قصه للمجاهد عبدالحميد المالح الغيثى

بقلم

أميرة المالح
لم اتمكن من الحصول على معلومات كثيرة من والدى حول قصة ذهابه للجهاد عام 1948م بالاراضى الفلسطينية ولهذا اصبحت احاول اقتناص فرص زياراته لى فى مدينة درنة
المجاهد عبدالحميدبوعجيلة الطيب الغيثى(المالح)

للحصول على معلومات وافية ومتكاملة.وفى احدى زيارته وبالتحديد يوم السبت الموافق.11/4/2009ف على تمام الساعة الحادية عشر مساء كنا فى جلسة عائلية تحدثنا فيها عن مواضيع عدة ثم خطر لى ان انتهز هذه الفرصة ليحدثنا عن قصته مع الجهاد واحببت ان يكون هذا الحديث موثق بالصوت والصورة ,وطلبت من زوجى اقويدرالغيثى ان يجرى معه الحوار واقوم انا بالتوثيق. البداية كانت بطاقة تعريف به:الاسم:عبدالحميد بوعجيلة الطيب الغيثى.الملقب بـ (المالح) من مواليد منطقة القبة1926م,مقيم بمدينة (طبرق) قبل ان يسترسل فى الحديث اشعل سيجارتة متهيئا للسرد قال والدى فى تلك الفترة كنا شباب يتدفق فينا عشق الوطن وحب التضحية فى سبيل الاراضى العربية وماكنا نفرق بين العرب , وكان الهدف واحد تنادينا من جميع المدن اعنى المنطقة الشرقية خرجنا من مدينة طبرق وعندما وصلنا سرور) سودانى الجنسية وكان رفاقى المجاهدين،المجاهد على اشتيوى الرفادى من القبة ومحمدسعدالضاوى من القبة ,وبالقاسم سالم المسمارى من بنغازى،وادريس العيساوى من بنغازى ,ومحمدجادالله من اجدابيا،واعبيدالله عوض الشاعرى من درنة ,وادريس بكير من درنة ,وفتح الله المزينى من ام الرزم واخرون لم تسعفنى بل خانتنى الذاكرة فى ذكرهم وبعد مدة التدريب توجهنا فى القطارالى منطقة (بشر) وبقينا فى مصر لمدة سبعة عشر يوما ثم انتقلنا فى الحافلات واستمر بنا المشوارحتى حدود فلسطين (رفح) ثم واصلنا الرحلة سيراعلى الاقدام حتى وصلنا (خان يونس) صباحا وهناك قاموا بتسليمنا الاسلحة وكانت الاسلحة متنوعة من (الرشاشات والمدافع ,نوع انجليزى وايطالى ) ثم انتقلنا الى معسكر(ديرالبلح) وكان عددالليبيين (250) بالاضافة الى عدد (10) من اليمنيين وكانت اولى المعارك فى (ديرالبلح) انتصارا ساحقا للمجاهدين بتدمير دبابتين اسرائيليتين واسر عشر دبابات اخرى استلمها الجيش المصرى ولم يرغب المجاهدين الليبيين بتسليم الدبابات للجيش المصرى لانهم هم من قاموا بأسرها ,وكانت المواقع الحربية قريبة جدا من بعضها وكانت بالشكل التالى

(موقع لليهود)(موقع للعرب) ثم انتقلنا الى منطقة اعتقد انها تسمى (عراق السودان) اسم هذه المنطقة فقط قد ذهب من الذاكرة واتمنى ان يكون هو الاسم , وقد مكثنا بها قرابة الشهر والنصف وخضنا فيها قرابة الخمس معارك ثم انتقلنا الى منطقة(بئرالسبع)ولم نبقى طويلا وانتقلنا الى منطقة (الخليل) وهى فى مساحة مدينة درنة ثم توجهنا الى منطقة بيت لحم التى تبعد عن القدس بمسافة (80)كم,,وقد عسكرنا بها وقمنا بعدة هجمات على مواقع الليهود فى منطقة(رامات رحيل)وكنا كل ماحررنا موقع فى المساء يتم ترجعه لليهود فى الصباح وهذادليل على خيانة الملك عبدالله بن طلال فى ذلك الوقت وبعد ثلاث ا شهرمن وجودنا فى ارض المعارك اصبت فى المعركة وفى نفس المنطقة وكان برفقتى فى الخندق.


صفحة مشرقة فى ذاكرة والدى

أميرة المالح
( اقرأ للكاتب )

تاريخ المقال : 23/4/2009


لم اتمكن من الحصول على معلومات كثيرة من والدى حول قصة ذهابه للجهاد عام 1948م بالاراضى الفلسطينية ولهذا اصبحت احاول اقتناص فرص زياراته لى فى مدينة درنة

المجاهد عبدالحميدبوعجيلة الطيب الغيثى(المالح)

للحصول على معلومات وافية ومتكاملة.وفى احدى زيارته وبالتحديد يوم السبت الموافق.11/4/2009ف على تمام الساعة الحادية عشر مساء كنا فى جلسة عائلية تحدثنا فيها عن مواضيع عدة ثم خطر لى ان انتهز هذه الفرصة ليحدثنا عن قصته مع الجهاد واحببت ان يكون هذا الحديث موثق بالصوت والصورة ,وطلبت من زوجى اقويدرالغيثى ان يجرى معه الحوار واقوم انا بالتوثيق. البداية كانت بطاقة تعريف به:الاسم:عبدالحميد بوعجيلة الطيب الغيثى.الملقب بـ (المالح) من مواليد منطقة القبة1926م,مقيم بمدينة (طبرق) قبل ان يسترسل فى الحديث اشعل سيجارتة متهيئا للسرد قال والدى فى تلك الفترة كنا شباب يتدفق فينا عشق الوطن وحب التضحية فى سبيل الاراضى العربية وماكنا نفرق بين العرب , وكان الهدف واحد تنادينا من جميع المدن اعنى المنطقة الشرقية خرجنا من مدينة طبرق وعندما وصلنا سرور) سودانى الجنسية وكان رفاقى المجاهدين،المجاهد على اشتيوى الرفادى من القبة ومحمدسعدالضاوى من القبة ,وبالقاسم سالم المسمارى من بنغازى،وادريس العيساوى من بنغازى ,ومحمدجادالله من اجدابيا،واعبيدالله عوض الشاعرى من درنة ,وادريس بكير من درنة ,وفتح الله المزينى من ام الرزم واخرون لم تسعفنى بل خانتنى الذاكرة فى ذكرهم وبعد مدة التدريب توجهنا فى القطارالى منطقة (بشر) وبقينا فى مصر لمدة سبعة عشر يوما ثم انتقلنا فى الحافلات واستمر بنا المشوارحتى حدود فلسطين (رفح) ثم واصلنا الرحلة سيراعلى الاقدام حتى وصلنا (خان يونس) صباحا وهناك قاموا بتسليمنا الاسلحة وكانت الاسلحة متنوعة من (الرشاشات والمدافع ,نوع انجليزى وايطالى ) ثم انتقلنا الى معسكر(ديرالبلح) وكان عددالليبيين (250) بالاضافة الى عدد (10) من اليمنيين وكانت اولى المعارك فى (ديرالبلح) انتصارا ساحقا للمجاهدين بتدمير دبابتين اسرائيليتين واسر عشر دبابات اخرى استلمها الجيش المصرى ولم يرغب المجاهدين الليبيين بتسليم الدبابات للجيش المصرى لانهم هم من قاموا بأسرها ,وكانت المواقع الحربية قريبة جدا من بعضها وكانت بالشكل التالى

(موقع لليهود)(موقع للعرب) ثم انتقلنا الى منطقة اعتقد انها تسمى (عراق السودان) اسم هذه المنطقة فقط قد ذهب من الذاكرة واتمنى ان يكون هو الاسم , وقد مكثنا بها قرابة الشهر والنصف وخضنا فيها قرابة الخمس معارك ثم انتقلنا الى منطقة(بئرالسبع)ولم نبقى طويلا وانتقلنا الى منطقة (الخليل) وهى فى مساحة مدينة درنة ثم توجهنا الى منطقة بيت لحم التى تبعد عن القدس بمسافة (80)كم,,وقد عسكرنا بها وقمنا بعدة هجمات على مواقع الليهود فى منطقة(رامات رحيل)وكنا كل ماحررنا موقع فى المساء يتم ترجعه لليهود فى الصباح وهذادليل على خيانة الملك عبدالله بن طلال فى ذلك الوقت وبعد ثلاث ا شهرمن وجودنا فى ارض المعارك اصبت فى المعركة وفى نفس المنطقة وكان برفقتى فى الخندق.

(امباشى )ادريس العيساوى من مدينة بنغازى ,وقام بأنقاذى معرضا نفسه للموت المجاهد (جادالله محمدالدرسى )من منطقة اجدابيا, واننى مدين له بحياتى ,اما الذي استشهد فى هذه المعركة ,اعبيدالله عوض الشاعرى،واصبت انا وقدتم اسعافى ونقلت الى المستشفى الفرنسى بفلسطين , وكان يزورنى ويطمئن على صحتى,

المجاهد (بالقاسم سالم المسمارى)من مدينة بنغازى حيث مكثت بالمستشفى لمدة خمسة وعشرون يوما الى ان جاء المجاهد المسمارى بسيارة من الهلال الاحمر لنقلى الى المستشفى العسكرى (حلمية الزيتون) فى القاهرة وقد قام على متابعة صحتى وعلاجى الدكتور (يوسف عطية )وكانت فى جسدى عدة اصابات وكسور وقرر الاطباء بتر ساقى ولكن كانت تشرف على تمريضى الممرضة تدعى (شويكارعبدالمنعم الخديوى ) طلبت منى ان ارفض ولااقبل ببتر ساقى لانها متأكدة ان العلاج سيعطى نتائج ممتازة غير البتر, فى هذه اللحظة رفع والدى يديه الى السماء داعيا لها بالأجر والثواب وحسن الخاتمة لمعاملتها ورفقتها الطيبة , ثم استطرق قائلا استمر العلاج لمدة عام ونصف, ثم خرجت من المستشفى وبقيت فى الفندق لمدة شهرين وبعدها عدت الى المعسكر من جديد حيث رافقنى النقيب محمد سرور حتى الحدودالليبية وقمنا بالتقاط الصورالتذكارية ثما تعانقنا عناق الوداع وعدت الى مدينة (طبرق) وعندوصولى الى مدينة طبرق التقيت بأحدالاقارب فأخبرنى بأن اسرتى قد وصلتهم معلومات تؤكد استشهادك فى الحرب واقاما المأتم منذوفترة وبالصدفة دخلنا محل تجارى فوجدنا شقيقى( مراجع بوعجيلة) فى البداية لم يصدق ثم عانقنى وطلب منى ان نذهب الى شقيقنا الاكبر فى مدينة (ابشارة) وعندما وصلنا توجهنا الى منزل شقيقنا الذى قام بأطلاق عيارات نارية تعبيرا عن فرحته وتعالت الزغاريد ونصبت خيام العرس احتفالا بعودتى وكان الجميع فى سعادة الا اننى كنت حزين لاننى لم انل شرف الشهادة. وقدمنحت وسام الجهاد وحضيت بأهتمام الصحفيين بأجراء عدة لقاءت كما صدر كتاب يتحدث عن جهاد الليبيين فى فلسطين,,واننى اعتبر ماقمت به مفخرة لكل الليبيين ولاابنائى وقبيلتى وسيظل يذكرنا التاريخ بكل شموخ وكبرياء وستظل صور رفاقى فى الجهاد راسخة فى ذاكرتى ماحييت..

مشكور اخى بوفرقه على الاخباراحسنت الآختيــار وبارك الله فيك مشكور
على اشتيوى امعيوف الرفادى

الكتاب الذى ذكره المجاهد عنوانه لمن يريد الاطلاع عليه
(مواقف من جهاد العرب الليبين بفلسطين /1948-1949)
السنوسى محمد شلوف
منشورات دار افريقيا للطباعة والنشر والانتاج الفنى
[center]فينا- النمسا
الطبعة الاولى 1985م
وقد اطلعت عليه شخصيا .

اشكرك جزيل الشكر على نشر ماكتبته عن والدى لاننا بهذه السير العطرة نفتخر بكل ابائنا واجدادنا الين سطروا هذه الملاحم ا لرائعة من اجل الوطن الغالى ابنة المجاهد

مشكور بوفرقه للمعلومات عن هذا المجاهد

رجال صدقوا ماعهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا..... شكرا يابوفرقه....والشكر موصول لجميع الاخوةوالاخوات.......

مشكورين على المرور بارك الله فيكم