي بالمعلوم والمجهول على مدى (65) عاما من ممارسة الثقافة وخوض ابحر المعرفة، ولكن اي جدوى من ذلك؟، لو خيّر المرء بين قرص خبز وأرقى (اوبرا فاغنر)، أتراه يختار فاغنر وهو جائع؟).
ألقى التساؤل وظل ينتظر مني الاجابة، وحين لم اجبه، قال: (لما قالوا قديما عني: انك اخر الدينا صورات، لم يكونوا مخطئين، فأنا ادخل الى المعرفة من سبعة ابوبها، لا أدع بابا دون باب، وأخرج منها جميعا بخفي حنين، كتبي غير المطبوعة تتراوح بين الشعر العمودي خيمتي الثقافية الاولى وبين الشطرنج فلسفة تتراوح بين الاختيار والاجبار، وبين الرواية التي تند بمجموعها عن ألف القائون من جميل القول ومهذبه، خرجت فيها عن جادة الناس ودست رملا ما عليه طريق).
تركته يكمل ارتشاف ما تبقى في الكأس من شاي لأسأله سؤالي الاخير عن رأيه بالشعر الذي ينشر حاليا فقال بهدوء: كل كلام يقال جدير بالسمع، وكل ما خالفك او وافقك حري بالقراءة والاهتمام، فكيف استنكر كلاما قاله جيل تفصل بيني وبينه انصاف القرون، ففيه ما يستحق الاحترام وفيه ما يحق لك ان تشيح عنه كشحا !!.
عبدالجبار العتابي من بغداد: هو الاديب والكاتب والباحث والشاعر والشطرنجي زهير احمد القيسي، الذي نعرفه جميعا، والذي يعتقد ان بلغ من العمر عتيا، لانه لايعرف بالضبط السنة التي ولد فيها، مميز بلحيته الكثة التي تركها تنطلق في رحاب وفضاءات ذقنه منذ سنوات طويلة، بالاضافة الى شعر رأسه، لكنه ما عاد يمتلك تلك القوة، واصبحت يده تلازم العكاز، فقد وهن جسده ولم يعد يقوى على رجم حجارة استغاثة، وان كانت ذاكرته تتقد ولسانه الفصيح ينفث الكلمات، كان يستغيث وهو يتحدث عن الصعوبات التي يواجهها في حياته، يؤكد انه ما زال يقرأ حتى وان كان ممدا على الفراش اغلب ساعات اليوم، وان لم يكن يشعر بالراحة او ان كان لا يتغذى جيدا، وانه لم يعد يغادر البيت الا نادرا.
كان المكان الذي ألتقيته فيه هو المسرح الوطني ببغداد، وحضوره كان من اجل تكريمه ضمن حفل افتتاح فعاليات مهرجان بغداد المسرحي، كان اللقاء بعد التكريم الذي كان عبارة عن درع زجاجي، كان ينظر الى الدرع نظرات حائرة، تنم عن معان كثيرة، فأخذت بيده وأقعدته في محطة استراحة صغيرة من اجل ان احاوره.
حين اردت ان احادثه عن احواله وغياباته تمسك بعصاه وتفقد نظاراته، ثم ابتدأ حديثه بالقول: (انا رجل مقعد، اتفهمون معنى هذه الكلمة، انني عاجز عن الحركة، سواء تفهمونها حركة عضوية او حركة عقلية) وبعد صمت قليل وتأمل راح يردد هذه الكلمات: (احين صارت ترابا، لقد اتيتم عجابا) وبعد ان اشاح بوجهه واطلق حسرة قال: (زهر المجد لا يفتح للشاعر الا على ضفاف القبور)، ثم رفع صوته الواهن معاتبا: (أتنتظرون.. ان ألقى حتفي لكي تحتفون بي؟).
بدأت اطرح عليه الاسئلة، وكنت اجده ساهما وانا اتحدث معه، قلت له: (ما الذي تفعله من تفاصيل في حياتك اليومية؟ قال بعد التفت اليّ بشكل كامل: اقرأ ما لم ينشر، وأكتب ما لم ينشر، ولا اتناول طعاما ما بين الوجبات وأتنفس المرض وأرتعد خوفا من المجهول).
عاد.. ليطوق نفسه بالصمت، كان كمن يشعر بالندم على ما مضى، ثم قال بصوت حاد: (ما الذي تنتظره الامة من بنيها المزعوم انهم مثقفون؟، وما الذي تنتظره الامة لكي تفي بحاجاتهم المادية الحقيرة ولا تقول طموحاتهم الفكرية الجليلة، دار الشؤون الثافية تلعن المبدعين وتبصق في وجوههم وتحيل نتاجاتهم الفكرية الى من لا يستحث حمل مسوداتها، فالى متى يدوم هذا الحال، ألكي ينال المرء جزء من حقه على السلطة وأولياء الامر ان ينحر وريده الوديجي لكي يقال له احسنت؟ أما يجدر بهم ان يلتفتوا الى الاحياء قبل ان يديروا وجوههم للاموات؟
حاولت ان اجعله هادئا، طلبت له شايا، امتد اليه يده المرتجفة وارتشف منه رشفة، وحين وجدت لديه بعض الاسترخاء، سألته عن الكتب التي لديه ولم تزل على شكل مخطوطات، قال: (لديّ (58) كتابا غير مطبوع، هي خلاصة فكري واعتقادي بالمعلوم والمجهول على مدى (65) عاما من ممارسة الثقافة وخوض ابحر المعرفة، ولكن اي جدوى من ذلك؟، لو خيّر المرء بين قرص خبز وأرقى (اوبرا فاغنر)، أتراه يختار فاغنر وهو جائع؟).
ألقى التساؤل وظل ينتظر مني الاجابة، وحين لم اجبه، قال: (لما قالوا قديما عني: انك اخر الدينا صورات، لم يكونوا مخطئين، فأنا ادخل الى المعرفة من سبعة ابوبها، لا أدع بابا دون باب، وأخرج منها جميعا بخفي حنين، كتبي غير المطبوعة تتراوح بين الشعر العمودي خيمتي الثقافية الاولى وبين الشطرنج فلسفة تتراوح بين الاختيار والاجبار، وبين الرواية التي تند بمجموعها عن ألف القائون من جميل القول ومهذبه، خرجت فيها عن جادة الناس ودست رملا ما عليه طريق).
تركته يكمل ارتشاف ما تبقى في الكأس من شاي لأسأله سؤالي الاخير عن رأيه بالشعر الذي ينشر حاليا فقال بهدوء: كل كلام يقال جدير بالسمع، وكل ما خالفك او وافقك حري بالقراءة والاهتمام، فكيف استنكر كلاما قاله جيل تفصل بيني وبينه انصاف القرون، ففيه ما يستحق الاحترام وفيه ما يحق لك ان تشيح عنه كشحا !!.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: زهير احمد القيسي: اكرموني قبل ان تدفنوني
مشكور اخى الكريم على هذا الموضوع الرائع وبأنتظار القادم منك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: زهير احمد القيسي: اكرموني قبل ان تدفنوني
مشكورعلى المرور
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: زهير احمد القيسي: اكرموني قبل ان تدفنوني
مشكوراخى عبدالحفيظ
فرج احميد- مستشار
-
عدد المشاركات : 17243
العمر : 62
رقم العضوية : 118
قوة التقييم : 348
تاريخ التسجيل : 10/04/2009
رد: زهير احمد القيسي: اكرموني قبل ان تدفنوني
مشكور اخى الكريم
ادريس بوزويتينة- فريق اول
-
عدد المشاركات : 4426
العمر : 38
رقم العضوية : 102
قوة التقييم : 11
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
رد: زهير احمد القيسي: اكرموني قبل ان تدفنوني
لكم الشكرعلى المرور
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: زهير احمد القيسي: اكرموني قبل ان تدفنوني
مشكور اخى العزيز على الموضوع الجد قيم بارك الله فيك احسنت
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: زهير احمد القيسي: اكرموني قبل ان تدفنوني
لك الشكرعلى المرور
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: زهير احمد القيسي: اكرموني قبل ان تدفنوني
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
مواضيع مماثلة
» الشهيد القائد الميداني " احمد عودة احمد " من قوات درع ليبيا
» احمد الزبير احمد الشريف السنوسي
» سهير القيسي مذيعة قناة العربية
» طرابلس جامع سيدى عبد الوهاب القيسي
» سهير القيسي تتصدر استفتاء إعلاميات العراق
» احمد الزبير احمد الشريف السنوسي
» سهير القيسي مذيعة قناة العربية
» طرابلس جامع سيدى عبد الوهاب القيسي
» سهير القيسي تتصدر استفتاء إعلاميات العراق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR