الأب ودوره في تربية الأطفال

من طرف جلنار 2010-08-04, 8:06 pm

هل يتدخل الرجل في السلوكيات والأساليب التربوية وكيفية إعداد الأبناء .. أم أنه تخلى عن هذا الأمر لصالح زوجته والمؤسسات التربوية المساعدة .

لعل انشغاله بالحياة وتطلباتها الاقتصادية والاجتماعية‏

جعله يلقي العبء الأكبر على زوجته .. ورغم اختلاف الرجل والمرأة أحياناً على بعض السوكيات التربوية لاختلاف البيئة التربوية التي نشأ فيها إلا أنهما إلى حد ما يتفقان على صيغة جديدة أو يتنازل الرجل عن هذا الدور بالمطلق للمرأة فماذا يقول الرجل عن ذلك ?‏

السيد أحمد رمضان قال :‏

بصراحة لا أتدخل في هذا الأمر مطلقاً ... ولا يعود الأمر إلى الانشغال وعدم التفرغ وإنما يقيناً مني بأن ثقافة زوجتي إضافة إلى خبرتها مع ما تعلمته في منزل أهلها كفيل بجعلها جديرة بدورها .. والجدير ذكره أن اختلاف الزوجين سلوكيا حول التربية وتدخل الرجل يؤدي حتماً إلى مشاكل أسرية يدفع ثمنها الأولاد . ويضيف .. والمفروض من الزوجة وعندما تجد نفسها غير متمكنة من أدواتها التربوية أن تطور ذاتها وتتابع كل ما يستجد في أصول التربية لأن هذا الدور هو الدور الأهم والأسمى .‏

أما أسعد هولا فيقول : لا أعتقد أن الرجل في هذه الأيام يملك الوقت الكافي ليتدخل في كيفية وتربية طفله .. قد يساعد إذا تطلب الأمر واحتاجت الزوجة .. واليوم تتلقى المرأة وعبر الشاشة الصغيرة العشرات من البرامج والنصائح فيما يتعلق بالتربية الأسرية والاهتمام بالطفل ومعالجة الظواهر السلوكية النفسية الناجمة عن تصرفاته ولا بد لها من أن تستفيد من ذلك .. وعليه إذا لم تكن المرأة قادرة على أداء دورها بشكل جيد في تربية أبنائها فلا أعتقد أنها قادرة على أداء دور أخر .‏

جمال علي يقول : بصراحة أحياناً أحاول أن أتدخل إلا أن زوجتي ترد على هذا التدخل بضرورة ترك هذه المهمة لها والإبتعاد عن التدخل بالأولاد .‏

سعيد يقول : من المؤكد أن هناك تعاوناً من قبل الزوجة والزوج في كيفية تنظيم الأسرة وتربية أفرادها .. وفي أكثر الأحيان أتناقش مع زوجتي في شؤون الأولاد ومشاكلهم والحلول التربوية لها .. على أنها هي التي تتعاون معهم وتنظم هذه الأمور رغبة منها بعدم إشغالي بالتربية المباشرة .. وبصراحة كل امرأة وبطبيعتها تسعى لأن يكون أبناءها أفضل الأبناء .. ومن هنا تبحث دائما عن كل ما يحقق لهم النجاح .‏

الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت شعباً طيب الأعراق .‏

يلخص الشاعر في هذا البيت الشعري المهمة الجسيمة الملقاة على عاتق الأم وهي إعداد الجيل الواعي القادر على بناء المجتمع وتقدمه فأساس هذا الجيل التسلح بالأخلاق الرفيعة والقيم النبيلة التي عليها في الأسرة .. والحقيقة القائلة بأن المرأة هي نصف المجتمع صحيحة . ولكن يجب أن يضاف إليها النصف الفاعل الرئيسي والسبب في ذلك أنها الأخت والزوجة وأخيراً الأم ( عماد الأسرة ) فدورها يعطيها الأهمية والدور الأساسي في بناء المجتمع . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل الفتاة في مجتمعنا تحصل على الثقافة والمعرفة الكاملة من الأم المربية , مما يجعلها قادرة على مجابهة كافة المعضلات التي تواجهها في عصرنا الحالي بعصر العولمة الثقافية والانفتاح الواسع في كافة المجالات وطبعاً ورغم كل ما يقوله الرجل فقد اختار أن يرتاح من كل أعباء التربية مسنداً هذه المهمة للزوجة مفضلاً دوره خارج المنزل رغم خطأ هذا الاختيار فالعملية التربوية الكاملة والصحيحة لا تكتمل إلا بوجود الأب كمصدر للحب والعطاء والقيم والسلوك الصحيح وليس للمال فقط .‏