إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
وثائق ويكيليكس ((الجزء الثانى ))
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وثائق ويكيليكس ((الجزء الثانى ))
وثائق ويكيليكس اللبنانية (المر: عون فقد عقله.. مروان حمادة ومعركة الاتصالات.. بلمار والضباط الاربعة.. لغز اغتيال مغنية.. جعجع وحظر السفر لسوريا)
03 كانون الأول 2010 -
المر: حزب الله مرعوب من إسرائيل وعون فقد عقله
يريد وزير الدفاع الياس المر أن يبقى الجيش على الحياد، فيما لو شنت إسرائيل حرباً على حزب الله. فلينتظر لتتخلص إسرائيل من الميليشيا في البقاع
يوم 10 آذار 2008، استقبل نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر في منزله في الرابية القائمة بالأعمال ميشال سيسون، ورئيس مكتب التعاون الدفاعي والملحق العسكري (في السفارة الأميركية في بيروت). مناخ الاجتماع كان ودياً.
ـــــ أبلغَنا بعض المتصلين بنا، كأمين الجميل ووليد جنبلاط في الآونة الأخيرة أن الشيعة، وبالتحديد شخصيات رفيعة في حزب الله، بدأوا بتملك أراض أو استئجار منازل في المناطق المسيحية في جزين وجبل الريحان وجونية وزحلة، كما في المناطق الدرزية. سبّب هذا الأمر إنذاراً بين السكان المسيحيين في هذه المناطق، وينظر إليه البعض كعلامة على أن حزب الله يخطط للحرب.
ـــــ وزير الدفاع المر قال لنا إنه لاحق عدداً من هذه الشائعات، وجدياً تبين أنّ من المستحيل العثور على ممتلكات مستأجرة. وبالنسبة إلى النشاطات في جزين، أكد لنا المر أنها لا تعدو كونها استثمارات في لبنان من متمولين لبنانيين شيعة يعملون في غرب أفريقيا. وبالنسبة إلى شراء أراضي المسيحيين، أفادنا المر بأن المسيحيين يريدون بيع ممتلكاتهم ليتمكنوا من مغادرة لبنان. على كل الأحوال، لم يجد المر رابطاً بين عمليات بيع المنازل في جزين والخطط العسكرية لحزب الله.
ـــــ بالنسبة إلى المناطق الشمالية، ككسروان والمتن، أكد المر أن أعداداً كبيرة من الشيعة يستأجرون فيها، بسبب شعورهم بأن إسرائيل ستشن هجوماً في وقت قريب. وحذر المر من وقوع هجوم مماثل في نيسان 2008. وقال لنا المر إن ابن عم حسن نصر الله نقل عائلته من الضاحية الجنوبية لبيروت، واستأجر شاليه في منتجع فاريا لمدة عام واحد. وبرأي المر، فإن هذا يعني أن نصر الله مستنفر بنسبة عالية.
ـــــ إضافة إلى استئجار منازل في هذه المناطق، يحاول حزب الله عدم استفزاز المسيحيين الذين يعيشون في هذه المناطق. وفي اجتماع عقد قبل ثلاثة أسابيع بين مسؤولين رفيعي المستوى من حزب الله، كوفيق صفا وأعضاء في قوى 14 آذار في مبنى وزارة الدفاع في اليرزة، وافق حزب الله على كل مطالب المسيحيين. أبرز تنازلين كانا أن حزب الله لن يرفع صوراً لنبيه بري أو حسن نصر الله في هذه الأماكن، ولن يكون لحزب الله وجود ظاهر فيها. يظن المر أن حزب الله وافق على هذه التنازلات، لأنه يريد تجنب المشاكل الداخلية وتكاليفها، في الوقت الذي يُعدّ فيه لقتال خارجي مع إسرائيل.
في الاجتماع ذاته، علم أعضاء قوى 14 آذار أن حزب الله يملك صواريخ يصل مداها إلى نحو 200 كليومتر.
حزب الله غير واثق بقدرته على الانتصار
ـــــ قال لنا المر إن حزب الله ليس متيقناً في داخله بأنه يستطيع الفوز هذه المرة. عام 2006، كان متيقناً من الفوز. توقع المر أن حرب حزب الله وإسرائيل لن تكون كما تلك التي جرت عام 2006، وأن القتال في وادي البقاع سيكون مختلفاً. وقال المر إن إسرائيل دفعت الثمن في الحرب السابقة عبر القتال داخل القرى، وليس لديك شك في أن إسرائيل لن تدخل نفسها في شرك القرى مرة ثانية. وبدلاً من ذلك، يظن المر أن الإسرائيليين سيتخطون القرى لملاحقة القوة الرئيسية لحزب الله، أي الصواريخ.
ـــــ «أنا متأكد من أن حزب الله مرتعب، وهو يجهز نفسه لدرس صعب هذه المرة»، قال المر. حزب الله يجب أن يرد على اغتيال مغنية، لكنه يعرف أن ذلك سيأتي بعواقب. يرى المر أن هجوماً في غرب أفريقيا أو أميركا اللاتينية سيكون سهلاً على حزب الله، إلا أنه يعتقد أن نصر الله يفضل تنفيذ هجوم داخل إسرائيل إذا كان ذلك ممكناً. أضاف أن حزب الله يريد إدخال سوريا لامتصاص جزء من رد فعل حزب الله على هجومهم.
ـــــ قال المر إن حزب الله لا يريد أن يتحرك في منطقة جنوبي الليطاني، أو أن يسبب خلافات مع اليونيفيل. لكن خرق إسرائيل لوقف العمليات الحربية المنصوص عليها في القرار 1701، سيدفع حزب الله إلى أن يستغل هذه الفرصة للدخول إلى هذه المنطقة. وإذا لم تدخل إسرائيل إلى منطقة الـ1701، فإن حزب الله لن يدخلها.
ـــــ وبالعودة إلى قضية مخاوف حزب الله، فإن المر قال لنا «إن حزب الله خائف ومرتعب. هو يعلم أن إسرائيل لن تخسر مجدداً». وبرأي المر، فإن إيهود باراك هو وزير دفاع مختلف عن ذلك الذي حاول أن ينتصر في حرب مستخدماً القوة الجوية. إضافة إلى ذلك، يعلم حزب الله أن الرئيس بوش سيأتي إلى إسرائيل في أيار المقبل، وبالتالي، يعتقد الحزب أن الحرب يجب أن تكون قد جرت قبل حلول ذلك الموعد.
ميشال عون فقد عقله
ـــــ عندما سئل عن الدور الذي يؤديه رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون حالياً، أجاب المر جازماً: «لقد فقد عقله». العميد المتقاعد فؤاد الأشقر، أحد مستشاري عون منذ أن كان الأخير قائداً للجيش، زار المر يوم التاسع من آذار (2008) للبحث معه في رخص السلاح الممنوحة لحراس عون. قال المر للأشقر إنه منح عون عشر رخص سلاح. اتصل عون أخيراً بوالد المر، محاولاً الضغط على وزير الدفاع للحصول على 15 رخصة سلاح. قال المر بجلافة للأشقر: «اذهبوا واحصلوا على انتحاريين من حزب الله ليخدموا حراساً لديكم».
ـــــ وضع المر ضوابط على تحركات زوار منزل عون في الرابية. يسمح المر حصراً للزوار الرسميين، كالنواب، بالوصول إلى منزل عون، أما الآخرون فعليهم ركن سياراتهم بعيداً واستخدام باصات. يقول المر إن سكان الرابية ممتعضون من كون عون جاراً لهم، وفي الوقت عينه يدعم حزب الله خلافاً للتقاليد المسيحية.
ـــــ يؤكد المر أن عون «فقد عقله». يستجيب دائماً لطلبات جبران باسيل وابنتيه، بغض النظر عن لامنطقية الأفكار. لديه حساسية مفرطة تجاه قائد الجيش ميشال سليمان، ولا يستطيع قبول وصول سليمان إلى رئاسة الجمهورية. كل ذلك، يضيف المر، وسط تناول 5 جرعات من الإنسولين يومياً لمحاولة السيطرة على مرض السكري.
إسرائيل لا تزال تقلقني
ـــــ بعد توضيح أنه ليس مسؤولاً عن نقل رسائل إلى إسرائيل، قال المر إن بإمكان إسرائيل القيام بخطوتين جيدتين عندما يتعلق الأمر بحزب الله. الأول هو ألا تمس الخط الأزرق والمنطقة الخاضعة للقرار 1701، ومن شأن ذلك أن يبقي حزب الله بعيداً عن هذه المنطقة. أما الثاني فهو أن إسرائيل يجب ألا تدمر الجسور والبنى التحتية في المناطق المسيحية. فالمسيحيون كانوا يؤيدون إسرائيل عام 2006، إلى أن قصفت إسرائل جسورهم. إذا كان على إسرائيل أن تقصف هذه الأماكن في المناطق الشيعية، فهذه مشكلة حزب الله. وبرأي المر، إن هذه الحرب ليست ضد لبنان، بل ضد حزب الله. وقال المر أيضاً إن هذا العدد من الطلعات الجوية الإسرائيلية غير مسبوق منذ عام 1982. وآخر مرة شهد لبنان فيها هذا العدد من الطلعات الجوية الإسرائيلية كان خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
المر لسليمان: إنها ليست حربنا
ـــــ قال المر إنه التقى قائد الجيش ميشال سليمان لمناقشة التحضيرات المتعقلة بنزاع حزب الله مع إسرائيل في السابع من آذار. كان المر قلقاً على نحو خاص بالنسبة إلى اللواءين الأول والثامن المنتشرين في وادي البقاع. يعتقد المر أن هذين اللواءين سينعزلان عن دعم القيادة عندما تشن إسرائيل عملياتها على حزب الله في البقاع. وبذلك، فإنهما سيطلبان الطعام والماء (إلخ...) من السكان المحليين. وبما أن السكان المحليين مؤيدون لحزب الله في معظمهم، يخشى المر استدراج هذين اللواءين إلى المعركة، وهذه هي الكارثة الكبرى التي يأمل المر تجنبها. ومن أجل ذلك، يحاول المر التثبت من مدى طول المدة التي سيتطلبها الهجوم للتخلص من حزب الله في البقاع. أضاف المر أن الجيش سيبدأ على نحو سري بتزويد هذين اللواءين بطعام ومال وماء احتياطي، لكي يتمكن اللواءان من البقاء داخل قواعدهما عندما تهجم إسرائيل على حزب الله.
ـــــ أعطى المر نصيحة لسليمان، مفادها أن الجيش اللبناني يجب ألا يتدخل «عندما تأتي إسرائيل». هذه النصيحة أتت بعد أربعة أيام من توجيه سليمان أوامر إلى ضباطه لكي يستعدوا. قال لنا المر إنه وعد سليمان بتوفير الغطاء السياسي لعدم تحرك الجيش. يرى المر أن هجوماً إسرائيلياً على حزب الله لن يكون هجوماًُ على لبنان، وأن سوريا وإيران لم تطلبا إذناً من لبنان لإمداد حزب الله بالصواريخ. بناءً على ذلك، تلقى الجيش اللبناني أوامر بعدم التورط في أي معركة، وأن يؤدي الدور الكامل للدفاع المدني، كالمساعدات الإنسانية، في حال حصول المعارك. قال لنا المر إنه سيتحدث شخصياً مع الضباط الشيعة في الجيش اللبناني، ليتأكد من أنهم يفهمون جيداً سبب عدم تدخل الجيش اللبناني. بالنسبة إلى المر، إن الهدف الاستراتيجي للجيش اللبناني كان البقاء من دون أي أضرار لمدة ثلاثة أسابيع، والبقاء قادراً على أخذ زمام الأمور عندما تتدمر ميليشيا حزب الله. وقال المر: «لا أريد للآلاف من جنودنا أن يموتوا من دون سبب».
تعليق السفارة الأميركية
إن المر قلق جداً بشأن حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل. إن الوقت التي استغرقه الحديث عن هذا الأمر بالنسبة إلى الشؤون السياسية الأخرى في لبنان على مدى ساعتين ونصف ساعة من الحوار، هو دليل على مدى القلق الموجود لديه. يبدو المر هادفاً إلى التثبت من أن الجيش سيقف جانباً لكي يتلقى حزب الله كامل ثقل الهجوم الإسرائيلي. وفيما لاحظنا ارتفاع عدد الطلعات الجوية الإسرائيلية، بينها واحدة فوق وسط بيروت يوم الجمعة، 7 آذار، إلا أننا لم نلحظ معطيات تثبت قلق المر من هجوم إسرائيلي وشيك.
التوقيع: سيسون
11/ 3/ 2008 04:08
المصدر: سفارة بيروت
المضمون: سري
كيف أدار مروان حمادة معركة شبكة اتصالات المقاومة
إيران تلكوم تستولي على البلد، عبارة قالها مروان حمادة للقائمة بالأعمال في السفارة الأميركيّة، ويقصد شبكة الاتصالات الخاصّة بحزب الله
التقت القائمة بالأعمال في السفارة الأميركية في بيروت، ميشيل سيسون، الوزير مروان حمادة، بحضور الملحق الاقتصادي في السفارة. وضع حمادة الدبلوماسية الأميركية في أجواء شبكات الاتصالات الداخلية الخاصة بحزب الله، وشكا من تقاعس عدد من حلفائه وخوف المؤسسات الرسمية من مواجهة الحزب. واللافت أنّ تعليق السفارة على هذا اللقاء ينتهي بعبارة: «الحكومة اللبنانية قد تأمل أن يقوم طرف آخر بمواجهة هذا التحدي».
مذكرة 16 نيسان 2008
«إيران تلكوم تستولي على البلد» هي أولى الكلمات التي تلفظ بها الوزير مروان حمادة خلال لقائه القائمة بالأعمال في السفارة الأميركية في بيروت، ميشيل سيسون، والملحق الاقتصادي في السفارة، يوم 16 نيسان 2008. وأشار حمادة إلى اكتشاف نظام ألياف بصرية كامل وضعه حزب الله، ممتد على كل الأراضي اللبنانية، مضيفاً أنّ الحزب وضع في الخدمة نظام «ويماكس» إلى ضواحي بيروت الجنوبية.
ولفت حمادة إلى أنّ موضوع شبكة الألياف البصرية الخاصة بالحزب بات أمراً معروفاً، مشيراً إلى أنّ المؤسسة اللبنانية للإرسال تناولت هذه القضية في تقرير لها ليل 15 نيسان 2008. وأكد أن لا علاقة للحكومة اللبنانية بهذا التقرير، نافياً أن تكون الحكومة قد سرّبته للمؤسسة الإعلامية، ومشدداً على إمكان استخدام هذه الرواية.
وأكد حمادة أنه أطلع الحكومة على هذه المعلومات، وتشاركها مع بعض «أصدقائه» في الخارج، في الدول العربية وفي أميركا وفرنسا (صُعق ساركوزي عند اطّلاعه على هذه المعلومات)، إضافة إلى ناظر تطبيق القرار 1559، تيري رود لارسن، وأنه خلال زيارته لباريس، وضع حمادة كلاً من برنار كوشنير، جان دافيد لوفيت، بوريس بويون وميشال بارنسيه، في هذه الأجواء، كذلك تواصل مع القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية في بيروت، أندريه باران، والسفير السعودي عبد العزيز خوجة.
أما الرئيس سعد الحريري، الذي كان في السعودية حينها، فقد أرسل طائرة خاصة لتحمل نسخة عن الخريطة التفصيلية لهذه الشبكة، لمشاركتها مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الاستخبارات السعودية مقرن بن عبد العزيز.
وأشار حمادة إلى أنّ الرئيس فؤاد السنيورة قام بجولة في المنطقة ونقل هذه الأجواء إلى كل من الأردنيين والإماراتيين ورئيس جامعة الدول العربية عمرو موسى. وقال إنه بعد إبلاغه الرئيس السنيورة ورئيس اللقاء الديموقراطي، وليد جنبلاط، بهذه القضية، أول شخص شاركه هذه المعلومات هو البطريرك الماروني نصر الله صفير. وقال حمادة إنّ التأثيرات الاستراتيجية لمخطط حزب الله هي استهداف المناطق المسيحية، رغم إنكار الحزب هذا الأمر. ويضيف التقرير أنّ حمادة والسنيورة وجنبلاط والوزير إلياس المرّ نشطوا في سعي الحكومة اللبنانية إلى جمع المعلومات عن الشبكة.
اعتراض الاتصالات المرتبطة بالشبكة
لفت حمادة إلى أنه فيما ووجه حزب الله في موضوع شبكته للألياف البصرية، كانت الاتصالات الخلوية موضع اعتراض من قبل سوريا في الشمال، وإسرائيل في الجنوب، واحتمال تدخل قوات اليونيفيل في البحر. لم تؤكد قوات اليونيفيل رسمياً الاعتراض الإسرائيلي، فيما لم يصدر عن قيادة الجيش أي شكوى رسمية.
أما الاختراق السوري فكان شبيهاً بالاختراق الذي حصل خلال أحداث نهر البارد، ويسلّط الضوء على قدرة السوريين على التواصل داخل لبنان خارج نظام الاتصالات اللبناني.
وعبّر حمادة عن اعتقاده بأن تكون شركة «أم. ت. ن» للاتصالات العاملة في سوريا التي تغطي المنطقة الحدودية الشمالية بين لبنان وسوريا، تقدم تغطية سياسية لمصلحة الحكومة السورية التي يعتقد أنها خلف هذه المشكلة. وأشار حمادة إلى أنّ هذا الأمر هو نفسه التدخل الاستراتيجي في لبنان، الداخلي والخارجي، وقد حمل خريطة تحدد التدخلات التي تحصل على شكل قوس يمتد من الشمال إلى الجنوب.
اجتماع لـ14 آذار بوجود الحريري
وقال حمادة إنه والسنيورة والمر في خطر، وإنه والمرّ سيأخذان أكبر المجازفات بكشفهما شبكة الألياف البصرية الخاصة بالحزب. وأبلغ السنيورة أنه لن يجازف وحده في مواجهة الحزب، مشيراً إلى أنه وجنبلاط اعتادا التهديدات الجسدية، ولافتاً إلى أنّ جنبلاط أراد عقد مؤتمر صحافي لعرض موضوع شبكة حزب الله. ورأى حمادة أنّ هذا الملف هو قضية لـ14 آذار، ولا يمكن حلّه دون رئيس تيار المستقبل سعد الحريري. وشكا من أنه لم يُعقد بعد اجتماع أكثري أو اجتماع حكومي لمناقشة هذه القضية، مضيفاً أنه طرح هذا الأمر مع الرئيس السنيورة في 15 نيسان، وأنه سيعيد طرحه اليوم.
وأشار حمادة إلى أنه أطلع لارسن على هذه المعلومات من دون أن يسلّمه الخريطة التفصيلية لشبكة الحزب، وأكد له أنه سيسلّم هذه الخريطة إذا قررت الحكومة رفع الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
ردّ حزب الله: لا تمسّوا شبكتنا
نقل حمادة أنّ مدير الاستخبارات في الجيش العميد جورج خوري، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، التقيا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا. طلب خوري من الأخير إسقاط جزءين من الشبكة كخطوة أولى، فرفض صفا الذي أكد أنّ شبكة الاتصالات تدخل في عملية دفاع الحزب عن لبنان، وأنّ الحزب سيعدّ أي تعرّض للشبكة بمثابة عدوان. وشكا حمادة من أنّ الرئيس السنيورة تلقى من خوري تقريراً خطياً عن لقائه بصفا، وأشار الوزير إلى أنّ التقرير لم يكن موقّعاً فأعيد إرساله ليوقّعه خوري. وتضمّن التقرير أنّ الحزب يرى أنّ السنيورة وحمادة والمر يرفعون ملف الشبكة لإعادة فتح ملف سلاح الحزب. وأضاف التقرير أنّ صفا أقرّ أمام خوري وريفي بوجود الشبكة، مشيراً إلى أنها غير مطروحة للنقاش لكونها مفتاحاً أساسياً في ترسانة حزب الله، وبالتالي يمكن مناقشتها فقط في إطار الاستراتيجيا الدفاعية. وتابع صفا أنه ليس لشبكة الاتصالات آثار اقتصادية أو تجارية، مؤكداً أنها لا تخترق المناطق المسيحية.
تأكيدات الحزب كاذبة
عبّر حمادة عن عدم تصديقه لتأكيدات حزب الله ومواقفه، ودحض ادّعاء الحزب أن تكون الشبكة فقط لتوفير تواصل دفاعي على امتداد البلد. وأشار حمادة إلى وجود سنترالات وموزّعات ومقوّيات للإرسال في عدة مناطق، مضيفاً أنه بلا شك هذه الخطوط تصل إلى قرى ومساكن أخرى. وقال حمادة إنّ عناصر حزب الله ينتظرون فقط أن تذوب الثلوج عن مرتفعات المتن وكسروان «المسيحية»، حتى يستكملوا خرقهم لهذه المناطق من جهة الشرق.
وقال حمادة إنّ حزب الله استعان بقدرة البلديات على استصدار تصاريح محلية لتنفيذ هذه العملية بعيداً عن أعين الناس. وقدّم مثلاً على ذلك، فأشار إلى أنّ الحزب يعمل في مدينة صيدا بغطاء من رئيس البلدية عبد الرحمن البزري. وأضاف حالة أخرى في وزارة الطاقة التي غطّت عمل عناصر الحزب تحت ذريعة «تعزيز خطوط الطاقة»، معتبراً أنّ هذه الحجة ساقطة. وتابع حمادة لافتاً إلى أنّ كل المشاريع والإمدادات التي حصلت في البقاع قامت بها مجموعات منفصلة لا يطّلع بعضها على عمل بعض.
الاكتشاف والتقرير
وصل التقرير الرسمي الأول من منطقة الشويفات وتضمّن تركيب حزب الله نظام ألياف بصرية، وطالب وزارة الداخلية بالتدخل لإيقاف العمل. لم يتحرك أحد «لأنهم لا يجرؤون على فعل شيء»، بحسب حمادة. وتابع: مع اكتشاف خطوط الاتصالات التابعة لحزب الله، التي تمتد في بيروت حتى بمحاذاة حائط السفارة الفرنسية، طلبت الحكومة من الحزب إزالة هذه الخطوط. حصل ذلك. واعتقد حمادة حينها أنّ هذا الأمر سيمتد أيضاً إلى شبكة الاتصالات الحزبية في الجنوب.
وقال حمادة إنّ تقرير وزارة الاتصالات أشار إلى أنّ مهندسين في الوزارة، بمن فيهم مهندسون شيعة من الجنوب، وضعوا نظام الاتصالات الخاص بحزب الله.
تمويل إيراني
إنّ الخريطة التي سلّمها حمادة إلى السفارة أظهرت الخطوط التي تصل بيروت، مروراً بجانبي المطار، بالجنوب قرب الليطاني، وبالبقاع وصولاً إلى الشمال. وأظهرت الخريطة نفسها أنّ هذه الخطوط تغطي المخيمات الفلسطينية ومخيمات التدريب التابعة لحزب الله في البقاع، كذلك دلّت على أنّ الشبكة تخترق عمق المتن وكسروان. وقال حمادة إنه يملك بعض الأسماء المرتبطة بهذه الشبكة، من دون أن يذكر أسماء الشركات المسؤولة عن هذه التركيبات، مشيراً إلى أنّ هذه المعلومات قد تجهز قريباً.
ولفت حمادة إلى أنّ المؤسسات التي تعيد بناء الطرقات والبنى التحتية بعد حرب تموز، بأموال إيرانية، اتُّهمت سابقاً بأنها تُمدّد شبكات الاتصالات بالتوازي مع الطرقات الجديدة. وأكد حمادة أنه يريد، بمساعدة الحكومة، الحصول على أسماء هذه الشركات المتورطة في هذه الأعمال، ووضعها على لائحة سوداء.
انتصار استراتيجي
رأى حمادة أنّ نظام الاتصالات الخاص بحزب الله انتصار استراتيجي لإيران، لكونه خلق محطة خارجية إيرانية في لبنان مروراً بسوريا، وأنّ قيمة هذا النظام استراتيجية لدى الإيرانيين أكثر مما هي اقتصادية أو تقنية، وأن قيمة هذا النظام بالنسبة إلى حزب الله هي في كونه خطوة أخيرة قبيل إنشاء دولة خاصة به، مشيراً إلى أنّ الحزب يمتلك جيشاً وسلاحاً، محطة تلفزيونية، نظاماً تعليمياً، مستشفيات، خدمات اجتماعية، نظاماً نقدياً ونظام اتصالات.
وأشار حمادة إلى ثقة حزب الله بنفسه، ناقلاً أنّ صفا أبلغ خوري وريفي أنّ أي حركة تجاه نظام الألياف البصرية ستُعدّ «هجوماً إسرائيلياً»، وسيُتعامل معها على هذا الأساس.
وتابع قائلاً إنه عندما لفت خوري وريفي إلى أن الناس قد ينزعجون ويخاصمون الحزب نتيجة هذا النظام وشبكاته، ردّ صفا «لا نأبه بذلك، وسنقبل بذاك العداء». وبحسب حمادة، شعرت الحكومة بعد هذا الموقف بضرورة إعلام أصدقائها لاتخاذ القرار اللازم.
حمادة يُعدّ حملة داخلية
في الوقت الحاضر، يُعدّ حمادة لـ«حملة داخلية قوية جداً»، رأى الوزير أنها قادرة على «تدمير (الجنرال ميشال) عون» وتحفيز المسيحيين والتأثير في الشيعة القلقين من حزب الله. وأشار التقرير إلى أنّ حمادة ينتظر اجتماع قوى 14 آذار، فيما النائب الحريري غادر في جولة إلى لندن وجنيف، ومن المتوقع عودته إلى الرياض في 20 نيسان.
ورأى حمادة أن أمام الحكومة خيارين: التوجه مباشرة إلى مجلس الأمن، أو مواجهة الحزب عبر قطع الخطوط. وتساءل: «هل تمتلك قيادة الجيش الجرأة على القيام بذلك، أم هي خائفة من كلام صفا باعتبار أي خطوة في هذا الاتجاه ستعدّ عدواناً؟».
تعليق السفارة:
في العام الماضي، عندما اكتشفت وزارة الاتصالات التابعة لحمادة نظام الاتصالات الخاص بحزب الله والخطوط التي تمر بمحاذاة السفارة الفرنسية، أكد حمادة أنّ الحكومة لن تتساهل في قضم حزب الله سلطتها وأراضيها. لكن بعد قطع الخطوط القريبة من السفارة الفرنسية، لم تُنفّذ أي خطوة إضافية. هذه المرة، يبدو أنه من خلال مشاركة واسعة لتفاصيل الخطة، فإنّ الحكومة اللبنانية قد تأمل أن يقوم طرف آخر بمواجهة هذا التحدي.
16/4/2008 04:42
المصدر: سفارة بيروت
التصنيف: سري
بلمار: أرادوا احتجاز الضباط الأربعة إلى ما لا نهاية
نصح بلمار الأميركيين بأن إطلاق سراح الضبّاط الأربعة يجب أن يكون في
فترة بعيدة عن الانتخابات... والقصد طبعاً «إبعاد» المحكمة عن السياسة
مذكرة في 26/1/2009
ملخص
1. فسّر المفوض دانيال بلمار للسفيرة (ميشيل سيسون) في اجتماع في 26 كانون الثاني القضايا المتعلقة بإطلاق سراح الجنرالات الأربعة الموجودين اليوم في عهدة القضاء اللبناني بسبب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري أو نقلهم إلى لاهاي. وفق بلمار، لدى المحكمة الخاصة بلبنان 60 يوماً بدءاً من الأول من آذار/ مارس لطلب نقل الجنرالات من عهدة لبنان إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. حالما ينقلون، يشك بلمار في أنّه سيواجه ضغطاً من المحكمة لبناء قضية ضدهم أو الإفراج عنهم. بعد أن أجاب «لا تعليق» على سؤال عن امتلاكه ما يكفي من الأدلة لبناء قضية، قال إنّه لو أُفرج عنهم في هولندا، فهناك خوف يتشاركه مع الهولنديين من أنّهم سيطلبون اللجوء السياسي من حكومتها. إذا لم يطلب بلمار النقل، يستطيع اللبنانيون الاستمرار في احتجاز الجنرالات، وذلك في وجه ضغط شعبي متصاعد أو الإفراج عنهم.
شدد بلمار على حاجته إلى معلومات من الولايات المتحدة لمساعدته في تحقيقه النهائي في سوريا تحت سلطة الفصل السابع. تناول بلمار أيضاً قضايا الأمم المتحدة الإدارية التي تستمر باستنفاد وقته. (نهاية الملخص).
النص الكامل
وقت الإفراج عن الجنرالات المحتجزين
2. التقت السفيرة، يرافقها (ليغات) و(بولوف) مع دانيال بلمار في مونتيفردي في 26 كانون الثاني. فسّر بلمار أنّ لدى المحكمة الخاصة بلبنان ستين يوماً ابتداءً من الأول من آذار/ مارس للطلب من الحكومة اللبنانية نقل الجنرالات الأربعة، الذين يُحتجزون حالياً في عهدة لبنان بسبب اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، إلى المحكمة في لاهاي. بحذر، قال بلمار إنّه «لا تعليق» لديه على سؤال عن امتلاكه قضية ضد الجنرالات، وأضاف إنّه لا مهلة زمنية محددة يجب نقلهم خلالها.
3. قال بلمار إنّه يشك في أنّ المدعي العام اللبناني سعيد ميرزا يريد نقل الجنرالات إلى عهدة المحكمة. وفسّر بلمار ما يأتي: فيما أخبره الجميع أنّه لا يمكن أحداً أن يملي على المحكمة طريقة عملها، ما يعني أنّه يستطيع احتجاز الجنرالات إلى أجل غير مسمى، في لاهاي، لا يوافق على هذه المقاربة لأنّه يخاف من أن يواجه ضغوطاً (من المحكمة نفسها) للإفراج عنهم مباشرة إذا لم يكن يملك قضية. أضاف بلمار أنّه لا يمكن الإفراج عن الجنرالات بكفالة (وفقاً للمادة 108 من قانون الإجراءات الجنائية اللبناني) لكن يمكن الإفراج عنهم بدون شروط. وقال إنّه في سيناريو مماثل، يمكن حكومة لبنان أن تضعهم تحت المراقبة.
4. قال بلمار إنّ هناك قلقاً لدى الحكومة الهولندية يعود إلى خوفهم من طلب الجنرالات اللجوء السياسي إذا أفرجت عنهم المحكمة الخاصة بلبنان، وقلق آخر هو ترشّح أحدهم، وهو الجنرال جميل السيد، المدير العام للأمن العام السابق، للانتخابات البرلمانية، وهي فكرة يشجّعها القائد في المعارضة سليمان فرنجية وحزب الله.
5. أعرب بلمار أيضاً عن قلقه من أنّ نقل الجنرالات سيكون عملية خطرة، وخصوصاً أنّ حزب الله لا يريد أن يغادر الجنرالات لبنان. يجب تنسيق أي عملية نقل مع السلطات اللبنانية، ما سيجعلها أكثر هشاشة بسبب خرق محتمل لحزب الله لهذه السلطات، في نظره. إذا قررت حكومة لبنان الإفراج عن الأربعة، يجب أن يحصل ذلك في فترة تبعد عن الانتخابات النيابية التي ستحصل في 7 حزيران، كما نصح بلمار. (ملاحظة: نحن نوافق. نهاية الملاحظة).
ساعدوني الآن
6. بعد أن قال إنّه سيعود إلى سوريا للمرة الأخيرة في شباط تحت الفصل السابع، ألحّ بلمار على الحصول على معلومات من الولايات المتحدة لاستخدامها خلال الاستجوابات. قال: «إذا كانت هناك مساعدة ممكنة فقدّموها الآن». وبالتحديد، طلب معلومات عن «نقاط الضعف الإنسانية، اقتراحات بشأن طريقة الأسئلة، الأشخاص الذين لا يخضعون لمعاييرنا، أسئلة جزئية يمكن استخدامها لاختبار المستجوبين». أوضح بلمار أنّ مستوى الاستجواب الذي سيستخدمه مستشاروه خلال الرحلة إلى سوريا سيكون «مختلفاً جداً عن الزيارات السابقة، لكن أحتاج إلى الذخيرة للقيام بهذه الاستجوابات».
7. اشتكى بلمار من أنّ السوريين يتعاملون مع لجنة تحقيق الأمم المتحدة المستقلة مثل «أطفال مدارس». أوضح أنّهم «يقدمون لنا 40000 صفحة باللغة العربية. بعد أن نترجمها ولا نجد أي شيء يثير اهتمامنا، يتظاهرون بأنّهم فوجئوا، ويعطوننا 40000 صفحة أخرى في العربية». استنتج أنّ السوريين قلقون لأنّهم لا يعرفون ماهية المعلومات التي جمعتها اللجنة حتى اليوم.
أمن قضاة المحكمة الخاصة بلبنان
8. قال بلمار إنّ أربعة من قضاة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، اللبنانيين، قرروا الانتقال بين لبنان ولاهاي. بعد اعترافه بالقلق الأمني، قال إنّه يشك في أنّ القضاة اشترطوا موافقتهم على مناصبهم هذه باحتفاظهم بحرية التنقل. (تعليق: أحد أعضاء السفارة قال إنّه يعرف هوية أحد القضاة لأنّ قوى الأمن الداخلي عززت الحماية حول منزله أخيراً. نهاية التعليق).
9. وفق بلمار، فإنّ تعيين نائب لبناني للمحقق أصبح مشكلة. قال إنّه خلال كانون الثاني 2008، قابل عدداً من المرشحين للمنصب وسينقل مكتب الأمم المتحدة للشؤون القانونية اقتراحه السرّي إلى الحكومة، التي ستعيِّن. توقع أن تناقش الحكومة التعيين قبل مهلة الأول من آذار، لكنّه قال إنّه سمع أنّ زعيم الأغلبية سعد الحريري غير راضٍ عن اقتراحه، لأنّه يعتقد أنّ المرشح «مستقل كثيراً»، وقد يطلب من وزراء تيار المستقبل عرقلة التعيين.
10. قال بلمار إنّ المدعي العام سعيد ميرزا، وهو مقرّب من سعد، ساند اقتراح بلمار. وبعدما قال إنّه قد يبدأ العمل من دون نائب له، أوضح أنّ التعيين دون أي تأخير مهم لأسباب رمزية، لأنّ المنصب سيكون من نصيب لبناني.
11. بلمار قلق أيضاً من قضية الفيتو في ما يتعلق بتركيبة الحكومة المقبلة. تساءل بلمار عن إمكان قيام حكومة تسيطر عليها المعارضة الحالية، وقف تمويل حكومة لبنان للمحكمة الخاصة بلبنان رغم التزاماتها وفق الاتفاق الدولي.
12. أعرب بلمار عن إحباطه من القرار الذي توصلت إليه لجنة إدارة المحكمة من أنّه ليس في استطاعة هذه الأخيرة المشاركة في اتفاق التنقل بين الوكالات الذي صمّم ليسهّل الانتقال بين المنظمات التي تشارك في نظام الأمم المتحدة المشترك. أعلن أنّه سيطلب مراجعة القرار، وقال إنّ توظيف أشخاص جدد يكلّف أكثر من نقلهم من داخل نظام الأمم المتحدة. شدد أيضاً على حاجته إلى «أفضل الأشخاص المتوافرين»، وعلى كونه لا يريد أن يثبط عزيمة المرشحين المؤهلين بسبب عملية نقل متعبة قد تكلفهم بعض منافعهم.
استمرار وجود مخفف للجنة تحقيق الأمم المتحدة المستقلة
13. بعد أن قال إنّه سيسافر إلى لاهاي في شباط للبحث عن شقة وحضور اجتماع مجموعة عمل الوكالات، أضاف أنّ مجموعة صغيرة من لجنة تحقيق الأمم المتحدة المستقلة ستبقى في بيروت. قال إنّ الأشخاص الذين سيبقون، بين عشرة وعشرين، لن يغيّروا على الأرجح موقع مكاتبهم، لكن لم يتخذ قرار بشأن ذلك حتى الآن.
ميشال سيسون
بيروت 13/2/2009 05:56،
المصدر سفارة بيروت، التصنيف: سري
لغز اغتيال عماد مغنيّة: الشماتة بحزب الله
نشط أركان فريق 14 آذار والسفارة الأميركيّة لحل لغز اغتيال المسؤول العسكري السابق في حزب الله، في العاصمة السوريّة، كأنهم محقّقون دوليّون
في 14 شباط 2008، صدر عن السفارة الأميركية في بيروت تقرير إلى وزارة الخارجية عن الوضع في لبنان بالتزامن مع إحياء قوى 14 آذار الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري مع تشييع المسؤول العسكري (السابق) في حزب الله عماد مغنية.
ركّز التقرير على الأحاديث الأكثرية حول مشاركة سوريا في اغتيال مغنية واعتقادهم أنه ثمن صفقة قد تعقد قريباً، فيما نقلوا عن ضباط في قوى الأمن الداخلي وجود اختلافات بين الرئيس السوري ومستشاريه وضباط استخباراته، فيما نُقل موقف خاص عن النائب غسان مخيبر الذي رأى أن من الغريب اغتيال مغنية بعد خروجه من أحد مكاتب الاستخبارات السورية.
نظريّات لبنانية في اغتيال مغنيّة
أبرز ما جاء في مقدّمة التقرير:
في ظل التوتر الحاصل في لبنان نتيجة الأزمة السياسية المستمرة، يرى كثير من اللبنانيين أنّ بلدهم سيدفع ثمن مقتل عماد مغنية. ويطرح اغتيال مغنية، الذي يعدّ أيقونة للمقاومة الشيعية وأكبر الإرهابيين المطلوبين من الولايات المتحدة وإسرائيل، الكثير من الأسئلة حول من يريد موت مغنية وفي هذا التوقيت ولماذا.
كثرت الشائعات والمواقف في شأن الطرف المسؤول عن اغتيال مغنية، فوجّه حزب الله وقوى المعارضة أصابع الاتهام إلى إسرائيل، فيما لم تستبعد شخصيات في قوى 14 آذار ضلوع سوريا بهذه العملية. في جميع الأحوال، تحدثت إحدى الشائعات عن إمكانية ضلوع 14 آذار في اغتيال مغنية، وثمة قلق واسع النطاق سيضرّ بلبنان.
تعاون أكثريّ ونصب تذكاريّة معارضة
شيّع حزب الله بطله عماد مغنية بعد ظهر يوم 14 شباط في أجواء ماطرة وحزينة، إذ خطب بالحشود الجنائزية كل من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ووزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي.
قبل ساعات من انطلاق جنازة مغنية وليس بعيداً عنها، احتشدت قوى 14 آذار الموالية للحكومة في ساحة الشهداء لمناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. ومثّل التجمّع الجماهيري لقوى 14 آذار (يراوح عدد المحتشدين بين 100 ألف ومليون مشارك) محاولة لإعادة تنشيط القاعدة الأكثرية واستعادة زمام المبادرة السياسية بوجه المعارضة. توعّد نصر الله بـ«حرب مفتوحة» مع «الصهاينة»، متعهّداً تنفيذ عمليات ضد إسرائيل خارج الحدود اللبنانية للثأر من مقتل مغنية. ركّزت الخطابات في المسيرة السلمية لقوى 14 آذار على حاجة لبنان إلى «إجماع واتفاق» وانتخاب رئيس للجمهورية فوراً. بين كل الخطباء، وحده الزعيم الدرزي وليد جنبلاط سجّل موقفاً صارماً وعنيفاً من سوريا وحلفائها في المعارضة، متعهداً أنّ لبنان «لن يُسلّم إلى دمشق أو إلى العالم السوري ـــــ الإيراني الأسود».
الشجب الرسمي لـ14 آذار: أكثر من دموع تماسيح؟
في 13 شباط، استنكر زعيم 14 آذار، سعد الحريري، اغتيال مغنية وقدم تعازيه إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. في اليوم نفسه، خلال مقابلة تلفزيونية له مع المؤسسة اللبنانية للإرسال، وافق الحريري حزب الله في اتهام إسرائيل بالوقوف وراء قتل مغنية، غير أنه غمز إلى دور سوري بإشارته إلى أنّ الأخير اغتيل في دمشق بالقرب من مدرسة إيرانية في منطقة تسيطر عليها الاستخبارات السورية.
يوم الاغتيال. تحدث الأمين العام لقوى 14 آذار، فارس سعيد، عن مقتل مغنية كأنه درس لحزب الله. بما معناه أن يعي حزب الله أنّ حاميه وضامنه الوحيدين هما الدولة اللبنانية والجيش اللبناني لا ترسانته أو الأجهزة السورية.
في الوقت نفسه، يعتقد الزعيم الدرزي وعضو 14 آذار، وليد جنبلاط، أن إسرائيل لأسباب واضحة، أو سوريا لأسباب مجهولة، قضيا على مغنية. وفي جميع الأحوال، وصف جنبلاط بصراحة مقتل مغنية بـ«الخبر الجيد».
ورأى عدد من السياسيين الأكثريين، منهم السفير اللبناني السابق في الولايات المتحدة سيمون كرم ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، أنّ سوريا صفّت مغنية «هديةً للأميركيين». إلا أنّ كرم وشمعون أملا ألّا تكون الصفقة على حساب لبنان.
أبلغ وزير الداخلية، حسن السبع، السفير بأن مغنية، لحُسن الحظ، لم يغتل على الأراضي اللبنانية، وإلا لكانت اتُّهمت قوى 14 آذار بالتآمر مع إسرائيل على حزب الله.
لا يزال السبع متردداً بشأن هوية مرتكبي الجريمة، معلقاً باحتمال أن تكون رسالة سورية إلى حزب الله أو الولايات المتحدة، أو أن تكون نتيجة انقسام داخل حزب الله.
وأعرب السبع عن قلقه من دفع لبنان الثمن إذا كانت الرسالة موجهة إلى الولايات المتحدة، على أنها رسالة تذكير بأنّ على الأخيرة التعامل مع سوريا في ما يخص كلّاً من الانتخابات الرئاسية وحزب الله.
خرجت نظرية أخرى من طاحونة الشائعات في بيروت، أشارت إلى أنّ السعوديين وآل الحريري تعاونوا مع جهاديين سنّة سوريين لتوجيه ضربة إلى المعارضة وحليفتيها سوريا وإيران.
وتستند هذه الفكرة إلى الادعاءات السابقة بأنّ سعد الحريري والمملكة السعودية كانا متورطين بتسليح متشددين سنة، في جهود لمواجهة حزب الله.
ضبّاط أمن يتحدّثون عن بصمات الأسد
أبلغ ضباط من المستوى المتوسط في قوى الأمن الداخلي ضباطاً ورسميين في السفارة، اعتقادهم بأنّ قوات سورية، خاضعة للرئيس بشار الأسد، قد تكون مسؤولة عن الاغتيال، في جهد لفرض تسوية في ظل المأزق السياسي المستمر، وذلك عبر تخفيف الضعط عن سوريا. وتكهّن الضباط أنّ يكون للاغتيال وقع حادًّ على حزب الله، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتباك واسع وانعدام في التماسك.
ويستند الضباط في تقييمهم هذا إلى التوتر المزعوم بين الأسد ورئيس استخباراته العسكرية، آصف شوكت، نتيجة اختلاف بين زوجتي الرجلين. وذكر الضباط أيضاً أنّ الأسد بات أكثر استقلالية بعد تهميش عدد من المستشارين الموثوق بهم سابقاً مثل
شوكت.
معارضون يشكّون في ضلوع إسرائيل
فيما دعم معظم المراقبين في المعارضة اللبنانية نظرية حزب الله في احتمال أن تكون إسرائيل مسؤولة عن الاغتيال، أسرّ عضو كتلة عون، النائب غسان مخيبر، لضباط ومسؤولين في السفارة أن من الغريب أن يأتي اغتيال مغنية بعد خروجه من أحد مكاتب الاستخبارات السورية، مضيفاً أن مقتل مغنية يمثّل تحدّياً كبيراً لحزب الله. وعلّق مخيبر بأنّ الأيام المقبلة قد تكشف عن طبيعة «صفقة» يمكن التوصل إليها.
ميشيل سيسون
بيروت في 14 شباط 2008
المصدر: سفارة بيروت، التصنيف: سرّي
جعجع: حظر السفر إلى سوريا
سمير جعجع مع القانون النسبي للانتخابات، لأنه يوصل إلى مجلس النواب «شيعة من 14 آذار»، هذا ما جعله يقول لسيسون إن أحمد الأسعد حصان طروادة في الجنوب والشيعة
التقى رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة سمير جعجع مع القائمة بأعمال السفارة الأميركيّة في بيروت ميشيل سيسون في الثالث من آذار 2008، وذلك قبل ثلاثة أسابيع من زيارته لواشنطن.
مقاطعة القمّة العربيّة
عرض جعجع ما يعتقد أنه الموقف السعودي لجهة المشاركة في القمّة العربيّة التي ستُعقد في دمشق من 29 إلى 30 آذار: السعوديّة ستشارك إذا ما دعت سوريا رئيس الحكومة فؤاد
السنيورة.
في المقابل يُريد جعجع أن يربط لبنان والسعوديّة مشاركتهما بالقمّة بانتخاب رئيس للجمهوريّة، وهو موقف يعتقد جعجع أن زعيم الدروز وليد جنبلاط قد يدعمه (مع ملاحظتنا أن جعجع غالباً ما يتعارض مع جنبلاط). على الأقلّ، يُريد جعجع أن تُعقد القمّة خارج سوريا، كقمّة استثنائيّة، وبذلك لا تكون تحت الرئاسة السوريّة.
ويعتقد جعجع أن السنيورة سيقبل الدعوة السوريّة فيما لو وُجّهت له. بكلّ الأحوال، يسأل جعجع: هل ستدعو سوريا السنيورة وحده، وهو سنّي، معتبراً أن سوريا قد تدعو رئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري، لتتفادى دمشق الاعتراف بحكومة السنيورة.
14 آذار ترفض أفكار موسى
أبلغنا جعجع أنه من غير الواضح ما إذا كان الأمين العام لجامعة الدول العربيّة عمرو موسى سيعود إلى بيروت هذا الأسبوع أو لا. وشرح أن عرض موسى الأخير لزعيم الغالبيّة سعد الحريري كان أن يجري انتخاب رئيس للجمهوريّة، ثم تاليف حكومة وحدة وطنيّة يكون رئيسها من خارج قوى 14 آذار، وهو أمر ترفضه 14 آذار بشدّة.
الضغط لقانون انتخابي نسبي
بالعودة إلى زيارة موسى وجولاته التفاوضيّة الأخيرة، قال جعجع إن تحديث قانون الانتخاب يبقى عقبة، داخل فريق 14 آذار. هو يُنادي بقانون انتخابي مبني على النسبيّة، وهو نظام يعتقد جعجع أنه سيفيد مسيحيي 14 آذار ويكسر قوّة حزب الله. أكثر من ذلك، يُضيف جعجع إن التمثيل النسبي سيُضعف كتلة ميشال عون المعارضة، أي التيّار الوطني الحرّ بنسبة 50 في المئة. من الفوائد الإضافيّة هي انتخاب نواب شيعة من قوى 14 آذار، قال جعجع.
رغم ذلك، هو اعترف بأن بعض نواب كتلة سعد الحريري سيخسرون، كما أن جنبلاط يحتاج إلى إقناع، ويطلب جعجع أن تحثّ الولايات المتحدة الحريري وجنبلاط على دعم القانون النسبي للانتخابات. (ملاحظة: بري أبلغ القائمة بالأعمال في لقائهما في 25 شباط أنه يُفضّل القانون الانتخابي النسبي، مع أنه يُفضّل الدائرة الانتخابيّة الكبيرة، بينما يُفضّل جعجع الدوائر الصغيرة).
التحالف مع الشيعة المعارضين لحزب الله
بعدما كانت القائمة بالأعمال قد التقت في وقت مبكّر من هذا اليوم بأحمد الأسعد، زعيم تيّار الانتماء اللبناني، حركة معارضة لحزب الله، سألت عن علاقة جعجع بالأسعد. أجاب جعجع بأن علاقته بالأسعد جيدة (الذي يدعم قانوناً نسبياً للانتخابات) وأنه مهتم بضمّه إلى تحالف 14 آذار، مدّعياً بأن الأسعد هو الأفضل لقيادة تحالف شيعي. جعجع يرى قدرات عند الأسعد، لكنّه يُشير إلى أن الأخير يحتاج إلى تمويل. وحذّر جعجع من أن سعد يُعارض الأسعد، وفي جزء من الأسباب لأن السعوديين (حلفاء سعد) لا يُريدون خلافاً مع حزب الله. لذلك، استنتج جعجع أن أي دعم أميركي للأسعد يجب أن يبقى مخفياً. واستناداً إلى جعجع، فإن الأسعد حصل على 15 إلى 20% من الأصوات في منطقته عندما خاض الانتخابات كمستقلّ. (ملاحظة: نحن مشكّكون. فبحسب معلوماتنا حصل الأسعد على نسبة أقلّ من الأصوات).
وتتضمّن الاحتمالات الشيعيّة الأخرى، عائلة وزير العمل طراد حمادة، والصحافي المستقل عقاب صقر. وهذا هو حدّ الإمكانيات، ادّعى جعجع. ويقول جعجع إن المساعدات الأميركيّة لجنوب لبنان لم تنجح في إبعاد القاطنين هناك عن حزب الله، ولذلك يجب أن تذهب مساعدات الولايات المتحدة إلى الأسعد، كما إلى المسيحيين في الشمال.
تجديد الحكومة بوزراء مسيحيين
بالنظر إلى الوضع السياسي العالق، يرى جعجع أن هناك ثلاثة سيناريوهات:
1ــ استمرار الستاتيكو.
2ــ تنتخب 14 آذار رئيساً بأكثريّة النصف زائداً واحداً.
3ــ تجديد الحكومة بإدخال وزراء مسيحيين في الوزارات الرئيسيّة.
لا يزال جعجع يدعم خيار الانتخاب بالنصف الزائد واحداً، لكنّه يعترف بأنه ينقص هذه الخطوة الخطرة الدعم المطلوب في الوقت الحالي. هو يقترح تجديد الحكومة وإدخال ثلاثة ممثلين مسيحيين في وزارات أساسيّة مثل الداخليّة، التعليم، والاقتصاد. إذ إن بعض هذه الوزارات مشغولة بتكنوقراط. يرى جعجع أن لا عمل حكومياً حقيقياً في لبنان، لذلك لا تحتاج الحكومة إلى مهارات التكنوقراط، ولكنها تحتاج أكثر إلى ممثلين رمزيين عن المسيحيين، «يظهر الآن أنها حكومة الحريري؛ نحن نريدها أن تكون حكومة 14 آذار» يشرح جعجع.
يو أس أس كول: الولايات المتحدة في ازدواجيّة
«أنتم تضعون أنفسكم في ورطة»، حذّر جعجع، استناداً إلى وجود يو أس أس كول مقابل الشواطئ اللبنانيّة. وعزا السبب إلى أنه إذا جرّب أحدهم شيئاً ما، ولم تتفاعل الولايات المتحدة، فيبدو هذا الأمر سيئاً. في المقابل، قال جعجع إذا تفاعلت الولايات المتحدة فستُذكّر بعام 1983. لا تستطيع الولايات المتحدة أن تقف مكتوفة الأيدي، ولا تستطيع أن تتراجع في هذه المرحلة. واقترح أن واشنطن ستكون داعمةً أكثر إذا فرضت حظر سفر على سوريا، لتمنع بذلك كلّ شركات الطيران والطائرات من السفر من وإلى سوريا. وبرأي جعجع أن الأوروبيين سيكونون أكثر قابليّة للحظر الجوي بعد اغتيال عماد مغنيّة، ما وفّر دليلاً دامغاً للعالم بأن سوريا تأوي إرهابيين.
كذلك زوّد جعجع القائمة بالأعمال معلومات استخباريّة غير مؤكّدة عن تسليم إيران لسوريا 15 غواصة.
تعليق السفارة
فوجئنا لسماع التطوّر الإيجابي للعلاقة بين جعجع والأسعد ولملاحظة نسخة من كتاب «صعود الشيعة» (The Shia Revival) للكاتب فالي نصر على مكتب جعجع. جعجع وبري يشتركان في الاهتمام بقانون نسبي للانتخابات. انتهاء الملاحظة.
التوقيع: سيسون
مذكرة رقم 12958 تاريخ 3 آذار 2008
المصدر: سفارة بيروت
التصنيف: سري
03 كانون الأول 2010 -
المر: حزب الله مرعوب من إسرائيل وعون فقد عقله
يريد وزير الدفاع الياس المر أن يبقى الجيش على الحياد، فيما لو شنت إسرائيل حرباً على حزب الله. فلينتظر لتتخلص إسرائيل من الميليشيا في البقاع
يوم 10 آذار 2008، استقبل نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر في منزله في الرابية القائمة بالأعمال ميشال سيسون، ورئيس مكتب التعاون الدفاعي والملحق العسكري (في السفارة الأميركية في بيروت). مناخ الاجتماع كان ودياً.
ـــــ أبلغَنا بعض المتصلين بنا، كأمين الجميل ووليد جنبلاط في الآونة الأخيرة أن الشيعة، وبالتحديد شخصيات رفيعة في حزب الله، بدأوا بتملك أراض أو استئجار منازل في المناطق المسيحية في جزين وجبل الريحان وجونية وزحلة، كما في المناطق الدرزية. سبّب هذا الأمر إنذاراً بين السكان المسيحيين في هذه المناطق، وينظر إليه البعض كعلامة على أن حزب الله يخطط للحرب.
ـــــ وزير الدفاع المر قال لنا إنه لاحق عدداً من هذه الشائعات، وجدياً تبين أنّ من المستحيل العثور على ممتلكات مستأجرة. وبالنسبة إلى النشاطات في جزين، أكد لنا المر أنها لا تعدو كونها استثمارات في لبنان من متمولين لبنانيين شيعة يعملون في غرب أفريقيا. وبالنسبة إلى شراء أراضي المسيحيين، أفادنا المر بأن المسيحيين يريدون بيع ممتلكاتهم ليتمكنوا من مغادرة لبنان. على كل الأحوال، لم يجد المر رابطاً بين عمليات بيع المنازل في جزين والخطط العسكرية لحزب الله.
ـــــ بالنسبة إلى المناطق الشمالية، ككسروان والمتن، أكد المر أن أعداداً كبيرة من الشيعة يستأجرون فيها، بسبب شعورهم بأن إسرائيل ستشن هجوماً في وقت قريب. وحذر المر من وقوع هجوم مماثل في نيسان 2008. وقال لنا المر إن ابن عم حسن نصر الله نقل عائلته من الضاحية الجنوبية لبيروت، واستأجر شاليه في منتجع فاريا لمدة عام واحد. وبرأي المر، فإن هذا يعني أن نصر الله مستنفر بنسبة عالية.
ـــــ إضافة إلى استئجار منازل في هذه المناطق، يحاول حزب الله عدم استفزاز المسيحيين الذين يعيشون في هذه المناطق. وفي اجتماع عقد قبل ثلاثة أسابيع بين مسؤولين رفيعي المستوى من حزب الله، كوفيق صفا وأعضاء في قوى 14 آذار في مبنى وزارة الدفاع في اليرزة، وافق حزب الله على كل مطالب المسيحيين. أبرز تنازلين كانا أن حزب الله لن يرفع صوراً لنبيه بري أو حسن نصر الله في هذه الأماكن، ولن يكون لحزب الله وجود ظاهر فيها. يظن المر أن حزب الله وافق على هذه التنازلات، لأنه يريد تجنب المشاكل الداخلية وتكاليفها، في الوقت الذي يُعدّ فيه لقتال خارجي مع إسرائيل.
في الاجتماع ذاته، علم أعضاء قوى 14 آذار أن حزب الله يملك صواريخ يصل مداها إلى نحو 200 كليومتر.
حزب الله غير واثق بقدرته على الانتصار
ـــــ قال لنا المر إن حزب الله ليس متيقناً في داخله بأنه يستطيع الفوز هذه المرة. عام 2006، كان متيقناً من الفوز. توقع المر أن حرب حزب الله وإسرائيل لن تكون كما تلك التي جرت عام 2006، وأن القتال في وادي البقاع سيكون مختلفاً. وقال المر إن إسرائيل دفعت الثمن في الحرب السابقة عبر القتال داخل القرى، وليس لديك شك في أن إسرائيل لن تدخل نفسها في شرك القرى مرة ثانية. وبدلاً من ذلك، يظن المر أن الإسرائيليين سيتخطون القرى لملاحقة القوة الرئيسية لحزب الله، أي الصواريخ.
ـــــ «أنا متأكد من أن حزب الله مرتعب، وهو يجهز نفسه لدرس صعب هذه المرة»، قال المر. حزب الله يجب أن يرد على اغتيال مغنية، لكنه يعرف أن ذلك سيأتي بعواقب. يرى المر أن هجوماً في غرب أفريقيا أو أميركا اللاتينية سيكون سهلاً على حزب الله، إلا أنه يعتقد أن نصر الله يفضل تنفيذ هجوم داخل إسرائيل إذا كان ذلك ممكناً. أضاف أن حزب الله يريد إدخال سوريا لامتصاص جزء من رد فعل حزب الله على هجومهم.
ـــــ قال المر إن حزب الله لا يريد أن يتحرك في منطقة جنوبي الليطاني، أو أن يسبب خلافات مع اليونيفيل. لكن خرق إسرائيل لوقف العمليات الحربية المنصوص عليها في القرار 1701، سيدفع حزب الله إلى أن يستغل هذه الفرصة للدخول إلى هذه المنطقة. وإذا لم تدخل إسرائيل إلى منطقة الـ1701، فإن حزب الله لن يدخلها.
ـــــ وبالعودة إلى قضية مخاوف حزب الله، فإن المر قال لنا «إن حزب الله خائف ومرتعب. هو يعلم أن إسرائيل لن تخسر مجدداً». وبرأي المر، فإن إيهود باراك هو وزير دفاع مختلف عن ذلك الذي حاول أن ينتصر في حرب مستخدماً القوة الجوية. إضافة إلى ذلك، يعلم حزب الله أن الرئيس بوش سيأتي إلى إسرائيل في أيار المقبل، وبالتالي، يعتقد الحزب أن الحرب يجب أن تكون قد جرت قبل حلول ذلك الموعد.
ميشال عون فقد عقله
ـــــ عندما سئل عن الدور الذي يؤديه رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون حالياً، أجاب المر جازماً: «لقد فقد عقله». العميد المتقاعد فؤاد الأشقر، أحد مستشاري عون منذ أن كان الأخير قائداً للجيش، زار المر يوم التاسع من آذار (2008) للبحث معه في رخص السلاح الممنوحة لحراس عون. قال المر للأشقر إنه منح عون عشر رخص سلاح. اتصل عون أخيراً بوالد المر، محاولاً الضغط على وزير الدفاع للحصول على 15 رخصة سلاح. قال المر بجلافة للأشقر: «اذهبوا واحصلوا على انتحاريين من حزب الله ليخدموا حراساً لديكم».
ـــــ وضع المر ضوابط على تحركات زوار منزل عون في الرابية. يسمح المر حصراً للزوار الرسميين، كالنواب، بالوصول إلى منزل عون، أما الآخرون فعليهم ركن سياراتهم بعيداً واستخدام باصات. يقول المر إن سكان الرابية ممتعضون من كون عون جاراً لهم، وفي الوقت عينه يدعم حزب الله خلافاً للتقاليد المسيحية.
ـــــ يؤكد المر أن عون «فقد عقله». يستجيب دائماً لطلبات جبران باسيل وابنتيه، بغض النظر عن لامنطقية الأفكار. لديه حساسية مفرطة تجاه قائد الجيش ميشال سليمان، ولا يستطيع قبول وصول سليمان إلى رئاسة الجمهورية. كل ذلك، يضيف المر، وسط تناول 5 جرعات من الإنسولين يومياً لمحاولة السيطرة على مرض السكري.
إسرائيل لا تزال تقلقني
ـــــ بعد توضيح أنه ليس مسؤولاً عن نقل رسائل إلى إسرائيل، قال المر إن بإمكان إسرائيل القيام بخطوتين جيدتين عندما يتعلق الأمر بحزب الله. الأول هو ألا تمس الخط الأزرق والمنطقة الخاضعة للقرار 1701، ومن شأن ذلك أن يبقي حزب الله بعيداً عن هذه المنطقة. أما الثاني فهو أن إسرائيل يجب ألا تدمر الجسور والبنى التحتية في المناطق المسيحية. فالمسيحيون كانوا يؤيدون إسرائيل عام 2006، إلى أن قصفت إسرائل جسورهم. إذا كان على إسرائيل أن تقصف هذه الأماكن في المناطق الشيعية، فهذه مشكلة حزب الله. وبرأي المر، إن هذه الحرب ليست ضد لبنان، بل ضد حزب الله. وقال المر أيضاً إن هذا العدد من الطلعات الجوية الإسرائيلية غير مسبوق منذ عام 1982. وآخر مرة شهد لبنان فيها هذا العدد من الطلعات الجوية الإسرائيلية كان خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
المر لسليمان: إنها ليست حربنا
ـــــ قال المر إنه التقى قائد الجيش ميشال سليمان لمناقشة التحضيرات المتعقلة بنزاع حزب الله مع إسرائيل في السابع من آذار. كان المر قلقاً على نحو خاص بالنسبة إلى اللواءين الأول والثامن المنتشرين في وادي البقاع. يعتقد المر أن هذين اللواءين سينعزلان عن دعم القيادة عندما تشن إسرائيل عملياتها على حزب الله في البقاع. وبذلك، فإنهما سيطلبان الطعام والماء (إلخ...) من السكان المحليين. وبما أن السكان المحليين مؤيدون لحزب الله في معظمهم، يخشى المر استدراج هذين اللواءين إلى المعركة، وهذه هي الكارثة الكبرى التي يأمل المر تجنبها. ومن أجل ذلك، يحاول المر التثبت من مدى طول المدة التي سيتطلبها الهجوم للتخلص من حزب الله في البقاع. أضاف المر أن الجيش سيبدأ على نحو سري بتزويد هذين اللواءين بطعام ومال وماء احتياطي، لكي يتمكن اللواءان من البقاء داخل قواعدهما عندما تهجم إسرائيل على حزب الله.
ـــــ أعطى المر نصيحة لسليمان، مفادها أن الجيش اللبناني يجب ألا يتدخل «عندما تأتي إسرائيل». هذه النصيحة أتت بعد أربعة أيام من توجيه سليمان أوامر إلى ضباطه لكي يستعدوا. قال لنا المر إنه وعد سليمان بتوفير الغطاء السياسي لعدم تحرك الجيش. يرى المر أن هجوماً إسرائيلياً على حزب الله لن يكون هجوماًُ على لبنان، وأن سوريا وإيران لم تطلبا إذناً من لبنان لإمداد حزب الله بالصواريخ. بناءً على ذلك، تلقى الجيش اللبناني أوامر بعدم التورط في أي معركة، وأن يؤدي الدور الكامل للدفاع المدني، كالمساعدات الإنسانية، في حال حصول المعارك. قال لنا المر إنه سيتحدث شخصياً مع الضباط الشيعة في الجيش اللبناني، ليتأكد من أنهم يفهمون جيداً سبب عدم تدخل الجيش اللبناني. بالنسبة إلى المر، إن الهدف الاستراتيجي للجيش اللبناني كان البقاء من دون أي أضرار لمدة ثلاثة أسابيع، والبقاء قادراً على أخذ زمام الأمور عندما تتدمر ميليشيا حزب الله. وقال المر: «لا أريد للآلاف من جنودنا أن يموتوا من دون سبب».
تعليق السفارة الأميركية
إن المر قلق جداً بشأن حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل. إن الوقت التي استغرقه الحديث عن هذا الأمر بالنسبة إلى الشؤون السياسية الأخرى في لبنان على مدى ساعتين ونصف ساعة من الحوار، هو دليل على مدى القلق الموجود لديه. يبدو المر هادفاً إلى التثبت من أن الجيش سيقف جانباً لكي يتلقى حزب الله كامل ثقل الهجوم الإسرائيلي. وفيما لاحظنا ارتفاع عدد الطلعات الجوية الإسرائيلية، بينها واحدة فوق وسط بيروت يوم الجمعة، 7 آذار، إلا أننا لم نلحظ معطيات تثبت قلق المر من هجوم إسرائيلي وشيك.
التوقيع: سيسون
11/ 3/ 2008 04:08
المصدر: سفارة بيروت
المضمون: سري
كيف أدار مروان حمادة معركة شبكة اتصالات المقاومة
إيران تلكوم تستولي على البلد، عبارة قالها مروان حمادة للقائمة بالأعمال في السفارة الأميركيّة، ويقصد شبكة الاتصالات الخاصّة بحزب الله
التقت القائمة بالأعمال في السفارة الأميركية في بيروت، ميشيل سيسون، الوزير مروان حمادة، بحضور الملحق الاقتصادي في السفارة. وضع حمادة الدبلوماسية الأميركية في أجواء شبكات الاتصالات الداخلية الخاصة بحزب الله، وشكا من تقاعس عدد من حلفائه وخوف المؤسسات الرسمية من مواجهة الحزب. واللافت أنّ تعليق السفارة على هذا اللقاء ينتهي بعبارة: «الحكومة اللبنانية قد تأمل أن يقوم طرف آخر بمواجهة هذا التحدي».
مذكرة 16 نيسان 2008
«إيران تلكوم تستولي على البلد» هي أولى الكلمات التي تلفظ بها الوزير مروان حمادة خلال لقائه القائمة بالأعمال في السفارة الأميركية في بيروت، ميشيل سيسون، والملحق الاقتصادي في السفارة، يوم 16 نيسان 2008. وأشار حمادة إلى اكتشاف نظام ألياف بصرية كامل وضعه حزب الله، ممتد على كل الأراضي اللبنانية، مضيفاً أنّ الحزب وضع في الخدمة نظام «ويماكس» إلى ضواحي بيروت الجنوبية.
ولفت حمادة إلى أنّ موضوع شبكة الألياف البصرية الخاصة بالحزب بات أمراً معروفاً، مشيراً إلى أنّ المؤسسة اللبنانية للإرسال تناولت هذه القضية في تقرير لها ليل 15 نيسان 2008. وأكد أن لا علاقة للحكومة اللبنانية بهذا التقرير، نافياً أن تكون الحكومة قد سرّبته للمؤسسة الإعلامية، ومشدداً على إمكان استخدام هذه الرواية.
وأكد حمادة أنه أطلع الحكومة على هذه المعلومات، وتشاركها مع بعض «أصدقائه» في الخارج، في الدول العربية وفي أميركا وفرنسا (صُعق ساركوزي عند اطّلاعه على هذه المعلومات)، إضافة إلى ناظر تطبيق القرار 1559، تيري رود لارسن، وأنه خلال زيارته لباريس، وضع حمادة كلاً من برنار كوشنير، جان دافيد لوفيت، بوريس بويون وميشال بارنسيه، في هذه الأجواء، كذلك تواصل مع القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية في بيروت، أندريه باران، والسفير السعودي عبد العزيز خوجة.
أما الرئيس سعد الحريري، الذي كان في السعودية حينها، فقد أرسل طائرة خاصة لتحمل نسخة عن الخريطة التفصيلية لهذه الشبكة، لمشاركتها مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الاستخبارات السعودية مقرن بن عبد العزيز.
وأشار حمادة إلى أنّ الرئيس فؤاد السنيورة قام بجولة في المنطقة ونقل هذه الأجواء إلى كل من الأردنيين والإماراتيين ورئيس جامعة الدول العربية عمرو موسى. وقال إنه بعد إبلاغه الرئيس السنيورة ورئيس اللقاء الديموقراطي، وليد جنبلاط، بهذه القضية، أول شخص شاركه هذه المعلومات هو البطريرك الماروني نصر الله صفير. وقال حمادة إنّ التأثيرات الاستراتيجية لمخطط حزب الله هي استهداف المناطق المسيحية، رغم إنكار الحزب هذا الأمر. ويضيف التقرير أنّ حمادة والسنيورة وجنبلاط والوزير إلياس المرّ نشطوا في سعي الحكومة اللبنانية إلى جمع المعلومات عن الشبكة.
اعتراض الاتصالات المرتبطة بالشبكة
لفت حمادة إلى أنه فيما ووجه حزب الله في موضوع شبكته للألياف البصرية، كانت الاتصالات الخلوية موضع اعتراض من قبل سوريا في الشمال، وإسرائيل في الجنوب، واحتمال تدخل قوات اليونيفيل في البحر. لم تؤكد قوات اليونيفيل رسمياً الاعتراض الإسرائيلي، فيما لم يصدر عن قيادة الجيش أي شكوى رسمية.
أما الاختراق السوري فكان شبيهاً بالاختراق الذي حصل خلال أحداث نهر البارد، ويسلّط الضوء على قدرة السوريين على التواصل داخل لبنان خارج نظام الاتصالات اللبناني.
وعبّر حمادة عن اعتقاده بأن تكون شركة «أم. ت. ن» للاتصالات العاملة في سوريا التي تغطي المنطقة الحدودية الشمالية بين لبنان وسوريا، تقدم تغطية سياسية لمصلحة الحكومة السورية التي يعتقد أنها خلف هذه المشكلة. وأشار حمادة إلى أنّ هذا الأمر هو نفسه التدخل الاستراتيجي في لبنان، الداخلي والخارجي، وقد حمل خريطة تحدد التدخلات التي تحصل على شكل قوس يمتد من الشمال إلى الجنوب.
اجتماع لـ14 آذار بوجود الحريري
وقال حمادة إنه والسنيورة والمر في خطر، وإنه والمرّ سيأخذان أكبر المجازفات بكشفهما شبكة الألياف البصرية الخاصة بالحزب. وأبلغ السنيورة أنه لن يجازف وحده في مواجهة الحزب، مشيراً إلى أنه وجنبلاط اعتادا التهديدات الجسدية، ولافتاً إلى أنّ جنبلاط أراد عقد مؤتمر صحافي لعرض موضوع شبكة حزب الله. ورأى حمادة أنّ هذا الملف هو قضية لـ14 آذار، ولا يمكن حلّه دون رئيس تيار المستقبل سعد الحريري. وشكا من أنه لم يُعقد بعد اجتماع أكثري أو اجتماع حكومي لمناقشة هذه القضية، مضيفاً أنه طرح هذا الأمر مع الرئيس السنيورة في 15 نيسان، وأنه سيعيد طرحه اليوم.
وأشار حمادة إلى أنه أطلع لارسن على هذه المعلومات من دون أن يسلّمه الخريطة التفصيلية لشبكة الحزب، وأكد له أنه سيسلّم هذه الخريطة إذا قررت الحكومة رفع الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
ردّ حزب الله: لا تمسّوا شبكتنا
نقل حمادة أنّ مدير الاستخبارات في الجيش العميد جورج خوري، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، التقيا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا. طلب خوري من الأخير إسقاط جزءين من الشبكة كخطوة أولى، فرفض صفا الذي أكد أنّ شبكة الاتصالات تدخل في عملية دفاع الحزب عن لبنان، وأنّ الحزب سيعدّ أي تعرّض للشبكة بمثابة عدوان. وشكا حمادة من أنّ الرئيس السنيورة تلقى من خوري تقريراً خطياً عن لقائه بصفا، وأشار الوزير إلى أنّ التقرير لم يكن موقّعاً فأعيد إرساله ليوقّعه خوري. وتضمّن التقرير أنّ الحزب يرى أنّ السنيورة وحمادة والمر يرفعون ملف الشبكة لإعادة فتح ملف سلاح الحزب. وأضاف التقرير أنّ صفا أقرّ أمام خوري وريفي بوجود الشبكة، مشيراً إلى أنها غير مطروحة للنقاش لكونها مفتاحاً أساسياً في ترسانة حزب الله، وبالتالي يمكن مناقشتها فقط في إطار الاستراتيجيا الدفاعية. وتابع صفا أنه ليس لشبكة الاتصالات آثار اقتصادية أو تجارية، مؤكداً أنها لا تخترق المناطق المسيحية.
تأكيدات الحزب كاذبة
عبّر حمادة عن عدم تصديقه لتأكيدات حزب الله ومواقفه، ودحض ادّعاء الحزب أن تكون الشبكة فقط لتوفير تواصل دفاعي على امتداد البلد. وأشار حمادة إلى وجود سنترالات وموزّعات ومقوّيات للإرسال في عدة مناطق، مضيفاً أنه بلا شك هذه الخطوط تصل إلى قرى ومساكن أخرى. وقال حمادة إنّ عناصر حزب الله ينتظرون فقط أن تذوب الثلوج عن مرتفعات المتن وكسروان «المسيحية»، حتى يستكملوا خرقهم لهذه المناطق من جهة الشرق.
وقال حمادة إنّ حزب الله استعان بقدرة البلديات على استصدار تصاريح محلية لتنفيذ هذه العملية بعيداً عن أعين الناس. وقدّم مثلاً على ذلك، فأشار إلى أنّ الحزب يعمل في مدينة صيدا بغطاء من رئيس البلدية عبد الرحمن البزري. وأضاف حالة أخرى في وزارة الطاقة التي غطّت عمل عناصر الحزب تحت ذريعة «تعزيز خطوط الطاقة»، معتبراً أنّ هذه الحجة ساقطة. وتابع حمادة لافتاً إلى أنّ كل المشاريع والإمدادات التي حصلت في البقاع قامت بها مجموعات منفصلة لا يطّلع بعضها على عمل بعض.
الاكتشاف والتقرير
وصل التقرير الرسمي الأول من منطقة الشويفات وتضمّن تركيب حزب الله نظام ألياف بصرية، وطالب وزارة الداخلية بالتدخل لإيقاف العمل. لم يتحرك أحد «لأنهم لا يجرؤون على فعل شيء»، بحسب حمادة. وتابع: مع اكتشاف خطوط الاتصالات التابعة لحزب الله، التي تمتد في بيروت حتى بمحاذاة حائط السفارة الفرنسية، طلبت الحكومة من الحزب إزالة هذه الخطوط. حصل ذلك. واعتقد حمادة حينها أنّ هذا الأمر سيمتد أيضاً إلى شبكة الاتصالات الحزبية في الجنوب.
وقال حمادة إنّ تقرير وزارة الاتصالات أشار إلى أنّ مهندسين في الوزارة، بمن فيهم مهندسون شيعة من الجنوب، وضعوا نظام الاتصالات الخاص بحزب الله.
تمويل إيراني
إنّ الخريطة التي سلّمها حمادة إلى السفارة أظهرت الخطوط التي تصل بيروت، مروراً بجانبي المطار، بالجنوب قرب الليطاني، وبالبقاع وصولاً إلى الشمال. وأظهرت الخريطة نفسها أنّ هذه الخطوط تغطي المخيمات الفلسطينية ومخيمات التدريب التابعة لحزب الله في البقاع، كذلك دلّت على أنّ الشبكة تخترق عمق المتن وكسروان. وقال حمادة إنه يملك بعض الأسماء المرتبطة بهذه الشبكة، من دون أن يذكر أسماء الشركات المسؤولة عن هذه التركيبات، مشيراً إلى أنّ هذه المعلومات قد تجهز قريباً.
ولفت حمادة إلى أنّ المؤسسات التي تعيد بناء الطرقات والبنى التحتية بعد حرب تموز، بأموال إيرانية، اتُّهمت سابقاً بأنها تُمدّد شبكات الاتصالات بالتوازي مع الطرقات الجديدة. وأكد حمادة أنه يريد، بمساعدة الحكومة، الحصول على أسماء هذه الشركات المتورطة في هذه الأعمال، ووضعها على لائحة سوداء.
انتصار استراتيجي
رأى حمادة أنّ نظام الاتصالات الخاص بحزب الله انتصار استراتيجي لإيران، لكونه خلق محطة خارجية إيرانية في لبنان مروراً بسوريا، وأنّ قيمة هذا النظام استراتيجية لدى الإيرانيين أكثر مما هي اقتصادية أو تقنية، وأن قيمة هذا النظام بالنسبة إلى حزب الله هي في كونه خطوة أخيرة قبيل إنشاء دولة خاصة به، مشيراً إلى أنّ الحزب يمتلك جيشاً وسلاحاً، محطة تلفزيونية، نظاماً تعليمياً، مستشفيات، خدمات اجتماعية، نظاماً نقدياً ونظام اتصالات.
وأشار حمادة إلى ثقة حزب الله بنفسه، ناقلاً أنّ صفا أبلغ خوري وريفي أنّ أي حركة تجاه نظام الألياف البصرية ستُعدّ «هجوماً إسرائيلياً»، وسيُتعامل معها على هذا الأساس.
وتابع قائلاً إنه عندما لفت خوري وريفي إلى أن الناس قد ينزعجون ويخاصمون الحزب نتيجة هذا النظام وشبكاته، ردّ صفا «لا نأبه بذلك، وسنقبل بذاك العداء». وبحسب حمادة، شعرت الحكومة بعد هذا الموقف بضرورة إعلام أصدقائها لاتخاذ القرار اللازم.
حمادة يُعدّ حملة داخلية
في الوقت الحاضر، يُعدّ حمادة لـ«حملة داخلية قوية جداً»، رأى الوزير أنها قادرة على «تدمير (الجنرال ميشال) عون» وتحفيز المسيحيين والتأثير في الشيعة القلقين من حزب الله. وأشار التقرير إلى أنّ حمادة ينتظر اجتماع قوى 14 آذار، فيما النائب الحريري غادر في جولة إلى لندن وجنيف، ومن المتوقع عودته إلى الرياض في 20 نيسان.
ورأى حمادة أن أمام الحكومة خيارين: التوجه مباشرة إلى مجلس الأمن، أو مواجهة الحزب عبر قطع الخطوط. وتساءل: «هل تمتلك قيادة الجيش الجرأة على القيام بذلك، أم هي خائفة من كلام صفا باعتبار أي خطوة في هذا الاتجاه ستعدّ عدواناً؟».
تعليق السفارة:
في العام الماضي، عندما اكتشفت وزارة الاتصالات التابعة لحمادة نظام الاتصالات الخاص بحزب الله والخطوط التي تمر بمحاذاة السفارة الفرنسية، أكد حمادة أنّ الحكومة لن تتساهل في قضم حزب الله سلطتها وأراضيها. لكن بعد قطع الخطوط القريبة من السفارة الفرنسية، لم تُنفّذ أي خطوة إضافية. هذه المرة، يبدو أنه من خلال مشاركة واسعة لتفاصيل الخطة، فإنّ الحكومة اللبنانية قد تأمل أن يقوم طرف آخر بمواجهة هذا التحدي.
16/4/2008 04:42
المصدر: سفارة بيروت
التصنيف: سري
بلمار: أرادوا احتجاز الضباط الأربعة إلى ما لا نهاية
نصح بلمار الأميركيين بأن إطلاق سراح الضبّاط الأربعة يجب أن يكون في
فترة بعيدة عن الانتخابات... والقصد طبعاً «إبعاد» المحكمة عن السياسة
مذكرة في 26/1/2009
ملخص
1. فسّر المفوض دانيال بلمار للسفيرة (ميشيل سيسون) في اجتماع في 26 كانون الثاني القضايا المتعلقة بإطلاق سراح الجنرالات الأربعة الموجودين اليوم في عهدة القضاء اللبناني بسبب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري أو نقلهم إلى لاهاي. وفق بلمار، لدى المحكمة الخاصة بلبنان 60 يوماً بدءاً من الأول من آذار/ مارس لطلب نقل الجنرالات من عهدة لبنان إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. حالما ينقلون، يشك بلمار في أنّه سيواجه ضغطاً من المحكمة لبناء قضية ضدهم أو الإفراج عنهم. بعد أن أجاب «لا تعليق» على سؤال عن امتلاكه ما يكفي من الأدلة لبناء قضية، قال إنّه لو أُفرج عنهم في هولندا، فهناك خوف يتشاركه مع الهولنديين من أنّهم سيطلبون اللجوء السياسي من حكومتها. إذا لم يطلب بلمار النقل، يستطيع اللبنانيون الاستمرار في احتجاز الجنرالات، وذلك في وجه ضغط شعبي متصاعد أو الإفراج عنهم.
شدد بلمار على حاجته إلى معلومات من الولايات المتحدة لمساعدته في تحقيقه النهائي في سوريا تحت سلطة الفصل السابع. تناول بلمار أيضاً قضايا الأمم المتحدة الإدارية التي تستمر باستنفاد وقته. (نهاية الملخص).
النص الكامل
وقت الإفراج عن الجنرالات المحتجزين
2. التقت السفيرة، يرافقها (ليغات) و(بولوف) مع دانيال بلمار في مونتيفردي في 26 كانون الثاني. فسّر بلمار أنّ لدى المحكمة الخاصة بلبنان ستين يوماً ابتداءً من الأول من آذار/ مارس للطلب من الحكومة اللبنانية نقل الجنرالات الأربعة، الذين يُحتجزون حالياً في عهدة لبنان بسبب اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، إلى المحكمة في لاهاي. بحذر، قال بلمار إنّه «لا تعليق» لديه على سؤال عن امتلاكه قضية ضد الجنرالات، وأضاف إنّه لا مهلة زمنية محددة يجب نقلهم خلالها.
3. قال بلمار إنّه يشك في أنّ المدعي العام اللبناني سعيد ميرزا يريد نقل الجنرالات إلى عهدة المحكمة. وفسّر بلمار ما يأتي: فيما أخبره الجميع أنّه لا يمكن أحداً أن يملي على المحكمة طريقة عملها، ما يعني أنّه يستطيع احتجاز الجنرالات إلى أجل غير مسمى، في لاهاي، لا يوافق على هذه المقاربة لأنّه يخاف من أن يواجه ضغوطاً (من المحكمة نفسها) للإفراج عنهم مباشرة إذا لم يكن يملك قضية. أضاف بلمار أنّه لا يمكن الإفراج عن الجنرالات بكفالة (وفقاً للمادة 108 من قانون الإجراءات الجنائية اللبناني) لكن يمكن الإفراج عنهم بدون شروط. وقال إنّه في سيناريو مماثل، يمكن حكومة لبنان أن تضعهم تحت المراقبة.
4. قال بلمار إنّ هناك قلقاً لدى الحكومة الهولندية يعود إلى خوفهم من طلب الجنرالات اللجوء السياسي إذا أفرجت عنهم المحكمة الخاصة بلبنان، وقلق آخر هو ترشّح أحدهم، وهو الجنرال جميل السيد، المدير العام للأمن العام السابق، للانتخابات البرلمانية، وهي فكرة يشجّعها القائد في المعارضة سليمان فرنجية وحزب الله.
5. أعرب بلمار أيضاً عن قلقه من أنّ نقل الجنرالات سيكون عملية خطرة، وخصوصاً أنّ حزب الله لا يريد أن يغادر الجنرالات لبنان. يجب تنسيق أي عملية نقل مع السلطات اللبنانية، ما سيجعلها أكثر هشاشة بسبب خرق محتمل لحزب الله لهذه السلطات، في نظره. إذا قررت حكومة لبنان الإفراج عن الأربعة، يجب أن يحصل ذلك في فترة تبعد عن الانتخابات النيابية التي ستحصل في 7 حزيران، كما نصح بلمار. (ملاحظة: نحن نوافق. نهاية الملاحظة).
ساعدوني الآن
6. بعد أن قال إنّه سيعود إلى سوريا للمرة الأخيرة في شباط تحت الفصل السابع، ألحّ بلمار على الحصول على معلومات من الولايات المتحدة لاستخدامها خلال الاستجوابات. قال: «إذا كانت هناك مساعدة ممكنة فقدّموها الآن». وبالتحديد، طلب معلومات عن «نقاط الضعف الإنسانية، اقتراحات بشأن طريقة الأسئلة، الأشخاص الذين لا يخضعون لمعاييرنا، أسئلة جزئية يمكن استخدامها لاختبار المستجوبين». أوضح بلمار أنّ مستوى الاستجواب الذي سيستخدمه مستشاروه خلال الرحلة إلى سوريا سيكون «مختلفاً جداً عن الزيارات السابقة، لكن أحتاج إلى الذخيرة للقيام بهذه الاستجوابات».
7. اشتكى بلمار من أنّ السوريين يتعاملون مع لجنة تحقيق الأمم المتحدة المستقلة مثل «أطفال مدارس». أوضح أنّهم «يقدمون لنا 40000 صفحة باللغة العربية. بعد أن نترجمها ولا نجد أي شيء يثير اهتمامنا، يتظاهرون بأنّهم فوجئوا، ويعطوننا 40000 صفحة أخرى في العربية». استنتج أنّ السوريين قلقون لأنّهم لا يعرفون ماهية المعلومات التي جمعتها اللجنة حتى اليوم.
أمن قضاة المحكمة الخاصة بلبنان
8. قال بلمار إنّ أربعة من قضاة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، اللبنانيين، قرروا الانتقال بين لبنان ولاهاي. بعد اعترافه بالقلق الأمني، قال إنّه يشك في أنّ القضاة اشترطوا موافقتهم على مناصبهم هذه باحتفاظهم بحرية التنقل. (تعليق: أحد أعضاء السفارة قال إنّه يعرف هوية أحد القضاة لأنّ قوى الأمن الداخلي عززت الحماية حول منزله أخيراً. نهاية التعليق).
9. وفق بلمار، فإنّ تعيين نائب لبناني للمحقق أصبح مشكلة. قال إنّه خلال كانون الثاني 2008، قابل عدداً من المرشحين للمنصب وسينقل مكتب الأمم المتحدة للشؤون القانونية اقتراحه السرّي إلى الحكومة، التي ستعيِّن. توقع أن تناقش الحكومة التعيين قبل مهلة الأول من آذار، لكنّه قال إنّه سمع أنّ زعيم الأغلبية سعد الحريري غير راضٍ عن اقتراحه، لأنّه يعتقد أنّ المرشح «مستقل كثيراً»، وقد يطلب من وزراء تيار المستقبل عرقلة التعيين.
10. قال بلمار إنّ المدعي العام سعيد ميرزا، وهو مقرّب من سعد، ساند اقتراح بلمار. وبعدما قال إنّه قد يبدأ العمل من دون نائب له، أوضح أنّ التعيين دون أي تأخير مهم لأسباب رمزية، لأنّ المنصب سيكون من نصيب لبناني.
11. بلمار قلق أيضاً من قضية الفيتو في ما يتعلق بتركيبة الحكومة المقبلة. تساءل بلمار عن إمكان قيام حكومة تسيطر عليها المعارضة الحالية، وقف تمويل حكومة لبنان للمحكمة الخاصة بلبنان رغم التزاماتها وفق الاتفاق الدولي.
12. أعرب بلمار عن إحباطه من القرار الذي توصلت إليه لجنة إدارة المحكمة من أنّه ليس في استطاعة هذه الأخيرة المشاركة في اتفاق التنقل بين الوكالات الذي صمّم ليسهّل الانتقال بين المنظمات التي تشارك في نظام الأمم المتحدة المشترك. أعلن أنّه سيطلب مراجعة القرار، وقال إنّ توظيف أشخاص جدد يكلّف أكثر من نقلهم من داخل نظام الأمم المتحدة. شدد أيضاً على حاجته إلى «أفضل الأشخاص المتوافرين»، وعلى كونه لا يريد أن يثبط عزيمة المرشحين المؤهلين بسبب عملية نقل متعبة قد تكلفهم بعض منافعهم.
استمرار وجود مخفف للجنة تحقيق الأمم المتحدة المستقلة
13. بعد أن قال إنّه سيسافر إلى لاهاي في شباط للبحث عن شقة وحضور اجتماع مجموعة عمل الوكالات، أضاف أنّ مجموعة صغيرة من لجنة تحقيق الأمم المتحدة المستقلة ستبقى في بيروت. قال إنّ الأشخاص الذين سيبقون، بين عشرة وعشرين، لن يغيّروا على الأرجح موقع مكاتبهم، لكن لم يتخذ قرار بشأن ذلك حتى الآن.
ميشال سيسون
بيروت 13/2/2009 05:56،
المصدر سفارة بيروت، التصنيف: سري
لغز اغتيال عماد مغنيّة: الشماتة بحزب الله
نشط أركان فريق 14 آذار والسفارة الأميركيّة لحل لغز اغتيال المسؤول العسكري السابق في حزب الله، في العاصمة السوريّة، كأنهم محقّقون دوليّون
في 14 شباط 2008، صدر عن السفارة الأميركية في بيروت تقرير إلى وزارة الخارجية عن الوضع في لبنان بالتزامن مع إحياء قوى 14 آذار الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري مع تشييع المسؤول العسكري (السابق) في حزب الله عماد مغنية.
ركّز التقرير على الأحاديث الأكثرية حول مشاركة سوريا في اغتيال مغنية واعتقادهم أنه ثمن صفقة قد تعقد قريباً، فيما نقلوا عن ضباط في قوى الأمن الداخلي وجود اختلافات بين الرئيس السوري ومستشاريه وضباط استخباراته، فيما نُقل موقف خاص عن النائب غسان مخيبر الذي رأى أن من الغريب اغتيال مغنية بعد خروجه من أحد مكاتب الاستخبارات السورية.
نظريّات لبنانية في اغتيال مغنيّة
أبرز ما جاء في مقدّمة التقرير:
في ظل التوتر الحاصل في لبنان نتيجة الأزمة السياسية المستمرة، يرى كثير من اللبنانيين أنّ بلدهم سيدفع ثمن مقتل عماد مغنية. ويطرح اغتيال مغنية، الذي يعدّ أيقونة للمقاومة الشيعية وأكبر الإرهابيين المطلوبين من الولايات المتحدة وإسرائيل، الكثير من الأسئلة حول من يريد موت مغنية وفي هذا التوقيت ولماذا.
كثرت الشائعات والمواقف في شأن الطرف المسؤول عن اغتيال مغنية، فوجّه حزب الله وقوى المعارضة أصابع الاتهام إلى إسرائيل، فيما لم تستبعد شخصيات في قوى 14 آذار ضلوع سوريا بهذه العملية. في جميع الأحوال، تحدثت إحدى الشائعات عن إمكانية ضلوع 14 آذار في اغتيال مغنية، وثمة قلق واسع النطاق سيضرّ بلبنان.
تعاون أكثريّ ونصب تذكاريّة معارضة
شيّع حزب الله بطله عماد مغنية بعد ظهر يوم 14 شباط في أجواء ماطرة وحزينة، إذ خطب بالحشود الجنائزية كل من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ووزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي.
قبل ساعات من انطلاق جنازة مغنية وليس بعيداً عنها، احتشدت قوى 14 آذار الموالية للحكومة في ساحة الشهداء لمناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. ومثّل التجمّع الجماهيري لقوى 14 آذار (يراوح عدد المحتشدين بين 100 ألف ومليون مشارك) محاولة لإعادة تنشيط القاعدة الأكثرية واستعادة زمام المبادرة السياسية بوجه المعارضة. توعّد نصر الله بـ«حرب مفتوحة» مع «الصهاينة»، متعهّداً تنفيذ عمليات ضد إسرائيل خارج الحدود اللبنانية للثأر من مقتل مغنية. ركّزت الخطابات في المسيرة السلمية لقوى 14 آذار على حاجة لبنان إلى «إجماع واتفاق» وانتخاب رئيس للجمهورية فوراً. بين كل الخطباء، وحده الزعيم الدرزي وليد جنبلاط سجّل موقفاً صارماً وعنيفاً من سوريا وحلفائها في المعارضة، متعهداً أنّ لبنان «لن يُسلّم إلى دمشق أو إلى العالم السوري ـــــ الإيراني الأسود».
الشجب الرسمي لـ14 آذار: أكثر من دموع تماسيح؟
في 13 شباط، استنكر زعيم 14 آذار، سعد الحريري، اغتيال مغنية وقدم تعازيه إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. في اليوم نفسه، خلال مقابلة تلفزيونية له مع المؤسسة اللبنانية للإرسال، وافق الحريري حزب الله في اتهام إسرائيل بالوقوف وراء قتل مغنية، غير أنه غمز إلى دور سوري بإشارته إلى أنّ الأخير اغتيل في دمشق بالقرب من مدرسة إيرانية في منطقة تسيطر عليها الاستخبارات السورية.
يوم الاغتيال. تحدث الأمين العام لقوى 14 آذار، فارس سعيد، عن مقتل مغنية كأنه درس لحزب الله. بما معناه أن يعي حزب الله أنّ حاميه وضامنه الوحيدين هما الدولة اللبنانية والجيش اللبناني لا ترسانته أو الأجهزة السورية.
في الوقت نفسه، يعتقد الزعيم الدرزي وعضو 14 آذار، وليد جنبلاط، أن إسرائيل لأسباب واضحة، أو سوريا لأسباب مجهولة، قضيا على مغنية. وفي جميع الأحوال، وصف جنبلاط بصراحة مقتل مغنية بـ«الخبر الجيد».
ورأى عدد من السياسيين الأكثريين، منهم السفير اللبناني السابق في الولايات المتحدة سيمون كرم ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، أنّ سوريا صفّت مغنية «هديةً للأميركيين». إلا أنّ كرم وشمعون أملا ألّا تكون الصفقة على حساب لبنان.
أبلغ وزير الداخلية، حسن السبع، السفير بأن مغنية، لحُسن الحظ، لم يغتل على الأراضي اللبنانية، وإلا لكانت اتُّهمت قوى 14 آذار بالتآمر مع إسرائيل على حزب الله.
لا يزال السبع متردداً بشأن هوية مرتكبي الجريمة، معلقاً باحتمال أن تكون رسالة سورية إلى حزب الله أو الولايات المتحدة، أو أن تكون نتيجة انقسام داخل حزب الله.
وأعرب السبع عن قلقه من دفع لبنان الثمن إذا كانت الرسالة موجهة إلى الولايات المتحدة، على أنها رسالة تذكير بأنّ على الأخيرة التعامل مع سوريا في ما يخص كلّاً من الانتخابات الرئاسية وحزب الله.
خرجت نظرية أخرى من طاحونة الشائعات في بيروت، أشارت إلى أنّ السعوديين وآل الحريري تعاونوا مع جهاديين سنّة سوريين لتوجيه ضربة إلى المعارضة وحليفتيها سوريا وإيران.
وتستند هذه الفكرة إلى الادعاءات السابقة بأنّ سعد الحريري والمملكة السعودية كانا متورطين بتسليح متشددين سنة، في جهود لمواجهة حزب الله.
ضبّاط أمن يتحدّثون عن بصمات الأسد
أبلغ ضباط من المستوى المتوسط في قوى الأمن الداخلي ضباطاً ورسميين في السفارة، اعتقادهم بأنّ قوات سورية، خاضعة للرئيس بشار الأسد، قد تكون مسؤولة عن الاغتيال، في جهد لفرض تسوية في ظل المأزق السياسي المستمر، وذلك عبر تخفيف الضعط عن سوريا. وتكهّن الضباط أنّ يكون للاغتيال وقع حادًّ على حزب الله، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتباك واسع وانعدام في التماسك.
ويستند الضباط في تقييمهم هذا إلى التوتر المزعوم بين الأسد ورئيس استخباراته العسكرية، آصف شوكت، نتيجة اختلاف بين زوجتي الرجلين. وذكر الضباط أيضاً أنّ الأسد بات أكثر استقلالية بعد تهميش عدد من المستشارين الموثوق بهم سابقاً مثل
شوكت.
معارضون يشكّون في ضلوع إسرائيل
فيما دعم معظم المراقبين في المعارضة اللبنانية نظرية حزب الله في احتمال أن تكون إسرائيل مسؤولة عن الاغتيال، أسرّ عضو كتلة عون، النائب غسان مخيبر، لضباط ومسؤولين في السفارة أن من الغريب أن يأتي اغتيال مغنية بعد خروجه من أحد مكاتب الاستخبارات السورية، مضيفاً أن مقتل مغنية يمثّل تحدّياً كبيراً لحزب الله. وعلّق مخيبر بأنّ الأيام المقبلة قد تكشف عن طبيعة «صفقة» يمكن التوصل إليها.
ميشيل سيسون
بيروت في 14 شباط 2008
المصدر: سفارة بيروت، التصنيف: سرّي
جعجع: حظر السفر إلى سوريا
سمير جعجع مع القانون النسبي للانتخابات، لأنه يوصل إلى مجلس النواب «شيعة من 14 آذار»، هذا ما جعله يقول لسيسون إن أحمد الأسعد حصان طروادة في الجنوب والشيعة
التقى رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة سمير جعجع مع القائمة بأعمال السفارة الأميركيّة في بيروت ميشيل سيسون في الثالث من آذار 2008، وذلك قبل ثلاثة أسابيع من زيارته لواشنطن.
مقاطعة القمّة العربيّة
عرض جعجع ما يعتقد أنه الموقف السعودي لجهة المشاركة في القمّة العربيّة التي ستُعقد في دمشق من 29 إلى 30 آذار: السعوديّة ستشارك إذا ما دعت سوريا رئيس الحكومة فؤاد
السنيورة.
في المقابل يُريد جعجع أن يربط لبنان والسعوديّة مشاركتهما بالقمّة بانتخاب رئيس للجمهوريّة، وهو موقف يعتقد جعجع أن زعيم الدروز وليد جنبلاط قد يدعمه (مع ملاحظتنا أن جعجع غالباً ما يتعارض مع جنبلاط). على الأقلّ، يُريد جعجع أن تُعقد القمّة خارج سوريا، كقمّة استثنائيّة، وبذلك لا تكون تحت الرئاسة السوريّة.
ويعتقد جعجع أن السنيورة سيقبل الدعوة السوريّة فيما لو وُجّهت له. بكلّ الأحوال، يسأل جعجع: هل ستدعو سوريا السنيورة وحده، وهو سنّي، معتبراً أن سوريا قد تدعو رئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري، لتتفادى دمشق الاعتراف بحكومة السنيورة.
14 آذار ترفض أفكار موسى
أبلغنا جعجع أنه من غير الواضح ما إذا كان الأمين العام لجامعة الدول العربيّة عمرو موسى سيعود إلى بيروت هذا الأسبوع أو لا. وشرح أن عرض موسى الأخير لزعيم الغالبيّة سعد الحريري كان أن يجري انتخاب رئيس للجمهوريّة، ثم تاليف حكومة وحدة وطنيّة يكون رئيسها من خارج قوى 14 آذار، وهو أمر ترفضه 14 آذار بشدّة.
الضغط لقانون انتخابي نسبي
بالعودة إلى زيارة موسى وجولاته التفاوضيّة الأخيرة، قال جعجع إن تحديث قانون الانتخاب يبقى عقبة، داخل فريق 14 آذار. هو يُنادي بقانون انتخابي مبني على النسبيّة، وهو نظام يعتقد جعجع أنه سيفيد مسيحيي 14 آذار ويكسر قوّة حزب الله. أكثر من ذلك، يُضيف جعجع إن التمثيل النسبي سيُضعف كتلة ميشال عون المعارضة، أي التيّار الوطني الحرّ بنسبة 50 في المئة. من الفوائد الإضافيّة هي انتخاب نواب شيعة من قوى 14 آذار، قال جعجع.
رغم ذلك، هو اعترف بأن بعض نواب كتلة سعد الحريري سيخسرون، كما أن جنبلاط يحتاج إلى إقناع، ويطلب جعجع أن تحثّ الولايات المتحدة الحريري وجنبلاط على دعم القانون النسبي للانتخابات. (ملاحظة: بري أبلغ القائمة بالأعمال في لقائهما في 25 شباط أنه يُفضّل القانون الانتخابي النسبي، مع أنه يُفضّل الدائرة الانتخابيّة الكبيرة، بينما يُفضّل جعجع الدوائر الصغيرة).
التحالف مع الشيعة المعارضين لحزب الله
بعدما كانت القائمة بالأعمال قد التقت في وقت مبكّر من هذا اليوم بأحمد الأسعد، زعيم تيّار الانتماء اللبناني، حركة معارضة لحزب الله، سألت عن علاقة جعجع بالأسعد. أجاب جعجع بأن علاقته بالأسعد جيدة (الذي يدعم قانوناً نسبياً للانتخابات) وأنه مهتم بضمّه إلى تحالف 14 آذار، مدّعياً بأن الأسعد هو الأفضل لقيادة تحالف شيعي. جعجع يرى قدرات عند الأسعد، لكنّه يُشير إلى أن الأخير يحتاج إلى تمويل. وحذّر جعجع من أن سعد يُعارض الأسعد، وفي جزء من الأسباب لأن السعوديين (حلفاء سعد) لا يُريدون خلافاً مع حزب الله. لذلك، استنتج جعجع أن أي دعم أميركي للأسعد يجب أن يبقى مخفياً. واستناداً إلى جعجع، فإن الأسعد حصل على 15 إلى 20% من الأصوات في منطقته عندما خاض الانتخابات كمستقلّ. (ملاحظة: نحن مشكّكون. فبحسب معلوماتنا حصل الأسعد على نسبة أقلّ من الأصوات).
وتتضمّن الاحتمالات الشيعيّة الأخرى، عائلة وزير العمل طراد حمادة، والصحافي المستقل عقاب صقر. وهذا هو حدّ الإمكانيات، ادّعى جعجع. ويقول جعجع إن المساعدات الأميركيّة لجنوب لبنان لم تنجح في إبعاد القاطنين هناك عن حزب الله، ولذلك يجب أن تذهب مساعدات الولايات المتحدة إلى الأسعد، كما إلى المسيحيين في الشمال.
تجديد الحكومة بوزراء مسيحيين
بالنظر إلى الوضع السياسي العالق، يرى جعجع أن هناك ثلاثة سيناريوهات:
1ــ استمرار الستاتيكو.
2ــ تنتخب 14 آذار رئيساً بأكثريّة النصف زائداً واحداً.
3ــ تجديد الحكومة بإدخال وزراء مسيحيين في الوزارات الرئيسيّة.
لا يزال جعجع يدعم خيار الانتخاب بالنصف الزائد واحداً، لكنّه يعترف بأنه ينقص هذه الخطوة الخطرة الدعم المطلوب في الوقت الحالي. هو يقترح تجديد الحكومة وإدخال ثلاثة ممثلين مسيحيين في وزارات أساسيّة مثل الداخليّة، التعليم، والاقتصاد. إذ إن بعض هذه الوزارات مشغولة بتكنوقراط. يرى جعجع أن لا عمل حكومياً حقيقياً في لبنان، لذلك لا تحتاج الحكومة إلى مهارات التكنوقراط، ولكنها تحتاج أكثر إلى ممثلين رمزيين عن المسيحيين، «يظهر الآن أنها حكومة الحريري؛ نحن نريدها أن تكون حكومة 14 آذار» يشرح جعجع.
يو أس أس كول: الولايات المتحدة في ازدواجيّة
«أنتم تضعون أنفسكم في ورطة»، حذّر جعجع، استناداً إلى وجود يو أس أس كول مقابل الشواطئ اللبنانيّة. وعزا السبب إلى أنه إذا جرّب أحدهم شيئاً ما، ولم تتفاعل الولايات المتحدة، فيبدو هذا الأمر سيئاً. في المقابل، قال جعجع إذا تفاعلت الولايات المتحدة فستُذكّر بعام 1983. لا تستطيع الولايات المتحدة أن تقف مكتوفة الأيدي، ولا تستطيع أن تتراجع في هذه المرحلة. واقترح أن واشنطن ستكون داعمةً أكثر إذا فرضت حظر سفر على سوريا، لتمنع بذلك كلّ شركات الطيران والطائرات من السفر من وإلى سوريا. وبرأي جعجع أن الأوروبيين سيكونون أكثر قابليّة للحظر الجوي بعد اغتيال عماد مغنيّة، ما وفّر دليلاً دامغاً للعالم بأن سوريا تأوي إرهابيين.
كذلك زوّد جعجع القائمة بالأعمال معلومات استخباريّة غير مؤكّدة عن تسليم إيران لسوريا 15 غواصة.
تعليق السفارة
فوجئنا لسماع التطوّر الإيجابي للعلاقة بين جعجع والأسعد ولملاحظة نسخة من كتاب «صعود الشيعة» (The Shia Revival) للكاتب فالي نصر على مكتب جعجع. جعجع وبري يشتركان في الاهتمام بقانون نسبي للانتخابات. انتهاء الملاحظة.
التوقيع: سيسون
مذكرة رقم 12958 تاريخ 3 آذار 2008
المصدر: سفارة بيروت
التصنيف: سري
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: وثائق ويكيليكس ((الجزء الثانى ))
اخصائى فى نقل الاخبار السياسيه المتفرقه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
مواضيع مماثلة
» وثائق ويكيليكس ((الجزء الثانى ))
» وثائق ويكيليكس ((الجزء الثانى عشـــر))
» وثائق ويكيليكس ((الجزء الخامس عشر ))
» وثائق ويكيليكس ((الجزء السادس عشر ))
» وثائق ويكيليكس ((الجزء السادس عشر ))
» وثائق ويكيليكس ((الجزء الثانى عشـــر))
» وثائق ويكيليكس ((الجزء الخامس عشر ))
» وثائق ويكيليكس ((الجزء السادس عشر ))
» وثائق ويكيليكس ((الجزء السادس عشر ))
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR