إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
السؤال الضروري لولادة الميقاتيّة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
السؤال الضروري لولادة الميقاتيّة
يمكن نجيب ميقاتي أن يفكر في أن حكومته الثانية، لن تكون موقتة. ويمكنه أن يطمح ويحلم بأكثر من لقب رئيس الحكومات الانتقالية، وتقطيع الأزمات.
ذلك أن الرياح تهب في شراعه. والعوامل تتجمع عند قاعدة بنيانه. حتى إنه يمكن القول، إن ثمة تقاطعاً للظروف والسياقات الداخلية والإقليمية والدولية، يؤهله لشغل موقع الزعامة السنية الثابتة، تماماً كما حصل لرفيق الحريري، مطلع التسعينيات.
ففي الداخل، ورغم كل المظاهر والظواهر المعاكسة، تبدو الجماعة السنية في حال انتظار وترقب، إن لم يذهب البعض الى الكلام عن الفراغ والتصحر. حتى إن حيثيات لحظة الغضب الحريري في طرابلس، ليست غير تأكيد لذلك: حجماً وخلفيات وطرق تعبير ودلالة على مكبوتات... كلها تؤكد أن ثمة حالة قيادية تُحتضَر. وإثر احتضارها والنزع، قد يجد وجدان الجماعة السنية اللبنانية في «الميقاتية» معبر الإنقاذ، من حالة مأزومة على أكثر من مستوى، وممر سلسلة من المصالحات لهذا الوجدان مع ذاته ومع ما حوله، في لحظة مصيرية.
أولاها المصالحة مع الذات، بحيث تمثّل الميقاتية جسر العبور والعودة إلى الوجدان السني اللبناني، من واشنطن الى بيروت على الأقل، بما يحافظ على أهم إنجاز حققه رفيق الحريري في حياته وموته. وهو من نقل هذا الوجدان المؤسس للكيان، إلى مرحلته اللبنانية، بعد مرحلتيه الناصرية والعرفاتية. أقله على مستوى الرجالات ـــــ الزعامات. بحيث كان رئيس الحكومة الراحل بحق، الزعيم السني التاريخي الثالث، بعد «الهرم الرابع» وأبو عمار. مع فارق «اللبنانية» في حالة الحريري، على عكس الشمولية الأكثر تذويباً للجماعة في الحالتين السابقتين. قبل أن يضيع إنجاز رفيق الحريري بين حفلات تكريم جون بولتون، وقبلات رايس، ونبيذ ميليس وسكرات الصدّيق ومن حاول تصديقه.
جسر العبور هذا من واشنطن إلى بيروت، يبدو ضرورياً، لا بل قد يكون حياتياً ومفصلياً، في لحظة إعادة كتابة التاريخ، بين ياسمين تونس وميادين مصر، أي في خضم استعادة الوجدان السني العام لألقه وروحه وجوهره، وانهيار أقنعته الغربية وأصنامه الأميركية.
ثم هي الميقاتية ربما، جسر العبور لمصالحة ضرورية وحياتية أيضاً مع باقي الجماعات اللبنانية، بحيث لا تكون هذه الجماعة في علاقة مأزومة مع الشيعة، بخلفية تبادل اتهامات اغتيال من هنا، ومؤامرة وخيانة من هناك، ولا تكون في علاقة مماثلة مع المسيحيين، على خلفية إحساس مكتوم بالثأر من نظام المارونية السياسية من هنا، أو الشعور المعلن بنية تكوين نظام السنية السياسية من هناك. ولا تكون هذه الجماعة أيضاً، في أزمة مع الدروز، على خلفية إحساس بالتخلي ونكث العهد من هنا، أو شعور بالاستعمال حطباً وأكياس رمل من هناك.
هكذا، قد يكون طي صفحة سعد الدين الحريري، حاجة سنية أولاً، كي لا يظل وجدان هذه الجماعة في هاجس أن الشيعة قتلوا زعيم السنّة، وأن المسيحيين يرفضوننا لأنهم يخشون أن نثأر من نظامهم القديم، وأن الدروز تخلوا عنا وغدروا بنا عند لحظة الضيق الكبرى. وقد يكون وصول نجيب ميقاتي، الصدمة المطلوبة، ليدرك الشيعة من جانبهم معنى أن تكون جماعة لبنانية قد خسرت زعيماً، وليدرك المسيحيون أن المقتضى الميثاقي يفرض الحؤول دون السنية السياسية، من دون استعادة المارونية السياسية، ويتنبّه الدروز الى أن السلوك الأقلوي البحت في وطن مثل لبنان، قد يؤدي الى الانتحار السياسي.
