طرابلس.. ومعركة الحسم

طرابلس.. ومعركة الحسم











بعد
المد المتسارع للثوار تجاه العاصمة الليبية طرابلس وتحريرهم لعديد المدن
أصبحت المؤشرات الميدانية تؤكد على أن “معركة الحسم” قد أزفت لحظة غروب
شمس حكم العقيد معمر القذافي التي استمرت أكثر من أربعة عقود.

وفي حين يحقق الثوار على المستوى
الميداني نجاحات كبيرة على الصعيد الميداني يحاول نظام القذافي يائساً
إحكام قبضته على العاصمة بدعوته -عبر الرسائل الهاتفية- أهالي طرابلس إلى
التصدي لمن قال إنهم خوارج.

وفي الوقت الذي تُسمع فيه أصوات متدفقة
للأعيرة النارية – بحسب شهود العيان- نقلت مصادر إعلامية معلومات مفادها
أن مظاهرات حاشدة انطلقت اليوم في سوق الجمعة وتاجوراء ضد نظام العقيد
الذي قيل إنه موجود بمنطقة “العربان” بالجبل الغربي.

وقالت ناطقة باسم أحد المجالس المحلية بالمدينة أن قرابة 133 شخصاً من أبناء سوق الجمعة وفشلوم سقطوا قتلى بنيران الموالين للقذافي.

دعوة للتماسك

من جهته دعا رئيس المجلس الوطني
الانتقالي المستشار مصطفى عبدالجليل -الذي أبدى تخوفه من وقوع مجزرة- في
كلمة متلفزة مساء السبت أهالي طرابلس إلى التماسك والحفاظ على مقدرات
العاصمة وممتلكاتها، فيما نقلت في وقت سابق إذاعة هولندا عن نائبه
عبدالحفيظ غوقة قوله: “خلال الساعات القليلة المقبلة، ستكون هناك معركة
حاسمة لتتويج ثورة 17 فبراير وستكون فرحة العيد فرحتين.. سيحدث هذا بعد 72
ساعة على أقل تقدير”.

وأضاف غوقة أن الثوار يواصلون زحفهم إلى طرابلس، وأن الحسم العسكري بات وشيكا.

من جهته ادعى المتحدث الرسمي موسى
إبراهيم أن طرابلس “آمنة”، لافتاً في تصريح صحفي اليوم إلى أن قوات
القذافي تمكنت من القبض على عدد من المسلحين الأجانب.

ومن جهتها، ذكرت وكالة رويترز أن عدة انفجارات هزت المدينة، وأن نيران مدافع مضادة للطائرات شوهدت تنطلق إلى السماء.

وأضافت الوكالة أن سكان تاجوراء في
الضواحي الشرقية لطرابلس تحدثوا عن وقوع اشتباكات بين كتائب القذافي
والثوار، وذكرت قناة الجزيرة أن الثوار سيطروا على المتحف الإسلامي بمنطقة
سيدي خليفة بطرابلس.

وذكرت مصادر تابعة للثوار بأن ثوار
طرابلس سيطروا على قاعدة معيتيقة الجوية، وقالت الجبهة الوطنية لإنقاذ
ليبيا وعدد من المواقع المستقلة إن عمليات “فجر عروس البحر” بالتعاون مع
حلف الأطلسي قد بدأت.

كذلك أفادت مصادر إعلامية غربية بوقوع موجة ثانية من الانفجارات داخل طرابلس فجر أمس يعتقد أنها ناتجة عن قصف طائرات حلف الأطلسي.

ونقلت شبكة سي إن إن الإخبارية، عن
مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم إنه لا توجد أية علامات لقبول العقيد
معمر القذافي بتنحيه عن السلطة والخروج من البلاد.

يذكر أن الثوار سيطروا على مدينة صرمان
الواقعة على طريق ساحلي إستراتيجي يربط العاصمة مع الحدود التونسية، وتقع
على بعد ستين كليومتراً غرب العاصمة.

وعلي الصعيد السياسي، عقد مجلس الأمن
الدولي جلسة خاصة استمع خلالها إلى تقرير مبعوث السكرتير العام للأمم
المتحدة إلى ليبيا عبدالإله الخطيب حول المحادثات التي جرت في تونس لحل
الأزمة الليبية سياسياً.

ونفى الخطيب اجتماعه بممثلين عن حكومة
القذافي والمجلس الوطني الانتقالي أثناء وجوده في تونس، كما قدمت المفوضة
العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي تقريراً بشأن ليبيا.

وفي ضربة أخرى – يرى بعض المحللين أنها
قاصمة – لحكومة القذافي، أعلن رئيس الوزراء الليبي الأسبق وعضو مجلس قيادة
ما يسمى بـ”ثورة الفاتح” الرائد الركن عبد السلام جلود انشقاقه عن النظام
بعد أن تمكن من الفرار مع عائلته إلى إيطاليا بمساعدة ثوار مدينة الزنتان.

وتشهد مدينة بنغازي وقفة حاشدة بميدان الحرية مناصرة لثوار طرابلس، ومحفزة لهم للمضي قدماً نحو تحرير العاصمة.

قورينا الجديدة