قرارات صحيحة ومطلوبة في قمة سرت التاريخية

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-04-02, 9:14 am

حين كان الخطاب الشعبي الجماهيري الواسع »مطروحاً« أمام الزعماء والقادة والحكماء العرب في قمتهم بسرت، فإن ذلك يعني أن لا انفصام بين الموقف والرغبات والطموحات الرسمية والشعبية في الوطن العربي الكبير، ومثل هذه الآلية التي ترسخت في القمة أعطت بالفعل للمقررات التي خرجت عنها، هذا الزخم والمصداقية وغير ذلك من الأشياء الجوهرية التي تخدم الطموحات والأماني والآمال وحتى الأحلام التي تراود كل إنسان عربي من الماء إلى الماء، فالوحدة والاتحاد ومشروعات التكامل هي مسائل جوهرية يتسم بها الخطاب الشعبي والرسمي، وتعززت تلك الموضوعات هذه المرة وبشكل قوي حين تواجدت الجموع على أرض الجماهيرية من أقصى الوطن ـ إلى أقصاه، من موريتانيا ولبنان والعراق والسودان، وأيضاً من ستة عشر بلداً جاءت كذلك الوفود الطلابية المنضوية بالاتحاد العام للطلاب العرب. وجميعهم أسمعوا صوتهم للزعماء والقادة خلال لقائهم برئيس القمة العربية في دورتها الثانية والعشرين، الأخ قائد الثوررة الذي وعد بنقل نبض الشارع العربي إلى قمة سرت، وكما أشرنا فإن القرارات التي خرجت عن القمة جسدت رغبات وطموحات الأمة العظيمة في تطوير العمل المؤسساتي العربي المشترك، والانتقال به إلى مراحل متقدمة، إلى الاندماج والتكامل وهو، الأمر الذي أشرت عليه القرارات الخاصة بتشكيل لجنة عليا من خمسة أقطار من الجماهيرية واليمن ، ومصر ، وقطر ، والعراق وعلى مستوى رئاسي للإشراف على إعداد وثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك بحيث يتم عرض ماتتوصل إليه اللجنة العليا الرئاسية أمام قمة استثنائية تقرر عقدها في شهر التمور القادم، ومثل هذه المسائل توضح كيف أن العمل المشترك على صعيد الوطن الكبير أخذ الأولوية باعتبارها المدخل لبقية القضايا الأخرى، فصناعة القوة الاقتصادية مثلاً - هي في حد ذاتها صناعة لقوة القرار السياسي ، والموقف الموحد تجاه المشكلات والمسائل التي يتعرض لها الوطن العربي ومنذ عقود عديدة ، وخاصة منها القضية الفلسطينية ومضاعفاتها الراهنة المتمثلة في الاستهتار الصهيوني والتمادي في الإجراءات التهويدية والاستيطانية التي استمر بها الصهاينة، واستغلوا ضعف الموقف العربي في الفترة السابقة، ولكن الآن وبعد قمة سرت، فإن أعداء الأمة بصورة عامة سوف يُعيدون حساباتهم، ويفكرون ألف مرة قبل الإقدام على أي ترتيب يُسيء للأمة العظيمة التي أتخذت القرارات الصحيحة والمطلوبة في ذات الوقت في قمة سرت التاريخية.