ان أفكارنا تصنع حياتنا

ان افكارنا تصنع حياتنا

فأذا نحن راودتنا أفكار سعيدة ، كنا سعداء ، وأذا تملكتنا أفكار شقية أصبحنا أشقياء ، وأذا سادتنا أفكار مزعجه صرنا خائفين جبناء،وأذا سيطرت علينا أفكار السقم والمرض ، فالأرجح أن نمسى مرضى سقماء ، وأذا نحن فكرنا في الفشل ، أتانا الفشل في غير ابطاء ، وأذا أخذنا نندب حظنا ونرثي لحالنا ، تعزلنا الناس وتجنبو عشرتنا

وبعد ، أفيكون معنى ذلك الفرار من المشكلات ؟ لا ...

هناك فرق بين مواجهة المشكلة ، والقلق منها. وقد يستطيع الرجل أن يواجه أقسى المشكلات و هو يغدو ويروح مرفوع الرأس ، مشرق الوجه

ان للأتجاه الذهني تأ ثيرآ عجيبآ حتى في قوتنا ، فقد أجرى أحد علماء النفس تجربه على ثلاث رجال لأختبار تأثير الأتجاه الذهني في قواهم العظليه التي كان يقيسها بجهاز يقبضون عليه بكلتا يديهم ، وبكل قوتهم . وقد قسم التجربه الى ثلاث مراحل

ففي المرحلة الاولى

أختبر قوة الرجال الثلاثه ، وهم في اكتمال وعيهم ، فكان معدل قوتهم يزيد على مائة رطل

وفي المرحلة الثانيه

نومهم تنويمآ مغناطيسيآ ، وأوحى اليهم بأنهم يعانون ضعفآ بالغآ ووهنآ عظيمآ فكان معدل قوتهم تسعة و عشرين رطلا- أي أقل من ثلث قوتهم الماديه - وكان أحد هؤلاء الثلاثه رياضيآ معروفآ . فلما قيل له ، وهو تحت تأثير التويم المغناطيسي أنه ضعيف ، عقب على ذلك بقوله : أنه يشعر كأن ذراعه نحيله واهنه كذراع الطفل الوليد

وفي المرحلة الثالثه

أوحى اليهم - وهم تحت تأثير التنويم المغناطيسي أنهم يتمتعون بقوة عضليه عظيمة فبلغ معدل قوتهم أكثر من مائة و اربعين رطلآ، اي ازدادت قوتهم خمسة أمثال ما كانت عليه من قبل

هذا هو التأثير العجيب للاتجاه الذهني على الجسم وكثير من الرجال و النساء يستطيعون اقصاء القلق و المخاوف و الامراض عن أنفسهم ، بل ويمكنهم تحويل مجرى حياتهم تحويلآ شاملآ عن طريق تحويل أفكارهم

وان استمتاعنا بالحياة وتقديرنا لنعمها لا يعتمد على مقدار ما نملكه و انما يعتمد على طبيعة اتجاهنا الذهني

ان أقسى رحلة قام بها البشر هي رحلة (سكوت) و اصحابه الى القطب الجنوبي ، فلقد نفذ طعامهم ووقودهم و عتادهم ، ولم يسعهم الاستمرار في السير بعد أن حاصرتهم عاصفة ثلجيه هوجاء ظلت تعصف بطرف الكون الجنوبي احد عشر يومآ بلياليها وكان (سكوت ) و صحبه يعلمون أنهم ملاقو حتفهم ، وكانو قد أستحضرو معهم كمية من المخدر لمواجهة الموت، فما هي الا جرعة كبيرة من المخدر يتناولها كل منهم حتى يستغرق رويدآ في نوم عميق لا يفيق منه أبدآ ، و لكنهم تجاهلو المخدر و ماتو وهم ينشدون الأغاني و الاهازيج المرحه ، وتركو خطابآ عثرت عليه قافلة مرت بهم بعد ثمانية شهور

أننا نستطيع أن نستمتع بكل لحظة من لحظات حياتنا ، حتى ولو كنا على فراش الموت او مسوقين الى حبل المشنقه او ضاربين في ثلوج القطب الجنوبي

قال الشاعر (ملتون) وقد كف بصره-: ان هذا لا يقعدني عن التعرف على السعادة ففي وسع العقل أن يخلق - وهو في مكانه مقيم- جحيمآ من الجنه أو نعيمآ من النار

وقالت (هيلين كيلر) وهي العمياء الصماء البكماء لقد أستمتعت بمباهج الحياة ونعمت بجمالها واذا كان نصف قرن من الحياة على هذه الارض قد علمني شيئآ ، فذلك هو أنه ما من شي على الاطلاق يسعه أن يواتي بالراحة و الاطمئنان سوى النفس

ان أزالة الافكار الخاطئه و الهواجس و الوساوس من العقل أجدى بكثير من أزالة أورام الجسد

يقول عظيم من علماء النفس (وليم جيمس

اذا غيرنا أفعالنا تغيرت احساساتنا بطريقة اليه ، فأذا افتقدت السعادة فحاول أن تبدو سعيدآ

أرسم على وجهك ابتسامة عريضة ، وغني ، ان استطعت .. وحينيذآ سوف ترى أنه من المحال أن تلبث منقبضآ كئيبآ و انت تصطنع السعادة و تتظاهر بها

ان تكلف السعادة و الايحاء الى النفس بالصحة والعافية ساعدا على شفاء كثير من مرضى الكلى و ضعط الدم و الاظطراب العصبي و انقباض المزاج وجلبا لهم السعادة بسبب اصطناعها و تكلفها ، وانك تستطيع ملاحظة ذلك في رجل يدخل عليك منقبض الوجه و أخر ترتسم الابتسامة على محياه ... فلا تلبث أن تشعر بعدوى الانقباض تسري من الاول على حين ينفتح القلب لابتسامة الثاني و ينشرح لها الصدر ، وشتان بين لقاء ولقاء

فلنبحث عن السعادة ، ولنلبس رداءها ، ولندخل غمارها ، عسى أن ننسى الامنا ونعيش في راحة وهناءة

فان سعادتنا في أفكارنا