تنفذ ستة أحكام بالإعدام بحق علي الكيمياوي

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-01-26, 2:41 pm

المشنقة تنفذ ستة أحكام بالإعدام بحق علي الكيمياوي
أسامة مهدي

نفذت المشنقة في بغداد اليوم ستة احكام اعدام بحق واحد من أبرز افراد الدائرة الضيقة المقربة من رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين ومن أشهر وجوه أسرته التي كانت تقبض على مقاليد السلطة منذ ان تولى حزب البعث الحكم في العراق عام 1968 هو علي حسن المجيد الملقب بالكيمياوي لدوره في ضرب مدينة حلبجة الكردية بالاسلحة الكيمياوية عام 1988 ما ادى الى مصرع 5 الاف من مواطنيها واصابة 20 الفا آخرين.

بغداد: اعلن عن تنفيذ حكم الاعدام بالمجيد بعد ظهر اليوم الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ وذلك بعد قليل من انفجار ثلاث سيارات مفخخة ضد ثلاثة فنادق فخمة في وسط بغداد ادت الى مصرع 14 شخصا واصابة 25 اخرين.

وقال الدباغ في تصريح صحافي إن العدالة نفذت الحكم بمجرم عاث في الارض فسادا بحسب الاصول المرعية وقد سلم السلطات وصية ستسلم مع جثته الى عائلته. واوضح ان احكام الاعدام ببقية المدانين من رموز النظام السابق ستنفّذ عندما تنتهي الاجراءات القانونية حول ذلك.

وفور الاعلان عن اعدام المجيد فقد بدأت احتفالات فرح جماهيرية في مدينة حلبجة الكردية التي اعطى اوامره بضربها بالسلاح الكيمياوي بينما بدأت المآذن بالتكبير من مساجد المدينة التي يبلغ عدد سكانها 50 الفا فيما رحب النواب الاكراد بتنفيذ الحكم واعتبروه قصاصا لارواح الضحايا الاكراد.
تنفيذ حكم الاعدام بعلي حسن المجيد
وفي رسالة الى العراقيين قال رئيس الوزراء نوري المالكي "نفذت العدالة اليوم حكم القصاص بالمجرم المدان علي حسن المجيد الذي يعد أحد ابشع أزلام النظام المباد واكثرهم دموية وإجراماً وحقداً على الشعب العراقي والإنسانية ، فقد إرتبط اسمه بالمقابر الجماعية التي ملأ فيها أرض العراق شمالاً وجنوباً وبجريمة الأنفال وقمع الإنتفاضة الشعبانية ودمر مدناً وقرى بأكملها ومنها مدينة حلبجة الشهيدة التي فقدت الآلاف من أبنائها وما زالت حتى اليوم تعاني من الآثار الخطيرة للأسلحة الكيمياوية".
واضاف في الرسالة التي تلقت "ايلاف" نسخة منها الليلة "ان تنفيذ هذا الحكم الذي تأخر لاستكمال محاكمته بجرائم اخرى والاجراءات القانونية اللازمة يطوي صفحة سوداء اخرى من صفحات القمع والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي مارسها صدام وأزلامه على مدى خمسة وثلاثين عاما من الحكم البعثي البغيض" .

واكد قائلا " اننا حريصون على ان تأخذ العدالة مجراها على جميع مرتكبي الجرائم بحق الشعب العراقي الذين قضت المحكمة الجنائية بإنزال حكم الإعدام بحقهم بعد أن أعطتهم فرصة كبيرة للدفاع عن أنفسهم ووفرت لهم محاكمة علنية وعادلة". واضاف "اننا في الوقت الذي نمارس فيه واجبنا كسلطة تنفيذية لإحقاق الحق والإنتصار للعدالة والمظلومين،نؤكد ان أي تساهل أو إستثناء يشكل إستهانة بدماء الأبرياء وان تنفيذ حكم القصاص العادل بباقي المدانين سينفذ بعد اصدار المراسيم الجمهورية من مجلس الرئاسة".

وعلى امتداد الاعوام الثلاثة الماضية أصدرت المحكمة الجناية العليا سبعة احكام بالاعدام بحق المجيد البالغ من العمر 68 عاما. اولها ثلاثة احكام بالاعدام في 24حزيران (يونيو) عام 2007 لدوره في عمليات "الانفال" العسكرية التي استهدفت الأكراد واستمرت من شباط (فبراير) إلى آب (أغسطس) عام 1988.

واصدرت المحكمة الجنائية العليا انذاك ثلاثة احكام بالاعدام بحق المجيد لارتكابه جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وابادة جماعية. وقد تلا رئيس المحكمة الحكم ضد المجيد وقضى بالاعدام شنقا حتى الموت ثلاث مرات بتهمة اصدار اوامر بتنفيذ عمليات عسكرية شاملة ومنهجية ومنظمة بمختلف الاسلحة ومنها الكيمياوية بالطائرات والمدفعية والراجمات ما نتج منه هلاك آلاف الاكراد واحتجاز آلاف اخرين مات الكثير منهم مع اختفاء آلاف أيضاً وجدت جثثهم في مقابر جماعية.

وصدر الحكم الثاني في كانون الاول (ديسمبر) عام 2008 بسبب مشاركته في قمع الشيعة. فيما صدر الحكم الثالث بإعدامه على خلفية دوره في قتل وتشريد مواطني جنوب العراق بين عامي 1991 و1999.. اما الرابع فكان في كانون الثاني (يناير) عام 2010 لدوره في ضرب مدينة حلبجة الكردية الشمالية بالاسلحة الكيمياوية عام 1988.

وقد ولد علي حسن المجيد التكريتي ابن عم صدام حسين عام 1941 في قرية العوجة التابعة لمدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين حاليا. وبدأ حياته شرطيا في محافظة كركوك الشمالية ثم أصبح مرافقا لوزير الدفاع العراقي السابق حماد شهاب مطلع سبعينات القرن الماضي بعد أن انتمى إلى حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم آنذاك.

وقد تدرج في الرتب العسكرية بالترافق مع صعوده في صفوف حزب البعث وكان أول بروز له عام 1979 حين طالب صدام حسين الذي تولى سدة الحكم انذاك بالتخلص من القيادي البعثي عبد الخالق السامرائي أثناء محاكمة صدام بنفسه لعدد من قياديي البعث في قاعة المجلس الوطني بتهمة التآمر على نظام الحكم.

واشتهر المجيد بقسوته الشديدة وولائه الكبير لصدام كما لقب باسم "علي كيماوي" بسبب قيادته لعمليات قصف المناطق الكردية بالاسلحة الكيماوية وعلى رأسها مدينة حلبجة التي قصفت عام 1988 حيث كان المجيد قد عين مسؤولا رسميا عن منطقة شمال العراق في ذلك الوقت ليبدأ حملة على الاكراد وصفت بانها ابادة جماعية راح ضحيتها عشرات الآلاف من الاكراد. واصدر المجيد مرسوما في الثالث من كانون الثاني (يناير) عام 1987 يؤكد على القوات العراقية قتل أي انسان او حيوان في المنطقة التي شهدت اعمالا مسلحة ضد النظام السابق.

وبعد احتلال القوات العراقية للكويت في الثاني من آب (اغسطس) عام 1990 تم تعيين المجيد محافظا لما اسمته السلطات العراقية وقتها "المحافظة العراقية رقم 19" لكن تم اقصاؤه من منصبه لاحقا في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1990. وواصل المجيد عملية قمع معارضي صدام اذ قام في عام 1991 وبعد انتهاء حرب الخليج الثانية في آذار (مارس) بقمع انتفاضة جنوب العراق والتي راح ضحيتها آلاف العراقيين.

وقد عينه صدام حسين وزيرا للداخلية ثم وزيرا للدفاع بين عامي 1991 و 1995 ثم اعفي من المناصب الوزارية الا انه استمر في شغل موقعه كعضو في مجلس قيادة الثورة ومسؤول عن حزب البعث في محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت (180 كم شمال غرب بغداد) مسقط رأس صدام حسين.

وفي عام 1995 اثبت المجيد ان ولاءه لصدام حسين فوق كل شيء اذ قاد ما اسمته الصحف العراقية الرسمية انذاك "الصولة الجهادية" لعقاب ابني اخيه حسين كامل المجيد وصدام كامل المجيد وهما في الوقت نفسه زوجا ابنتي صدام على فرارهما الى الاردن لمدة ثمانية اشهر وانتهى الامر بقتلهما وقتل ابيهما شقيق المجيد وغيرهم ممن وصفتهم السلطة وقتها بـ "الخونة" من الاسرة.

وكان المجيد قد قام بجولة دبلوماسية مبعوثا عن صدام في كانون الثاني (يناير) عام 2003 الى سوريا ولبنان في الوقت الذي شهد تصاعد الازمة بين العراق والولايات المتحدة. غير ان جولته قوبلت بصعاب كثيرة فقد اخبر المسؤولون المصريون الحكومة العراقية بانهم لن يرحبوا به في القاهرة كما رفضت الاردن استقباله وطالب رئيس منظمة حقوق الانسان الدولية باعتقاله ومحاكمته.

وقبل بداية هجوم القوات الاميركية والبريطانية في العراق عام 2003 قام صدام حسين بتعيين المجيد قائدا للمنطقة الجنوبية حيث لم يشغل المجيد في السنوات الاخيرة أي منصب وزاري حتى اصدر صدام حسين قرارا في 15 آذار (مارس) عام 2003 بتعيينه قائدا لجنوب العراق وذلك بعد تقسيم العراق الى اربعة اقاليم بهدف تنظيم الوضع عسكريا استعدادا للحرب. وقد شاع في وقتها ان علي حسن المجيد قد مات اثر قصف جوي على منزله الكائن في البصرة وانه قضى مع حارسه الشخص الا انه ثبت عدم صحة الخبر.

وتم القاء القبض على المجيد في مدينة سامراء شمال بغداد في 21 آب (أغسطس) عام 2003 من قبل القوات الأميركية. وفي 21 آب (أغسطس) عام 2006 بدأت محاكمة مسؤولين عراقيين سابقين عن قضية الانفال لابادة الاكراد. وبذلك كانت الأنفال هي القضية الثانية التي حوكم عليها صدام حسين وعدد من أعوانه بعد قضية الدجيل. وأعدم الرئيس السابق صدام حسين في نهاية كانون الاول (ديسمبر) عام 2006 بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الانسانية لقتل 148 عراقيا عقب محاولة اغتياله عام 1982.

واختفى نحو 290 الف شخص في العراق خلال حكم صدام من عام 1979 الى عام 2003 وفقا لتقديرات منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان ومقرها نيويورك. وأنشئت المحكمة الجنائية العراقية العليا بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 لمحاكمة أعضاء حكومته السابقين.
علي حسن المجيد.. في سطور

* علي حسن المجيد. ابن عم الرئيس العراقي السابق صدام حسين ويعرف باسم "علي كيمياوي" لاتهامه باستخدام الاسلحة الكيماوية القاتلة ضد الاكراد في شمال العراق أواخر ثمانينات القرن الماضي.

ـ انحدر من مدينة تكريت (180 كلم شمال بغداد) ومن رفاق الدرب الاوائل لصدام ومن أوفى الأوفياء له.
ـ رقيب اول (رئيس عرفاء) في الجيش العراقي وبعد تولي حزب البعث السلطة عام 1968 تدرج بالمناصب حتى وصل الى رتبة فريق أول ركن في الجيش العراقي.
ـ كان المجيد الذراع الايمن لصدام وكان يكلف بتنفيذ المهمات ذات الطابع الدموي.
ـ في اذار ( مارس) عام 1987 عين مسؤولا عن حزب البعث في منطقة كردستان العراق وسيطر على الشرطة والجيش والميليشيات في هذه المنطقة.

ـ بعد شهرين من توليه هذا المنصب قام الجيش العراقي بعملية إخلاء واسعة لمناطق عدة في كردستان، إذ اقتيد سكان وماشيتهم بالقوة الى مناطق صحراوية متاخمة للحدود الأردنية والسعودية أي بعيدا عن مناطق وجود الاكراد. وشكل ذلك بداية لسياسة "الارض المحروقة" التي اعتمدت في كردستان العراق وتعززت بعد ان دعم الاكراد هجوم "نصر 4" الذي شنته ايران على العراق في حزيران (يونيو) عام 1987.
ـ في 17 و18 آذار (مارس) عام 1988 تم قصف مدينة حلبجة الكردية (50 ألف نسمة) بالقنابل الكيماوية حيث تتراوح التقديرات الكردية لأعداد القتلى بين اربعة وسبعة آلاف في هذه العملية بينهم نساء وأطفال.

ـ اوكلت إليه مهمة اعادة بناء مدن الجنوب العراقي التي دمرتها الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980 و 1988.
ـ في آب ( اغسطس) عام 1990 عين حاكما للكويت تحت الاحتلال العراقي حيث عمد الى إخماد جميع جيوب المقاومة هناك قبل ان يعود ليشغل منصبه مجددا كوزير للشؤون المحلية في شباط (فبراير) عام 1991.
ـ في اذار (مارس) عام 1991 لعب المجيد دورا اساسيا في قمع الانتفاضة الشعبية في جنوب البلاد والتي يطلق عليها الشيعة تسمية "الانتفاضة الشعبانية" لان اندلاعها صادف شهر شعبان.

ـ عين وزيرا للداخلية ثم وزيرا للدفاع من 1991 الى 1995 ثم أعفي من المناصب الوزارية إلا انه استمر في شغل موقعه عضوا في مجلس قيادة الثورة.
ـ أقدم المجيد في شباط (فبراير) عام 1996 على قتل كل من حسين وصدام كامل صهري صدام وهما ابنا أحد أشقائه "غسلا للعار" فور عودتهما من الاردن التي كانا قد فرا اليها مع عائلتيهما عام 1995 في خطوة وصفت بأنها تأتي لإثبات ولائه المطلق لصدام حسين.

ـ عين وهو عضو بمجلس قيادة الثورة أعلى هيئة حاكمة في عهد صدام مسؤولا عن المنطقة العسكرية الجنوبية لمواجهة الاجتياح الاميركي البريطاني الذي بدأ في 20 آذار (مارس) عام 2003.

ـ اعلن التحالف الاميركي البريطاني في السابع من نيسان ( ابريل) عام 2003 ان المجيد قتل في قصف على مدينة البصرة الجنوبية لكن وزير الدفاع الاميركي انذاك دونالد رامسفيلد عاد واعلن في حزيران (يونيو) من العام نفسه ان المجيد لا يزال على قيد الحياة.
أحتل الرقم 5 في قائمة المطلوبين من كبار المسؤولين العراقيين السابقين الـ 55 لدى القوات الأميركية.

ـ ألقي القبض عليه في 21 (اب) أغسطس عام 2003.
_ نفذ فيه حكم الاعدام شنقا في 25 كانون الثاني (يناير) عام 2010 بعد ثمانية ايام من صدور اخر حكم بالاعدام ضده
تنفذ ستة أحكام بالإعدام بحق علي الكيمياوي %D8%B9%D9%84%D9%8A%20%D8%AD%D8%B3%D9%86