إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
أيام مــن حياتــي.!!!.!!!.
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أيام مــن حياتــي.!!!.!!!.
أيام مــن حياتــي.!!!.!!!.
أيام وأيام.. مشاهد قصيرة وطويلة، فيها جــدّ وسذاجة، حمق وحكمة، ربيع وخريف، شوك وزهور، حمد وندم..دراما مستمرة باستمرار الحياة، إنها محطات كثيرة في الصغر والكبر :
ـ 1 ـ
أولى المحطات أيام الصبا، أيام الحداثة، مع الدجاجات.. فالدجاجات أهم ما تملك أمي، فإن غاب عن ذهني شيء في تلك السنين الخوالي فلن تغيب عني الدجاجات وبيضها كل صباح، فما تكاد تصيح إحداهن معلنة عن ولادتها لبيضة جديدة حتى أسرع إلى الحظيرة لجلب تلك البيضة في غير استحياء، ودون أن يوجه إليّ عتاب.. أحضر تلك البيضة وأضعها في سطل التجميع الذي يمتلئ بالبيض في غضون أيامٍ قلائل ثم أذهب به إلى السوق لأبيعه لحساب أمي بعد أن تكون قد أوصتني بأن أشتري لها كذا وكذا من حاجيات البيت.
كانت أمي مشغوفة بتربية دجاجاتها إلى درجة أنها كانت تقلي لهن الشعير وتطعمها مرتين في اليوم، إضافة إلى فتاة الخبز وبقايا الطعام والحشائش، حتى بلغ ذلك الدجاج أروع ما يكون من منظر وشكل ؛ فبالإضافة إلى سمنه وكبر حجمه فكأنما قد دُهن ريشه بالسمن، فهو يبدو لامعا من بعيد.
لقد كنت أظفر بنصيب كبير من البيض، خاصة ذلك الذي يبيضه الدجاج خارج الحظيرة، تحت شجيرات البطـّوم وبين أكوام الخبيز وداخل تجمعات الأعشاب الغزيرة، إضافة إلى ما تخصني به أمي من فواتح بيض الدجاج حتى يفتح ذهني للدرس والتحصيل، ولكني كنت غبيا بليد الذهن على الرغم من التهامي لعدد كبير من البيض البكر في كل عام.
يوما واحدا فقط امتنعت فيه عن أكل البيض ، هو ذلك اليوم الذي غاظتني فيه أمي عندما لامتني عن كسلي وخمولي حيث قالت عنّي بأني لا أحسن غير أكل البيض، أما الدفاع عن الدجاج فلا
فقد كنا في ليلة من ليالي أي النار الشتوية، إحدى الليالي الأربعين المعروفة ببردها القارص ورياحها الهوجاء، حين ساقت أمي عنزاتها إلى حظيرة بجنب كوخنا، لا تبعد كثيرا عن حظيرة الدجاج.. العنزات من بين الأشياء التي تعتبرها أمي ملكا لها طالما تشملهن برعايتها.. عندما أغلقت على عنزاتها الباب واطمأنت على دجاجاتها دخلت لتنام، بعد أن أبعدت كانون النار ودفنت أكبر جمرة فيه وسط رماده المتكدس لتبقى حية حتى الصباح فتذكي بها النار من جديد.
لقد خلدنا جميعا إلى النوم، فالجو لا يشجع على السهر، حتى إنك إذا تركت جزءا من جسمك غير مغطى فسرعان ما تشعر بتجمده، فالكل ملتفّ بغطائه ويميل إلى النعاس، خاصة أن رخات المطر على الكوخ وزئير الريح القوية يغريان بالنوم.