وفي السياق نفسه، قد تكون الميقاتية السبيل الضروري لمصالحة جماعتها مع المحيط، بدءاً من دمشق، وصولاً إلى العواصم العربية «الجديدة»، من تونس الجديدة والقاهرة الجديدة، وسواهما من الجديد اليومي لمواعيد الياسمين اليانع في كل المنظومة البائسة تقريباً.
ثم من يقدر أن يجزم ألا تكون الرياض نفسها في حاجة ماسّة إلى هذه المصالحة، وذلك لأسباب كثيرة وعديدة، منها التداعيات الشخصية لما حصل في نيويورك، وللكلام الكبير في حق أمراء، ما يمثّل خرقاً لأعراف صلبة في المملكة. ومنها ما يتعلق بالتصور السعودي لسياسة الحد من الانهيارات، في زمن الزلازل المتلاحقة من حول الرياض. فبعد غزة وبغداد وتونس والآن القاهرة، وبعد شمال اليمن وإرهاصات البحرين والكويت وربما سواهما، هل تقدم السعودية على خسارة بيروت كلياً، أم تقبل دخولها ولو تعويضاً من باب طرابلس؟
والقياس السعودي نفسه، مطروح أيضاً على أوروبا ـــــ وفي مقدمها فرنسا المتقدمة جداً في هذا التفكير ـــــ وسيكون مطروحاً لاحقاً على أميركا، بعد أن تدرك واشنطن ما حصل في ميدان التحرير.
لكل هذه المعطيات، يبدو نجيب ميقاتي واقفاً واثقاً، وهو قد يحاول طرح المعادلة على حلفائه في الأكثرية الجديدة، وفي الخارج الجدي: هل تريدون أن أكون مرحلة انتقالية تمهد لعودة ما كان قائماً منذ نحو عقدين؟ أم تريدون أن نبدأ معاً مرحلة تأسيسية لحالة تدوم؟ سؤال، يبدو قبوله مثالياً، كقابلة لولادة الميقاتية.
ذلك أن الرياح تهب في شراعه. والعوامل تتجمع عند قاعدة بنيانه. حتى إنه يمكن القول، إن ثمة تقاطعاً للظروف والسياقات الداخلية والإقليمية والدولية، يؤهله لشغل موقع الزعامة السنية الثابتة، تماماً كما حصل لرفيق الحريري، مطلع التسعينيات.
ففي الداخل، ورغم كل المظاهر والظواهر المعاكسة، تبدو الجماعة السنية في حال انتظار وترقب، إن لم يذهب البعض الى الكلام عن الفراغ والتصحر. حتى إن حيثيات لحظة الغضب الحريري في طرابلس، ليست غير تأكيد لذلك: حجماً وخلفيات وطرق تعبير ودلالة على مكبوتات... كلها تؤكد أن ثمة حالة قيادية تُحتضَر. وإثر احتضارها والنزع، قد يجد وجدان الجماعة السنية اللبنانية في «الميقاتية» معبر الإنقاذ، من حالة مأزومة على أكثر من مستوى، وممر سلسلة من المصالحات لهذا الوجدان مع ذاته ومع ما حوله، في لحظة مصيرية.
أولاها المصالحة مع الذات، بحيث تمثّل الميقاتية جسر العبور والعودة إلى الوجدان السني اللبناني، من واشنطن الى بيروت على الأقل، بما يحافظ على أهم إنجاز حققه رفيق الحريري في حياته وموته. وهو من نقل هذا الوجدان المؤسس للكيان، إلى مرحلته اللبنانية، بعد مرحلتيه الناصرية والعرفاتية. أقله على مستوى الرجالات ـــــ الزعامات. بحيث كان رئيس الحكومة الراحل بحق، الزعيم السني التاريخي الثالث، بعد «الهرم الرابع» وأبو عمار. مع فارق «اللبنانية» في حالة الحريري، على عكس الشمولية الأكثر تذويباً للجماعة في الحالتين السابقتين. قبل أن يضيع إنجاز رفيق الحريري بين حفلات تكريم جون بولتون، وقبلات رايس، ونبيذ ميليس وسكرات الصدّيق ومن حاول تصديقه.
جسر العبور هذا من واشنطن إلى بيروت، يبدو ضرورياً، لا بل قد يكون حياتياً ومفصلياً، في لحظة إعادة كتابة التاريخ، بين ياسمين تونس وميادين مصر، أي في خضم استعادة الوجدان السني العام لألقه وروحه وجوهره، وانهيار أقنعته الغربية وأصنامه الأميركية.
ثم هي الميقاتية ربما، جسر العبور لمصالحة ضرورية وحياتية أيضاً مع باقي الجماعات اللبنانية، بحيث لا تكون هذه الجماعة في علاقة مأزومة مع الشيعة، بخلفية تبادل اتهامات اغتيال من هنا، ومؤامرة وخيانة من هناك، ولا تكون في علاقة مماثلة مع المسيحيين، على خلفية إحساس مكتوم بالثأر من نظام المارونية السياسية من هنا، أو الشعور المعلن بنية تكوين نظام السنية السياسية من هناك. ولا تكون هذه الجماعة أيضاً، في أزمة مع الدروز، على خلفية إحساس بالتخلي ونكث العهد من هنا، أو شعور بالاستعمال حطباً وأكياس رمل من هناك.
هكذا، قد يكون طي صفحة سعد الدين الحريري، حاجة سنية أولاً، كي لا يظل وجدان هذه الجماعة في هاجس أن الشيعة قتلوا زعيم السنّة، وأن المسيحيين يرفضوننا لأنهم يخشون أن نثأر من نظامهم القديم، وأن الدروز تخلوا عنا وغدروا بنا عند لحظة الضيق الكبرى. وقد يكون وصول نجيب ميقاتي، الصدمة المطلوبة، ليدرك الشيعة من جانبهم معنى أن تكون جماعة لبنانية قد خسرت زعيماً، وليدرك المسيحيون أن المقتضى الميثاقي يفرض الحؤول دون السنية السياسية، من دون استعادة المارونية السياسية، ويتنبّه الدروز الى أن السلوك الأقلوي البحت في وطن مثل لبنان، قد يؤدي الى الانتحار السياسي.
وفي السياق نفسه، قد تكون الميقاتية السبيل الضروري لمصالحة جماعتها مع المحيط، بدءاً من دمشق، وصولاً إلى العواصم العربية «الجديدة»، من تونس الجديدة والقاهرة الجديدة، وسواهما من الجديد اليومي لمواعيد الياسمين اليانع في كل المنظومة البائسة تقريباً.
ثم من يقدر أن يجزم ألا تكون الرياض نفسها في حاجة ماسّة إلى هذه المصالحة، وذلك لأسباب كثيرة وعديدة، منها التداعيات الشخصية لما حصل في نيويورك، وللكلام الكبير في حق أمراء، ما يمثّل خرقاً لأعراف صلبة في المملكة. ومنها ما يتعلق بالتصور السعودي لسياسة الحد من الانهيارات، في زمن الزلازل المتلاحقة من حول الرياض. فبعد غزة وبغداد وتونس والآن القاهرة، وبعد شمال اليمن وإرهاصات البحرين والكويت وربما سواهما، هل تقدم السعودية على خسارة بيروت كلياً، أم تقبل دخولها ولو تعويضاً من باب طرابلس؟
والقياس السعودي نفسه، مطروح أيضاً على أوروبا ـــــ وفي مقدمها فرنسا المتقدمة جداً في هذا التفكير ـــــ وسيكون مطروحاً لاحقاً على أميركا، بعد أن تدرك واشنطن ما حصل في ميدان التحرير.
لكل هذه المعطيات، يبدو نجيب ميقاتي واقفاً واثقاً، وهو قد يحاول طرح المعادلة على حلفائه في الأكثرية الجديدة، وفي الخارج الجدي: هل تريدون أن أكون مرحلة انتقالية تمهد لعودة ما كان قائماً منذ نحو عقدين؟ أم تريدون أن نبدأ معاً مرحلة تأسيسية لحالة تدوم؟ سؤال، يبدو قبوله مثالياً، كقابلة لولادة الميقاتية.
amol- مستشار
-
عدد المشاركات : 36762
العمر : 43
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
مواضيع مماثلة
» نصائح لولادة طفل بصحة جيدة
» هل من الضروري غسل الأرز قبل طبخه؟
» ميركل من الضروري أن تستعيد اليونان ثقة الأسواق
» بالفيديو.. لقطة نادرة لولادة قرش صغير في الصين
» لحظة نادرة لولادة صغير الحوت القاتل
» هل من الضروري غسل الأرز قبل طبخه؟
» ميركل من الضروري أن تستعيد اليونان ثقة الأسواق
» بالفيديو.. لقطة نادرة لولادة قرش صغير في الصين
» لحظة نادرة لولادة صغير الحوت القاتل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
أمس في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
أمس في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
2024-11-04, 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR