الحمل يُخضع جسدك لتغيُّرات عدة فاستعدي لها

أنت حامل للمرة الأولى، فهل تستعدين جيداً لتلك المرحلة الجديدة في حياتك؟ إلى جانب كبر حجم البطن، سيخضع جسدك لسلسلة من التغييرات، تجعلك تشعرين أحياناً بالقلق. عليك ألا تصابي بالهلع واعلمي بأن للحمل آثاراً جانبية طبيعية عدة، سنعرض لك الأكثر شيوعاً منها وكيفية التعاطي معها.

التغيرات الجسدية التي ستشهدينها خلال الأشهر التسعة المقبلة، ستصيبك بالدهشة إلى جانب شعورك بالحيرة والقلق حيال الأعراض التي تنتابك. فما التغيُّرات الطبيعية التي تصحب الحمل عادة، وما التغيرات التي تُحتّم عليك زيارة الطبيب؟

1 النزف المهبلي البسيط: تختبر بعض النساء في خلال أول شهر من حملهن الطمث مرتين في غضون شهر واحد. صحيح أن نزول الدم أثناء الحمل يستدعي الاتصال بالطبيب، إلا أن النزف البسيط جداً، ينتج عادة عن عملية انغراس البويضة الملقحة في جدار الرحم.

في حال تأكدت من وجود الحمل، لكنك في الوقت ذاته قلقة حيال كمية الدم التي تنزفينها، يصبح من الضروري استشارة الطبيب، كي يجري لك صورة بالموجات فوق الصوتية بهدف رؤية الجنين والتأكد من أن الحمل داخل الرحم وليس خارجه.

أوجاع الساق مؤشر إما لعدم شرب كمية كافية من الماء أو نقص في مادة الكالسيومأما في حال رافق نزول الدم مغص شديد في البطن، فيجب رؤية الطبيب فوراً لاستبعاد إمكانية حدوث إجهاض.

2 وجع بسيط في البطن: مع نمو الجنين، تتمدد الأربطة والعضلات في منطقة الرحم والبطن، لاسيما في الأسبوع الـ20 من الحمل. في الإجمال، تساعد الأربطة على تثبيت الرحم في جدار الحوض، وعملية تمددها تولد شعوراً بسيطاً بالانزعاج. غالبا ما يبدأ الوجع في وسط أسفل البطن ثم ينتقل إلى محيط الوركين بشكل دائري.

هذا النوع من الألم يحصل فقط في الحمل الأول، ويمكن علاجه بوضع كمادات من الماء الفاتر على أسفل منطقة البطن، لأن الحرارة الدافئة تساعد على ارتخاء العضلات، بالتالي زوال الألم. لعلمك يزول الألم مع نمو جنينك في البطن وذلك لاعتياد الأربطة والعضلات على عملية التمدد. وفي سياق الحديث عن آثار التمدد، تشهد بعض النساء في المرحلة الثالثة من الحمل تشققات جلدية أو خطوطاً ناتجة عن كبر حجم البطن وتمدد البشرة.

3 مشكلات في الأسنان: تعاني أغلبية الحوامل وجع الأسنان وتورم اللثة ونزفها لسبب وجيه، فالجنين يحتاج إلى الكثير من الكالسيوم لتعزيز عملية نمو عظامه، وأدنى كمية من الكالسيوم تحصل عليها الحامل من الطعام أو الشراب، تذهب فوراً إلى جنينها، ما يسبب لها نقصاً في ذلك العنصر الغذائي المهم. وهذا يحتم عليك تناول مكملات الكالسيوم، وعلاج أي تسوس قبل الحمل.

4 تغير لون البشرة: تعاني 70 في المئة من النساء الحوامل من تصبغ بشرتهن واسودادها، حيث تظهر بقع على الوجه نتيجة التغيرات الهرمونية أو الجينية التي يخضع لها الجسم أثناء الحمل.

من هنا ضرورة استخدامك مرهم الوقاية من الشمس، والحد من التعرض لأشعة الشمس أثناء فترة الحمل كي لا تزيدي من عملية ظهور البقع. في الإجمال، يعود لون البشرة إلى حالته الطبيعية بعد الولادة، لكن في حال بقاء البقع يستحسن عندها رؤية اختصاصي في الأمراض الجلدية. كذلك، ينصح الأطباء بعدم استخدام مراهم تفتيح البشرة أو تناول فيتامينِ «أ» أثناء الحمل، لأن هذا الأخير يمكن أن يؤدي إلى إصابة الجنين بتشوهات، كما أن مراهم تفتيح البشرة قد تحتوي على مواد مبيّضة ومؤذية.

قد يظهر خط داكن في منتصف البطن، وقد يسود لون الحلمتين، وهذا أمر طبيعي، إذ ينتج عن زيادة مستويات هرموني الإستروجين والميلاتونين في جسمك. اعلمي أن اللون الأسود يخف تدريجياً بعد الولادة، إلا أنه في كثير من الحالات لا يزول نهائياً.

5 حيوية مؤقتة للشعر: من الآثار الجانبية الجيدة للحمل ظهور شعرك بأبهى حلته وحيويته، لكن الأمر لن يدوم طويلاً، لأن ما يجري في الواقع، هو تراجع عملية سقوط الشعر في فترة الحمل، فيبدو وكأن الشعر ينمو بكثافة. من المعروف أنه خلال الحمل تزداد مراحل نمو الشعر مقابل تراجع عدد دورات تساقط الشعر، ويحدث العكس بعد الولادة، حيث تطول مدة استراحة الشعر، وهي الفترة التي لا ينمو خلالها الشعر، ما يزيد من تساقطه فيبدو ضعيفاً وباهتاً.

من المفترض أن يعود كل شيء إلى طبيعته في خلال 15 شهراً بعد الولادة، ولكن في حال استمرار تساقط الشعر بكثافة، يجب رؤية اختصاصي في علاج الأمراض الجلدية.