في الهزيع الثالث من الليل بدا لي وكأنني أسمع صياح دجاجة، وكان النوم ما يزال يسيطر عليّ مما جعل صوت الدجاجة غارقا وكأنه يأتي من غور عميق.. إنها إحدى دجاجات أمي بالتأكيد وجزءا من رأس مالها الذي تفخر به، فلماذا لا أنهض واستطلع الأمر ؟ ولكن النوم يغالبني على النهوض لنجدة الدجاجة التي تستغيث.. لقد نازعني قلبي ولكن النوم غلبني والبرد منعني واختفى صوت الدجاجة فركنت إلى الدفء وعدت إلى أحلامي.
في الصباح صحوت على صرير الميزاب المثبت في الكوخ بسلك من الحديد لا يكفّ طرفه عن إصدار نقرات متوالية مستمرة ما استمرت الريح، وصوت أمي المبحوح ممزوج بصوت العاصفة وقرقعة الأشياء من حولها تبينت منه أن الثعلب قد سطا على حظيرة الدجاج، ولما سمعت ذلك قفزت من فراشي دون مقدمات واندفعت نحو مكان الحادث، فرأيت الريش مبعثرا في كل مكان، كما رأيت أمي ترمقني بنظرة فيها سخرية وفيها ندم على فقد دجاجتها بين فكي الثعلب اللئيم...
كانت أمي مشغوفة بتربية دجاجاتها إلى درجة أنها كانت تقلي لهن الشعير وتطعمها مرتين في اليوم، إضافة إلى فتاة الخبز وبقايا الطعام والحشائش، حتى بلغ ذلك الدجاج أروع ما يكون من منظر وشكل ؛ فبالإضافة إلى سمنه وكبر حجمه فكأنما قد دُهن ريشه بالسمن، فهو يبدو لامعا من بعيد.
لقد كنت أظفر بنصيب كبير من البيض، خاصة ذلك الذي يبيضه الدجاج خارج الحظيرة، تحت شجيرات البطـّوم وبين أكوام الخبيز وداخل تجمعات الأعشاب الغزيرة، إضافة إلى ما تخصني به أمي من فواتح بيض الدجاج حتى يفتح ذهني للدرس والتحصيل، ولكني كنت غبيا بليد الذهن على الرغم من التهامي لعدد كبير من البيض البكر في كل عام.
يوما واحدا فقط امتنعت فيه عن أكل البيض ، هو ذلك اليوم الذي غاظتني فيه أمي عندما لامتني عن كسلي وخمولي حيث قالت عنّي بأني لا أحسن غير أكل البيض، أما الدفاع عن الدجاج فلا
فقد كنا في ليلة من ليالي أي النار الشتوية، إحدى الليالي الأربعين المعروفة ببردها القارص ورياحها الهوجاء، حين ساقت أمي عنزاتها إلى حظيرة بجنب كوخنا، لا تبعد كثيرا عن حظيرة الدجاج.. العنزات من بين الأشياء التي تعتبرها أمي ملكا لها طالما تشملهن برعايتها.. عندما أغلقت على عنزاتها الباب واطمأنت على دجاجاتها دخلت لتنام، بعد أن أبعدت كانون النار ودفنت أكبر جمرة فيه وسط رماده المتكدس لتبقى حية حتى الصباح فتذكي بها النار من جديد.
لقد خلدنا جميعا إلى النوم، فالجو لا يشجع على السهر، حتى إنك إذا تركت جزءا من جسمك غير مغطى فسرعان ما تشعر بتجمده، فالكل ملتفّ بغطائه ويميل إلى النعاس، خاصة أن رخات المطر على الكوخ وزئير الريح القوية يغريان بالنوم.
في الهزيع الثالث من الليل بدا لي وكأنني أسمع صياح دجاجة، وكان النوم ما يزال يسيطر عليّ مما جعل صوت الدجاجة غارقا وكأنه يأتي من غور عميق.. إنها إحدى دجاجات أمي بالتأكيد وجزءا من رأس مالها الذي تفخر به، فلماذا لا أنهض واستطلع الأمر ؟ ولكن النوم يغالبني على النهوض لنجدة الدجاجة التي تستغيث.. لقد نازعني قلبي ولكن النوم غلبني والبرد منعني واختفى صوت الدجاجة فركنت إلى الدفء وعدت إلى أحلامي.
في الصباح صحوت على صرير الميزاب المثبت في الكوخ بسلك من الحديد لا يكفّ طرفه عن إصدار نقرات متوالية مستمرة ما استمرت الريح، وصوت أمي المبحوح ممزوج بصوت العاصفة وقرقعة الأشياء من حولها تبينت منه أن الثعلب قد سطا على حظيرة الدجاج، ولما سمعت ذلك قفزت من فراشي دون مقدمات واندفعت نحو مكان الحادث، فرأيت الريش مبعثرا في كل مكان، كما رأيت أمي ترمقني بنظرة فيها سخرية وفيها ندم على فقد دجاجتها بين فكي الثعلب اللئيم...
ـ 2 ـ
في بعض الأحيان أتسلل إلى دار الخيالة فأمضي في مشاهدتها جزءا من الليل على حين غرة من الكبار الذين لا يولونني تمام الرضا عن ذلك التأخر، أخي الأكبر أشاع بأن في الطريق عفريتا يظهر عند صخرة لا تبعد عن البيت كثيرا، تلك أعاقت خروجي في الليل، كنت شجاعا ولكنه فتّ في عضدي، فما أن أعود في الليل وأصل تلك الصخرة حتى ترتعد فرائصي متصورا أشكال العفاريت وجرأتها على تخطـّف الناس فأقطع بقية المسافة إلى البيت جرياً.. وفي أحد الأيام كنت راجعا كعادتي في الليل ووصلت الصخرة وشرعت في الجري، وما أن بدأت حتى شعرت بأن شيئا يتبعني، يعدو ورائي، وزدت سرعتي فازدادت السرعة ورائي، شعرت بها كادت تلامسني وأنا أعدو نحو فجوات الضوء المنبعثة من شقوق باب كوخنا.. قفزت فوق سور الأسلاك الشائكة الذي يحيط بالكوخ المرممة فجواته ببعض العوائق وقطع الصفيح الصدئ، فشعرت بالشيء الذي يعدو ورائي يتلمس لنفسه طريقا للعبور هو الآخر، يشق طريقه محدثا جلبة،وكأنما يحشر نفسه بين الأسلاك الشائكة وعوائق الصفيح ليندفع إلى الداخل.. تأكدت هذه المرة بأن ذلك الشيء يقصدني قصداً ولا يريد سواي.. خطوات فقط وأصل باب الكوخ.. الشيء الذي ورائي يصدر صوتا مكتوما بين العواء والصفير، لكن لم أتوقف، قرعت الباب بكلتا يديّ، في الوقت الذي شعرت فيه بشيء يتسلق ظهري.. كان الرعب قد بلغ مني مبلغا بحيث لم انتبه إلى الصيحة التي صدرت مني والتي جعلت بعض النائمين في الكوخ يفيق، وعندما حضروا والتفت ورائي فإذا بكلبنا يتمسّح بي.
