هل ينجح فيرارا في مهمته الجديدة مع السيدة العجوز؟

لم يكن قرار نادي يوفنتوس الإيطالي في إقالة مدرّبه كلاوديو رانييري مفاجئاً بنظر الكثيرين لأن الرجل فشل في تحقيق نتائج جيدة مع السيدة العجوز، ولكن المفاجىء كان تعيين تشيرو فيرارا (42 عاماً) الذي كان يشرف على فريق الشباب في النادي.

يشكّل تعيين فيرارا مفاجأة كبيرة نظراً لأن اسمه لم يكن يوماً مطروحاً لتولّي الإدارة الفنية للفريق الأول، ولأن مدرّبين آخرين كانوا مرشّحين بنسبة أكبر للمنصب، ومنهم لوتشيانو سباليتي مدرّب روما، وجيان بييرو غاسباريني مدرّب جنوى، وأنتونيو كونتي مدرّب باري.

بيد أن يوفنتوس وجد ضالته في فيرارا، ولعلّه يحاول أن يحذو حذو برشلونة الإسباني الذي عيّن أحد أبناء النادي المدرّب الشاب خوسيب غوارديولا لتولّي منصب المدير الفني، وحقّق الأخير نجاحاً منقطع النظير بإحرازه لقب الدوري والكأس المحليين، كما أوصل الفريق الكاتالوني إلى المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي سيواجه فيها مانشيستر يونايتد الإنجليزي في السابع والعشرين من الشهر الجاري.

ولكن هناك فارقاً كبيراً بين نوعية اللاعبين في برشلونة ويوفنتوس، وهناك حقيقة مفادها أن يوفنتوس ما كان ليحقّق أكثر مما حقّقه هذا الموسم في ظل الإصابات التي عانى منها الفريق وفي ظلّ مجموعة من اللاعبين الشباب الذي لا يملكون الخبرة الكافية لمواجهة نجوم إنتر ميلان وميلان محلياً، وتشلسي ومانشيستر يونايتد وبرشلونة وسواهم أوروبياً.

يأمل يوفنتوس أن يتمكّن فيرارا من وضع الفريق على طريق الألقاب مجدّداً حيث أن آخر لقب أحرزه كان في الدوري المحلي موسم 2002-2003، علماً أن موسم 2006-2007 شهد إسقاط الفريق إلى الدرجة الثانية وتجريده من لقبه بسبب فضيحة تلاعب أحد مسؤوليه بنتائج المباريات.

ولكن السؤال المطروح، هل ينجح فيرارا في منصبه الجديد؟، المدافع السابق يفتقد إلى الخبرة التدريبية على هذا المستوى، وهو سيتولّى تدريب واحد من أكثر الأندية شهرة وعراقة في العالم وأكثر الأندية المحليّة فوزاً بالألقاب (29 لقباً-رقم قياسي)، وسيضطر للتعامل مع مجموعة من النجوم بعضهم كان زميلاً له عندما كان لاعباً، فضلاً عن أن جماهير الفريق متعطّشة للعودة إلى منصّات التتويج.

من هنا، تواجه فيرارا عدّة تحدّيات قد يكون أبرزها إعادة تكوين الفريق من جديد واستقدام لاعبين قادرين على تحقيق الفوز.

يخوض فيرارا (42 عاماً) أول اختبارٍ له كمدرّب للفريق الأول عندما يتواجه يوفنتوس مع سيينا الأحد المقبل في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة من الدوري المحلي.

ويعتبر فيرارا من مدافعي الجيل الذهبي في يوفنتوس والمنتخب الإيطالي، وقد بدأ مشواره الكروي مع نابولي عام 1985 وبقي مع الفريق الجنوبي حتى 1994، ولعب إلى جانب الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا وساهم بفوز الفريق الأزرق بلقب الدوري المحلي موسمي 1986-1987 و1989-1990، ولقبي الكأس المحلية عام 1990 وكأس الاتحاد الأوروبي عام 1989.

وانتقل فيرارا إلى يوفنتوس عام 1994 وبقي مع السيدة العجوز حتى 2005 وتوّج معه بألقاب الدوري المحلّي 5 مرات، والكأس المحليّة مرّة واحدة، ومسابقة دوري أبطال أوروبا مرّة واحدة (1996)، وكأس القارات مرّة واحدة والكأس السوبر الأوروبية مرّة واحدة.

لعب فيرارا 49 مباراة دولية مع منتخب إيطاليا وكان ضمن التشكيلة التي شاركت في مونديال إيطاليا 1990 عندما حصل الأزوري على المركز الثالث، وكأس أوروبا 2000 عندما وصل إلى المباراة النهائية، وهو كان ضمن الطاقم الفني في مونديال ألمانيا 2006 عندما توّج منتخب بلاده بلقبه الرابع.

وفي ردود الفعل على تعيين فيرارا الذي يشغل حالياً منصب المدرّب المساعد لمارشيلو ليبي في المنتخب الإيطالي أيضاً، قال هدّاف يوفنتوس أليساندرو ديل بييرو: "أنت رائع يا تشيرو، كنت قائدك (عندما كنت لاعباً) والآن سأصبح أحد لاعبيك، سنفوز مجدّداً معاً".

أما الفرنسي زين الدين زيدان الذي سبق أن لعب ليوفنتوس فقال: "أنا سعيد لأجل تشيرو، وآمل أن يتمكّن من الفوز في هاتين المباراتين (المتبقيّتين في الدوري)، لا أعرف شيئاً عن وضعه كمدرّب، ولكن إذا قرّر يوفنتوس تغيير المدرّب، فإني أعتقد أنه لم يكن بمقدوره فعل شيء آخر".

أما كارلو ماتزوني المدير التقني في الاتحاد الإيطالي لكرة القدم فقال بدوره: "برغم الهبوط الدراماتيكي للفريق في المراحل الأخيرة، فإني أعتقد بأن رانييري قام بعملٍ جيّد، آمل أن يكون النادي قد اتخذ القرار المناسب ولكن من المبكّر الحكم الآن، سيكون علينا الانتظار حتى بداية الموسم لنرى ما سيحدث".

من جهته قال والتر نوفوليني مدرّب تورينو السابق: "هذه هي الحال في تورينو، في يوم تكون مالكاً وفي اليوم التالي لا تشكّل شيئاً، لا أوافق على ما جرى في يوفنتوس، لقد عانى رانييري بسبب إصابات لاعبيه وبرأيي فإنه قام بعملٍ جيّد ولكن للأسف يقع اللوم دائماً على المدرّب وليس على من يصنعون الفريق".

وعلّق فابريتزيو رافانيلي زميل فيرارا في يوفنتوس والمنتخب الإيطالي سابقاً على ما جرى بالقول "أنا آسف لما حصل لرانييري ولا أعتقد أنه خطأه، آمل أن لا يكون تشيرو مدرّباً مؤقّتاً بل أن يستمر في الموسم المقبل، أعتقد أن ذلك ممكن".