الشطارة والمهارة

كنا في صغرنا نفرح إذا قال لنا احد الوالدين أنت شاطر وكان لهذه الكلمة أثر كبير علي القيام بأي عمل نكلف به في البيت او خارجه , كما كنا نعتقد بعد ان كبرنا أن الشطارة هي نوع من الأسلوب الراقي في التعامل مع الحياة من أجل لقمة العيش السعيد وبناء أسرة تحافظ علي المبادي الإسلامية والأخلاق المحمدية , والشاطر هو الذي يسعى في الحياة طبقا لأهداف الدين ومتمسكا بالعادات والتقاليد التي تراعي حسن سيرة الأهل والأجداد , دونما تحايل أو تعدى علي الآخرين بأي اسلوب كان .
كما كنا نعتبر كلمة المهارة هي مرادف لها , لما تحمل هذه الكلمة من تفوق في أداء العمل وإتقان الصنعة والتعامل باللين مع الآخرين والحفاظ علي السمعة الطيبة للإنسان وأهله وسيرة عائلته.

ولكن رأينا في أيامنا هذه تبدل المفاهيم وتغير المعاني وإنصرافها لما يخالف تراث أجدادنا , حيث أصبحت الشطارة تعني شيئا آخر فيه معنى الذم أكثر من المدح , ومن اجل هذا التخبط في المعنى رأينا أن نرجع إلى اللغة العربية وقواميسها ..
ففي المعاجم كالمصباح والمختار أنَّ (الشاطر) معناه: الذي أعيا أَهْلَه خُبْثاً ولُؤماً – قال صاحب المصباح: «و(شَطَرَتِ الدار): بعدت، و(منزل شَطير): بعيد، ومنه يقال: (شَطَرَ فلان على أهله): إذا تَرَكَ موافقتهم، وأعياهم لؤماً وخبثاً، وهو (شاطر)، و(الشطارة): اسم منه» وفي مختار الصحاح كذلك. وفي الوسيط: «(شَطَرَ) الرجل على قومه: شُطُوَّرا، وشَطَارةَّ: أعيا قومه شَّرّا، وخُبْثاَّ، وشَطَرَ عن القوم: نَزَحَ عنهم مغاضبا ..
بمعني (متشطر) أي أنه يتحاذق ويتشطر ويدعي المهارة دون أن يمتلكها..

وهذه المعاني وللأسف هي السائدة اليوم في مجتمعنا .. حيث أصبحت الاخلاقيات السلبية في المجتمع معلنه ولم تعد تمارس في السر باعتبارها خطأ وانما اصبحت تعتبر نوعا من الشطارة والتحايل...وأن الإنسان لم يعد يحمل من المهارات سوي مهارة واحدة فقط وهي كيفية استغفال واستغلال الآخرين.. و التحايل والغش وأكل أموال الناس بالباطل والتصرف في اموال الدولة للمصالح الشخصية وتضييع الأمانة كل هذا وغيره كثير للأسف والحصرة اصبحت مصدر فخر عند الكثيرين .
والشخص الذي تجتمع فيها تلك الصفات لا يمكن أن يبحث عن التفوق أو التميز أو المنافسة بطريقة إيجابية من أجل اتقان العمل والمثابرة والاجتهاد.. بل يتفنن في السير فوق القانون وتعطيله في حق نفسه وتطبيقه علي الآخرين
للأسف هذه سلبية انتشرت في مجتمعنا وخاصة عند المكلفين بإدارة المؤسسات الحكومية , نتيجة لضعف الوازع الديني , وتدني المستوى التعليمي والثقافي لدى هؤلاء الناس وغياب القدوة الحسنة , والتحول من اخلاق المجتمع الإسلامي إلى اخلاق العولمة والحضارةالمزيفه ..

أخي محمد اللافي : شطارة العصر توافق المعنى اللغوي ...
شكرا لك علي الإطلاع وإبداء الرأي ... تقبل تحياتي

اشكرك فراشتنا الحلوه علي الإطلاع والمتابعة ..... تقبلي تحياتي

الأخوات : عطر المنتدى , آمول : لكما الشكر والإٌمتنان علي الإطلاع والمتابعة لموضوعاتي , .... تقبلا تحياتي متمنيا لكما الصحة والسعادة

شكرا على الموضوع الرائع

شكرا لك ابني استار علي المرور والاهتمام الملفت للنظر .... تقبل تحياتي

شكرا ابنتي اقبيلة علي الإطلاع والمرور .......... تقبلي تحياتي