حملة ضد بدء (بي بي) بالحفر عن النفط قرب الشواطئ الليبي

جمعة القماطي لـ(قدس برس): حملة ضد بدء (بي بي) بالحفر عن النفط قرب الشواطئ الليبية

16:36:28 3/8/2010

قال بأن الليبيين لم يستثمروا من مخزونهم النفطي غير 'اللعنة'

لندن ـ طرابلس ـ خدمة قدس برس

كشف الكاتب والإعلامي الليبي جمعة القماطي النقاب عن أن حملة رفض واسعة داخل ليبيا من قبل نشطاء مستقلين، وكذلك في دول متوسطية أخرى، بدأت تتشكل بعد إعلان شركة 'بي بي' البريطانية أنها ستبدأ قريبا في الحفر لأبار نفطية في الشواطىء الليبية داخل منطقة خليج سرت.

وذكر القماطي في تصريحات خاصة لـ 'قدس برس' أن صحيفة 'الفاينانشال تايمز' اللندنية أكدت في عددها ليوم الاثنين (2/8) أن شركة البي بي قد أنهت بالفعل بناء 'منصة حفر واستخراج النفط' وستبدأ في عملية الحفر العميق الفعلي لمجموع خمسة أبار في خليج سرت خلال أسابيع، وأن عمق هذه الأبار سيكون بمسافة 200 متر أعمق من 'بئر ماكيندو' في خليج المكسيك الذي تسبب الانفجار والتسرب النفطي منه في كارثة بيئية غير مسبوقة في العالم.

وأخبر الباحث والكاتب الليبي المقيم في لندن جمعة القماطي لـ 'قدس برس' بأن دخول شركة البي بي لقطاع النفط في ليبيا بقوة مؤخراً جاء بناء على صفقة سياسية اقتصادية أبرمت بين العقيد القذافي ورئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير خلال زيارات الأخير الى ليبيا بين عامي 2005 و2007، كان من أهم بنودها اطلاق سراح السجين الليبي عبد الباسط المقرحي من سجون أسكتلندا الذي تم في 20 آب (أغسطس) من العام الماضي.

ويقول القماطي 'لقد خرجت شركة البي بي من ليبيا عام 1970 عندما قام العقيد القذافي بتأميمها احتجاجا على تواطؤ بريطانيا مع ايران في احتلال جزر دولة الامارات العربية الثلاثة في الخليج العربي في ذلك الوقت، ولكن ها هي البي بي تعود بقوة من جديد بعد أربعة عقود وبعد أن أصبحت البراغماتية السياسية واستحقاقات استقرار النظام الليبي هي سيدة الموقف في علاقات العقيد القذافي مع الغرب حتى وان كان ذلك على حساب كارثة بيئية قد تقع على شواطىء ليبيا'.

وكشف القماطي النقاب عن وجود تنافس محموم بين شركات النفط الغربية حول قطاع استكشاف واستخراج النفط في ليبيا بين لاعبين رئيسيين منهم: شركة بي بي البريطانية وايني الايطالية وريبسول الأسبانية وجازبروم الروسية والشركات الأمريكية المعروفة مثل اكسون وأكسيدنتال وشيفرون وأماراد هس، ويرجع القماطي هذا التنافس الى 'جودة النفط الليبي العالية وقربه من الدول الأوروبية وأمريكا مقارنة بنفط الخليج، وكذلك الاحتياطي الكبير الذي تملكه ليبيا، حيث تفيد أخر تقديراته بأنه يصل إلى حولي 46 مليار برميل، وهو اكبر احتياطي في أفريقيا. غير أن شبه توقف استكشاف الحقول الجديدة في ليبيا في العقدين الماضيين بسبب الحصار يعني ـ حسب أراء الخبراء ـ أن الاحتياطي الليبي قد يقارب المائة مليار برميل ويكون بالتالي ربما الثاني في العالم بعد احتياطي السعودية الأمر الذي يجعل ليبيا منطقة نفطية مهمة جدا يحرص الغرب على وضع يده عليها'، على حد تعبيره.

ويستطرد القماطي قائلا: 'للأسف لم يجنِ الليبيون من النفط الا لعنته، فلم يوظف دخل النفط الهائل على مدى الأربعة عقود الماضية في ايجاد بنية تحتية قوية في ليبيا أو توفير خدمات متطورة خاصة في قطاعي الصحة والتعليم فنجد ان الليبيين مثلا يذهبون بمئات الآلاف سنويا الى تونس والأردن للعلاج على نفقتهم الخاصة'.

ويرى القماطي أنه في غياب دولة المؤسسات وسيادة القانون وغياب الشفافية والمحاسبة والحكم الرشيد فانه ربما من الأفضل أن يبقى النفط الليبي في باطن الأرض طالما أن استفادة الليبيين منه محدودة وقد تكون هناك فرص أفضل لتوظيفه بشفافية أكبر لصالح التنمية والتطور في المستقبل.

وحول حملة الاحتجاج ضد قيام شركة 'بي بي' بالحفر في السواحل الليبية ومخاطر تسرب وحدوث كارثة بيئية، يقول القماطي إن 'المسؤول الأول على هذا الأمر هو السلطة السياسية في ليبيا التي منحت ترخيص الحفر وأظهرت عدم اكتراثها بأية عواقب بيئية'، وتساءل القماطي: هل استخرجت ليبيا كل المخزون داخل أراضيها حتى تلجأ الى استخراج ما هو تحت الماء؟! وأليس من الأفضل أن يترك ما تحت الشواطىء الى المستقبل عندما تكون اجراءات السلامة وتقنية الحفر تحت الماء أكثر أمانا من الأن؟'، على حد تعبيره.

