إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
الدرس الأميركي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الدرس الأميركي
لكل زعيم عربي طريقته الخاصة بالخروج من السلطة، لا تشمل الفشل في الانتخابات أو الاستفتاءات ولا طبعا الاستجابة للتظاهرات الشعبية. وكان الامر متروكا للعناية الالهية الحصرية التي كانت ترجئ في الغالب إرسال ملاك الموت لتحقيق التغيير السياسي، لكنه أصبح تحديا جديا تواجهه أميركا التي تحولت الى قدر لا يرد، يتحمل مسؤولية مباشرة عن العالم العربي والاسلامي الذي تدير أحواله العامة تفصيلياً منذ غزو العام 2001 ، وبات عليها أن تبتكر طرقا جديدة لإخراج حلفائها من قصورهم، وتنفيذ الانتقال المنظم للحكم، حسب التعبير الشائع هذه الايام في واشنطن.
أفغانستان والعراق كانا حالة استثنائية. كانت أميركا بحاجة الى إرسال نحو 500 الف من جنودها لكي تطيح حركة طالبان الافغانية من السلطة، ثم الرئيس السابق صدام حسين واقتلاع نظامه الوحشي. واضطرت الى البقاء في البلدين للدفاع عن ذلك التغيير الجراحي، الذي أملته الرغبة بالانتقام من هجمات 11 ايلول العام 2001، ولم تعد تملك الجنود ولا الموارد لغزو بلد عربي أو إسلامي آخر من أجل ضمان استقراره وفق مقتضيات المصالح الاميركية الاستراتيجية.. برغم انها كانت ولا تزال قادرة على تدمير أي بلد عربي أو إسلامي من الجو أو البحر، من دون القدرة على غزوه برا والوصول الى عاصمته.
وبناء عليه صار التغيير الذي تنشده أميركا أو تفاجأ بضرورته، يتطلب المزيد من العقوبات والضغوط الخارجية، التي تهدف الى إقناع حاكم هنا أو هناك بتغيير سلوكه قبل أن تضطر الى تغيير نظامه، وهو ما كان مجديا في ليبيا التي سلمت مفاتيح أسرارها الى الاميركيين، والسودان الذي سلم صاغرا باستقلال شطره الجنوبي، واليمن الذي هتف رئيسه علي عبد الله صالح امس: لبيك يا تنازلات.. عن فكرة التمديد أو التوريث، لإكمال مهمة محاربة الاسلاميين الشماليين والجنوبيين الذين لا تريد أميركا ولا تستطيع أن تحاربهم مباشرة.
اللائحة العربية والاسلامية الموجودة على مكتب الرئيس الاميركي باراك أوباما طويلة. والتجربة التونسية أثبتت أن واشنطن أضافت استثناء جديدا هو الانقلاب العسكري كوسيلة للتغيير.. إما لأنها لا تود أن تغري ضباط الجيش في مختلف بلدان العالم الثالث بالانقضاض على السلطة أو انها لا تثق بقدرات الجيوش العربية والاسلامية وكفاءاتها السياسية والامنية على إدارة دول مهمة تمر في مراحل انتقالية حرجة جدا، يفضل خلالها أن تبقى الجيوش على الحدود أو على جبهات المواجهة مع الاسلاميين.
وهذا هو الدرس الاهم من التجربة المصرية الراهنة التي تتطور على مدار الساعة، وتسجل تحول الجيش المصري الى شاهد على التغيير، على الرغم من النداءات - الشعبية هذه المرة - الى قيادته للتحرك نحو عزل الرئيس حسني مبارك وتسلم السلطة مباشرة وفورا، حقنا للمزيد من الدماء في شوارع القاهرة والمدن الكبرى.. التي لم تعد تستطيع انتظار نهاية الاشهر الثمانية المتبقية من ولايته، ولا احتمال تنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة!
لكنّ ثمة درساً آخر لا ينسى، وهو ان أميركا ليست مؤسسة خيرية، والدليل في الكوارث والمذابح التي تسببت بها، وفي الاخطاء والحماقات التي ارتكبـتها، والتـي لا يجوز لأي مستـعمر أن يقع فيها!
أفغانستان والعراق كانا حالة استثنائية. كانت أميركا بحاجة الى إرسال نحو 500 الف من جنودها لكي تطيح حركة طالبان الافغانية من السلطة، ثم الرئيس السابق صدام حسين واقتلاع نظامه الوحشي. واضطرت الى البقاء في البلدين للدفاع عن ذلك التغيير الجراحي، الذي أملته الرغبة بالانتقام من هجمات 11 ايلول العام 2001، ولم تعد تملك الجنود ولا الموارد لغزو بلد عربي أو إسلامي آخر من أجل ضمان استقراره وفق مقتضيات المصالح الاميركية الاستراتيجية.. برغم انها كانت ولا تزال قادرة على تدمير أي بلد عربي أو إسلامي من الجو أو البحر، من دون القدرة على غزوه برا والوصول الى عاصمته.
وبناء عليه صار التغيير الذي تنشده أميركا أو تفاجأ بضرورته، يتطلب المزيد من العقوبات والضغوط الخارجية، التي تهدف الى إقناع حاكم هنا أو هناك بتغيير سلوكه قبل أن تضطر الى تغيير نظامه، وهو ما كان مجديا في ليبيا التي سلمت مفاتيح أسرارها الى الاميركيين، والسودان الذي سلم صاغرا باستقلال شطره الجنوبي، واليمن الذي هتف رئيسه علي عبد الله صالح امس: لبيك يا تنازلات.. عن فكرة التمديد أو التوريث، لإكمال مهمة محاربة الاسلاميين الشماليين والجنوبيين الذين لا تريد أميركا ولا تستطيع أن تحاربهم مباشرة.
اللائحة العربية والاسلامية الموجودة على مكتب الرئيس الاميركي باراك أوباما طويلة. والتجربة التونسية أثبتت أن واشنطن أضافت استثناء جديدا هو الانقلاب العسكري كوسيلة للتغيير.. إما لأنها لا تود أن تغري ضباط الجيش في مختلف بلدان العالم الثالث بالانقضاض على السلطة أو انها لا تثق بقدرات الجيوش العربية والاسلامية وكفاءاتها السياسية والامنية على إدارة دول مهمة تمر في مراحل انتقالية حرجة جدا، يفضل خلالها أن تبقى الجيوش على الحدود أو على جبهات المواجهة مع الاسلاميين.
وهذا هو الدرس الاهم من التجربة المصرية الراهنة التي تتطور على مدار الساعة، وتسجل تحول الجيش المصري الى شاهد على التغيير، على الرغم من النداءات - الشعبية هذه المرة - الى قيادته للتحرك نحو عزل الرئيس حسني مبارك وتسلم السلطة مباشرة وفورا، حقنا للمزيد من الدماء في شوارع القاهرة والمدن الكبرى.. التي لم تعد تستطيع انتظار نهاية الاشهر الثمانية المتبقية من ولايته، ولا احتمال تنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة!
لكنّ ثمة درساً آخر لا ينسى، وهو ان أميركا ليست مؤسسة خيرية، والدليل في الكوارث والمذابح التي تسببت بها، وفي الاخطاء والحماقات التي ارتكبـتها، والتـي لا يجوز لأي مستـعمر أن يقع فيها!
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
amol- مستشار
-
عدد المشاركات : 36762
العمر : 43
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
مواضيع مماثلة
» علم التجويد .. الدرس الثاني
» دورة فوتوشوب الدرس الثاني
» دورة فوتوشوب الدرس الثالث
» دورة فوتوشوب الدرس الرابع
» دق الجرس ... إنتهى الدرس .. وحان وقت الانصراف
» دورة فوتوشوب الدرس الثاني
» دورة فوتوشوب الدرس الثالث
» دورة فوتوشوب الدرس الرابع
» دق الجرس ... إنتهى الدرس .. وحان وقت الانصراف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR