حصري مصر تخشى مزيدا من التوتر بعد تفجير "كنيسة الإسكندرية" و

نشر: 3/1/2011 الساعة .GMT+2 ) 00:14 a.m )
|
فضيلة الامام الاكبر للازهر احمد الطيب والبابا شنودة الثالث، بابا الأقباط الأرثوذكس في مصر، في مؤتمر صحافي في القاهرة امس - (رويترز)


الرفاعي يدين ويستنكر التفجير الارهابي بالاسكندرية

عواصم - أجرى رئيس الوزراء سمير الرفاعي اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء المصري احمد نظيف مساء أمس اعرب خلاله عن ادانته واستنكاره الشديدين للاعتداء الارهابي الذي وقع أمام كنيسة القديسين في مدينة الاسكندرية يوم الجمعة الماضي واودى بحياة واصابة ضحايا ابرياء من ابناء الشعب المصري الشقيق.

وأكد الرفاعي وقوف الأردن الى جانب الاشقاء في مصر في التصدي للارهاب بجميع صوره واشكاله ومن يقف وراءه معربا لنظيف ولاسر الضحايا عن اصدق مشاعر المواساة بالمصاب الاليم.

وكان رئيس الوزراء بعث برقية أمس الى نظيره المصري اعرب فيها عن ادانته للاعتداء الارهابي مؤكدا وقوف الأردن الى جانب الشعب المصري الشقيق.

مجلس النواب الأردني يعزي بالضحايا

وفي سياق متصل، بعث رئيس مجلس النواب بالإنابة عاطف الطراونة برقية إلى رئيس مجلس الشعب المصري يعزيه فيها وأعضاء المجلس بضحايا الاعتداء الإجرامي والإرهابي في الإسكندرية. وعبر الطراونة في البرقية عن استنكار مجلس النواب الشديد وإدانته للجريمة النكراء، مؤكدا وقوف المجلس بقوة إلى جانب الأشقاء في مصر لمواجهة الإرهاب. وأكد أن الأردن يدعم بشكل دائم وثابت الجهود التي تبذلها مصر في الحفاظ على أمنها ووحدة شعبها بكل فئاته وأطيافه وسلامة مسيرتها الحضارية من كل عبث وتخريب.

"الإخوان المسلمين" في الأردن تصف الجريمة بالبشعة

من جانبها، دانت جماعة الإخوان المسلمين حادث التفجير، حيث وصف الناطق الإعلامي باسم الجماعة جميل أبو بكر التفجير بـ"الجريمة البشعة"، لافتا إلى أن استهداف أماكن العبادة بأي شكل من الأشكال "عمل مدان لا تجيزه الشرائع السماوية".

وقال أبو بكر إن "استهداف الآمنين عمل يحرمه الإسلام ولا تقبله الأخلاق والأعراف الإنسانية".

وأعرب أبو بكر في تصريحات صحافية أمس، عن خشيته من أن يكون الحادث ضمن مخططات تستهدف إعادة تقسيم الأقطار العربية من خلال نشر الفتنة والفوضى، مشيراً إلى أن "الصدامات الأهلية لا يستفيد منها إلاّ إعداء الأمة".

وطالب الإخوان المسلمين العقلاء في مصر ببذل جهودهم لتطويق هذا الحدث الإجرامي والحيلولة من دون أي تداعيات سيئة على المجتمع المصري.

وحذروا من بذور الفتنة التي تحصد وحدة واستقرار الأمم، منوهين إلى ما يجري في العراق والسودان وغيرها.

مجلس الكنائس: التفجير محاولة لإثارة الفتنة

إلى ذلك، دان مجلس الكنائس في الأردن الجريمة الإرهابية التي طالت كنيسة القديسين مار جرجرس والأنبا بطرس في الإسكندرية، مشيراً إلى أنها "محاولة كريهة وفاشلة لإثارة الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة".

وبيّن رئيس المجلس البطريرك ثيوفولوس الثالث "بأن الجرائم الإرهابية التي تطال المسيحيين في الشرق الأوسط تحمل أهدافاً متناقضة مع المصالح العربية والإسلامية، وتأتي بدوافع متطرفة لا تستبعد أياً من الطوائف الدينية في المنطقة من الاستهداف، وأنها لا تختلف بطبيعتها عن الجرائم التي تطال المسلمين شيعة كانوا أم سنة".

وطالب بضرورة أن تتضافر الجهود الرسمية والمدنية والشعبية والدينية من أجل إطلاق مبادرات ودعم مبادرات الوئام والتسامح والحوار بين الأديان على المستويات المختلفة لوضع حد للتطرف والإرهاب، مؤكداً أن المستهدف الأول من هذه العمليات هو النسيج الاجتماعي العربي المتسامح بطبيعته.

وقدم ثيوفيلوس تعازيه لأهالي الشهداء وللرئيس حسني مبارك وحكومة مصر وشعبها والبابا شنودة الثالث بهذا المصاب الجلل، داعيا إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لمثل هذه الاعتداءات الإرهابية وملاحقة المجرمين.

فيما أشاد بالموقف الصارم والشجاع للقيادات الدينية المسلمة في مختلف أرجاء الوطن العربي في إدانتهم لهذه المجزرة الدموية، مشيراً إلى أن موقف هذه القيادات نابع من إيمان عميق بالله، وحرص على مصالح شعوبهم ورداً على جميع الجرائم التي ترتكب باسم الديانات والديانات منها براء.

كما أكد أن البلاد العربية وخاصة المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية، مهد العهدة العمرية، كانت وستظل مثلاً يحتذى به في التآخي الإسلامي- المسيحي، وأن إدانة المجزرة النكراء من قِبَل المسلمين قبْل المسيحيين لهي خير دليل على ذلك.

الى ذلك، تخشى مصر من تفاقم التوتر الطائفي بعد الاعتداء الذي أسفر عن سقوط 21 قتيلا أمام كنيسة قبطية في الإسكندرية، وترجح السلطات المصرية فرضية تورط الإرهاب الدولي وتنظيم القاعدة فيه، فيما تواصلت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالجريمة النكراء.

وصباح أمس كانت آثار الدماء ما تزال واضحة على واجهة مبنى كنيسة القديسين في الإسكندرية، لكن الهدوء عاد بعد الصدامات التي دارت أول من أمس بين شبان مسيحيين والشرطة.

وما تزال مشاعر الحزن والتوتر واضحة على المؤمنين الذين حضروا قداس أمس.

وشارك خمسة آلاف شخص على الأقل في تشييع ضحايا كنيسة القديسين. وأقيمت مراسم التشييع في دير مارمينا في كينج مريوط على بعد نحو 30 كلم من المدينة المتوسطية. ورفعت حشود المشيعين شعارات منددة بالجريمة.

وأمس حضت الصحافة المصرية بكافة اتجاهاتها المسيحيين والمسلمين على الوقوف صفا واحدا.

شيخ الأزهر يتهم البابا بالتدخل في شؤون مصر

انتقد شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب أمس الدعوة التي وجهها البابا بنديكتوس السادس عشر إلى قادة العالم لحماية المسيحيين الأقباط، واصفا هذه الدعوة بأنها "تدخل غير مقبول" في شؤون مصر، كما نقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.

وقال شيخ الأزهر في مؤتمر صحافي "إنني اختلف مع البابا في هذا الرأي، وأتساءل لماذا لم يطالب البابا بحماية المسلمين عندما تعرضوا لأعمال قتل في العراق؟".

واعتبر رئيس المؤسسة السنية الأبرز في العالم العربي ومقرها القاهرة، أن دعوة البابا تنم عن تعامل بنظرة غير متساوية للمسلمين والمسيحيين.

وإذ انتقد شيخ الأزهر دعوة البابا، جدد في الوقت نفسه إدانته للاعتداء على الكنيسة، مؤكدا أن "كل علماء المسلمين يعلمون أن ذلك الحادث لا يقره دين أو نظام اجتماعي".

وأكد الشيخ الطيب في مؤتمره الصحافي الذي عقده في مشيخة الأزهر في القاهرة أن "حادث كنيسة الإسكندرية هو حادث كئيب وثقيل الظل، فهو حادث سالت فيه دماء بريئة وتناثرت أشلاء كانت تؤدي صلواتها في بيوت العبادة".

ولاحقا زار شيخ الأزهر البابا شنودة الثالث في كاتدرائية القديس مرقس في القاهرة، ولكن عند خروجه تجمهر عشرات الأقباط مطلقين هتافات مناوئة لزيارته وهاجموا سيارته.

مرجع إسلامي: أهداف خبيثة

إلى ذلك، استنكر المرجع الإسلامي الإمام الشيخ حسين المؤيد "الحادث الإجرامي" الذي طال الكنيسة وانتهكت فيه حرمة دور العبادة والمناسبات الدينية.

ووصف المؤيد، في تصريح له أمس، الحادث بـ"الاعتداء الآثم والعمل والجبان"، قائلا إنه "جريمة نكراء مدانة بكل المعاير الدينية والإنسانية، وهو يكشف عن الوجه القبيح والروح المجرمة التي تقف وراء هذه الجريمة تخطيطا وتنفيذا".

واعتبر أن "الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين الذين يجمعهم سقف وطن واحد وتعايش تاريخي مشترك وإذكاء العداوة والبغضاء بين أبناء المجتمع الواحد، وإضرام نار الفتنة الدينية إنما يخدم مصلحة أعداء مصر ومن يرمي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي المصري، وتأجيج صراع ديني لأهداف خبيثة".

وأضاف أن هذا الحادث "يسلط الضوء على من يقف وراء هذه العملية الإجرامية، ممن يكيد للمسلمين والمسيحيين على السواء، وهو بلا شك عدو للأقباط بقدر ما هو عدو للمسلمين، وهو يستهدف وجود الأقباط ودورهم الوطني والعروبي، وهو مفضوح مهما حاول التستر بأي قناع مضلل".

ودعا المؤيد أقباط مصر ومسلميها إلى أن "يحبطوا بوعيهم ونفاذ بصيرتهم وقوة تحليلهم لمجريات الأحداث المخططات الجهنمية لهؤلاء الأعداء، ويواجهوا التحدي بإصرار أغكبر على الحفاظ على الوحدة الوطنية، وتماسك النسيج الاجتماعي المصري ونموذج العيش المشترك".

البابا يندد بالاعتداء

وندد البابا بنديكتوس السادس عشر خلال صلاة التبشير في ساحة القديس بطرس بالاعتداء واصفا إياه بـ"العمل الجبان"، ومعربا عن أسفه "لأعمال العنف المأسوية هذه التي تستهدف المسيحيين". وفي جنيف دان مجلس الكنائس المسكوني بشدة الاعتداء واصفا إياه بـ"الهجوم الفظيع ضد المؤمنين الأبرياء"، داعيا المصريين إلى "البقاء موحدين وحازمين" و"الرئيس حسني مبارك والقادة الروحيين والحكومات في المنطقة إلى التحرك بسرعة وتصميم لحماية الحقوق الدينية الاساسية لأتباع كافة الطوائف".

المالكي يعزي مصر

بدوره أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان أنه "قدم تعازيه الحارة للحكومة والشعب المصريين بفاجعة التفجير الإرهابي الذي طال إحدى الكنائس الآمنة في الإسكندرية"، مؤكدا أن "الجريمة النكراء تدل مرة أخرى على الطبيعة الإجرامية لهؤلاء الإرهابيين ونواياهم الخبيثة في زرع بذور الفتنة والشقاق بين أبناء الشعب الواحد اينما حلوا".

وفي تونس، ندد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بشدة بالاعتداء، وعبر في برقية تعزية بعث بها إلى نظيره المصري عن "تضامن تونس مع الشقيقة مصر في هذا الظرف الأليم"، مؤكدا "إدانتها الشديدة لهذا العمل الإجرامي، وتمسكها بقيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب والأديان".

تركيا: التفجير إرهابي وجبان

وفي أنقرة، دانت تركيا الاعتداء "الإرهابي الجبان"، وأكدت وزارة الخارجية في بيان "ندين بكل شدة الاعتداء الإرهابي الجبان الذي أودى بحياة عدد كبير من الأبرياء".

وأضاف البيان أن تركيا "مصدومة" من هذا الهجوم الذي "يستهدف السلام الاجتماعي في مصر الشقيقة والصديقة".

إيطاليا تطالب بتدخل أوروبي لحماية المسيحيين

من جهتها، طالبت إيطاليا بإدراج أعمال العنف والتمييز التي يتعرض لها المسيحيون في العالم في جدول أعمال مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذي سيجتمع في 31 كانون الثاني (يناير) الحالي، كما أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أمس.

وقالت الوزارة في بيان إن "حلقات العنف الأخيرة أكدت بصورة مفجعة أن ظاهرة التعصب الديني وخاصة ضد المسيحيين اتخذت حجما وأبعادا شديدة الخطورة، وهذا أمر يدعو للقلق ومرفوض كليا"، في إشارة إلى الاعتداء الذي أودى بحياة 21 شخصا أمام كنيسة قبطية في الإسكندرية.

وأضاف البيان أن "الوقت قد حان لتوجيه رد سياسي قوي وواضح من كل الحكومات الحريصة على حقوق الإنسان التي تعد حرية العقيدة من عناصرها الأساسية".

وخلص إلى أن "الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون في الصف الأول في هذه المعركة. هذا ما تطلبه إيطاليا اليوم من الاتحاد الأوروبي".

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، لكنه يأتي بعد شهرين من تهديدات أطلقتها مجموعة موالية لتنظيم القاعدة في العراق ضد الأقباط إثر تفجير كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وأسفر عن مقتل 44 مصليا وكاهنين.

وطالب تنظيم "دولة العراق الإسلامية" في تسجيل "بإطلاق سراح" امرأتين قبطيتين مصريتين زعم أنهما اعتنقتا الإسلام وأعيدتا بالقوة إلى الكنيسة. وقال إنه في حال لم يفرج عن القبطيتين فإن "القتل سوف يعمكم جميعا وسيجلب (بابا الأقباط) شنودة الدمار لجميع نصارى المنطقة".

والسيدتان اللتان أشار إليهما الفرع العراقي للقاعدة هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين. وهما زوجتا كاهنين قبطيين أثار اعتناقهما الإسلام جدلا في مصر.