ـ 3 ـ
تضافر اهتمامي على حفظ (سورة البقرة)، أحفظ صفحة كل يوم، ونجحت الفكرة عندما كان التصميم.. ولأحافظ على ما حفظت أصبحت أسعى إلى المسجد كل فجر، أخلو إلى نفسي وأراجع ما درست فبل صلاة الصبح، ثم أبدأ صفحةً الجديدة.. تعودت على هذا المنوال.. كان بين بيتي والمسجد عشر دقائق، الجو رائق فقد بدأت نشاطي ذاك في الصيف، عليّ أن استغرق ستة ً وأربعين يوما، بعدد صفحات سورة البقرة.. أضحيت معجبا بنفسي بعد عدة أيام من الحفظ وداخلني شيء من عمق الإيمان والزهو.. لكن أحدهم أقتحم تلك الرتابة، كان له متجر متنقّل في كوخ صغير، يقدر الاثنان على حمله، في طريقي إلى المسجد ذات فجر وجدته مقلوبا، مبعثر البضاعة، صاحبه يندب حظه، ما أن رآني حتى أمسك بي، حمّلني المسؤولية، طلب بضاعته، أنا لا أعلم شيئا، أنا ذاهب إلى المسجد، لم يصدق، ظل ممسكا بي، أنا آخر أمل له في بضاعته المسروقة، هكذا لمست في لهجته.. ما هذه الورطة ؟ لم أفكر يوما بأني سأقع في هذا المطب.. قريبا سيطلع الصبح وتمر السابلة وينكشف الضوء ويُعرف وجهي ، كنت حينها فتىً قويا دون العشرين، أجيد اختراق الضاحية.. تفحصت الرجل الممسك بي، إنه أقوى مني بالتأكيد، لكنه لن يشق غباري إذا شرعت في الجري.. انتهزت لحظة ارتخاء قبضته وجذبت نفسي منه جذبة قوية ليصبح بيني وبينه عشرين مترا منذ القفزة الأولى، وحجارة قوية أطلقها تمرّ قريبة من رأسي ، أوشك أن يصُمّ صوتها أذني، لو أصابتني لكانت القاضية.
ـ 4 ـ
منذ نعومة أظفاري كان لدي قابلية لتعلـّـم ميكانيكا السيارات، ترددت على الورش أشتغل بدون مقابل، لا أبغي سوى اكتساب الخبرة، غير أن بعض الميكانيكيين ـ سامحهم الله ـ كانوا يحافظون على سر المهنة بالطريقة الخاطئة، أي عدم البوح بنتائج ما حصلوا عليه من معلومات، هذا ما يفسرون به عبارة ( المحافظة على سر المهنة ).. كانوا إذا أرادوا تركيب قطعة دقيقة حالوا بيني وبين رؤيتها، أو يكلفوني بجلب شيء من مكان بعيد، المهم أن يشغلوني بشيء حتى لا أرى عملية التركيب، ولذلك لم أتعلم ضبط التوقيت ( الفازي) ـ وهو من المعلومات المهمة ـ إلا على يد أحد الليبيين، واحتفلت يومها بما توفر لدي من إمكانيات متواضعة، كما احتفلت بأول محرك قمت بتركيبه وتشغيله، كان يوما حافلا وسعيدا وكأنني قد حصلت على شهادة كبيرة..
ـ 5 ـ
أحب المشي، لا استعمل الركوبة إلا إذا كنت على عجل. عندما أمشي أشعر وكأنما أطلّ على العالم من شرفة، فكل شيء يتضح أمامي.. قلق ما يعتريني دون أن آخذ قسطا من السير اليومي، فأعصابي لا تستريح إلا إذا سرت مسافة كافية، أكون قلقا بدونها، أشعر بأن شيئا ما ينقصني.. هكذا كانت الوتيرة منذ أعوام وأعوام.. لا أدري لماذا أصبحتُ شيئا فشيئا لا أهوى قيادة السيارات، ربما لكثرة أعطالها مما يرغمني في الطريق للكشف عن المحرك وتشويه أصابعي بمادة الزيت السوداء وأنا متوجه إلى عملٍ الذي يتطلب حسن الهندام.. وربما هجرت قيادة السيارات نكاية بما تلحقه بي من خسارة نظير قطع غيار ووقود وتبعات أخرى، مما