وأشار القماطي إلى أن معارضة تنقيب شركة البي بي في ليبيا تحولت إلى حملة، ونقل عن الاعلامية والناشطة الحقوقية الليبية المستقلة غيداء التواتي قولها إن 'هذه الشركة البريطانية التي منحت رخصة التنقيب عن النفط قبالة الساحل الليبي تسببت في كارثة بيئية في خليج المكسيك في امريكا، وأنه ليس لدى هذه الشركة أي مقاييس أمنية للسلامة البيئية ونتوقع حدوث كارثة في سواحل ليبيا شبيهة بتلك التي حدثت في امريكا لذلك علينا أن نوقف هذه الشركة عن التنقيب'.

وحسب القماطي؛ فقد برزت حملة الناشطة غيداء التواتي وزملائها من خلال موقع لحملتهم على شبكة 'فيس بوك' الواسعة الانتشار مؤخرا في ليبيا، ومن خلال مواقع الانترنت الليبية خاصة تلك التي تنطلق من الخارج لأنها تتمتع بمساحة أعلى بالنسبة لحرية التعبير، وقال بأن هؤلاء النشطاء من داخل ليبيا اختاروا لحملتهم عنوان 'بي بي أرحلي عن شواطىء ليبيا'،ويقولون إ هدفهم الأساسي هو أن يحموا شواطئ ليبيا من كارثة بيئية قد تحصل.

وذكر القماطي أن أمر الاحتجاج لم ينحصر على ليبيا فقط، بل إن منظمات بيئية وشخصيات في دول متوسطية أخرى قد أعلنت عن تخوفها من شروع شركة بي بي في الحفر على الشواطىء الليبية على اعتبار أن أية تسرب وكارثة بيئية ستؤثر على معظم دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وقال: 'بحسب ما قاله الحزب الديمقراطي المعارض في ايطاليا ومنظمات بيئية ايطالية فان خليج سرت على مسافة 500 كيلومتر فقط من الشواطىء الايطالية، وطالبوا بأن تتوقف عملية الحفر التي ستشرع فيها بي بي فورا الى أن يتم تحقيق شامل في ملابسات وأخطار الأمر من قبل جهة تمثل كل الدول المطلة على حوض المتوسط'.

وأضاف: 'تقول الناشطة الليبية المستقلة غيداء التواتي أنها وزملائها قد قاموا بالاتصال بحركة الخضر للسلام العالمية وبمنظمات بيئية في عدة دول متوسطية من أجل تنسيق الجهود وايجاد لوبي قوي يمنع شركة بي بي من البدء في عمليات الحفر على شواطىء ليبيا'.

وأشار القماطي إلى أن صحيفة الفاينانشال تايمز أوردت عن وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في التعامل مع الكوارث البيئية في البحر المتوسط من خلال مكتبها في مالطا، بأنها تعتقد أن ليبيا لا تملك أية خطط احترازية لكيفية التعامل مع كوارث التسرب النفطي في البحر، وهوما دفع بالتواتي إلى القول 'علينا أن نوقف هذه الشركة عن التنقيب'.

وأضاف: 'تؤكد الناشطة الاعلامية والحقوقية غيداء التواتي من جانبها بأنها ستستمر في حملة محاولة منع البي بي من الحفر في الشواطى الليبية، لأن حماية البيئة في لبييا تمس كل الليبيين ولا يمكن أن تترك لتقاعص واستهتار المسؤولين، وأن هذا النشاط هو من صميم حقوق واهتمامات الأفراد خاصة في غياب منظمات المجتمع المدني المستقلة عموما ومنها منظمات حماية البيئة في ليبيا'.

هذا ورصدت 'قدس برس' في الآونة الأخيرة تصاعد وتيرة الحملات العلنية الاحتجاجية داخل ليبيا من قبل نشطاء مستقلين مثل حملة البعض لمطالبة سيف الاسلام بالتراجع عن دعوته الى السماح ببيع الخمر في ليبيا، وتصدي بعض الصحفيين المستقلين لقضايا فساد في ليبيا مما عرضهم الى متابعة أمنية وتحقيق قضائي، وخروج أهالي وأقارب حوالي 1200 سجين سياسي من ضحايا قتلوا في سجن بوسليم عام 1996 في اعتصامات سلمية أسبوعية في مدينة بنغازي يرفعون فيها مطالبهم، والحملة الأخيرة ضد البي بي مما يؤشر الى تنامي حالة وعي بالمطالبة بالحقوق الأساسية ومناخ وحراك جديد في ليبيا لم يعهده هذا البلد العربي في العقود الماضية.

وحول حملة الاحتجاج ضد قيام شركة 'بي بي' بالحفر في السواحل الليبية ومخاطر تسرب وحدوث كارثة بيئية،

اشورخ وقطاف زايد خليقه امغير تبي تدوي وخلاص
الكارثه البيئية الي في قاعده توا في البر اعظم واكبر
كنايس ومخلفات مصانع ومجاري في وسط البلاد وبين الحوشين