إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
لا رفث و لا جِدال في فريضة الحريّة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لا رفث و لا جِدال في فريضة الحريّة
لا رفث و لا جِدال في فريضة الحريّة
نشر في: 17-08-2011
بين الإنتصارات و فقدان الشُهداء الإعزاء تختلط علينا مشاعر الأسى و الأفراح في آن واحد و نقف عاجزين عن رسم الكلمات و الحروف لوصف ما يصنعه الرجال الثوّار في ساحات الحريّة الحمراء وهم متماسكين على قلب واحد لا ترى بينهم رفث و لا جدال و هم يؤدّون فريضة المسير على أبواب الحريّة.
الصورة لم تتغير كثيرا فلم تذهب من ذاكرتنا و لم ننسى بعد صرخات ضاربي الطبول بين أودية ليبيا في مواجة طغاة التاريخ و هم يرددون:
” أحنا طبلنا طبل صلاّح..عليه أدّل الذّهِيبة .. أحنا وطنا بعد ما راح..رجع فيه علاّم غَيبة” ، نعم طبولنا طبول الصلاح و الحريّة و على إيقاعها يستدل التائهون و يرجع الغافلون، و نعم فبعد عقود من الضّياع رجع هذا الوطن الى أبنائه بعون الله و إرادتهم.
كان الموعد 17 فبراير، فيه تعالت الصرخات و دقت طبول الحرّية في كل مدينة ليبية و بدّدت بصداها صمت القبور مّعلنة العزم على إسقاط جُدران الظلم و الطغيان، كان الموعد لرجوع ليبيا الحُرة الأصيلة من بين أنقاض الزمن الى عالم الحريات الفسيح لتعانق العالم من جديد تحت راية جميلة أحبوها و ألتفوا بها و حولها و رسمها الأطفال على وجوههم وهم يروا فيها مستقبلهم الجديد و الأمل يملأ قلوبهم. أما الماضي فلا حيلة لنا فيه إلا أن نرفع أيدينا و نسأل الله أن يعوّضنا على ما فرّطنا فيه و على ما أضاعه السُفهاء منا و أن لا يؤاخذنا بإجرامهم وإسرافهم. و يبقى من الماضي الدرس التاريخي الذي تعلّمه هذا الجيل وهو أن روابط التماسك و التآزر و توحيد الصفوف هي أطواق النجاة الوحيدة في المِحن عندما يسقط الوطن بين أيادي الطغاة و يتداول مصيره القراصنة و يذبّحه المرتزقة.
نعم هذا ما حدث لنا و دفعنا الثمن غاليا و غاليا و هل هناك أغلى من ضياع الأعمار في الإنتظار و اللهث في الصحراء خلف السراب الكاذب، و ضياع الأعمار في كتابة طلبات الأحلام والأوهام و تماما مثل ما صَرَخ في حرارة أحد شيوخ مدينة الزنتان: ضاع الزمن في تكديس الملفات التي تملأ الأدراج في كل مكتب ثم البقاء في قوائم الانتظار السنة بعد السنة، و يطول الإنتظار حتى العمر كُله. ضياع الأعمار و الإنكسار في طرق أبواب التوسّط و التسوّل من وجوه لا تعرف صِناعة الخير و لا تسعد إلا بإحتقار الآخرين و التباهي بإغتصاب حقوقهم لأنهم ليسو من الفئة التي يرضى عنها كبيرهم و قائدهم الذي علّمهم السِحر و فنون الزيف و التسويف.
و الآن و بعد الرجوع من ساحات الحريّة يبقى الشئ الجوهري الذي علينا إدراكه و مواجهة الحقيقة فيه وهو مواجهتنا لأنفسنا. و نتساءل هنا جميعا، مثلما صنعنا ثورة فاجئة العالم هل نرقى الى مستوى قيمتها التاريخية و نبني دولة في زمن قياسي؟ هل نوفي العهد لدماء الشهداء و نصنع ليبيا من جديد و نعوّض ما خرّبه الطغيان و أتباعه من السفهاء؟ نعم كانوا سفهاء و مجرمون فبعد أن كان لهم الوطن البقرة الحلوب شبعوا و أسرفوا و فسقوا ثم قطعوا الضرع و هلكوا الزرع.
و حتى لا تختلط علينا الأوراق فالذين صنعوا و قادوا هذه الثورة المجيدة بدون شك هم سيبقوا حرّاسها الأوفياء في ربوع العدل و الحريّة و التسامح الى أن تقف ليبيا الجريحة و تسترد عافيتها. نعم جرحى معركة الحريّة كثيرون و من كل أطياف المجتمع و علينا حِراسة الوطن. و هذا الواجب هو في الحقيقة جِهاد النفس وهو أكبر الجهاد مثلما علّمنا رسولنا الكريم، فلا رفث و لا جِدال و لا خِلافات و لا عنصريّة و لا تحاسد على المناصب، و علينا تذكّر تضحيات الثوّار الذين تركوا كل شئ من أجلنا و ان يوفقنا الله في إستقرار وإعمار بيتنا الكبير ليبيا.
نشر في: 17-08-2011
بين الإنتصارات و فقدان الشُهداء الإعزاء تختلط علينا مشاعر الأسى و الأفراح في آن واحد و نقف عاجزين عن رسم الكلمات و الحروف لوصف ما يصنعه الرجال الثوّار في ساحات الحريّة الحمراء وهم متماسكين على قلب واحد لا ترى بينهم رفث و لا جدال و هم يؤدّون فريضة المسير على أبواب الحريّة.
الصورة لم تتغير كثيرا فلم تذهب من ذاكرتنا و لم ننسى بعد صرخات ضاربي الطبول بين أودية ليبيا في مواجة طغاة التاريخ و هم يرددون:
” أحنا طبلنا طبل صلاّح..عليه أدّل الذّهِيبة .. أحنا وطنا بعد ما راح..رجع فيه علاّم غَيبة” ، نعم طبولنا طبول الصلاح و الحريّة و على إيقاعها يستدل التائهون و يرجع الغافلون، و نعم فبعد عقود من الضّياع رجع هذا الوطن الى أبنائه بعون الله و إرادتهم.
كان الموعد 17 فبراير، فيه تعالت الصرخات و دقت طبول الحرّية في كل مدينة ليبية و بدّدت بصداها صمت القبور مّعلنة العزم على إسقاط جُدران الظلم و الطغيان، كان الموعد لرجوع ليبيا الحُرة الأصيلة من بين أنقاض الزمن الى عالم الحريات الفسيح لتعانق العالم من جديد تحت راية جميلة أحبوها و ألتفوا بها و حولها و رسمها الأطفال على وجوههم وهم يروا فيها مستقبلهم الجديد و الأمل يملأ قلوبهم. أما الماضي فلا حيلة لنا فيه إلا أن نرفع أيدينا و نسأل الله أن يعوّضنا على ما فرّطنا فيه و على ما أضاعه السُفهاء منا و أن لا يؤاخذنا بإجرامهم وإسرافهم. و يبقى من الماضي الدرس التاريخي الذي تعلّمه هذا الجيل وهو أن روابط التماسك و التآزر و توحيد الصفوف هي أطواق النجاة الوحيدة في المِحن عندما يسقط الوطن بين أيادي الطغاة و يتداول مصيره القراصنة و يذبّحه المرتزقة.
نعم هذا ما حدث لنا و دفعنا الثمن غاليا و غاليا و هل هناك أغلى من ضياع الأعمار في الإنتظار و اللهث في الصحراء خلف السراب الكاذب، و ضياع الأعمار في كتابة طلبات الأحلام والأوهام و تماما مثل ما صَرَخ في حرارة أحد شيوخ مدينة الزنتان: ضاع الزمن في تكديس الملفات التي تملأ الأدراج في كل مكتب ثم البقاء في قوائم الانتظار السنة بعد السنة، و يطول الإنتظار حتى العمر كُله. ضياع الأعمار و الإنكسار في طرق أبواب التوسّط و التسوّل من وجوه لا تعرف صِناعة الخير و لا تسعد إلا بإحتقار الآخرين و التباهي بإغتصاب حقوقهم لأنهم ليسو من الفئة التي يرضى عنها كبيرهم و قائدهم الذي علّمهم السِحر و فنون الزيف و التسويف.
و الآن و بعد الرجوع من ساحات الحريّة يبقى الشئ الجوهري الذي علينا إدراكه و مواجهة الحقيقة فيه وهو مواجهتنا لأنفسنا. و نتساءل هنا جميعا، مثلما صنعنا ثورة فاجئة العالم هل نرقى الى مستوى قيمتها التاريخية و نبني دولة في زمن قياسي؟ هل نوفي العهد لدماء الشهداء و نصنع ليبيا من جديد و نعوّض ما خرّبه الطغيان و أتباعه من السفهاء؟ نعم كانوا سفهاء و مجرمون فبعد أن كان لهم الوطن البقرة الحلوب شبعوا و أسرفوا و فسقوا ثم قطعوا الضرع و هلكوا الزرع.
و حتى لا تختلط علينا الأوراق فالذين صنعوا و قادوا هذه الثورة المجيدة بدون شك هم سيبقوا حرّاسها الأوفياء في ربوع العدل و الحريّة و التسامح الى أن تقف ليبيا الجريحة و تسترد عافيتها. نعم جرحى معركة الحريّة كثيرون و من كل أطياف المجتمع و علينا حِراسة الوطن. و هذا الواجب هو في الحقيقة جِهاد النفس وهو أكبر الجهاد مثلما علّمنا رسولنا الكريم، فلا رفث و لا جِدال و لا خِلافات و لا عنصريّة و لا تحاسد على المناصب، و علينا تذكّر تضحيات الثوّار الذين تركوا كل شئ من أجلنا و ان يوفقنا الله في إستقرار وإعمار بيتنا الكبير ليبيا.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: لا رفث و لا جِدال في فريضة الحريّة
مشكـــــــــــــــــــــور على التميـــــــــــــز الدائم
تقبل تحياتي
تقبل تحياتي
فرج بالقاسم الكباري- رائد
-
عدد المشاركات : 499
العمر : 34
رقم العضوية : 50
قوة التقييم : 6
تاريخ التسجيل : 09/03/2009
رد: لا رفث و لا جِدال في فريضة الحريّة
شكرا للموضوع مجهودات رائعة من طرفكم
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: لا رفث و لا جِدال في فريضة الحريّة
مشكور على هذا الموضوع الجد متميز بارك الله فيك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 57
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
مواضيع مماثلة
» شروط فريضة الحج 2016
» 4 رؤساء دول يؤدون فريضة الحج هذا العام
» 18 ألف مسلم بريطاني يؤدون فريضة الحج
» فريضة الصيام والأحكام الشرعية للصوم
» إختيار 116 مواطنا من سرت لأداء فريضة الحج
» 4 رؤساء دول يؤدون فريضة الحج هذا العام
» 18 ألف مسلم بريطاني يؤدون فريضة الحج
» فريضة الصيام والأحكام الشرعية للصوم
» إختيار 116 مواطنا من سرت لأداء فريضة الحج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:32 am من طرف STAR
» الشمال يتعرض لرشقات صاروخية الأكبر والاعنف منذ بدء الحرب
أمس في 8:31 am من طرف STAR
» تصريحات إيرانية تثير شكوكا متزايدة بشأن "مصير نصر الله"
أمس في 8:30 am من طرف STAR
» إسرائيل تعلن اغتيال قائد الوحدة الصاروخية بحزب الله ونائبه
أمس في 8:30 am من طرف STAR
» مخاوف كبيرة من تطور في سياسة خصوصية تلغرام
أمس في 8:28 am من طرف STAR
» الرجالهك بطلا لكأس السوبر الإفريقي على حساب الأهلي
أمس في 8:27 am من طرف STAR
» "لا تتخلصوا منه"..فوائد عديدة لقشر الموز تعرفوا عليها
أمس في 8:26 am من طرف STAR
» سلطة الرايتا الهندية
أمس في 8:25 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 8:22 am من طرف STAR
» أسباب عدم استجابة السيارة عند الضغط على البنزين
2024-09-25, 7:45 am من طرف STAR
» سانت بطرسبرغ وجهة منوعة تعد الزائرين بقضاء إجازة لا تنسى
2024-09-25, 7:44 am من طرف STAR
» رونالدو مطلوب في الصين.. ما القصة؟
2024-09-25, 7:43 am من طرف STAR
» فوائد ومضار النوم نهارا
2024-09-25, 7:43 am من طرف STAR
» أدمغة الرجال تتقلص من الصباح إلى المساء
2024-09-25, 7:42 am من طرف STAR
» تكلفة الهجمات على لبنان يوم الاثنين بلغت نحو 173 مليون دولار
2024-09-25, 7:41 am من طرف STAR