جعل بالي لا يتسع لقيادة سيارة معطوبة.. وربما هجرت قيادة السيارات لأنه لم يعد عندي مزاج للمعاناة وتحمّل هفوات وأخطاء السائقين الآخرين.. عندما كنت فتياً كان لا يهمني أن أقضي ساعات طويلة لإصلاح سيارة تعطلت.. كنت أعاني واتسخ ، أحمل الدنيا على رأسي وأقول سأفرغ لها، سأتأنق واستريح، مازال أمامي شوط طويل والمجال واسع والعمر في بدايته، وبقيت هكذا إلى أن قفز الزمن قفزته دونما أشعر به ، لذلك أصبحت أمشي، المسافات الحتمية إلى العمل أركب إليها سيارات الربع دينار إذا كان الوقت متأخراً.. أصبح المشي عندي حباً واختياراً وعادةً، حتى أنه في يوم من الأيام أرغمني ابني على أخذ سيارته طالما أنا ذاهب للتبضع وشراء الخضراوات من سوق الجمعة بشحات، أخذتها على مضض فالسيارة غير مستوفية الأوراق، دائما هناك إجراء ناقص، وأنا لا أحب أن يضبطني رجال المرور هكذا فألجأ حينئذً إلى الاعتذار والعرق وغير ذلك من المواجهات غير السمحة.. كنت دائما افضّل ركوب حافلات الأجرة الصغيرة الذاهبة إلى هناك بكثرة، فالمسافة لا تتعدّى العشرة كيلومترات..المهم إنني أخذت سيارة ابني لكني عدت في حافلات الأجرة، وفي المنزل سألوا عن السيارة التي أنستني عادة المشي أنها كانت معي فعاد ابني لجلبها من هناك.. والشيء بالشيء يذكر ذلك حدث في سوق الأحد بالبيضاء، لم تنسني عادة المشي سيارة الشحن الصغيرة التي كانت معي، فقد أتيت بها إلى المنزل هذه المرة ولكن بعد أن كدت أضيع بعض ما اشتريت من السوق بوضعه في صندوق سيارة شحن مشابهة، ما يزال صاحبها من حسن الحظ في السوق...
ـ 6 ـ
@ أنا عند الحلاق، سيارتي أمام محله، ليست ملكي على كل حال، الشارع يعج بالمركبات المسرعة، أحاول الالتفات بين الفينة والأخرى، سيارتي في مهب الريح، كل دعسة فرامل أتوقع صدمة فيها، لم يسترح الحلاق لحركاتي، لكن الصدمة وقعت، ما أخاف منه قد حدث مسموعة هذه المرة، فرامل تُدعس وزجاج يتحطم، رميت منشفة الحلاق وهرعت إليها، السائق كان طيبا، استعدّ لإصلاحها، لكني امتعضت، حتى لو أصلحت فلن تعد كما كانت، التزم الرجل بكل ما يرضيني، توسط أحد المارة، قدّر مائة دينار ومضى الرجل على حاله.. حاولت فتح باب السيارة فلم يُفتح، حاولت مع الباب الآخر، كان عصيّا أيضا، أدخلت سلك حديد لفتحها من الداخل، وعندها جاءني الحلاق وقال : ربما تكون سيارتك الأمامية.. ونظرت، هما من نوع واحد وطلاء واحد، فما أدراني.. فتحت السيارة الأخرى بدون عناء.. إنها سيارتي وهي سليمة، فلمن هذه المصدومة ؟ وماذا أعمل بالمائة دينار ؟ وهل سيرضى صاحبها بالمبلغ ؟ يا لـَــلْــه ! هاهو قد جاء، أخبرته بما حدث بالتفصيل، كان صامتا، لم يتفوّه بكلمة، وإنما أخذ يعاين سيارته كلها وعلامات الاستنكار بادية على وجهه، وقف كثيرا عند الصدمة، وكل ذلك وأنا أواصل الحديث لأشرح له الموقف الذي وجدت نفسي محشورا فيه ، ثم توقف عن المعاينة ورفع رأسه وقال : قبلت مفاوضتك من أجل سيارتي، هات المائة دينار، قبضها ومضى في سبيله دون أن كلمة شكر.
@ ذلك اليوم كثرت فيه الوفيات، درب لساني على ترديد كلمات التعازي، أحملها متوهجة من سرادق إلى سرادق، حفظتها، لم أكن لأخطئ فيها.. بعج بها قاموسي ذلك اليوم.. توجهت بعد ذلك إلى صديق، كان يسكن منزله الجديد، استقبلني ومضى يطلعني عليه. وعند واجهة المنزل أبصرت عجوزا متهالكة في أرذل العمر, محدودبة الظهر، تكاد تلتصق بالأرض، تشبك يديها وراءها، فقلت له على سهوٍ مني : أهذه هي المرحومة أمك ؟! لكن الرجل لم يكن منتبها تماما، كان في غمرة شرحه عن مزايا منزله الجديد فلم يستدرك من الكلمة إلا بلمحة إصغاء غير مفهومة لديه، إلا إنني غيرت الموضوع وسرت معه في مساره عن مزايا المنزل.. ولم يكن هذا الموقف هو الوحيد بالنسبة للأموات، فقد كنت جارا لأحدهم، دعاني لأقرأ شيئا من القرآن على رأس أبيه الذي يحتضر.. كان المنزل مزدحما، وأصوات النساء والأطفال تملأ المكان، أما في حجرة الجلوس فقد كان أقرباء المريض والجيران يتكلمون بحديث لا يبتعد عن خشوع الموت، ومع أن الرجل المحتضر مازال يتكلم بصوت واهن إلا أنني سألت الرجل الذي بجانبي وقلت :(هل المرحوم مريض منذ زمن ؟)، ومن حسن الحظ أن سؤالي لم يُسمع واضحا. فعدلت سؤالي إلى الزمن الذي قضاه الرجل في المرض، وهو الذي كنت أريد قوله.
@ ذلك اليوم كثرت فيه الوفيات، درب لساني على ترديد كلمات التعازي، أحملها متوهجة من سرادق إلى سرادق، حفظتها، لم أكن لأخطئ فيها.. بعج بها قاموسي ذلك اليوم.. توجهت بعد ذلك إلى صديق، كان يسكن منزله الجديد، استقبلني ومضى يطلعني عليه. وعند واجهة المنزل أبصرت عجوزا متهالكة في أرذل العمر, محدودبة الظهر، تكاد تلتصق بالأرض، تشبك يديها وراءها، فقلت له على سهوٍ مني : أهذه هي المرحومة أمك ؟! لكن الرجل لم يكن منتبها تماما، كان في غمرة شرحه عن مزايا منزله الجديد فلم يستدرك من الكلمة إلا بلمحة إصغاء غير مفهومة لديه، إلا إنني غيرت الموضوع وسرت معه في مساره عن مزايا المنزل.. ولم يكن هذا الموقف هو الوحيد بالنسبة للأموات، فقد كنت جارا لأحدهم، دعاني لأقرأ شيئا من القرآن على رأس أبيه الذي يحتضر.. كان المنزل مزدحما، وأصوات النساء والأطفال تملأ المكان، أما في حجرة الجلوس فقد كان أقرباء المريض والجيران يتكلمون بحديث لا يبتعد عن خشوع الموت، ومع أن الرجل المحتضر مازال يتكلم بصوت واهن إلا أنني سألت الرجل الذي بجانبي وقلت :(هل المرحوم مريض منذ زمن ؟)، ومن حسن الحظ أن سؤالي لم يُسمع واضحا. فعدلت سؤالي إلى الزمن الذي قضاه الرجل في المرض، وهو الذي كنت أريد قوله.
منقـــcopeـــــول...
رد: أيام مــن حياتــي.!!!.!!!.
مشكور وبارك الله فيك على ما قدمت مميز دائماً
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» أفضل أيام الدنيا أيام العشر من ذي الحجة
» أول أيام التشريق ، ثاني أيام النحر
» يا مــن تبحث عن إنسان يفهمك
» إلـــــــــ أهالي بنغازي ـــــــــــــــى هام جدا
» مشــــاهد مــن بلادى
» أول أيام التشريق ، ثاني أيام النحر
» يا مــن تبحث عن إنسان يفهمك
» إلـــــــــ أهالي بنغازي ـــــــــــــــى هام جدا
» مشــــاهد مــن بلادى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR