إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
نقص المناعةوالإيدز
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نقص المناعةوالإيدز
نقص المناعةوالإيدز
يرجعالفضل في التعّريف بعلم المناعة وأهميته، إلى ظهور مرض نقص المناعةالمكتسبة "الإيدز". فكثير من الناس بدأت معرفتهم بهذا العلم، على أنهالعلم الخاص بفيروس الإيدز. وقد أعطى وباء الإيدز العلماء فرصة للبحثفي مجال المناعة، بشكل مكثف وعميق لاكتشاف علاج، أو تحصين، ضد هذاالمرض. وقد ساعد البحث في هذا المضمار، على معرفة كثير من أسرار الجهازالمناعي للإنسان. فأصبح العلم يعرف الكثير عن التركيب الجيني لفيروسالإيدز، والتحاليل التي تثبت وجوده من عدمه، وما يسببه من تدمير لجهازالمناعة بعناصره الأساسية الأربعة، وهي: الأجسام المضادة، والمناعةالخلوية، والخلايا البالعة، والمركب البروتيني المكمل. وعند حدوث أينقص في مثل هذه المكونات الأساسية، تحدث أعراض عامة لهذا النقص، وأعراضخاصة، تختلف باختلاف العنصر، الذي تم دُمّر في جهاز المناعة. وتشمل هذهالأعراض العامة:
-1. كثرة العدوى بالأمراض المختلفة، بصورةمتكررة ومزمنة.
-2. الإصابة بميكروبات من غير المعتاد إصابة الإنسانبها.
-3. عدم الاستجابة للعلاج، وكثرة حدوث الانتكاسات.
-4. الطفحالجلدي، والخراريج المتكررة، والإسهال، وحدوث تضخم في الكبد،والطحال.
أماالأعراض الخاصة بنقص الأجسام المناعية فقط، فقد تكون نقصاً لكل أنواعالأجسام المضادة، أو قد يُصيب النقص نوعاً واحداً فقط منها. وتتميزبحدوث التهابات صديدية متكررة بداية من الشهر السادس من عمر الطفل،وذلك بعد اختفاء الأجسام المناعية، التي انتقلت من الأم إلى الطفل عبرالمشيمة. ويستجيب المريض للعلاج، بواسطة الحَقْن بالأجسام المناعيةالجاهزة التحضير، وتسمى جاما جلوبيولين Gammaglobuline. ويُنصح بعدم إعطاء أيلقاحات للأطفال في هذا السن، لما في ذلك من خطورة على حياتهم من تلكالميكروبات الضعيفة، الموجودة باللقاحات.
أمانقص المناعة الخلوية، فتحدث أعراضه الخاصة، بسبب عدم وجود الغدةالصعترية، أو التيموسية Thymus gland، نتيجة لعيب خلقي، ومن ثم يحدث تحسن في هذه الحالات عقب زرعغدة أخرى بالجسم. وتظهر الأعراض عقب الولادة مباشرة.
وفينقص وظائف الخلايا البالعة، أو المركب البروتيني المكمل، يكون التشخيص،بقياس وظائف الخلايا البالعة بطرق خاصة، وكذلك قياس البروتين المكمل. ويؤدي نقصهم إلى الإصابة بأمراض، عادة، لا تصيب الشخص السليم، ويحدثالنقص عموماً في أكثر من عنصر من هذه العناصر الأربعة.
-1. نقص المناعة المكتسبة ـ الإيدز Acquired Immune Deficiency Syndrome:
اكتسب "الإيدز" اسمه من وضع الحرف الأول لكل كلمة، من الاسم المكوّن من 4كلمات وهي، AIDS. وهو يعدأهم وأخطر الأمراض، التي أصابت الإنسان في القرن العشرين. ويمثل التوصلإلى علاج له، تحدياً للعلماء. ويعد هذا المرض، من أسباب الموت الرئيسيةبين مرضى الهيموفيليا، ومرضى أنيميا البحر المتوسط، ومدمني المخدرات،والشواذ. بل إن انتقاله من الأم إلى المولود، يخلق أجيالاً بريئة مصابةبهذا الفيروس اللعين.
وهناكحالات يزداد فيها التعرض للإصابة، لكن بدرجة أقل، مثل الفئات التي لهااحتكاك بالمرضى، وبالدم في الوقت نفسه، مثل أعضاء هيئة التمريض،والأطباء، وأطباء الأسنان، والحلاقون.
وبعددخول الفيروس إلى الجسم، فإنه يغزو الخلايا التائية المساعدة من طريقمستقبلات خاصة موجودة على جدارها، تسمى CD-4، ويسيطر عليها، ويتضاعف، ويتكاثرداخلها حتى تنفجر الخلية في النهاية، وتنطلق من داخلها أعداد هائلة منالفيروس، يمارس كل منها الدور نفسه مع خلية تائية مساعدة جديدة. وهكذايقل عدد هذه الخلايا إلى درجة كبيرة، ويزيد عدد الخلايا المثبطة،فينعكس ذلك سلباً وتثبيطاً على عناصر الجهاز المناعي، من خلايا بالعة،وخلايا طبيعية أكولة، وخلايا بائية، ويقل دور هذه الخلايا، ويقلإفرازها، الذي ينشّط كرات الدم البيضاء، وتصبح معظم خلايا الجهازالمناعي من دون وظيفة.
وتتمثلخطورة الإيدز في أنه قد يمر وقت طويل بين مرحلة دخول الفيروس إلىالجسم، وبين ظهور الأعراض، ما يتيح للمريض الانتقال بحرية بين أفرادالمجتمع، ناقلاً العدوى للآخرين، دون ظهور الأعراض عليه.
ويسمىفيروس الإيدز Human Immunodeficiency Virus، ويختصر إلى الحروف الأولى HIV، وهو يتجه إلى أي خلية تائية مساعدةتحمل على سطحها البروتين CD-4.
أ. أعراض المرض:
(1) ارتفاع في درجة الحرارة، مصحوباً بعرقشديد.
(2) صداع وزغللة في العينين، والتهاب في الحلق.
(3) فقدانالشهية وميل للقيء، مع ضعف عام، وهزال، وإرهاق.
(4) ألم في المفاصلوالعضلات، وتورم في الغدد الليمفاوية.
(5) ظهور طفح جلدي في الأنفوالخدين، وقد يظهر ورم خبيث بالأنف والوجه ينتهي بالوفاة. (
ب. التشخيص المعملي:
(1) الكشف عن الفيروس، أو أحد مكوناته في الدم، وذلك في الفترة بين أسبوعين من التعرض للفيروس، ولمدة أربعة أشهر، أما بعد ذلك فلا يُكشف عنه.
(2) الكشف عن الأجسام المضادة، وذلك بعد شهرين من التعرض للفيروس، وتستمر هذه الأجسام المضادة بالدم بعد ذلك، ويكون ذلك من طريق اختبار اليزا ELISA، ويستغرق ست ساعات لمعرفة النتائج، ولهذا يكثر استخدام هذه الطريقة في بنوك الدم للتأكد من سلامة الدم قبل نقله للمرضى.
(3) استعمال طريقة التفاعل المضاعف المتسلسل PCR، وهي تعتمد على الهندسية الوراثية لقياس الأحماض النووية الخاصة بالفيروس في الدم، أو أجزاء متناهية في الصغر منها؛ وهذه الطريقة دقيقة جداً، ولكنها غالية التكاليف، وغير متاحة في كل المعامل.
المناعةوالانفعالات
يوجدعدد من الأمراض، التي تنتج من الانفعالات والتوتر، وليس لها علاقةبالجهاز العصبي بل يمتد تأثيرها ليشمل بعض الغدد الصماء، وجهاز المناعةكذلك.
فقدأثبتت الدراسات وجود مواد خاصة بالجهاز المناعي، مثل مادتيالأنترليوكين والأنترفيرون في المخ والجهاز العصبي، ولها تأثير علىسلوك الإنسان وتصرفاته، مثل الشهية، ودرجة الإحساس بالألم، وأسلوبالنوم، وارتفاع درجة الحرارة.
كماتوجد موصلات عصبية، خاصة بالجهاز العصبي فقط اسمها إندورفين Endorphins، مهمتها توصيلالكهرباء، والإشارات العصبية. وهي عبارة عن أفيونات طبيعية مهمتهاأساساً أن تجعل الإنسان في حالة مزاجية، ونفسية طبيعية.
وتؤثرالانفعالات بشكل مباشر على المناعة، والعكس صحيح. فيُلاحظ أن مرضىالاكتئاب النفسي، مثلاً، يعانون من انخفاض ملحوظ في عدد الخلاياالتائية المساعدة، ما يجعلهم عرضة للإصابة بالأورام السرطانية، أكثر منغيرهم. وكذلك يُعاني أقارب المرضى الميئوس من شفائهم، من إرهاق عصبي،ونفسي مستمر، يؤدي إلى خلل في جهازهم المناعي.
وقدأثبتت الدراسات النفسية أن الوحدة والانعزال، من أخطر العوامل تأثيراعلى جسم الإنسان، وجهازه المناعي.
وتؤديالأمراض الناتجة عن خلل في المناعة، مثل الذئبة الحمراء، والروماتويد،والسكر، إلى تقليل القدرة على الحمل، والخصوبة، والإنجاب. وإذا حدث حملفإن نسبة الإجهاض تكون عالية، ومتكررة، وقد تحدث تشوهات بالجنين، أوانقطاع مبكر للطمث، نتيجة لاضطراب الجهاز المناعي، والقلق الدائم،والمستمر الذي يعيشه هؤلاء المرضى. لذا، فعلى هؤلاء المرضى عدم التحدثمع الآخرين عن مرضهم، ومحاولة التعايش، والتكيف بصورة طبيعية، حتى لايؤدي إحساسهم بالمرض إلى نوع من العزلة، أو التوتر المستمر، بما يزيدمن شدة المرض ومضاعفاته.
وفيدراسات أجريت على طلبة الجامعة والمدارس الثانوية، في الشّهاداتالنهائية، تبين أن توتر الامتحانات لديهم، يؤدي إلى انخفاض ملحوظ فيالخلايا الليمفاوية، أو الخلايا الطبيعية القاتلة؛ وكذلك نقص في بعضالمواد المناعية، مثل الأنترفيرون. وأخيراً أثبتت الدراسات أنالانفعالات، بجميع أنواعها، تؤثر على ظهور أعراض أمراض المناعةالذاتية، وذلك من طريق غدتين رئيسيتين في المخ، هما الغدة تحت الدماغية Hypothalamus، والغدةالنخامية Pituitary gland. ومن خلال سيطرة الانفعالات على هذه الغدد، تُفرز هرمونات تزيدمن حدة الالتهاب، الذي تسببه أمراض المناعة الذاتية.
جهاز المناعة وزراعةالأعضاء
تقدمتعملية زراعة الأعضاء تقدماً كبيراً، وزادت نسبة نجاحها في السّنواتالأخيرة، وأصبحت وسيلة لتحسين وظائف عضو من الجسم، كطريق للعلاج بدلاًمن أنها عملية إنقاذ حياة فقط كما كانت من قبل. وقد أجريت أول عمليةزرع كلى عام 1954، وتلا ذلك تقدم في تحاليل الأنسجة، واستعمال أدويةتثبيط المناعة، التي تساعد على منع لفظ الجسم للكلى، ما جعل عمليات زرعالأعضاء، الآن، حقيقة واقعة.
1-. كيفية تعرف الجهاز المناعي على الأجسام الغريبة عن الجسم:
)أ) تشارك جميع خلايا الجهاز المناعي، بما فيها الخلايا البائية B-Cells والخلايا التائية T-Cells، الموجدتان في العقد الليمفاوية والطحال والغدة الصعترية، فى التفاعل ضد أي عضو غريب عن الجسم. فعند دخول جسم غريب إلى جسم الإنسان، سواء كان ميكروباً أو نوعاً خاصاً من البروتينات، أو خلايا عضو مزروع، فإنه يُفحص بواسطة نوع معين من خلايا الجهاز المناعي، وخاصة الخلايا البالعة Macrophages، التي تتفاعل مع مولد المضاد الغريب عند اكتشافها أنه غريب عن الجسم، فتطوقه ثم تقدمه إلى الخلايا التائية النشطة. ولذلك سميت بخلايا التقديم Antigen Presentingcells؛ كما تفرز نوعاً من الإفرازات، تسمى الليمفوكاينز، تحتوي على عديد من المواد المناعية الهامة مثل مادة الإنترليوكين-2، والإنترفيرون، وعامل نمو الخلايا البائية، التي تساعد على تنشيط كل من الخلايا البائية والتائية، لتتعامل مع هذا الجسم الغريب.
(ب) تستطيع الخلايا البالعة، أو خلايا الجهاز المناعي بشكل عام، التمييز بين خلايا الجسم نفسه، والخلايا الغريبة عنها، من طريق إحدى الجينات الموجودة على أماكن متعددة على الذراع القصير للكروموسوم السادس، وينقسم إلى أربع مناطق أ، ب، ج، د، ويسمى Human Lymphocyte Antigen: HLA، ويوجد على جدار كل خلية حية في جسم الإنسان. وهو عبارة عن مجموعة من البروتينات الجينية، التي تتكون بشكل معين، حسب شفرة وراثية معينة، تُعطي كل خلية، من خلايا الجسم، هَويتها التي تجعل الجهاز المناعي للجسم، الذي يحمل الهوية نفسها لا يتفاعل معها، أو يمتنع عن مهاجمتها للقضاء عليها.
أما في حالة دخول الجسم الغريب، إلى جسم الإنسان، فإن الخلايا البالعة تتعرف عليه، وتذهب وتحيط به وتطوقه، وتحاول التهامه بداخلها، ثم تقدمه للخلايا التائية النشطة، التي لا يمكن أن تُعطي أي رد فعل ضد الميكروب، إلاّ إذا كان مقدماً من هذه الخلايا البالعة، وبجانبه تلك الشفرة الوراثية الموجودة على جدارها، وتسمى HLA، حتى يتعرف عليها الجهاز المناعي، وإلاّ فإنه بأكمله لن يتحرك، ولن يكون له رد فعل، ضد هذا الجسم الغريب.
ولا يتطابق مركب HLA أبداً بين اثنين من البشر، إلاّ إذا كانا توءمين متطابقين.
2.- زراعـة الأعضاء Organ Transplantation:
ساعد استعمال عقار السيكلوسبورين Cyclosporone، والتقدم في وسائل تحضير الأجسام المناعية، ووسائل تثبيط المناعة، في زيادة نسبة نجاح عمليات زرع الأعضاء. ولم يقتصر استعمال هذه العقاقير، في مجال زرع الأعضاء فحسب، بل أمتد ليشمل علاج أمراض كثيرة ناتجة من خلل في جهاز المناعة. وكان للدراسات المناعية، التي صاحبت عمليات زرع الأعضاء، أهمية كبيرة، إذ تم الكشف عن مولدات المضادات الموجودة على خلايا الجسم، التي يتحكم في وظائفها المركب HLA، الموجود على الكروموسوم السادس. وتكمن أهمية هذه المولدات في أنها هي التي تحفّز الخلايا التائية، لتتعامل مع النسيج المنقول من جسم آخر، إذا لم يكن مطابقاً لأنسجة الجسم المنقول إليه.
كما عُرف الكثير عن المعلومات الخاصة بالخلايا الليمفاوية التائية، وما يتعلق بأمراض المناعة الذاتية، من التجارب التي أجريت على نقل الأعضاء والأنسجة. وقد كانت أسباب هذه الأمراض والتغيرات الباثولوجية التي تسببها، غير معروفة، قبل ذلك.
أ.أنواع نقل الأعضاء:
(1) النوع الأول:
نقل أنسجة من جسم ووضعها بالجسم نفسه، في مكان آخر. وفى هذه الحالة تكون الخلايا غير غريبة عن الجسم، ولذلك لا يتفاعل معها الجهاز المناعي.
(2) النوع الثاني:
نقل عضو من فرد إلى فرد آخر متطابق معه، كما في التوائم وحيدة البويضة المتماثلة، أو في حيوانات التجارب، التي تربى بطريقة التزاوج بين أبناء السلالة الواحدة، حتى ينتج جيل متجانس من ناحية الأنسجة.
(3) النوع الثالث:
الأكثر شيوعاً، هو نقل الأعضاء من فرد إلى آخر من الفصيلة نفسها، لكنه غير متطابق تماماً من ناحية مولدات المضادات، الموجودة بالخلايا والأنسجة. وهذا النوع هو ما يستلزم عمل تحاليل للأنسجة، حتى يوجد الشخص المتبرع المناسب، إضافة إلى استعمال الأدوية المثبطة للمناعة، حتى لا يحدث رفض للعضو المنقول.
(4) النوع الرابع:
يتضمن أقصى درجات الاختلاف، وفيه يُنقل عضو من حيوان إلى إنسان، حيث يكون الرفض سريعاً جداً، إلاّ إذا جرت معالجة العضو قبل نقله، لتقليل درجة تركيز مولدات المضادات على الخلايا. ويُستعان ببعض صمامات القلب والجلد وبعض الأوعية الدموية، التي قد تنقل من بعض الحيوانات إلى الإنسان.
وإذا نجحت التجارب التي تُجرى الآن في هذا الشأن، فإن ذلك سوف يسهل عملية البحث عن أعضاء للمرضى، الذين تتطلب حالتهم ذلك. وتبقى بعض المعوقات، مثل اختلاف حجم العضو بين الإنسان والحيوان، والخوف من نقل بعض الأمراض، وكذلك الحالة النفسية وغيرها من المشكلات.
ب.رفض العضو المنقول
تختلف سرعة رفض الجسم للعضو المنقول، تبعاً لما يلي:
(1) رفض سريع جداً:
ويحدث في الأشخاص الذين يحملون أجساماً مضادة مسبقاً، نتيجة لنقل دم سابق إليهم، أو حمل متكرر، أو محاولة سابقة لنقل عضو، ويمكن تجنب ذلك بإجراء اختبار لمصل المريض، للتأكد من عدم وجود هذه الأجسام المضادة.
(2) رفض حاد:
ويستغرق أياماً أو أسابيع، ويحدث نتيجة لعدم تطابق فصيلة كل من المتبرع والمستقبل. وتعتمد درجة الرفض وسرعته، على مدى استعمال العقاقير المثبطة للمناعة.
(3) رفض بطئ:
وقد يستغرق شهوراً أو سنين، ويسمى رفضاً مزمناً. وترجع أسبابه إلى ضعف يطرأ على تفاعل المناعة الخلوية، أو ترسيب الأجسام المضادة والمركبات المناعية، في النسيج المنقول.
3. كيفية التغلب على رفض العضو المنقول:
أ. استخدام التحاليل المعملية:
ينبغي إجراء التحاليل اللازمة قبل إجراء أي عملية لزرع الأعضاء، لمطابقة الأنسجة بين المتبرع والمستقبل. ويجرى ذلك بطرق عديدة، منها تحليل فصائل الخلايا، ثم عمل اختبار تطابق الخلايا. وقد حدث تقدم سريع في هذه الاختبارات، جعلها على جانب كبير من الدقة. وأنسب شخص ينقل منه العضو، هو الذي يكون مطابقاً تماماً للمريض، حتى لا يحدث رفض للعضو المنقول، ومثال ذلك التوأم. ولكن ذلك أمر نادر الحدوث للإنسان. وفى جميع الأحوال يكون هناك اختلاف بين المتبرع والمريض. وتبعاً لذلك فمن الضروري تحليل المركب HLA، من خلال تحليل خلايا الأنسجة بطريقتين:
(1) التحليل السيرولوجى Serological Analysis:
ويتم بالكشف عن الأجسام المضادة، التي تنتج من اختلاف HLA، أو تلك الشفرة الوراثية، أو ذلك الكود الموجود على جدار الخلايا؛ فلو تعرف الجهاز المناعي على كود يختلف عن الكود الموجود على جدار خلاياه، فإنه يفرز أجساماً مضادة ضد هذه الخلايا الجديدة عليه، باعتبارها خلايا غريبة عن الجسم. ويمكن كشف ذلك من خلال تحليلات خاصة بالدم.
(2) تفاعل الخلايا الليمفاوية المختلطة Mixed Lymphocyte Reaction:
ويعتمد على أن الخلايا الليمفاوية التائية تتكاثر وتنمو، عندما تكتشف وجود "كود" آخر لخلايا غريبة عنها Non Self، لذلك يُخلط الخلايا الليمفاوية من المتبرع والمريض، فإذا لم يحدث تفاعل بينهما، أو حدث تفاعل بسيط، فإن ذلك يدل على أن تقبلاً سيحدث للعضو المنقول.
ب. استخدام مثبطات المناعة
عند عمل تحليل للأنسجة، قبل زرع عضو من الأعضاء، فإن مركب HLA ـ الكود أو الشفرة الوراثية ـ للمريض الذي سيستقبل العضو المزروع يجري تحليله، لتحديد أي نوع من مولدات المضادات يشغل مناطق معينة، هي التي ينبغي أن تكون متطابقة بين الشخص المعطى والشخص المستقبل، حتى لا يحدث لفظ للعضو المزروع. وبداهة فإن هناك مناطق أخرى على هذا المركب، تشغلها مولدات أخرى لا يتم الكشف عليها، وهذا ما يدفع الأطباء إلى إعطاء المريض الذي زرع العضو له، أدوية مثبطة للجهاز المناعي، حتى لا ينشط ضدها ويرفضها ويلفظ العضو المزروع، ومن أمثلة هذه الأدوية: السيكولوسبورين، والكورتيزون، والآزوثيوبرين.
4. مستقبل زراعة الأعضاء:
إن نقص عدد الأعضاء البشرية المتاحة للزّرع، سواء القلب أو الكبد أو الرئة، يُعد أهم عائق أمام عمليات زرع الأعضاء. ولذلك، أصبح ملحاً الآن دراسة إمكانية نقل الأعضاء من أجناس أخرى غير الإنسان، أو التفكير في نقل الخلايا ذات الوظائف الخاصة فقط، بدلاً من نقل \لأعضاء، مثل نقل خلايا الكبد أو الطحال، وكذلك نقل الخلايا الأم في النخاع، والمسئولة عن إنتاج أنواع كثيرة من الخلايا الحيوية، ذات الوظائف المهمة.
5. العقاقير والوسائل المستخدمة لتحفيز، أو تثبيط، الجهاز المناعي:
في كثير من الأحيان تكون هناك حاجة ماسة إلى تنظيم عمل الجهاز المناعي، إما إيجاباً أو سلباً؛ أي قد يقتضي الأمر تنشيط الجهاز المناعي، أو تثبيط المناعة، تبعاً للحالة.
وتشمل المواد المستخدمة في تنظيم الجهاز المناعي الآتي:
* السيتوكينز.
* الأجسام المناعية المضادة.
* المـواد المستخدمـة في تثبيط المناعـة.
أ. السيتوكينـز Cytokines:
وهي مواد بروتينية تشبه الهورمونات، وتفرزها كل أنواع الخلايا المناعية، وقد تفرزها بعض خلايا الجسم الأخرى. ووظيفة هذه المواد هي تنظيم عمل الجهاز المناعي. وأهم وأشهر هذه المواد الإنترفيرون، والإنترلوكينز، وعامل تحلل الأورام، والمواد التي تساعد على نمو خلايا الدم.
(1) الإنترفيـرون Interferon:
تُنشّط الخلايا التائية المساعدة الخلايا الأكولة Phagocyte Cells، لإفراز مادة الأنترفيرون المضادة للفيروسات. وهناك ثلاثة أنواع من الإنترفيـرون هي: ألفا، وبيتا، وجاما. وتستخرج هذه المادة من دم المتطوعين، فهي لذلك غالية الثمن. ويستخدم الإنترفيرون ألفا في علاج بعض أنواع سرطانات الدم، والسرطانات الأخرى وبعض أمراض الفيروسات، مثل الالتهاب الكبدي المزمن النشط المصاحب للفيروس B أو C. وعموماً فإن الإنترفيرون ألفا يتميز بأنه ينشّط عمل خلايا الجهاز المناعي.ولكن الأعراض الجانبية لهذا العقار تحد من قيمته العلاجية، مثل: الشعور بالإجهاد، وفقدان الشهية ونقص كرات الدم البيضاء، وكذلك زيادة إنزيمات الكبد، وهبوط الضغط، وعدم انتظام ضربات القلب.
(2) الإنترلوكينـز Interleukins:
تُفرز هذه المادة وتستخلص من الخلايا الأكولة نفسها، التي تفرز الأنترفيرون. وهي تُحفّز الخلايا البائية على إفراز أجسام مضادة من نوع IgE، المسئولة عن الحساسية. وأهم عنصر في هذه المجموعة هو الرقم 2، ويستعمل في علاج الأمراض السرطانية. وعند حقن مريض السرطان بهذا العقار، مضافاً إليه الخلايا الليمفاوية بعد فصلها من الأورام السرطانية، فإنه قد يعمل على تدمير الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا المحيطة بها.
ب. الأجسام المناعية المضادة:
تتميز هذه الأجسام المضادة بإمكانية تحضير كميات كبيرة منها، ضد أي مولد مضاد، وليكن، مثلاً، ذلك الموجود على الخلايا السرطانية.وعند حقن هذه الأجسام المضادة، فإنها تتجه إلى الهدف المقصود وتتحد به. ويمكن الاستعانة بالمواد المشعة، أو المواد السامة للخلايا، أو أي أدوية أخرى، يكون لها تأثير على الخلايا السرطانية، حيث تحمل الأجسام المضادة هذه المواد وتوصلها إلى الخلايا التي يراد التخلص منها، فتحدث تدميراً بها دون إصابة الخلايا المحيطة.
ج. المواد المستخدمة في تثبيط المناعة:
زادت الحاجة إلى هذه المواد خاصة مع التقدم في مجال زراعة الأعضاء، ومع زيادة عدد أمراض المناعة الذاتية، التي أمكن الكشف عنها، ما استوجب استخدام العديد من العقاقير. ولكن توجد بعض الآثار الجانبية، التي تنشأ من استخدام هذه المواد، مثل تأثر الخلايا الأخرى للجهاز المناعي، غير المعنية بالتثبيط، مما ينتج عنه ضعف في مقاومة المريض، وتعرضه للإصابة بالميكروبات. ولذلك لزم البحث عن طرق لتثبيط المناعة، تجاه مولدات معينة، وهو ما تركز عليه الأبحاث في مجال المناعة العلاجية، في الوقت الحالي.
ويتضح مما سبق، أن الأبحاث تهدف إلى الوصول إلى الحل الأمثل، وهو أن يتعرف الجهاز المناعي على مولدات معينة ويقاومها، وفى الوقت نفسه لا يستجيب لمولدات أخرى تقتضي سلامة المريض، ويهاجمها. وبذلك يُضمن عدم تعرض المريض للمضاعفات، التي تنتج عن زرع الأعضاء، وتؤثر على سلامته.
ويعتمد تثبيط المناعة على عدد من المواد والطرق، هي:
(1) هرمونات القشرة الكظرية Corticosteroids:
الكورتيزون Cortisone مركب طبيعي، يدور في الدورة الدموية في جسم الإنسان، وتفرزه الغدة الكظرية، الموجودة فوق الكلية. وينظّم عمل هذه الغدة وإفرازها مراكز المخ العليا والغدة النخامية. ويتفاوت إفراز هذا الهرمون من وقت لآخر أثناء اليوم؛ فتكون نسبته في الصباح أكبر منها في المساء. كذلك يتأثر إفرازه بالحالة النفسية، فإذا تعرض الفرد لضغوط نفسية، ازدادت كمية الكورتيزون في الدورة الدموية، حسب شدة الموقف الذي يواجهه. وتحدث عملية توازن بين الغدة الكظرية والغدة النخامية، بحيث إذا زاد إفراز إحداهما، يقل إفراز الأخرى؛ والعكس صحيح.
ويساعد استخدام الكورتيزون على تقليل حدوث الالتهابات، كما أن له تأثيراً مناعياً، من خلال تأثيره على المناعة الخلوية. كما يؤثر الكورتيزون على عدد كرات الدم البيضاء؛ فبينما يزيد عدد كرات الدم المتعادلة، يقل عدد جميع أنواع كرات الدم البيضاء الأخرى، ويكون هذا التأثير مؤقتاً، إذ يعود العدد إلى معدله الطبيعي بعد 24 ساعة من توقف العلاج. كذلك، يؤثر الكورتيزون على وظائف الخلايا الليمفاوية، فيقل نشاطها. وهو يقلل من عمل الخلايا البالعة، فيصبح المريض أكثر عرضه للإصابة بالميكروبات.
(2)الأدوية المتعلقة بالسم الخلوي Cytotoxic drugs:
تُدمّر هذه العقاقير أنواعاً من الخلايا القابلة للانقسام. وللأسف، فإن هذا التأثير لا يقتصر على نوع معين من الخلايا الليمفاوية، ولذلك فإن استعمال هذه العقاقير يؤثر على عمل الجهاز المناعي ككل. وقد تؤثر هذه الأدوية على الخلايا غير الليمفاوية. وهي تستخدم في علاج أمراض الروماتويد والذئبة الحمراء، وأمراض الكبد المزمنة النشطة، والأمراض السرطانية.
(3) السيكلوسبورين Cyclosporin:
يُعد هذا الدواء أهم كشف طبي في مجال زراعة الأعضاء، إذ يؤثر فقط على الخلية الليمفاوية المساعدة، ولا يمتد تأثيره إلى باقي الخلايا الليمفاوية. ومن مزاياه أنه يؤثر على وظيفة الخلية ولا يقتلها، ولذلك فهو العلاج الأمثل في حالات زرع الأعضاء. كما يفضل في حالات زرع النخاع، لأنه لا يؤثر على الخلايا المنقولة.
(4) تنقية البلازما من الأجسام المضادة:
يتم ذلك بطريقة معملية خاصة وعلى مراحل، لفصل البلازما من الدم أولاً، ثم وضع البلازما في أنابيب، وتعرضها لسرعات عالية في أجهزة مخصصة لذلك. وهي من الطرق التي تساعد في علاج الأمراض، التي يصحبها ظهور الأجسام المضادة والمركبات المناعية بالدم، كما في حالة أمراض ضعف العضلات، ومرض تليف الرئة، وبعض حالات الروماتويد والروماتيزم، المصحوبة بمضاعفات في الأوعية الدموية، وكذلك في مرض الذئبة الحمراء.
(5) استخدام الأجسام المضادة للخلايا الليمفاوية:
قد تكون هذه الأجسام متعددة المصدر، أي تنتجها أنواع كثيرة من الخلايا المناعية؛ أو وحيدة المصدر، أي ينتجها نوعٌ واحدٌ من الخلايا المناعية.
(أ) أجسام مضادة متعددة المصدر:
تعمل على تعطيل عمل الخلايا الليمفاوية، كما أنها تقلل عددها. وتستخدم عند رفض الجسم للعضو المنقول، وفى بعض حالات الأنيميا.
(ب) أجسام مضادة وحيدة المصدر:
تُحضّر هذه الأجسام للمولدات الموجودة على الخلايا الليمفاوية. وتتميز عن الأجسام السابقة في أنها متخصصة في تأثيرها، وبذلك لا تؤثر على الخلايا الأخرى غير الليمفاوية. وقد تنتج عنها بعض الأعراض الجانبية، مثل تغيير في ضغط الدم وضيق في التنفس وتكوين أجسام مضادة للأجسام المضادة المستخدمة في العلاج، وأعراض تشبه مرض الأنفلونزا.
يرجعالفضل في التعّريف بعلم المناعة وأهميته، إلى ظهور مرض نقص المناعةالمكتسبة "الإيدز". فكثير من الناس بدأت معرفتهم بهذا العلم، على أنهالعلم الخاص بفيروس الإيدز. وقد أعطى وباء الإيدز العلماء فرصة للبحثفي مجال المناعة، بشكل مكثف وعميق لاكتشاف علاج، أو تحصين، ضد هذاالمرض. وقد ساعد البحث في هذا المضمار، على معرفة كثير من أسرار الجهازالمناعي للإنسان. فأصبح العلم يعرف الكثير عن التركيب الجيني لفيروسالإيدز، والتحاليل التي تثبت وجوده من عدمه، وما يسببه من تدمير لجهازالمناعة بعناصره الأساسية الأربعة، وهي: الأجسام المضادة، والمناعةالخلوية، والخلايا البالعة، والمركب البروتيني المكمل. وعند حدوث أينقص في مثل هذه المكونات الأساسية، تحدث أعراض عامة لهذا النقص، وأعراضخاصة، تختلف باختلاف العنصر، الذي تم دُمّر في جهاز المناعة. وتشمل هذهالأعراض العامة:
-1. كثرة العدوى بالأمراض المختلفة، بصورةمتكررة ومزمنة.
-2. الإصابة بميكروبات من غير المعتاد إصابة الإنسانبها.
-3. عدم الاستجابة للعلاج، وكثرة حدوث الانتكاسات.
-4. الطفحالجلدي، والخراريج المتكررة، والإسهال، وحدوث تضخم في الكبد،والطحال.
أماالأعراض الخاصة بنقص الأجسام المناعية فقط، فقد تكون نقصاً لكل أنواعالأجسام المضادة، أو قد يُصيب النقص نوعاً واحداً فقط منها. وتتميزبحدوث التهابات صديدية متكررة بداية من الشهر السادس من عمر الطفل،وذلك بعد اختفاء الأجسام المناعية، التي انتقلت من الأم إلى الطفل عبرالمشيمة. ويستجيب المريض للعلاج، بواسطة الحَقْن بالأجسام المناعيةالجاهزة التحضير، وتسمى جاما جلوبيولين Gammaglobuline. ويُنصح بعدم إعطاء أيلقاحات للأطفال في هذا السن، لما في ذلك من خطورة على حياتهم من تلكالميكروبات الضعيفة، الموجودة باللقاحات.
أمانقص المناعة الخلوية، فتحدث أعراضه الخاصة، بسبب عدم وجود الغدةالصعترية، أو التيموسية Thymus gland، نتيجة لعيب خلقي، ومن ثم يحدث تحسن في هذه الحالات عقب زرعغدة أخرى بالجسم. وتظهر الأعراض عقب الولادة مباشرة.
وفينقص وظائف الخلايا البالعة، أو المركب البروتيني المكمل، يكون التشخيص،بقياس وظائف الخلايا البالعة بطرق خاصة، وكذلك قياس البروتين المكمل. ويؤدي نقصهم إلى الإصابة بأمراض، عادة، لا تصيب الشخص السليم، ويحدثالنقص عموماً في أكثر من عنصر من هذه العناصر الأربعة.
-1. نقص المناعة المكتسبة ـ الإيدز Acquired Immune Deficiency Syndrome:
اكتسب "الإيدز" اسمه من وضع الحرف الأول لكل كلمة، من الاسم المكوّن من 4كلمات وهي، AIDS. وهو يعدأهم وأخطر الأمراض، التي أصابت الإنسان في القرن العشرين. ويمثل التوصلإلى علاج له، تحدياً للعلماء. ويعد هذا المرض، من أسباب الموت الرئيسيةبين مرضى الهيموفيليا، ومرضى أنيميا البحر المتوسط، ومدمني المخدرات،والشواذ. بل إن انتقاله من الأم إلى المولود، يخلق أجيالاً بريئة مصابةبهذا الفيروس اللعين.
وهناكحالات يزداد فيها التعرض للإصابة، لكن بدرجة أقل، مثل الفئات التي لهااحتكاك بالمرضى، وبالدم في الوقت نفسه، مثل أعضاء هيئة التمريض،والأطباء، وأطباء الأسنان، والحلاقون.
وبعددخول الفيروس إلى الجسم، فإنه يغزو الخلايا التائية المساعدة من طريقمستقبلات خاصة موجودة على جدارها، تسمى CD-4، ويسيطر عليها، ويتضاعف، ويتكاثرداخلها حتى تنفجر الخلية في النهاية، وتنطلق من داخلها أعداد هائلة منالفيروس، يمارس كل منها الدور نفسه مع خلية تائية مساعدة جديدة. وهكذايقل عدد هذه الخلايا إلى درجة كبيرة، ويزيد عدد الخلايا المثبطة،فينعكس ذلك سلباً وتثبيطاً على عناصر الجهاز المناعي، من خلايا بالعة،وخلايا طبيعية أكولة، وخلايا بائية، ويقل دور هذه الخلايا، ويقلإفرازها، الذي ينشّط كرات الدم البيضاء، وتصبح معظم خلايا الجهازالمناعي من دون وظيفة.
وتتمثلخطورة الإيدز في أنه قد يمر وقت طويل بين مرحلة دخول الفيروس إلىالجسم، وبين ظهور الأعراض، ما يتيح للمريض الانتقال بحرية بين أفرادالمجتمع، ناقلاً العدوى للآخرين، دون ظهور الأعراض عليه.
ويسمىفيروس الإيدز Human Immunodeficiency Virus، ويختصر إلى الحروف الأولى HIV، وهو يتجه إلى أي خلية تائية مساعدةتحمل على سطحها البروتين CD-4.
أ. أعراض المرض:
(1) ارتفاع في درجة الحرارة، مصحوباً بعرقشديد.
(2) صداع وزغللة في العينين، والتهاب في الحلق.
(3) فقدانالشهية وميل للقيء، مع ضعف عام، وهزال، وإرهاق.
(4) ألم في المفاصلوالعضلات، وتورم في الغدد الليمفاوية.
(5) ظهور طفح جلدي في الأنفوالخدين، وقد يظهر ورم خبيث بالأنف والوجه ينتهي بالوفاة. (
ب. التشخيص المعملي:
(1) الكشف عن الفيروس، أو أحد مكوناته في الدم، وذلك في الفترة بين أسبوعين من التعرض للفيروس، ولمدة أربعة أشهر، أما بعد ذلك فلا يُكشف عنه.
(2) الكشف عن الأجسام المضادة، وذلك بعد شهرين من التعرض للفيروس، وتستمر هذه الأجسام المضادة بالدم بعد ذلك، ويكون ذلك من طريق اختبار اليزا ELISA، ويستغرق ست ساعات لمعرفة النتائج، ولهذا يكثر استخدام هذه الطريقة في بنوك الدم للتأكد من سلامة الدم قبل نقله للمرضى.
(3) استعمال طريقة التفاعل المضاعف المتسلسل PCR، وهي تعتمد على الهندسية الوراثية لقياس الأحماض النووية الخاصة بالفيروس في الدم، أو أجزاء متناهية في الصغر منها؛ وهذه الطريقة دقيقة جداً، ولكنها غالية التكاليف، وغير متاحة في كل المعامل.
المناعةوالانفعالات
يوجدعدد من الأمراض، التي تنتج من الانفعالات والتوتر، وليس لها علاقةبالجهاز العصبي بل يمتد تأثيرها ليشمل بعض الغدد الصماء، وجهاز المناعةكذلك.
فقدأثبتت الدراسات وجود مواد خاصة بالجهاز المناعي، مثل مادتيالأنترليوكين والأنترفيرون في المخ والجهاز العصبي، ولها تأثير علىسلوك الإنسان وتصرفاته، مثل الشهية، ودرجة الإحساس بالألم، وأسلوبالنوم، وارتفاع درجة الحرارة.
كماتوجد موصلات عصبية، خاصة بالجهاز العصبي فقط اسمها إندورفين Endorphins، مهمتها توصيلالكهرباء، والإشارات العصبية. وهي عبارة عن أفيونات طبيعية مهمتهاأساساً أن تجعل الإنسان في حالة مزاجية، ونفسية طبيعية.
وتؤثرالانفعالات بشكل مباشر على المناعة، والعكس صحيح. فيُلاحظ أن مرضىالاكتئاب النفسي، مثلاً، يعانون من انخفاض ملحوظ في عدد الخلاياالتائية المساعدة، ما يجعلهم عرضة للإصابة بالأورام السرطانية، أكثر منغيرهم. وكذلك يُعاني أقارب المرضى الميئوس من شفائهم، من إرهاق عصبي،ونفسي مستمر، يؤدي إلى خلل في جهازهم المناعي.
وقدأثبتت الدراسات النفسية أن الوحدة والانعزال، من أخطر العوامل تأثيراعلى جسم الإنسان، وجهازه المناعي.
وتؤديالأمراض الناتجة عن خلل في المناعة، مثل الذئبة الحمراء، والروماتويد،والسكر، إلى تقليل القدرة على الحمل، والخصوبة، والإنجاب. وإذا حدث حملفإن نسبة الإجهاض تكون عالية، ومتكررة، وقد تحدث تشوهات بالجنين، أوانقطاع مبكر للطمث، نتيجة لاضطراب الجهاز المناعي، والقلق الدائم،والمستمر الذي يعيشه هؤلاء المرضى. لذا، فعلى هؤلاء المرضى عدم التحدثمع الآخرين عن مرضهم، ومحاولة التعايش، والتكيف بصورة طبيعية، حتى لايؤدي إحساسهم بالمرض إلى نوع من العزلة، أو التوتر المستمر، بما يزيدمن شدة المرض ومضاعفاته.
وفيدراسات أجريت على طلبة الجامعة والمدارس الثانوية، في الشّهاداتالنهائية، تبين أن توتر الامتحانات لديهم، يؤدي إلى انخفاض ملحوظ فيالخلايا الليمفاوية، أو الخلايا الطبيعية القاتلة؛ وكذلك نقص في بعضالمواد المناعية، مثل الأنترفيرون. وأخيراً أثبتت الدراسات أنالانفعالات، بجميع أنواعها، تؤثر على ظهور أعراض أمراض المناعةالذاتية، وذلك من طريق غدتين رئيسيتين في المخ، هما الغدة تحت الدماغية Hypothalamus، والغدةالنخامية Pituitary gland. ومن خلال سيطرة الانفعالات على هذه الغدد، تُفرز هرمونات تزيدمن حدة الالتهاب، الذي تسببه أمراض المناعة الذاتية.
جهاز المناعة وزراعةالأعضاء
تقدمتعملية زراعة الأعضاء تقدماً كبيراً، وزادت نسبة نجاحها في السّنواتالأخيرة، وأصبحت وسيلة لتحسين وظائف عضو من الجسم، كطريق للعلاج بدلاًمن أنها عملية إنقاذ حياة فقط كما كانت من قبل. وقد أجريت أول عمليةزرع كلى عام 1954، وتلا ذلك تقدم في تحاليل الأنسجة، واستعمال أدويةتثبيط المناعة، التي تساعد على منع لفظ الجسم للكلى، ما جعل عمليات زرعالأعضاء، الآن، حقيقة واقعة.
1-. كيفية تعرف الجهاز المناعي على الأجسام الغريبة عن الجسم:
)أ) تشارك جميع خلايا الجهاز المناعي، بما فيها الخلايا البائية B-Cells والخلايا التائية T-Cells، الموجدتان في العقد الليمفاوية والطحال والغدة الصعترية، فى التفاعل ضد أي عضو غريب عن الجسم. فعند دخول جسم غريب إلى جسم الإنسان، سواء كان ميكروباً أو نوعاً خاصاً من البروتينات، أو خلايا عضو مزروع، فإنه يُفحص بواسطة نوع معين من خلايا الجهاز المناعي، وخاصة الخلايا البالعة Macrophages، التي تتفاعل مع مولد المضاد الغريب عند اكتشافها أنه غريب عن الجسم، فتطوقه ثم تقدمه إلى الخلايا التائية النشطة. ولذلك سميت بخلايا التقديم Antigen Presentingcells؛ كما تفرز نوعاً من الإفرازات، تسمى الليمفوكاينز، تحتوي على عديد من المواد المناعية الهامة مثل مادة الإنترليوكين-2، والإنترفيرون، وعامل نمو الخلايا البائية، التي تساعد على تنشيط كل من الخلايا البائية والتائية، لتتعامل مع هذا الجسم الغريب.
(ب) تستطيع الخلايا البالعة، أو خلايا الجهاز المناعي بشكل عام، التمييز بين خلايا الجسم نفسه، والخلايا الغريبة عنها، من طريق إحدى الجينات الموجودة على أماكن متعددة على الذراع القصير للكروموسوم السادس، وينقسم إلى أربع مناطق أ، ب، ج، د، ويسمى Human Lymphocyte Antigen: HLA، ويوجد على جدار كل خلية حية في جسم الإنسان. وهو عبارة عن مجموعة من البروتينات الجينية، التي تتكون بشكل معين، حسب شفرة وراثية معينة، تُعطي كل خلية، من خلايا الجسم، هَويتها التي تجعل الجهاز المناعي للجسم، الذي يحمل الهوية نفسها لا يتفاعل معها، أو يمتنع عن مهاجمتها للقضاء عليها.
أما في حالة دخول الجسم الغريب، إلى جسم الإنسان، فإن الخلايا البالعة تتعرف عليه، وتذهب وتحيط به وتطوقه، وتحاول التهامه بداخلها، ثم تقدمه للخلايا التائية النشطة، التي لا يمكن أن تُعطي أي رد فعل ضد الميكروب، إلاّ إذا كان مقدماً من هذه الخلايا البالعة، وبجانبه تلك الشفرة الوراثية الموجودة على جدارها، وتسمى HLA، حتى يتعرف عليها الجهاز المناعي، وإلاّ فإنه بأكمله لن يتحرك، ولن يكون له رد فعل، ضد هذا الجسم الغريب.
ولا يتطابق مركب HLA أبداً بين اثنين من البشر، إلاّ إذا كانا توءمين متطابقين.
2.- زراعـة الأعضاء Organ Transplantation:
ساعد استعمال عقار السيكلوسبورين Cyclosporone، والتقدم في وسائل تحضير الأجسام المناعية، ووسائل تثبيط المناعة، في زيادة نسبة نجاح عمليات زرع الأعضاء. ولم يقتصر استعمال هذه العقاقير، في مجال زرع الأعضاء فحسب، بل أمتد ليشمل علاج أمراض كثيرة ناتجة من خلل في جهاز المناعة. وكان للدراسات المناعية، التي صاحبت عمليات زرع الأعضاء، أهمية كبيرة، إذ تم الكشف عن مولدات المضادات الموجودة على خلايا الجسم، التي يتحكم في وظائفها المركب HLA، الموجود على الكروموسوم السادس. وتكمن أهمية هذه المولدات في أنها هي التي تحفّز الخلايا التائية، لتتعامل مع النسيج المنقول من جسم آخر، إذا لم يكن مطابقاً لأنسجة الجسم المنقول إليه.
كما عُرف الكثير عن المعلومات الخاصة بالخلايا الليمفاوية التائية، وما يتعلق بأمراض المناعة الذاتية، من التجارب التي أجريت على نقل الأعضاء والأنسجة. وقد كانت أسباب هذه الأمراض والتغيرات الباثولوجية التي تسببها، غير معروفة، قبل ذلك.
أ.أنواع نقل الأعضاء:
(1) النوع الأول:
نقل أنسجة من جسم ووضعها بالجسم نفسه، في مكان آخر. وفى هذه الحالة تكون الخلايا غير غريبة عن الجسم، ولذلك لا يتفاعل معها الجهاز المناعي.
(2) النوع الثاني:
نقل عضو من فرد إلى فرد آخر متطابق معه، كما في التوائم وحيدة البويضة المتماثلة، أو في حيوانات التجارب، التي تربى بطريقة التزاوج بين أبناء السلالة الواحدة، حتى ينتج جيل متجانس من ناحية الأنسجة.
(3) النوع الثالث:
الأكثر شيوعاً، هو نقل الأعضاء من فرد إلى آخر من الفصيلة نفسها، لكنه غير متطابق تماماً من ناحية مولدات المضادات، الموجودة بالخلايا والأنسجة. وهذا النوع هو ما يستلزم عمل تحاليل للأنسجة، حتى يوجد الشخص المتبرع المناسب، إضافة إلى استعمال الأدوية المثبطة للمناعة، حتى لا يحدث رفض للعضو المنقول.
(4) النوع الرابع:
يتضمن أقصى درجات الاختلاف، وفيه يُنقل عضو من حيوان إلى إنسان، حيث يكون الرفض سريعاً جداً، إلاّ إذا جرت معالجة العضو قبل نقله، لتقليل درجة تركيز مولدات المضادات على الخلايا. ويُستعان ببعض صمامات القلب والجلد وبعض الأوعية الدموية، التي قد تنقل من بعض الحيوانات إلى الإنسان.
وإذا نجحت التجارب التي تُجرى الآن في هذا الشأن، فإن ذلك سوف يسهل عملية البحث عن أعضاء للمرضى، الذين تتطلب حالتهم ذلك. وتبقى بعض المعوقات، مثل اختلاف حجم العضو بين الإنسان والحيوان، والخوف من نقل بعض الأمراض، وكذلك الحالة النفسية وغيرها من المشكلات.
ب.رفض العضو المنقول
تختلف سرعة رفض الجسم للعضو المنقول، تبعاً لما يلي:
(1) رفض سريع جداً:
ويحدث في الأشخاص الذين يحملون أجساماً مضادة مسبقاً، نتيجة لنقل دم سابق إليهم، أو حمل متكرر، أو محاولة سابقة لنقل عضو، ويمكن تجنب ذلك بإجراء اختبار لمصل المريض، للتأكد من عدم وجود هذه الأجسام المضادة.
(2) رفض حاد:
ويستغرق أياماً أو أسابيع، ويحدث نتيجة لعدم تطابق فصيلة كل من المتبرع والمستقبل. وتعتمد درجة الرفض وسرعته، على مدى استعمال العقاقير المثبطة للمناعة.
(3) رفض بطئ:
وقد يستغرق شهوراً أو سنين، ويسمى رفضاً مزمناً. وترجع أسبابه إلى ضعف يطرأ على تفاعل المناعة الخلوية، أو ترسيب الأجسام المضادة والمركبات المناعية، في النسيج المنقول.
3. كيفية التغلب على رفض العضو المنقول:
أ. استخدام التحاليل المعملية:
ينبغي إجراء التحاليل اللازمة قبل إجراء أي عملية لزرع الأعضاء، لمطابقة الأنسجة بين المتبرع والمستقبل. ويجرى ذلك بطرق عديدة، منها تحليل فصائل الخلايا، ثم عمل اختبار تطابق الخلايا. وقد حدث تقدم سريع في هذه الاختبارات، جعلها على جانب كبير من الدقة. وأنسب شخص ينقل منه العضو، هو الذي يكون مطابقاً تماماً للمريض، حتى لا يحدث رفض للعضو المنقول، ومثال ذلك التوأم. ولكن ذلك أمر نادر الحدوث للإنسان. وفى جميع الأحوال يكون هناك اختلاف بين المتبرع والمريض. وتبعاً لذلك فمن الضروري تحليل المركب HLA، من خلال تحليل خلايا الأنسجة بطريقتين:
(1) التحليل السيرولوجى Serological Analysis:
ويتم بالكشف عن الأجسام المضادة، التي تنتج من اختلاف HLA، أو تلك الشفرة الوراثية، أو ذلك الكود الموجود على جدار الخلايا؛ فلو تعرف الجهاز المناعي على كود يختلف عن الكود الموجود على جدار خلاياه، فإنه يفرز أجساماً مضادة ضد هذه الخلايا الجديدة عليه، باعتبارها خلايا غريبة عن الجسم. ويمكن كشف ذلك من خلال تحليلات خاصة بالدم.
(2) تفاعل الخلايا الليمفاوية المختلطة Mixed Lymphocyte Reaction:
ويعتمد على أن الخلايا الليمفاوية التائية تتكاثر وتنمو، عندما تكتشف وجود "كود" آخر لخلايا غريبة عنها Non Self، لذلك يُخلط الخلايا الليمفاوية من المتبرع والمريض، فإذا لم يحدث تفاعل بينهما، أو حدث تفاعل بسيط، فإن ذلك يدل على أن تقبلاً سيحدث للعضو المنقول.
ب. استخدام مثبطات المناعة
عند عمل تحليل للأنسجة، قبل زرع عضو من الأعضاء، فإن مركب HLA ـ الكود أو الشفرة الوراثية ـ للمريض الذي سيستقبل العضو المزروع يجري تحليله، لتحديد أي نوع من مولدات المضادات يشغل مناطق معينة، هي التي ينبغي أن تكون متطابقة بين الشخص المعطى والشخص المستقبل، حتى لا يحدث لفظ للعضو المزروع. وبداهة فإن هناك مناطق أخرى على هذا المركب، تشغلها مولدات أخرى لا يتم الكشف عليها، وهذا ما يدفع الأطباء إلى إعطاء المريض الذي زرع العضو له، أدوية مثبطة للجهاز المناعي، حتى لا ينشط ضدها ويرفضها ويلفظ العضو المزروع، ومن أمثلة هذه الأدوية: السيكولوسبورين، والكورتيزون، والآزوثيوبرين.
4. مستقبل زراعة الأعضاء:
إن نقص عدد الأعضاء البشرية المتاحة للزّرع، سواء القلب أو الكبد أو الرئة، يُعد أهم عائق أمام عمليات زرع الأعضاء. ولذلك، أصبح ملحاً الآن دراسة إمكانية نقل الأعضاء من أجناس أخرى غير الإنسان، أو التفكير في نقل الخلايا ذات الوظائف الخاصة فقط، بدلاً من نقل \لأعضاء، مثل نقل خلايا الكبد أو الطحال، وكذلك نقل الخلايا الأم في النخاع، والمسئولة عن إنتاج أنواع كثيرة من الخلايا الحيوية، ذات الوظائف المهمة.
5. العقاقير والوسائل المستخدمة لتحفيز، أو تثبيط، الجهاز المناعي:
في كثير من الأحيان تكون هناك حاجة ماسة إلى تنظيم عمل الجهاز المناعي، إما إيجاباً أو سلباً؛ أي قد يقتضي الأمر تنشيط الجهاز المناعي، أو تثبيط المناعة، تبعاً للحالة.
وتشمل المواد المستخدمة في تنظيم الجهاز المناعي الآتي:
* السيتوكينز.
* الأجسام المناعية المضادة.
* المـواد المستخدمـة في تثبيط المناعـة.
أ. السيتوكينـز Cytokines:
وهي مواد بروتينية تشبه الهورمونات، وتفرزها كل أنواع الخلايا المناعية، وقد تفرزها بعض خلايا الجسم الأخرى. ووظيفة هذه المواد هي تنظيم عمل الجهاز المناعي. وأهم وأشهر هذه المواد الإنترفيرون، والإنترلوكينز، وعامل تحلل الأورام، والمواد التي تساعد على نمو خلايا الدم.
(1) الإنترفيـرون Interferon:
تُنشّط الخلايا التائية المساعدة الخلايا الأكولة Phagocyte Cells، لإفراز مادة الأنترفيرون المضادة للفيروسات. وهناك ثلاثة أنواع من الإنترفيـرون هي: ألفا، وبيتا، وجاما. وتستخرج هذه المادة من دم المتطوعين، فهي لذلك غالية الثمن. ويستخدم الإنترفيرون ألفا في علاج بعض أنواع سرطانات الدم، والسرطانات الأخرى وبعض أمراض الفيروسات، مثل الالتهاب الكبدي المزمن النشط المصاحب للفيروس B أو C. وعموماً فإن الإنترفيرون ألفا يتميز بأنه ينشّط عمل خلايا الجهاز المناعي.ولكن الأعراض الجانبية لهذا العقار تحد من قيمته العلاجية، مثل: الشعور بالإجهاد، وفقدان الشهية ونقص كرات الدم البيضاء، وكذلك زيادة إنزيمات الكبد، وهبوط الضغط، وعدم انتظام ضربات القلب.
(2) الإنترلوكينـز Interleukins:
تُفرز هذه المادة وتستخلص من الخلايا الأكولة نفسها، التي تفرز الأنترفيرون. وهي تُحفّز الخلايا البائية على إفراز أجسام مضادة من نوع IgE، المسئولة عن الحساسية. وأهم عنصر في هذه المجموعة هو الرقم 2، ويستعمل في علاج الأمراض السرطانية. وعند حقن مريض السرطان بهذا العقار، مضافاً إليه الخلايا الليمفاوية بعد فصلها من الأورام السرطانية، فإنه قد يعمل على تدمير الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا المحيطة بها.
ب. الأجسام المناعية المضادة:
تتميز هذه الأجسام المضادة بإمكانية تحضير كميات كبيرة منها، ضد أي مولد مضاد، وليكن، مثلاً، ذلك الموجود على الخلايا السرطانية.وعند حقن هذه الأجسام المضادة، فإنها تتجه إلى الهدف المقصود وتتحد به. ويمكن الاستعانة بالمواد المشعة، أو المواد السامة للخلايا، أو أي أدوية أخرى، يكون لها تأثير على الخلايا السرطانية، حيث تحمل الأجسام المضادة هذه المواد وتوصلها إلى الخلايا التي يراد التخلص منها، فتحدث تدميراً بها دون إصابة الخلايا المحيطة.
ج. المواد المستخدمة في تثبيط المناعة:
زادت الحاجة إلى هذه المواد خاصة مع التقدم في مجال زراعة الأعضاء، ومع زيادة عدد أمراض المناعة الذاتية، التي أمكن الكشف عنها، ما استوجب استخدام العديد من العقاقير. ولكن توجد بعض الآثار الجانبية، التي تنشأ من استخدام هذه المواد، مثل تأثر الخلايا الأخرى للجهاز المناعي، غير المعنية بالتثبيط، مما ينتج عنه ضعف في مقاومة المريض، وتعرضه للإصابة بالميكروبات. ولذلك لزم البحث عن طرق لتثبيط المناعة، تجاه مولدات معينة، وهو ما تركز عليه الأبحاث في مجال المناعة العلاجية، في الوقت الحالي.
ويتضح مما سبق، أن الأبحاث تهدف إلى الوصول إلى الحل الأمثل، وهو أن يتعرف الجهاز المناعي على مولدات معينة ويقاومها، وفى الوقت نفسه لا يستجيب لمولدات أخرى تقتضي سلامة المريض، ويهاجمها. وبذلك يُضمن عدم تعرض المريض للمضاعفات، التي تنتج عن زرع الأعضاء، وتؤثر على سلامته.
ويعتمد تثبيط المناعة على عدد من المواد والطرق، هي:
(1) هرمونات القشرة الكظرية Corticosteroids:
الكورتيزون Cortisone مركب طبيعي، يدور في الدورة الدموية في جسم الإنسان، وتفرزه الغدة الكظرية، الموجودة فوق الكلية. وينظّم عمل هذه الغدة وإفرازها مراكز المخ العليا والغدة النخامية. ويتفاوت إفراز هذا الهرمون من وقت لآخر أثناء اليوم؛ فتكون نسبته في الصباح أكبر منها في المساء. كذلك يتأثر إفرازه بالحالة النفسية، فإذا تعرض الفرد لضغوط نفسية، ازدادت كمية الكورتيزون في الدورة الدموية، حسب شدة الموقف الذي يواجهه. وتحدث عملية توازن بين الغدة الكظرية والغدة النخامية، بحيث إذا زاد إفراز إحداهما، يقل إفراز الأخرى؛ والعكس صحيح.
ويساعد استخدام الكورتيزون على تقليل حدوث الالتهابات، كما أن له تأثيراً مناعياً، من خلال تأثيره على المناعة الخلوية. كما يؤثر الكورتيزون على عدد كرات الدم البيضاء؛ فبينما يزيد عدد كرات الدم المتعادلة، يقل عدد جميع أنواع كرات الدم البيضاء الأخرى، ويكون هذا التأثير مؤقتاً، إذ يعود العدد إلى معدله الطبيعي بعد 24 ساعة من توقف العلاج. كذلك، يؤثر الكورتيزون على وظائف الخلايا الليمفاوية، فيقل نشاطها. وهو يقلل من عمل الخلايا البالعة، فيصبح المريض أكثر عرضه للإصابة بالميكروبات.
(2)الأدوية المتعلقة بالسم الخلوي Cytotoxic drugs:
تُدمّر هذه العقاقير أنواعاً من الخلايا القابلة للانقسام. وللأسف، فإن هذا التأثير لا يقتصر على نوع معين من الخلايا الليمفاوية، ولذلك فإن استعمال هذه العقاقير يؤثر على عمل الجهاز المناعي ككل. وقد تؤثر هذه الأدوية على الخلايا غير الليمفاوية. وهي تستخدم في علاج أمراض الروماتويد والذئبة الحمراء، وأمراض الكبد المزمنة النشطة، والأمراض السرطانية.
(3) السيكلوسبورين Cyclosporin:
يُعد هذا الدواء أهم كشف طبي في مجال زراعة الأعضاء، إذ يؤثر فقط على الخلية الليمفاوية المساعدة، ولا يمتد تأثيره إلى باقي الخلايا الليمفاوية. ومن مزاياه أنه يؤثر على وظيفة الخلية ولا يقتلها، ولذلك فهو العلاج الأمثل في حالات زرع الأعضاء. كما يفضل في حالات زرع النخاع، لأنه لا يؤثر على الخلايا المنقولة.
(4) تنقية البلازما من الأجسام المضادة:
يتم ذلك بطريقة معملية خاصة وعلى مراحل، لفصل البلازما من الدم أولاً، ثم وضع البلازما في أنابيب، وتعرضها لسرعات عالية في أجهزة مخصصة لذلك. وهي من الطرق التي تساعد في علاج الأمراض، التي يصحبها ظهور الأجسام المضادة والمركبات المناعية بالدم، كما في حالة أمراض ضعف العضلات، ومرض تليف الرئة، وبعض حالات الروماتويد والروماتيزم، المصحوبة بمضاعفات في الأوعية الدموية، وكذلك في مرض الذئبة الحمراء.
(5) استخدام الأجسام المضادة للخلايا الليمفاوية:
قد تكون هذه الأجسام متعددة المصدر، أي تنتجها أنواع كثيرة من الخلايا المناعية؛ أو وحيدة المصدر، أي ينتجها نوعٌ واحدٌ من الخلايا المناعية.
(أ) أجسام مضادة متعددة المصدر:
تعمل على تعطيل عمل الخلايا الليمفاوية، كما أنها تقلل عددها. وتستخدم عند رفض الجسم للعضو المنقول، وفى بعض حالات الأنيميا.
(ب) أجسام مضادة وحيدة المصدر:
تُحضّر هذه الأجسام للمولدات الموجودة على الخلايا الليمفاوية. وتتميز عن الأجسام السابقة في أنها متخصصة في تأثيرها، وبذلك لا تؤثر على الخلايا الأخرى غير الليمفاوية. وقد تنتج عنها بعض الأعراض الجانبية، مثل تغيير في ضغط الدم وضيق في التنفس وتكوين أجسام مضادة للأجسام المضادة المستخدمة في العلاج، وأعراض تشبه مرض الأنفلونزا.
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 35
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
رد: نقص المناعةوالإيدز
شكرا على هذا الطرح المفيد والمميز بارك الله فيك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: نقص المناعةوالإيدز
مواضيعك مميزة دائماَ اشكرك على مجهوداتك المبذولة
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR