ما فرج إلا بعد شده

ما فرج إلا بعد شده

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الكلمة كان يرددها أجدادنا كلما داهمتهم هموم الدنيا ومشاكلها , يزرعون بها الأمل في النفوس ويشحذون بها الهمم ويرفعون بها المعنويات ليطردوا اليأس من أفكار الضعفاء الذين يستعجلون الأمور ولا صبر لهم علي نوازل الدهر.
وقد جعلوا من قول العلماء دواء لهذا الأمر المستعجل :
لا تـعجلـن فرُبما عجِل الفتى فيما يضر
فالعيش أحلاه يعُودُ على حــلاوتِهِ بِمُر
ولرُبما كـره الفتى أمراً عواقبهُ تـسـر

هذه كانت حكمة الأجداد لأنهم يعرفون ان الأيام دول يوم لك ويوم عليك وأن دوام الحال من المحال سبحان الدائم الذي لا يتحول ولا يتبدل ....
فكل واحد منا تمر به شدة، سواء صغرت أو كبرت، بل تمر بالمسلم شدائد عدة، فإذا فقد الإنسان الأمل هلك، ولكنه إذا أحسن الظن بربه، وقوي إيمانه به، فإنه سرعان ما يجد الفرج بين يديه.

اخوتي إن ما تمر به بلادنا من هم وغم وجور , وأنواع من العذابات والتقتيل فهي من مقادير الله سبحانه وليعلم الجميع إنه هو الذي بيده الفرج فانتظروه , واعلموا أنه إذا ضاق الأمر اتسع وسطع... وإذا اشتدا الظلام بدا الفجر
فعلينا بالصبر فهو دواء كل عسير ومفتاح لكل مغلق , وجاهدوا برفع الأكف إلى السماء والجد في الدعاء فإن الأمر بيده فسوف تطمئن به القلوب وتقوى به الهمم ونبدل باليأس الأمل بالنصر وهو قادم لا محاله بإذن الواحد الأحد ...

في الحديث عن الترمذي: (أفضل العبادة انتظار الفرج) وكما قال سبحانه: (أليس الصبح بقريب)!.. صبح المهمومين والمغمومين لاح، فانظر إلى الصباح وارتقب الفتح من الفتّاح، تقول العرب: (إذا اشتد الحبل انقطع) والمعنى إذا تأزمت الأمور، فانتظر فرجاً ومخرجاً. وقال سبحانه وتعالى: ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً وفي الحديث الصحيح: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء )

ويقول الشاعر :
ولرب نازلة يضيق بها الفتى
ذرعا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكان يظنها لا تفرج

إخوتي ربما في هذه الكلمات ما يصبر المستعجلين ويقوى الأمل في نفوس المتيقنين ويزيد من صلابة المجاهدين حتى نصل إلى النصر المبين بإذن الله سبحانه وتعالى ...

نسأل الله أن ينصرنا علي هذا الطاغية ومن والاه من أبناء واعوان .. اللهم اكسر شوكتهم وشتت شملهم وقطع أوصالهم واهزم جيوشهم واسكت آلياتهم واجعلها غنيمة لثورنا ... آمــــــين

والسلام عليكم ورحمة وبركاته

إذا نزل بنا الكرب واشتدت الأمور وضاقت علينا الأرض بما رحبت، فقد جاء في الصحيحين عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم) وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال: (يا حي يا قيوم! برحمتك أستغيث) وقال عليه السلام لـأسماء بنت عميس : (ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب: الله ربي لا أشرك به شيئا) وقال عليه الصلاة السلام: (من أصابه هم أو غم أو سقم أو شدة فقال: الله ربي لا شريك له، كشف ذلك عنه) وعن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (دعوة المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا بها في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا يدعو بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
واجمل ما قرات لعثمان بن عفان حين قال:
خليلي لا والله ما من مُلحة
تدوم على حي وإن هي جلت
فإن نزلت يوما فلا تخضعن لها
ولا تكثر الشكوى إذا النّعل زلت
فكم من كريم قد بلي ينوائب
فصابرها حتى مضت واضمحلت
وكانت على الايام نفسي عزيزة
فلما رأت صبري على الذل ذلت
مشكور..للموضوع الراقي والمميز...وياارب انصر ثوارنا في كل الجبهات ..وفرج عليهم جميع الكربات..وما النصر الا من عندك يا رحيم..تقبل مروري وسامحني للاطالة وما اكثرت في الكلام الا لان راق لي الحيث.وفي الاخير اشتدي ازمة تنفرجي...