نسبة الشركات المفلسة سنوياً في العالم عالية جداً

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-03-06, 7:48 am

برلين: يعتبر الوقت الحاضر من أصعب الأوقات التي يمر فيها الاقتصاد العالمي والألماني أيضاً بالنسبة إلى رجال الأعمال، لذا فإن إيجاد موطأ قدم في عالم الاقتصاد الآن وتحقيق نجاح فيه هو بحد ذاته منافسة قوية جداً، لأن الفرصة الواحدة يريد الآلاف اقتناصها.

وفي هذا الصدد يقول غرهادر فوكس أحد الاقتصاديين، الذين شاركوا في وضع تقرير عن "نصائح للجيل الجديد من أجل النجاح" إنه في السابق كان يتنافس على قالب الحلوى عدد محدد، بينما تحاول الآن أعداد لا حصر لها نيل قسم منها، ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، على صياد الفرص أن يعرف ما يجب القيام به.

وظهر هذا التقرير، حسب قول فوكس، من أجل تشجيع الملايين من الشباب خوض غمار عالم الأعمال لتحريك الاقتصاد الألماني، وعليه يجب التسلح بالأفكار من أجل تفادي الإفلاس والخسائر. إذ إن نسبة الشركات الصغيرة، وتعتبر أحد أهم أعمدة الاقتصاد، التي تعلن إفلاسها سنوياً عالية جداً، فالنجاح يصيب واحد من كل خمسين ألف شركة صغيرة ومشروع صغير، ويقع أصحابها بعدها تحت عبأ الديون.

ويمكن القول إن التقرير هو مجموعة من النصائح، بناء على خبرات رجال أعمال ومدراء ومشاهير في عالم الاقتصاد والمال، من بينها نتيجة تجارب فاشلة، وأخرى ناجحة. فهو يشير في المقدمة إلى أن الدخول إلى عالم الأعمال ليس بالمسألة السهلة، فالمرء يحتاج الكثير من التجربة، لكي يتمكن من جمع الخبرة الكافية لتحقيق النجاح الذي يطمح إليه، وخير من يقدم النصيحة في هذا المجال هم أولئك الذين تمكنوا من الوصول إلى القمة، بفضل الكثير من خبراتهم ومواظبتهم، وهنا لا يحتاج الأمر الكثير من الذكاء، بل إلى الإدراك لتحقيق النجاح في عالم الأعمال.

ويقدم التقرير عدداً من النصائح التي تفيد خاصة الشباب (النصحية للرجل وللمرأة على السواء) من أجل تكوين مكانة لهم في عالم المال والأعمال، من أهمها، أولاً الاستعداد للمخاطرة: فعند اتخاذ قرار لخوض غمار عالم الأعمال أو المقاولة، فإن بعض المخاطر هنا أو هناك أمر لابد منه، طالما أنها مغامرة محسوبة. وعندما يقرر المرء القيام بمشروع، يجب أن يسأل نفسه أولاً، هل ستنجح الفكرة، وهل ستجد من يدفع مقابلاً لها؟، وبالتالي فإنه، من خلال الأسئلة التي يطرحها المرء على نفسه، تصبح لديه فكرة إلى حد ما عن النجاح الذي يمكن أن يحققه، ومدى المخاطر التي سيخوضها، وهي لا بد منها في أي مشروع جديد، وعليه يجب أن يكون مستعداً لتقويم هذه المخاطر بشكل فعال وصريح وبعيد من الخيال.

وفي هذا المجال، يذكر التقرير أن أكثر من 4 ملايين مشروع صغير في ألمانيا لم يشهد سوى 300 منه ازدهاراً ونجاحاً أو تطوراً، وبالتالي يجب على الباحث عن النجاح أن يضع هذه الصورة في ذهنه، ويفكر فيها بشكل متواصل.

النصيحة الثانية هي أن الفرص يجب أن تستغل، لكنها قلما تأتي من دون أن يرافقها الكثير أو القليل من المخاطر، بغض النظر عن مستوى الذكاء الذي يتمتع به الذي يخوض التجربة، لذا يتوجب عليه عندما تأتيه فرصة أن يعرف كيف يستغلها، وأن يدرك إذا كانت تحتوي فعلاً على بوادر أمل تفيد في مشروع يحقق له التقدم والازدهار والربح الذي يطمح إليه. لكن يجب الحذر من الفرص الوهمية، وبالتالي فما قد يبدو بأنه فرصة يمكن أن يكون المحطة التي سوف ينهي عندها مستقبله في عالم الأعمال.

وتتمثل النصيحة الثالثة في "استثمر سوقك"، فعندما يجد المرء نفسه يقوم بعمل جيد في مكان ما، عليه أن يبقى مستمراً فيه، ويطوره بدلاً من الصعود إلى سفينة جديدة، عدا عن ذلك، يجب معرفة السوق التي يعمل فيها، واستثمار نوع السلع التي يريد الترويج لها، لأن ذلك أمر أساسي، وقاعدة يتّبعها كل رجال الأعمال الناجحون. فعلى سبيل المثال، تمكن مدير مجموعة أيزي التابعة لرجل الأعمال ستيلوس استقطاب الزبائن بتذاكر السفر جواً الرخيصة الثمن، التي مكنته من توسيع نشاطه عبر استخدام علامته التجارية المعروفة بأسعارها المتدنية بإنشاء شركة لتأجير السيارات، وأخرى لخدمات الانترنت وبطاقات الائتمان الهواتف النقالة.

النصيحة الرابعة، على من يريد أن يكون رجل أعمال، أن يكون مستعداً لأن يعمل بجد أكثر مما كان عليه في السابق، وهذا يعني أنه إذا أراد أن تظهر عضلاته في عالم الأعمال، فعليه أن يكون ملتزماً تجاه عمله، ليس فقط مائة في المائة، بل مائتين في المائة، وأن يكون متأهباً طوال 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع، ذلك إن قلة الأغنياء الكبار يقولون عكس ذلك، وعندما يبدأ مشروعه عليه أن ينسى أن هناك إجازة، ولا يتوقع أن يجلس مسترخياً لكي تنمو أمبراطوريته وتزدهر مشاريعه، فتكريس وقته الكامل للعمل أمر في غاية الأهمية، ولا شيء أقل من ذلك يفي بالغرض.

والنصيحة المهمة بالنسبة إلى النجاح هو العمل في شيء يحبه المرء، فإذا كان يقوم بشيء ما يحب أن يعمله، فهذا يعني أنه سيكون الأفضل في هذا المجال، ولكن مجرد وصوله إلى القمة لا يعني أبداً أنه يجب أن يسترخي ويرتاح، بل يجب أن يستمر في العمل بشكل مجد ومتواصل، فالمحافطة على النجاح أصعب من تحقيقه.

ويقول الاقتصادي غرهارد فوكس، على كل من يدخل ميدان الأعمال أن يكون مثل النسر، فهذا الطير الجارح يحلق في أعالي السماء، ويطلع بعينيه الخارقتين على الأرض بحثاً عن طريدة، إما في البحر أو على الأرض. كما يجب عليه أن يتمتع بنظرة خارقة للأمور، أي اختيار المجالات التي تتناسب مع قدراته الذهنية والمالية، واستغلال الفرص المناسبة في الوقت المناسب، في الوقت نفسه إدراك المخاطر التي تنتظره، وتوفر الإمكانية لديه من أجل التعامل معها. لكن أيضاً تحمل مسؤولية الأخطاء وعدم تحميلها إلى الظروف أو الآخرين، وعدم تقدير الأمور بشكل صحيح وبغير موضوعية.