إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
تعميم بمناسبة مرور 92 عاماً على نفي الليبيين إلى الجزر ا
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تعميم بمناسبة مرور 92 عاماً على نفي الليبيين إلى الجزر ا
تعميم بمناسبة مرور 92 عاماً على نفي الليبيين إلى الجزر الإيطالية المهجورة
إن أهم ظاهرة ميزت الاستعمار الأوروبي عامة والإيطالي خاصة ، العنصرية وانتهاج العنف بمختلف أساليبه طريقا لتحقيق أهداف الدول الاستعمارية في السيطرة على مقدرات الشعوب وإبادتها ، والسيطرة على أراضيها وإحلال مستوطنين من شعوبهم محل أبناء الدول والشعوب المستعمرة في تلك الأراضي والبلدان .. وإيطاليا التي غزت ليبيا في شهر التمور/ أكتوبر من عام 1911 إفرنجي ، جربت مختلف وسائل الدمار والإبادة ضد أبناء الشعب العربي الليبي من اعدامات بالجملة ، كمذبحة المنشية بطرابلس التي ارتكبتها قوات الغزو ضد العزل من الرجال والنساء والأطفال أيام 23 ، 24 ، 25 من شهر التمورأ أكتوبر 1911 ، والتي راح ضحيتها أربعـة الآف ( 4000 ) من المدنيين المسالمين ، واستخدام القصف المدفعي من البوارج الحربية للمدن الممتدة على طول الساحل الليبي من طبرق الى زوارة بمسافة تصل إلى الألفي كيلو متر ، إلى استخدام الطائرات ، ولاول مرة في الحرب ، ضد الشعب الليبي ، وتدمير المدن والقرى والمزارع والغابات وقطعان الحيوانات على مختلف أنواعها . فأول طائرة في العالم تسقط قنابل من الجو إلى الأرض كانت على عين زارة وتاجوراء قرب مدينة طرابلس ، إلى استخدام الغازات السامة لاول مرة ضد البشر . حيث تؤكد الوثائق والصور من خلال أرشيف مركز جهاد الليبيين على أن إيطاليا استخدمت غاز الخردل في حربها بليبيا ويأتي يوم 26 التمور/ أكتوبر من كل عام حاملا معه للشعب العربي في ليبيا ذكرى مأساة جريمة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها إيطاليا ضد الإنسانية ، وهي جريمة نفي الاف الليبيين ، والزج بهم إلى السجون الإيطالية .
ففي مثل هذا اليوم من عام 1911 إفرنجي بدأت عملية النفي الجماعي لليبيين في ذلك اليوم تم نفي الفوج الأول من المنفيين ، وتضم من طرابلس 594 من الليبيين إلى جزر إيطاليا النائية ، كاحدى وسائل الإبادة ضد الشعب الليبي الذي تصدى لقوات الغزو الإيطالية . ومنذ ذلك التاريخ استمرت عمليات النفي المنظم والعشوائي حيث وصل عدد المنفيين إلى ما يزيد عن ( 5000 ) ، وكان الهدف منها :
1-القضاء على حركة الجهاد فكان أحد الأساليب التي اتبعتها إيطاليا بهدف تفريغ الأرض الليبية من السكان ، وبالتالي فقدان حركة الجهاد للعنصر البشري المحارب . فكان العلماء والمشائخ ، وقادة المجاهدين ، والشباب والرجال القادرين من ضمن العناصر التي نفيت .
2-إفراغ الأرض العربية الليبية من السكان الأصليين ، فالقتل والمعتقلات والنفي وسائل تسهل على إيطاليا القضاء على السكان الليبيين ، واحلال مستوطنين من إيطاليا محلهم . ولهذا ضمت قوائم المنفيين النساء والرجال والشيوخ والأطفال على مختلف أعمارهم من الرضيع الذي لم يتجاوز عمره أيام ، إلى الشيخ الطاعن في السن الذي تجاوز التسعين عاماً .
3-القضاء على الدين الإسلامي بالقضاء على معتنقيه ، وتحويل ليبيا إلى شاطئ رابع لإيطاليا المسيحية .
-كيف تم نفي الليبيين ؟
نفذت جريمة نفي الليبيين على عدة مراحل كان أبرزها :
1-المرحلة الأولى : وبدأت من يوم 26 التمور/ أكتوبر من عام 1911 كما ذكرنا واستمرت إلى بداية الحرب العالمية الأولى .
2-المرحلة الثانية : استأنفت فيها إيطاليا نفي العرب الليبيين بداء من هزيمتها في سبها والقرضابية في خريف 1914 وربيع 1915 إفرنجي ، إلى انتهاء حركة الجهاد في بداية 1932 إفرنجي .
3-المرحلة الثالثة : وكانت متممة للمرحلتين السابقتين فبدأت من انتهاء معارك الجهاد في بداية 1932 ، واستمرت إلى 1943 إفرنجي .
إن مرحلة زمنية تصل إلى ما يزيد عن ثلاثة عقود من الممارسة المستمرة للنفي، والأبعاد ، والقتل الجماعي ، والتشريد وتفريغ الأرض من أبنائها ، كجزء من الممارسات القمعية البربرية التي ارتكبتها سلطة الغزو الإيطالي ضد الليبيين ، لم تعرف الإنسانية نظيراً لها في التاريخ البشري ، راح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب العربي الليبي المسلم ، حيث تعرضوا لمعاملة غاية في القسوة ، بداء من إلقاء القبض عليهم وحجزهم في أماكن تحت الأرض ، إلى نفيهم في سفن غير معدة للبشر، ثم تركهم يصارعون المرض ، وسوء التغذية دون أية عناية أو إشراف صحي ، فمات اغلبهم من أمراض البرد ، والسل الرئوي والكوليرا . وذهبوا إلى مصير مجهول لا نعرف إلى الآن كم عددهم ، ولا ظروف نفيهم ، أو المعاملة التي تعرضوا لها . كما لا يعرف ظروف وفاة من مات منهم ، وتحديد أماكن وفاتهم ، كما لا يعرف عدد الأحياء منهم وأسرهم ، أن تزوجوا وتركوا أبناء .
وستظل قضية المنفيين حية في ضمير وذاكرة الليبيين ، وهي دين في أعناقهم جميعا رجالا ونساء ، وملزمين بسداده اتجاه أجدادهم ، وآبائهم ، وأمهاتهم من المنفيين خاصة الذين قتلوا أو اعتقلوا ، وبترت أطرافهم .
إن ذكرى 26 التمور / أكتوبر ، وذكرى شنق شيخ الشهداء عمر المختار في 16 من شهر الفاتح ( سبتمبر ) 1931 من كل عام ، تذكرنا نحن الليبيين بأكثر بسبعمائة ألف شهيد سقطوا من شعبنا في ميادين المعارك ، وعلى اعواد المشانق الإيطالية ، وتذكرنا بآلاف الليبيين من أجدادنا وآبائنا الذين هلكوا جوعا وعطشا في معتقلات سلوق ، والمقرون ، والبريقة والعقلية ، وهون ، والمدن والقرى المسيجة بالأسلاك الشائكة في الجبل الغربي ، وفزان ، وتذكرنا بآلاف الليبيين الذين اضطروا للهجرة خارج تراب الوطن إلى أقطار عربية وافريقية مات اغلبهم في الطريق ، حيث فقدوا وسائل المواصلات ، وانعدم عنهم الغذاء والماء .
وان هذه الذكرى تذكر الأجيال الليبية الحاضرة بالمأساة المرة القاسية والمرتبطة أصلا بوجود الاستعمار الإيطالي بليبيا التي يجسدها الاستعمار الإيطالي في ليبيا ، ولازال الشعب الليبي يعاني منها ، إلا وهي زرع الأرض الليبية بملايين الأطنان من وسائل الدمار : الألغام التي زرعتها الدول الأوربية المتحاربة على الأرض الليبية أثناء الحرب العالمية الثانية سواء بين الحلفاء او المحور والتي لا تزال تزرع الموت كل مطلع شمس على أرضنا ، بالرغم من انتهاء العمليات الفعلية لتلك الحرب منذ عام 1945 . فيومياً تنقل وسائل الاعلام بالخير والصورة أنباء انفجار لغم هنا في طفل ، أو وفاة أفراد أسرة هناك ، أو موت قطيع من الحيوانات نتيجة انفجار لغم من الغام الحرب العالمية الثانية في هذا المكان او ذلك من الأرض الليبية ، حيث اصبح يعاني الآلاف من أبناء الشعب الليبي الإعاقة ، وتشوهات خلقية ، وعجز تام أو جزئي نتيجة فقدان أجزاء من أجسامهم سببتها حوادث الانفجارات ، إضافة إلى تعطيل خطط التنمية في الأراضي التي زرعوها بالألغام . وبالرغم من ان منظمة الأمم المتحدة وعديد المنظمات الإقليمية الأخرى اعترفت بأحقية الشعب العربي الليبي في التعويض عما لحق به من خسائر جراء الألغام والإضرار الأخرى المترتبة على مرحلة الاستعمار ، وحق الشعب الليبي في الحصول على الخرائط التي تبين مواقع حقول الألغام تلك ، إلا ان الدولة الليبية لم تتلق شيئا من الدول المعنية يعين على إزالة الألغام ، ويعوض المتضررين .
فهل هو الحقد الدفين والموروث في نفسيات الأوربيين الذي يجعل الدول الاستعمارية العنصرية لا تعترف بالقوانين والقرارات الأممية التي تدينها ، وتخدم الشعوب الصغيرة ؟ وهذا هو معنى ان تعطي هذه الدول الاستعمارية العنصرية لنفسها الحق في العيش في ارض غير أراضيها ، وتستغل ثروات البلدان الأخرى ، وتستبيح أراضيها وتستعبد شعوبها ، وكأن العالم خلق من أجل شعوب الدول الاستعمارية فقط .. وإلا ما معنى ان تقول هذه الدول أن الأوربيين الذين ولدوا في ارض عربية يجب أن يبقوا فيها ، متناسين بأن العرب المسلمين طردوا من شبه جزيرة ايبيريا بعد 800 سنة من التواجد المتواصل فيها ، أي بعد 27 جيلا .
إن إرادة الشعوب وحقها في العيش أقوى من أساطيل الدول الاستعمارية وخططاتهما ، والاستعمار لم ولن يتغير فإذا ما توفرت له شروط العودة سيعود لاستعمار الدول الافريقية والآسيوية ، وخاصة أقطار الأمة العربية وبلدان العالم الإسلامي . إن الوطن العربي والعالم الإسلامي فيهما ضعف وتمزق وإقليمية ، وتحوي اقطارهما ثروات طبيعية هائلة يسيل لها لعاب المستعمرين . وأي مكان فيه الثروة ويعتريه الضعف يغرى الأقوياء بالزحف عليه واستعماره .
ان سياسات الدول الاستعمارية كما أظهرتها تجربة الاستعمار الإيطالي في ليبيا، تقوم على مبدأ شئ في العالم للرجل الأبيض الأوروبي والأمريكي ، ولا شئ للشعوب الأخرى التي يجب استغلالها وإذلالها ، والقضاء على مقومات الحياة فيها .
أننا ونحن نحي ذكرى يوم الحداد ، ذكرى 26 أكتوبر / التمور ، ونذكر تلك المآسي والأضرار التي لحقت بالشعب العربي الليبي المسلم من جراء الاستعمار الإيطالي ، نؤكد أن ما حدث في ليبيا خلال الحقبة الاستعمارية هو جريمة دولية ، وضد الإنسانية . وإيطاليا اليوم مسؤولة مسؤولية كاملة عما ارتكبته إيطاليا بالأمس ، وقد اعترفت هي نفسها بصحة هذه القاعدة المنطقية عندما قامت بإصدار قوانين لتعويض اليهود المتضررين من معسكرات الاعتقال التي حجزوا فيها أبان الحكم الفاشي ، وبالتالي فقد أرست إيطاليا قاعدة قانونية تحملها مسؤولية الأضرار التي أصابت بقية الشعوب التي استعمرتها ، ويأتي في مقدمتها الشعب العربي الليبي ، الذي عانى من الاعدامات ، والنفي ، والمعتقلات الجماعية التي فاقت ما أصاب اليهود وبات من حق الأجيال الليبية الحاضرة تنبيه العالم ، وفي مقدمة ذلك الشعوب الحرة ، بان إيطاليا اليوم أصدرت يوم 18 يوليو 1997 إفرنجي قانونا خاصا ، جرى اعتماده بسرعة غير معهود داخل البرلمان الإيطالي ، يقضي بإعادة أموال اليهود التي أخذتها إيطاليا في العهد الفاشي ، وتم إرجاع 70 مليار ليرة إيطالية . قام وزير الخزانة الإيطالي بتسليمها للإسرائيليين واصفا هذا العمل بأنه " واجب حضاري واخلاقي " ومقتضيات الحضارة والأخلاق التي تكلم عنها الوزير الإيطالي، تفرض، هي نفسها ، على إيطاليا الاعتراف بتعويض الشعب الليبي عما أصابه من دمار وهلاك في البشر ، والاقتصاد ، والأرض ، والبيئة والثقافة والبنية الاجتماعية . كما ان نفس المعايير الأخلاقية تفرض على جميع الدول التي اشتركت قواتها في الحرب العالمية الثانية فوق الأرض الليبية ، وهي بريطانيا وفرنسا وحلفائهما وألمانيا وحلفائها ان تعوض الليبيين عن الأضرار التي أصابتهم من جراء حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل . واذا ما رفضت هذه الدول تعويض الشعب الليبي ، فهذا يعني انها دول عنصرية تكره العرب ، وتكره الإسلام ، وتنظر إلى ميزان العدالة بمعيارين وتكيل بمكيالين . فكيف يعوض اليهود ولا يعوض العرب ؟ وكيف يعتبر اليهود ضحايا وينكرون ذلك على العرب الليبيين الذين فقدوا ثلاثة أرباع مليون ليبي نتيجة السياسات والممارسات الفاشية البربرية في ليبيا طيلة ثلاثة عقود من الزمن ؟ جزء كبير منهم ماتوا في معسكرات الاعتقال؟ هذه هي العنصرية وهذا هو منطلق النازية، والأمم العنصرية ، هي أمم معادية للسامية ، فالذي يعادي العرب فهو يعادي السامية، وهذا يفرض على العرب الليبيين ، ان يكونوا مستعدين لتقديم المزيد من التضحيات والشهداء في سبيل الدفاع عن حقوقهم وحريتهم وكرامتهم ، وانتزاع التعويضات اللازمة من أعدائهم انتزاعا إذا لم يتم تسويتها سلميا . فلم يمت حق وراءه مطالب .
والجماهيرية العظمى باعتبارها دولة سلام ، وتدعوا للسلام العالمي المبنى على العدل والأنصاف ، تدعوا دائما وأبدا ، كما تؤكد قرارات المؤتمرات الشعبية الأساسية صاحبة السلطة والقرار السياسية في ليبيا ، بان التفاوض هو خير وسيلة للتفاهم وحل المشاكل بين الدول.
وتسوية المشاكل المعلقة بين ليبيا وإيطاليا ، والمترتبة على الغزو والعدوان الإيطالي على ليبيا ووجود الاستعمار الإيطالي ، يأتي في مقدمتها اعتراف إيطاليا بحق الليبيين في تعويض عادل عما لحق بهم من إضرار بسبب الأعمال والممارسات غير القانونية واللانسانية التي مارستها سلطات الاحتلال الإيطالي ضد الليبيين ، هي تاكيد لقرارات المؤتمرات الشعبية الأساسية ، وهي احدى قضايا التحرك العربي الليبي الخارجي ، إلى ان يتم أيجاد حل لها .
إن الاعلان الليبي – الإيطالي المشترك الموقع عليه من البلدين في صيف عام 1998 والذي اعترفت فيه إيطاليا بمسئوليتها عما لحق بالشعب الليبي من أضرار نتيجة المرحلة الاستعمارية في ليبيا قد وضع نهاية لمرحلة من العلاقات المشوبة بالتوتر وفتح الباب لمرحلة جديدة .
نأمل أن تفي إيطاليا بالتزاماتها كاملة تجاه الشعب الليبي كما نصت عليها مواد الاعلان الإيطالي – الليبي المشترك .
والى الامام والفاتح وابداً والكفاح الثوري مستمر ..
إن أهم ظاهرة ميزت الاستعمار الأوروبي عامة والإيطالي خاصة ، العنصرية وانتهاج العنف بمختلف أساليبه طريقا لتحقيق أهداف الدول الاستعمارية في السيطرة على مقدرات الشعوب وإبادتها ، والسيطرة على أراضيها وإحلال مستوطنين من شعوبهم محل أبناء الدول والشعوب المستعمرة في تلك الأراضي والبلدان .. وإيطاليا التي غزت ليبيا في شهر التمور/ أكتوبر من عام 1911 إفرنجي ، جربت مختلف وسائل الدمار والإبادة ضد أبناء الشعب العربي الليبي من اعدامات بالجملة ، كمذبحة المنشية بطرابلس التي ارتكبتها قوات الغزو ضد العزل من الرجال والنساء والأطفال أيام 23 ، 24 ، 25 من شهر التمورأ أكتوبر 1911 ، والتي راح ضحيتها أربعـة الآف ( 4000 ) من المدنيين المسالمين ، واستخدام القصف المدفعي من البوارج الحربية للمدن الممتدة على طول الساحل الليبي من طبرق الى زوارة بمسافة تصل إلى الألفي كيلو متر ، إلى استخدام الطائرات ، ولاول مرة في الحرب ، ضد الشعب الليبي ، وتدمير المدن والقرى والمزارع والغابات وقطعان الحيوانات على مختلف أنواعها . فأول طائرة في العالم تسقط قنابل من الجو إلى الأرض كانت على عين زارة وتاجوراء قرب مدينة طرابلس ، إلى استخدام الغازات السامة لاول مرة ضد البشر . حيث تؤكد الوثائق والصور من خلال أرشيف مركز جهاد الليبيين على أن إيطاليا استخدمت غاز الخردل في حربها بليبيا ويأتي يوم 26 التمور/ أكتوبر من كل عام حاملا معه للشعب العربي في ليبيا ذكرى مأساة جريمة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها إيطاليا ضد الإنسانية ، وهي جريمة نفي الاف الليبيين ، والزج بهم إلى السجون الإيطالية .
ففي مثل هذا اليوم من عام 1911 إفرنجي بدأت عملية النفي الجماعي لليبيين في ذلك اليوم تم نفي الفوج الأول من المنفيين ، وتضم من طرابلس 594 من الليبيين إلى جزر إيطاليا النائية ، كاحدى وسائل الإبادة ضد الشعب الليبي الذي تصدى لقوات الغزو الإيطالية . ومنذ ذلك التاريخ استمرت عمليات النفي المنظم والعشوائي حيث وصل عدد المنفيين إلى ما يزيد عن ( 5000 ) ، وكان الهدف منها :
1-القضاء على حركة الجهاد فكان أحد الأساليب التي اتبعتها إيطاليا بهدف تفريغ الأرض الليبية من السكان ، وبالتالي فقدان حركة الجهاد للعنصر البشري المحارب . فكان العلماء والمشائخ ، وقادة المجاهدين ، والشباب والرجال القادرين من ضمن العناصر التي نفيت .
2-إفراغ الأرض العربية الليبية من السكان الأصليين ، فالقتل والمعتقلات والنفي وسائل تسهل على إيطاليا القضاء على السكان الليبيين ، واحلال مستوطنين من إيطاليا محلهم . ولهذا ضمت قوائم المنفيين النساء والرجال والشيوخ والأطفال على مختلف أعمارهم من الرضيع الذي لم يتجاوز عمره أيام ، إلى الشيخ الطاعن في السن الذي تجاوز التسعين عاماً .
3-القضاء على الدين الإسلامي بالقضاء على معتنقيه ، وتحويل ليبيا إلى شاطئ رابع لإيطاليا المسيحية .
-كيف تم نفي الليبيين ؟
نفذت جريمة نفي الليبيين على عدة مراحل كان أبرزها :
1-المرحلة الأولى : وبدأت من يوم 26 التمور/ أكتوبر من عام 1911 كما ذكرنا واستمرت إلى بداية الحرب العالمية الأولى .
2-المرحلة الثانية : استأنفت فيها إيطاليا نفي العرب الليبيين بداء من هزيمتها في سبها والقرضابية في خريف 1914 وربيع 1915 إفرنجي ، إلى انتهاء حركة الجهاد في بداية 1932 إفرنجي .
3-المرحلة الثالثة : وكانت متممة للمرحلتين السابقتين فبدأت من انتهاء معارك الجهاد في بداية 1932 ، واستمرت إلى 1943 إفرنجي .
إن مرحلة زمنية تصل إلى ما يزيد عن ثلاثة عقود من الممارسة المستمرة للنفي، والأبعاد ، والقتل الجماعي ، والتشريد وتفريغ الأرض من أبنائها ، كجزء من الممارسات القمعية البربرية التي ارتكبتها سلطة الغزو الإيطالي ضد الليبيين ، لم تعرف الإنسانية نظيراً لها في التاريخ البشري ، راح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب العربي الليبي المسلم ، حيث تعرضوا لمعاملة غاية في القسوة ، بداء من إلقاء القبض عليهم وحجزهم في أماكن تحت الأرض ، إلى نفيهم في سفن غير معدة للبشر، ثم تركهم يصارعون المرض ، وسوء التغذية دون أية عناية أو إشراف صحي ، فمات اغلبهم من أمراض البرد ، والسل الرئوي والكوليرا . وذهبوا إلى مصير مجهول لا نعرف إلى الآن كم عددهم ، ولا ظروف نفيهم ، أو المعاملة التي تعرضوا لها . كما لا يعرف ظروف وفاة من مات منهم ، وتحديد أماكن وفاتهم ، كما لا يعرف عدد الأحياء منهم وأسرهم ، أن تزوجوا وتركوا أبناء .
وستظل قضية المنفيين حية في ضمير وذاكرة الليبيين ، وهي دين في أعناقهم جميعا رجالا ونساء ، وملزمين بسداده اتجاه أجدادهم ، وآبائهم ، وأمهاتهم من المنفيين خاصة الذين قتلوا أو اعتقلوا ، وبترت أطرافهم .
إن ذكرى 26 التمور / أكتوبر ، وذكرى شنق شيخ الشهداء عمر المختار في 16 من شهر الفاتح ( سبتمبر ) 1931 من كل عام ، تذكرنا نحن الليبيين بأكثر بسبعمائة ألف شهيد سقطوا من شعبنا في ميادين المعارك ، وعلى اعواد المشانق الإيطالية ، وتذكرنا بآلاف الليبيين من أجدادنا وآبائنا الذين هلكوا جوعا وعطشا في معتقلات سلوق ، والمقرون ، والبريقة والعقلية ، وهون ، والمدن والقرى المسيجة بالأسلاك الشائكة في الجبل الغربي ، وفزان ، وتذكرنا بآلاف الليبيين الذين اضطروا للهجرة خارج تراب الوطن إلى أقطار عربية وافريقية مات اغلبهم في الطريق ، حيث فقدوا وسائل المواصلات ، وانعدم عنهم الغذاء والماء .
وان هذه الذكرى تذكر الأجيال الليبية الحاضرة بالمأساة المرة القاسية والمرتبطة أصلا بوجود الاستعمار الإيطالي بليبيا التي يجسدها الاستعمار الإيطالي في ليبيا ، ولازال الشعب الليبي يعاني منها ، إلا وهي زرع الأرض الليبية بملايين الأطنان من وسائل الدمار : الألغام التي زرعتها الدول الأوربية المتحاربة على الأرض الليبية أثناء الحرب العالمية الثانية سواء بين الحلفاء او المحور والتي لا تزال تزرع الموت كل مطلع شمس على أرضنا ، بالرغم من انتهاء العمليات الفعلية لتلك الحرب منذ عام 1945 . فيومياً تنقل وسائل الاعلام بالخير والصورة أنباء انفجار لغم هنا في طفل ، أو وفاة أفراد أسرة هناك ، أو موت قطيع من الحيوانات نتيجة انفجار لغم من الغام الحرب العالمية الثانية في هذا المكان او ذلك من الأرض الليبية ، حيث اصبح يعاني الآلاف من أبناء الشعب الليبي الإعاقة ، وتشوهات خلقية ، وعجز تام أو جزئي نتيجة فقدان أجزاء من أجسامهم سببتها حوادث الانفجارات ، إضافة إلى تعطيل خطط التنمية في الأراضي التي زرعوها بالألغام . وبالرغم من ان منظمة الأمم المتحدة وعديد المنظمات الإقليمية الأخرى اعترفت بأحقية الشعب العربي الليبي في التعويض عما لحق به من خسائر جراء الألغام والإضرار الأخرى المترتبة على مرحلة الاستعمار ، وحق الشعب الليبي في الحصول على الخرائط التي تبين مواقع حقول الألغام تلك ، إلا ان الدولة الليبية لم تتلق شيئا من الدول المعنية يعين على إزالة الألغام ، ويعوض المتضررين .
فهل هو الحقد الدفين والموروث في نفسيات الأوربيين الذي يجعل الدول الاستعمارية العنصرية لا تعترف بالقوانين والقرارات الأممية التي تدينها ، وتخدم الشعوب الصغيرة ؟ وهذا هو معنى ان تعطي هذه الدول الاستعمارية العنصرية لنفسها الحق في العيش في ارض غير أراضيها ، وتستغل ثروات البلدان الأخرى ، وتستبيح أراضيها وتستعبد شعوبها ، وكأن العالم خلق من أجل شعوب الدول الاستعمارية فقط .. وإلا ما معنى ان تقول هذه الدول أن الأوربيين الذين ولدوا في ارض عربية يجب أن يبقوا فيها ، متناسين بأن العرب المسلمين طردوا من شبه جزيرة ايبيريا بعد 800 سنة من التواجد المتواصل فيها ، أي بعد 27 جيلا .
إن إرادة الشعوب وحقها في العيش أقوى من أساطيل الدول الاستعمارية وخططاتهما ، والاستعمار لم ولن يتغير فإذا ما توفرت له شروط العودة سيعود لاستعمار الدول الافريقية والآسيوية ، وخاصة أقطار الأمة العربية وبلدان العالم الإسلامي . إن الوطن العربي والعالم الإسلامي فيهما ضعف وتمزق وإقليمية ، وتحوي اقطارهما ثروات طبيعية هائلة يسيل لها لعاب المستعمرين . وأي مكان فيه الثروة ويعتريه الضعف يغرى الأقوياء بالزحف عليه واستعماره .
ان سياسات الدول الاستعمارية كما أظهرتها تجربة الاستعمار الإيطالي في ليبيا، تقوم على مبدأ شئ في العالم للرجل الأبيض الأوروبي والأمريكي ، ولا شئ للشعوب الأخرى التي يجب استغلالها وإذلالها ، والقضاء على مقومات الحياة فيها .
أننا ونحن نحي ذكرى يوم الحداد ، ذكرى 26 أكتوبر / التمور ، ونذكر تلك المآسي والأضرار التي لحقت بالشعب العربي الليبي المسلم من جراء الاستعمار الإيطالي ، نؤكد أن ما حدث في ليبيا خلال الحقبة الاستعمارية هو جريمة دولية ، وضد الإنسانية . وإيطاليا اليوم مسؤولة مسؤولية كاملة عما ارتكبته إيطاليا بالأمس ، وقد اعترفت هي نفسها بصحة هذه القاعدة المنطقية عندما قامت بإصدار قوانين لتعويض اليهود المتضررين من معسكرات الاعتقال التي حجزوا فيها أبان الحكم الفاشي ، وبالتالي فقد أرست إيطاليا قاعدة قانونية تحملها مسؤولية الأضرار التي أصابت بقية الشعوب التي استعمرتها ، ويأتي في مقدمتها الشعب العربي الليبي ، الذي عانى من الاعدامات ، والنفي ، والمعتقلات الجماعية التي فاقت ما أصاب اليهود وبات من حق الأجيال الليبية الحاضرة تنبيه العالم ، وفي مقدمة ذلك الشعوب الحرة ، بان إيطاليا اليوم أصدرت يوم 18 يوليو 1997 إفرنجي قانونا خاصا ، جرى اعتماده بسرعة غير معهود داخل البرلمان الإيطالي ، يقضي بإعادة أموال اليهود التي أخذتها إيطاليا في العهد الفاشي ، وتم إرجاع 70 مليار ليرة إيطالية . قام وزير الخزانة الإيطالي بتسليمها للإسرائيليين واصفا هذا العمل بأنه " واجب حضاري واخلاقي " ومقتضيات الحضارة والأخلاق التي تكلم عنها الوزير الإيطالي، تفرض، هي نفسها ، على إيطاليا الاعتراف بتعويض الشعب الليبي عما أصابه من دمار وهلاك في البشر ، والاقتصاد ، والأرض ، والبيئة والثقافة والبنية الاجتماعية . كما ان نفس المعايير الأخلاقية تفرض على جميع الدول التي اشتركت قواتها في الحرب العالمية الثانية فوق الأرض الليبية ، وهي بريطانيا وفرنسا وحلفائهما وألمانيا وحلفائها ان تعوض الليبيين عن الأضرار التي أصابتهم من جراء حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل . واذا ما رفضت هذه الدول تعويض الشعب الليبي ، فهذا يعني انها دول عنصرية تكره العرب ، وتكره الإسلام ، وتنظر إلى ميزان العدالة بمعيارين وتكيل بمكيالين . فكيف يعوض اليهود ولا يعوض العرب ؟ وكيف يعتبر اليهود ضحايا وينكرون ذلك على العرب الليبيين الذين فقدوا ثلاثة أرباع مليون ليبي نتيجة السياسات والممارسات الفاشية البربرية في ليبيا طيلة ثلاثة عقود من الزمن ؟ جزء كبير منهم ماتوا في معسكرات الاعتقال؟ هذه هي العنصرية وهذا هو منطلق النازية، والأمم العنصرية ، هي أمم معادية للسامية ، فالذي يعادي العرب فهو يعادي السامية، وهذا يفرض على العرب الليبيين ، ان يكونوا مستعدين لتقديم المزيد من التضحيات والشهداء في سبيل الدفاع عن حقوقهم وحريتهم وكرامتهم ، وانتزاع التعويضات اللازمة من أعدائهم انتزاعا إذا لم يتم تسويتها سلميا . فلم يمت حق وراءه مطالب .
والجماهيرية العظمى باعتبارها دولة سلام ، وتدعوا للسلام العالمي المبنى على العدل والأنصاف ، تدعوا دائما وأبدا ، كما تؤكد قرارات المؤتمرات الشعبية الأساسية صاحبة السلطة والقرار السياسية في ليبيا ، بان التفاوض هو خير وسيلة للتفاهم وحل المشاكل بين الدول.
وتسوية المشاكل المعلقة بين ليبيا وإيطاليا ، والمترتبة على الغزو والعدوان الإيطالي على ليبيا ووجود الاستعمار الإيطالي ، يأتي في مقدمتها اعتراف إيطاليا بحق الليبيين في تعويض عادل عما لحق بهم من إضرار بسبب الأعمال والممارسات غير القانونية واللانسانية التي مارستها سلطات الاحتلال الإيطالي ضد الليبيين ، هي تاكيد لقرارات المؤتمرات الشعبية الأساسية ، وهي احدى قضايا التحرك العربي الليبي الخارجي ، إلى ان يتم أيجاد حل لها .
إن الاعلان الليبي – الإيطالي المشترك الموقع عليه من البلدين في صيف عام 1998 والذي اعترفت فيه إيطاليا بمسئوليتها عما لحق بالشعب الليبي من أضرار نتيجة المرحلة الاستعمارية في ليبيا قد وضع نهاية لمرحلة من العلاقات المشوبة بالتوتر وفتح الباب لمرحلة جديدة .
نأمل أن تفي إيطاليا بالتزاماتها كاملة تجاه الشعب الليبي كما نصت عليها مواد الاعلان الإيطالي – الليبي المشترك .
والى الامام والفاتح وابداً والكفاح الثوري مستمر ..
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 35
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
رد: تعميم بمناسبة مرور 92 عاماً على نفي الليبيين إلى الجزر ا
اخصــائى فى نقــل الآحــــداث السيـــاسيه المتفــرقه.
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 35
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
رد: تعميم بمناسبة مرور 92 عاماً على نفي الليبيين إلى الجزر ا
مشكور على ماطرحت تقبل مرورى وتحياتى
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 35
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
رد: تعميم بمناسبة مرور 92 عاماً على نفي الليبيين إلى الجزر ا
شكراً .. على تزويدنا المستمر بالأخبار والمعلومات الهامة ......
مواضيع مماثلة
» عائشة ابنة القذافى تطالب بالثأر لوالدها بمناسبة مرور أربعين
» مركز كارتر يهنيء الليبيين بمناسبة عقد الانتخابات التاريخية
» بيان وليام هيج وزير خارجية بريطانيا بمناسبة مرور عام على ثور
» وفد من المحامين الليبيين يزورعددا من السجناء الليبيين بالسجو
» تعميم من وزارة الصحه
» مركز كارتر يهنيء الليبيين بمناسبة عقد الانتخابات التاريخية
» بيان وليام هيج وزير خارجية بريطانيا بمناسبة مرور عام على ثور
» وفد من المحامين الليبيين يزورعددا من السجناء الليبيين بالسجو
» تعميم من وزارة الصحه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR