الفيلم بالألوان الطبيعية والسيناريو أبيض وأسود

أزمة الفيلم هى بالأساس أزمة بطله الشاب "يوسف" (كريم قاسم) الذى التحق بكلية الفنون الجميلة لكى يصبح مهندسًا للديكور، لم يكن يستهدف إرضاء نفسه مواهبه ولكن إرضاء أمه التى قامت بتربيته بعد وفاة والده، فى الأيام الأولى بعد دخوله الكلية تصدمه الأجساد العارية التى يطلب الأستاذ من طلبته أن يقوموا برسمها.

وينطلق الفيلم الذكى من أزمة الجسد العارى لشاب يطارده هاجس الحلال والحرام إلى مستوى أعمق عندما تتم تعرية نفوس شخصيات الفيلم وتناقضاتهم، نكتشف أن "يوسف" عانى دومًا من الوحدة ومن سيطرة أمه ورغبتها أن يكون طبيبًا.

وعندما تبدأ علاقته مع زميلته الشابة "إلهام" (يسرا اللوزى) سرعان ما يصدمه إعلانها أن الفن حرام، ثم ارتداؤها النقاب، تتحول تجربة الدراسة فى كلية الفنون الجميلة إلى تجربة كاشفة خاصة عندما تظهر أشباح تطارد "يوسف" تعبر عن هواجسه الدينية رغم ظهور هذه الأشباح فى صورة شخصيات يعرفها مثل أمه، ومثل ذلك الرجل العجوز الذى يحترف العمل كموديل بعد فشله فى كلية الفنون (سعيد صالح)، ومثل ذلك الداعية الذى استمع إليه والذى يشبه بوضوح "عمرو خالد" ومثل عاهرة محترفة قام برسمها ذات مرة فى لحظة إبداع، كلها أشباح تكدر حياته وتجعله أشبه بكائن مُعلَّق فى الهواء.

ويزيد من أزمته شعوره بالاغتراب فى الكلية وسط شخصيات مأزومة مثل زميله علىّ الذى يتورط فى علاقة جسدية مع زميلته هدى تنتهى بحلها ومثله زميله إبراهيم الذى يعمل خادمًا للأساتذة حتى يصبح معيدًا، ومثل أساتذته كالدكتور "عزيز" الذى يكلف طلابه بنسخ لوحاته ليبيعها بعد إضافة توقيعه عليها.

كان غريبًا بالفعل أن تنتهى رحلة "يوسف" الكابوسية بمحاضرة يلقيها أمام لجنة تحكيم عمله الفنى ويفهم منها أنه عرف طريقه، وأن تمنحه اللجنة تقديرًا يجعله من الناجحين، وكان الأغرب أن يظهر فى النهاية وسط أشباح رغم افتراض تخلصه منها بعد الخلاص.

مشكور اخى استار

المرور على المواضيع وتحفيز كاتبها بعبارة شكراً او يعطيك العافية او او او
تزيد من نشاط العضو فى المنتدى ويسارع بنشر المواضيع القيم فى جميع ارجاء المنتدى فلماذا لا نشكر صاحب الموضوع ولو حتى بكلمة بسيطة وهى شكراً هى كلمة بسيطة لكن مضمونها كبير وكبير جداً......لصاحب الموضوع
*****
كل الشكر لمن قام بالرد على جميع مواضيعى فى جميع ارجاء المنتدى

بارك الله فيك على ما طرحت